أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - كل حاج يمول ارهابي














المزيد.....

كل حاج يمول ارهابي


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 19:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد تكون اموال النفط غير كافية لتمويل الارهاب الديني المتطرف، وبذلك يتحول موسم الج والعمرة الى مصدر بديل.
بلغ عدد حجاج هذا العام ما يوازي المليونين، وعدد المعتمرين طبقا لتقارير وزارة الحج السعودية يفوق الـ 4 مليون، فاذا كان معدل انفاق الحاج والمعتمر 2000 دولار كحد وسط، فان الثروة التي تجنيها المملكة تفوق الـ 12 مليار دولار!
ولنتجاهل النشاط الاعلامي للمنظمات الارهابية على هامش هذه المناسبة، من توزيع كتب واشرطة وخطب، ولنتوقع وصول واحد بالمئة فقط، من هذه الاموال الى هذه المنظمات، بواسطة الشركات والنشاطات الاقتصادية التي تزدهر على هامش الموسم، فهي تحصل على اكثر من 100 مليون دولار.
ولا تتجاوز كلفة اعداد ارهابي واحد مبلغ 10 الاف، من توفير مطبوعات الى الاقراص المدمجة الدعائية الى حبوب الكبسلة وعقاقير التخدير، في المعسكرات، فان بامكان هذه المنظمات تهيئة عشرة الاف ارهابي سنويا، لنقل ان واحد بالمئة منهم يتحول الى انتحاري تفخيخي، فهذا يعني ان اموال الحج تؤمن على الاقل مئة من هؤلاء الانتحاريين الشباب يتوجهون الى العراق باموال صرفة من الحج، يقدمها هؤلاء الحجيج وهم صاغرون.
واذا كانت اموال النفط تدير المؤسسات الاعلامية الضخمة، من قنوات فضائية وصحف واسعة الانتشار، فانها غالبا ما تقدَم بحذر حكومي وتمر عبر قنوات بيروقراطية وتتعرض نسبة منها للسرقة اثناء التوزيع والحوالات والنثريات غير المدقق فيها.
بينما يوفر الحج طريقة اسهل، فتمر الاموال الطائلة الى جيوب منظمات التأهيل التكفيري دون رقيب.
وهنا لست في معرض اثارة جدل فقهي حول جدوى الشعائر حين تتحول الى سلاح بيد المجرمين، واترك ذلك لاهل الاختصاص من رجال الدين الافاضل، والى الحجيج وذويهم الفخورين بانجاز الزيارة، ولكني انوه الى حقيقة امكانية استثمار رؤوس الاموال هذه في مشاريع خيرية في البلدان الفقيرة لاغاثة عوائل تعيش تحت خط الفقر.
ففي العراق تنتشر امراض كثيرة نتيجة النقص في المياه الصالحة للشرب، وقلة العناية الصحية بالاطفال، فتتحول بعض الامراض مثل التراخوما البسيطة بسبب عدم العلاج الى عاهة دائمة لدى بعض الصغار، او يفقد عشرات الالاف من مرضى الكلى حياتهم بسبب عدم توافر جهاز غسل الكلي في اغلب المحافظات العراقية، والتي يحتاجها المريض لمرتين اسبوعيا على الاقل، فضلا عن المخاطر الصحية الاخرى.
فهل العراقي بحاجة الى اموال الحجيج لتكفل علاج اطفال العوائل المعدمة، ام لارهابيين تفخيخيين يفجرون انفسهم في دور العبادة، وعبوات لاصقة تنفجر امام المدارس والمتاجر والمستشفيات؟
فقهيا لا اعرف اذا كان بمقدور المرجع الديني الافتاء بان التبرع بالمال في مشاريع خيرية يوازي اداء فريضة الحج، في هذه السنين العاصفة بالارهاب على الاقل ام لا؟ لكني اعرف ان الحج لا ينفع الله –لانه فوق المنفعة- ولا ينفع الناس – المرضى والفقراء والارامل وايتام الحروب والتفجيرات على الاقل-، واعتقد ان ما يبتغيه الحاج هو منفعة شخصية قد تكون انانية في الحصول على المزيد من الثواب له بعد المماة وليس فيه اية فضيلة على الاخرين، ولا يستحق ان يصنف من الاخيار لان الحديث الشريف ينص بان خير الناس من نفع الناس، ولم يقل من نفع نفسه.
عندما يعود الحاج الى بيته تربكك فيه وانت تزوره لتقديم التبريك مظاهر الاعياء والتشنجات نتيجة قلة النوم، والتمدد في العراء، والالام الداخلية بسبب اضطراب الغذاء ونقص دورات المياه، الخ
ولا تقرأ في سمرة وجهه الشاحب، وفي عيونه الغائرة غير نظرات الهاربين من كارثة بيئية، وبعدم ثقة بكل عبارات التهنئة، خصوصا اذا ما نظر في عيني مليا، فلن يقرأ غير "حج مغرور و سعي منثور" يا حاج، لأني لا استطيع ان انسى بان هذا الرجل قد ساهم، بسبب انانيته، وحب المظهر، بتدوير عجلة الارهاب.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟
- مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟
- سيرك سياسي
- وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد
- قصر المهراجا قرب مدينة الثورة
- زواج ابنة حجي چلوب
- لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا
- العراق.. امية، تطرف ديني ومسلسلات هابطة
- هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم
- مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة
- هل العراقي انسان أولا؟
- التزوير الحقيقي بدأ قبل الانتخابات
- ثلاثة انتهازيين لقيادة العراق الديمقراطي
- اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟
- سمفونية جديدة للمالكي
- بئر الفكة النفطي ... من المستفيد ومن الخاسر من الازمة؟
- هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?
- الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟
- محارب لله ورسوله لانه كردي.. فاعدم


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - كل حاج يمول ارهابي