|
النجيفي رئيسا لمجلس النواب
محمود المفرجي
الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 23:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بالرغم من السلبيات التي يتمتع بها البرلمان ، الا انه لا ينكر وجود ايجابيات كثيرة تظهر مع تقادم الزمن . ومن هذه الايجابيات التي لمستها شخصيا من خلال احتكاكي كأعلامي مع هذه المؤسسة ، هي تطور العقلية البرلمانية للسياسي العراقي بالرغم من وجود بعض العقليات التي ترى من موقع النيابة البرلمانية ليس الا وظيفة تضمن الراتب والعيش الرغيد. ورئاسة البرلمان هي الاخرى خضعت لهذه التطورات والتحولات ، ورأينا اداءا متصاعدا في الدورة السابقة للسيدين الذين شغلوا هذا الموقع المهم ، بالرعم من بطئ وتيرة هذا التطور بسبب ضيق الوقت ، والجو السياسي المشحون من عمر الدورة البرلمانية الماضي. واليوم تبوء هذا المنصب زعيم سياسي وهو اسامة النجيفي ، صنعت جهوده هذه الزعامة ، ولم تصنعها الصدفة او الاستفادة من ظروف معينة ، فبكل صراحة اقولها ، عندما اصبح اياد علاوي او نوري المالكي او ابراهيم الجعفري او غيره من الزعماء ، فأنهم استفادوا من تجربة الحكم التي خاضوها ، في حين ان النجيفي لم تكن له تجرية سابقة يستقطب من خلالها الاضواء ، انما سيرته السياسية المحمومة التي جعلت منه (رجل لقضية) في انظار كثير من الناس. لا اريد الدخول في تحليل شخصية هذا الرجل ، انما من خلال الاطلاع على سيرته السياسية ، نرى انه اهلا لهذه المهمة، فبالرغم من انه ترأس عدد قليل من جلسات مجلس النواب لحد الان، الا انه عكس الكثير من النقاط الايجابية اوضحها شخصيته القوية التي تناسب منصب رفيع كهذا ، وايضا همته الواضحة باصلاح هذه المؤسسة والنهوض بها الى درجة تكون فيها فعليا اعلى سلطة في البلاد ، وهذا الشعور لم يكتنفني فحسب ، انما يكتنف بعض السياسيين الذين التقيت بهم . وما يفرح بالموضوع ، هو الارتياح الكبير في الشارع العراقي باختلاف مذاهبهم، التي رأيتها متفقة الى حد بعيد على قبولها بالنجيفي كرئيس مجلس النواب ، حتى من قبل الناس البسطاء الذين التقيت بهم ، والمتأملين خيرا به . لكن المؤسف بالموضوع ان هناك حملة كبيرة تعرض اليها هذا الرجل في بداية مشواره كرئيس لمجلس النواب ، متمثلة بمحاولة تسقيطه وتشويه صورته في انظار جماهيره ، منها ما اطلعت عليه في موقع (كتابات) وبعض المواقع الاخرى، والادعاءات التي اشارت الى انه قدم تنازلات من اجل الحصول على هذا المنصب ، مستشهدين ببعض الاحداث الساخنة التي شهدتها الجلسة الاولى التي انتخب بها الرئاسات الثلاث ، وخاصة المتعلقة بقراره بالمضي بانتخاب رئيس الجمهورية رغم اعتراض القائمة العراقية الذي هو احد قياديها. ان هؤلاء فاتهم ان هذه الحادثة هي منقبة تحسب للنجيفي وليس سيئة ضده ، كون ان هذا الرجل منذ اول لحظة جلوسه على كرسي الرئاسة تصرف كرئيس لمجلس النواب العراقي ، ولم يتصرف كقيادي في القائمة العراقية ، وهذا يعطي انطباع بالارتياح لكل الشعب العراقي بانه يتصرف كعراقي وراعي للمسؤولية الكبيرة الجسيمة التي القيت على عاتقه . وعليه فان القاء التهم ومحاولة ايهام الناس وتأنيبهم ضده ، ليس حياديا بالمرة ، ويندرج في خانة التطرف السياسي الذي فيما يبدو متأصلا في نفوس البعض ، الذين يريدون من السياسي ليس الا اداة حرب تلوح بها ايديهم ضد الاخرين ، ولا يرضون ان يشاهدوا رجلا يدير عمله بمهنية ووطنية وما تمليه عليه مسؤوليته وموقعه... نكتفي ولا نزيد وهاهنا لابد لنا ان نوجه كلامنا للسيد النجيفي ، ونطالبه: 1- تغيير واصلاح هذه المؤسسة ، وان تكون مؤسسة لكل العراقيين ، وليس مؤسسة لرؤساء الكتل السياسية كما كانت ، عن طريق تفعيل الجانب الرقابي ، وتشريع بعض القوانين التي تخدم مصالح الشعب العراقي ، لاسيما القوانين المصيرية التي فشل مجلس النواب السابق في تشريعها او تمريرها بسبب اصطدامها برغبات واذواق بعض الكتل السياسية . 