أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الحياة والموت














المزيد.....

الحياة والموت


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 13:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعدّ الحياة محطة من محطات الروح التي تنتقل من عالم إلى آخر ومن جسد إلى آخر لأنها لا تفنى تؤدي رسالتها في الكون بعدّها من خاصة السماء أما الجسد من خاصة الأرض فهو فانياً. وحين تتخلى الروح عن مسكنها في الجسد، فإنها تلبي نداءاً سماوياً لأداء رسالة أخرى في جسد كائن آخر أو عالم آخر.
تعدّ الأماكن والعوالم التي تشغلها الروح في جسد كائناتها المختلفة رسالة سماوية تختبر خلالها الروح، فإما أن يعتلي شأنها بالأعمال الخيرة التي يؤديها الكائن في محطة من محطاتها العمرية وأما أن يتدنى شأنها بالأعمال الشريرة التي يؤديها الكائن. لذلك يمكن عدّها قدراً يصعب على النفس تخطيه، فهناك كائنات تنال حظاً يفوق امكاناتها المتدنية في كل مجالات الحياة، وكائنات لها امكانات عالية في كل مجالات الحياة لكنها تعاني سوء الحظ.
إن الإرتقاء بمرتبة الروح لا يتعلق بمحطة ما من حياة البشر لأنها من خاصة السماء، ومن ثم فإن محطات عمرها لا تقاس بالزمن الأرضي وإنما بالزمن الكوني الذي هو الآخر لا تتطابق محطاته العمرية مع الزمنية. وحين تنتقل الروح إلى عالم وجسد آخر تقاس محطات عمرها بزمن العالم الجديد وما خطته الحياة من عدد محطات عمرية للكائن الجديد.
يرتبط مغادرة الروح عالم الجسد برسالة سماوية فكلما أنجزت الروح مهامها في جسد ما غادرته إلى عالم آخر، ففناء الجسد يقابله خلق جديد ورسالة جديدة تؤديها الروح. لأن الأرواح كائنات سماوية محدودة العدد ومتوازنة في عوالمها الكونية غير المحددة، فالروح تارة تسكن في جسد مخلوق بشري وتارة أخرى في جسد مخلوق حيواني وتارة ثالثة في جسد مخلوق كوني في عوالم كونية متباينة.
لذلك لا يمكن عدّ الموت فناء للروح وإنما فناءاً للجسد وأداءاً لرسالة وعالم محطاته العمرية انتهت مع مغادرة الروح، وهو بداية لعالم آخر وأداء رسالة أخرى. ومن يدرك ثنائية منظومة الجسد والروح يعي غائية الحياة ويدرك رسالة الروح الأزلية، بدليل أن المولود الجديد في عالم الحياة يستقبلها بالبكاء لأنه يدرك مسالك روحه المنتقلة من عالم إلى آخر.
كذلك الأمر حين تغادر الروح من جسدها إلى عالم آخر، الكثير من البشر يدركه البكاء لأنه لا يعي مسار روحه الجديد. أما العلماء والفلاسفة الذين أكملوا أداء رسالتهم في الحياة يدركون آلية عمل الروح ورسالتها الكونية فيبتسمون إلى الموت، بعدّه عالماً آخر يدركون مساره القادم.
يعتقد (( منذر حلوم )) " كثيرون يبتسمون حين يدركهم الموت، لكن لا أحد يبتسم حين يدرك الحياة أما من يبتسمون كثيراً فهم صنف آخر من البشر لا أعرف عنهم إلا القليل ولمن سيعترض دفاعاً عن إبتسامة الحكمة أقول ليس بينهم حكماء ".
إن الكائنات البشرية في الحياة لا تتنافس على أعمال الخير وإنما على أعمال الشر. لأن أرواحهم معاقبة من السماء، فتدنت مراتبها الكونية العليا لتسكن الأرض الأدنى وجسد الكائن البشري الذي يعدّ الأقل شأناً من الكائن الكوني. فإما أن تصلح الروح ذاتها بأعمال الخير لترتقي مرتبتها ومن ثم تغادر الجسد البشري إلى كائن كوني أكثر رقياً وعالم كوني آخر، وإما أن تقل مرتبتها بأعمال الشر فتسكن جسد حيوان في عالم الأرض عسى أن تكفر عن خطاياها ليعتلي شأنها ثانية. وهكذا يستمر العقاب وتدني مراتب الروح إلى كائنات أقل حتى تسكن جسد الشياطين، فتصبح أعمالها شيطانية تضر بالكائنات والعوالم المحيطة ولا تعرف أعمال الخير ويتدنى شأنها لتصبح روح شريرة من خاصة الشياطين.
تقول حكمة صينية : " إنه من ترقب موت غيره ليأخذ حذاءه يبقى أبداً حافي القدمين ".
يؤدون كثيراً من البشر دور ما في الحياة يرسمه الأخرون لهم من دون أن يقرروا بأنفسهم مسالك الحياة، فتبقى روحهم أسيرة عقابها ومراتبها المتدنية. وحين يدركهم الموت تنكشف أمامهم محطات العمر ويدركون زيف أعمالهم ومرتبة أرواحهم المتدنية، ليصبح مسارهم الجديد مجهولاً وتنال أرواحهم مزيداً من العقاب السماوي حتى تتطهر من ذنوبها ورجسها الأرضي.
يعتقد (( منذر حلوم )) " أن كثيراً من البشر يصفق للموت كما يصفق للحياة، ويصفق للخيانة كما يصفق للوفاء، ويصفق للقوة كما يصفق للضعف ".
إن الحياة والموت محطات عمرية لعالم أرضي تؤدي خلالهما الروح رسالتها وتقضي عقوبتها السماوية بعدّها كونية من خاصة السماء تدنست طهارتها بأعمالها السيئة، فعاقبتها السماء بخفض مرتبتها من عالم كوني إلى عالم أرضي ومن جسد مخلوق كوني إلى جسد مخلوق أرضي.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقائق وزيفها في الحياة
- ماهية الحقيقة في الحياة
- الشجاعة والخوف في الحياة
- الصدق والكذب في الحياة
- حالة الخطأ والصواب في الحياة
- عوالم الحياة المختلفة
- حالة الحزن في الحياة
- دور العوامل الخارجية والداخلية في حياة البشر
- الحياة الخاصة والعامة
- ماهية الحياة
- صدر في دمشق كتاب جديد للكاتب صاحب الربيعي بعنوان (( رؤية في ...
- صدر في دمشق كتاب جديد للكاتب صاحب الربيعي بعنوان (( تقنيات و ...
- صدق الفكرة في العقل واللاعقل
- الفكرة الخلاقة والعقل اللاواعي
- ميزات المعرفة
- مجتمع المعرفة والعقل
- إنتاج المعرفة
- ماهية المعرفة المكتسبة
- اختلال وظائف الجسد والسلوك الإجرامي
- القانون والجريمة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الحياة والموت