2- اصلاح الدستور والعمل على تعديله ، وان تكون هذه المهمة من اولويات اهتماماته ، كونها هي الركيزة الاساسية لاستقرار البلد ، وترسيخ مفهوم احترام الدستور بالشكل الذي يجعل منه قمة بالوضوح ، وليس عائما او مطاطيا كما هو الان، فضلا عن ضرورة الزام الجميع باحترام تطبيق القوانين . كما يجب الالتفات الى مسألة مهمة نراها شائعة في المشهد السياسي العراقي ، وهي الرجوع الدائم الى المحكمة الاتحادية لتفسير الدستور مما يعبر عن الفجوة الكبيرة الموجودة في الدستور ومطاطيته التي باتت في احيان عدة مادة طيعة بيد بعض الاذواق التي تحاول جر الكثير من المصالح لقرص خبرزها. 3- فرض شخصية البرلمان على كل المؤسسات العراقية الاخرى ، واجبارها على احترامه، وهذه المهمة لا تتعلق بالكتل السياسية بقدر تعلقها برئيس المجلس ، كونه هو العاكس الحقيقي ، ومن باب (السفينة بربانها). 4- الالتفات الى مسالة مهمة قد تكون غائبة عن ذهنية الكثيرين ، وان لم تكن غائبة فانها لا تحضى باهتماماتهم ، وهي رسم علاقة بين السلطة والصحافة تحددها القوانين الداعمة للعمل الصحفي ، مثل قانون حماية الصحفيين وحق الحصول على المعلومة ، لتكون داعما للعمل البرلماني في كثير من القضايا المهمة وخاصة ما يتعلق بموضوع الرقابة على مؤسسات الدولة، والحد من مسألة الفساد الاداري والمالي التي تحاول الحكومة حده عبر المؤسسات المعنية. ولا يسعنا الا نتمنى النجاح الموفقية للسيد النجيفي ، وباقي اعضاء مجلس النواب العراقي الذين صعدوا لهذه المواقع باصوات الناس ولم يصعدوا باصوات كتلهم كما هو في السابق.
#محمود_المفرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحل الأمثل للخروج من أزمة كركوك
-
جذور التجسس الامريكي والقادة السياسيين العراقيين
-
الكفن والوصية
-
كتاب: (العراق وامريكا ... الى اين) فلسفة الواقع قبل وبعد الح
...
-
يوسف الصائغ بعيون ادبية وليست سياسية
-
من مواطن الى رئيس الوزراء
-
من يكفل الحريات ومن يطبق الديمقراطية .... ردا على مقالة هرمز
...
المزيد.....
-
إسرائيل تحدد 3 شروط لإنهاء الحرب في غزة
-
-الحكومة تهتم بالمناصب والسلطة أكثر من الناس-.. وقف الحرب مع
...
-
هل تشتعل الساحة السورية من جديد بعد هجوم هيئة تحرير الشام عل
...
-
من هو روحي فتوح الذي سيتولى رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور
...
-
توتر بين برلين وموسكو على خلفية طرد صحفيين ألمانيين
-
بوتين: ترامب حتى الآن ليس آمنا على حياته
-
الجيش اللبناني يعلن خرق القوات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق
...
-
موقع أمريكي يكشف ما قاله بايدن لنتنياهو عن وقف إطلاق النار ف
...
-
-النمر- يصل حلب والجيش السوري يغلق الطريق الدولي من وإلى الم
...
-
اليمن.. الطيران الأمريكي - البريطاني يستهدف مديرية باجل بغار
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|