أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - هل يستفيد المالكي وعلاوي من أخطاء.. الحقبة الماضية .. ؟؟















المزيد.....

هل يستفيد المالكي وعلاوي من أخطاء.. الحقبة الماضية .. ؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 08:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الاتفاق الأخيرالذي تمخضت عنه مبادرة السيد البرزاني رئيس اقليم كردستان قد جاء نتيجة ضغوط أمريكية على الساسة العراقيين ، لانهاء السجال غير المثمر الذي أخذ من الوقت ما لا يستحق ، والذي اضطر السيد أياد علاوي للقبول بمشاركة كتلته في قوام حكومة المالكي. وبصرف النظر عما ولدته الضغوط الأمريكية على القوى السياسية العراقية من انطباعات سلبية في الصحافة ووسائل الاعلام ، أثبت القادة السياسيون العراقيين بعد ثمانية أشهر بعد الانتخابات ، بأنهم ليسوا فقط قادة سياسيون فاشلون ، بل كونهم أدوات طيعة للقوى الخارجية ، في حين هم في داخل بلادهم مشاكسون ومكابرون تجاه بعضهم البعض ، حقيقة مرة لكنها واقع ،ازدواج الشخصية صفة ملازمة لا ينبغي نكرانها. جميع سياسيينا بدون استثناء ، ينتقدون بعضهم البعض على اللهاث نحو قادة الدول العربية والأجنبية طلبا للدعم السياسي والمالي ، ولا يشعرون بالحرج من قيامهم هم بزيارات لتلك البلدان سعيا للدعم. ولذا فلم يكن مهما بالنسبة لهم أن يتحاوروا لثمانية أشهر أخرى حول تشكيل حكومة الشراكة الوطنية دون نتيجة تذكر، لكنهم يستجيبون بحماس لمكالمة تلفونية من مسئول رفيع أمريكي لانهاء الهزل والبدء بالعمل الجاد ، وهكذا انتهى الحوار وساعلن عن الموافقة على تكليف المالكي بولا ية حكومية ثانية. فكما تذكر صحيفة الغارديان البريطانية في عدد 12 تشرين ثاني الحالي " أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد اتصل بعلاوي مؤخرا وأقنعه بضرورة الانخراط بالحكومة، وذلك بعد أشهر من الدبلوماسية الأميركية غير المثمرة التي ظلت تصطدم بصخرة النفوذ الإيراني في العراق. حقيقة لم تفاجئ العراقيين ، لكن دلالتها تعني الكثير.

وبصرف النظر عن قدرة وجدية الحكومة الجديدة في التعامل مع الاتفاقات الموقعة بين الأطراف السياسية ، فاننا على يقين بأن ما تم الاعلان عنه أخيرا هو في صالح الاستقرار والأمن والوئام بين مكونات شعبنا. فما يتوقعه الشعب من حكومة شراكة جدية وحقيقية هو تنفيذ برنامج اعادة اعمار البنية الاقتصادية ، وحل مشاكل الفقر والبطالة ونقص الخدمات الأساسية ، واستكمال بناء الدولة على أسس ديمقراطية سليمة ، تلتزم بحرية المعتقد والتعبير وحقوق الانسان. لو توفرللحكومة الجديدة الانسجام الداخلي فستكون أمامها فرصة حقيقية لتضميد جراح المهمشين والمضطهدين ، واعادة سلطة القانون وهيبة القضاء واستقلاله ، وتعزيز ثقافة النزاهة في مؤسسات الدولة وحماية المال العام وملاحقة من أثروا على حساب الشعب. ولأن الاتفاق قد حظي بدعم وضمان الجامعة العربية والولايات المتحدة ، فسيمنحه هذا قوة معنوية ، تضع الأطراف الموقعة عليه أمام التزام أخلاقي لاحترام بنوده ، فهل ستلتزم بالفعل..؟

هناك أسبابا جدية تجعل القلق جديا من عدم احترام بنود الاتفاق من قبل الحكومة التي ستتأسس على ضوئه ، فالمتبقي لها في الحكم حوالي الثلاث سنوات ، والاتفاق لم يحدد فترة زمنية لاستكمال التعديلات الدستورية اللازمة التي تجيز استحداث المجلس السياسي المقترح ، ما يجعل احتمال انشاء المجلس ومن ثم مباشرته لمهامه خلال عمر الحكومة الجديدة أمرا بعيد الاحتمال. وذلك لأن مناقشة المهام التي ستناط بالمجلس السياسي ستفتح الباب لجدل واسع وعقيم في مجلس النواب وخارجه ، حيث يتوقع أن يتعمد حزب الدعوة اللعب على الوقت لاعاقة تشكيل المجلس الجديد. والسبب جلي هنا ، لأن مهام المجلس السياسي ستكون على حساب صلاحيات رئيس الوزراء ، ولا يتوقع من هذا الأخير التخلي عنها ، أو القبول بازدواجية وظيفية قد تضعه في صدام دائم مع المجلس المقترح. وبحسب ما سرب من معلومات عن مهام المجلس الجديد في الصحافة ووسائل الاعلام ، فإن السياسات الخاصة بالأمن والدفاع والنفط ستكون تحت اشراف وموافقة المجلس المقترح ، ويشترط لحصول الموافقة على القرارات أغلبية 80 % من أصوات أعضائه الخمسة والعشرين ، وليس لرئيس الوزراء حق نقض قرارات المجلس اذا لم تروق له ، كما هو الحال في الولايات المتحدة ، حيث للرئيس الأمريكي حق نقض قرارات الكونغرس. ويتوقع أن يفتح هذا الموضوع خلافا شديدا وخطرا بين رئيس الوزراء من جهة ، وكتلة التحالف الكردستاني والعراقية من جهة أخرى ، عند مناقشة مهام المجلس الجديد في مجلس النواب في الأسابيع القادمة ، لأن رئيس اقليم كردستان كان أول المبادرين لاخضاع قرارات رئيس الوزراء في مجال الأمن والدفاع لموافقة مجلس النواب.

والآن وبعد أن تم التوصل الى الاتفاق الأخير بعد مفاوضات عسيرة ، فقد توفرت فرصة ذهبية ليضع الجميع أقدامهم على الطريق الصحيح لخدمة شعبنا الذي ضحى كثيرا ، وهو ينتظر من الحكومة الجديدة انهاء محنه الكثيرة ، وسيكون خطأ تاريخيا لا يغتفر فيما لو أضاعت الكتل السياسية هذه الفرصة التي يتمنى الجميع أن تتكلل بالنجاح. لقد أبدت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية مخاوفها من فشل الاتفاق بين الكتل السياسية ، متسائلة : " هل هذه الصفقة صادقة وقادرة على الصمود في ظل بقاء سياسيين يميلون إلى المشاكسة والعناد وخدمة مصالحهم الشخصية ، ولكي لا تعيد الصفقة تكرار إنتاج نموذج المحاصصة اللبناني، يجب على العراقيين القيام بثلاثة أمور على عجل، ألا وهي: القضاء على المسلحين الجهاديين من خلال دعم الحكومة لعناصر الصحوة ، وبناء مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد، وتوفير الخدمات وتنفيذ مشاريع البنى التحتية وبناء الاقتصاد. فإن تمت تلبية هذه الشروط سيعود ملايين المهنيين العراقيين من منافيهم في الخارج إلى بلادهم، وسيكون أمام العراق فرصة الانبعاث والولادة من جديد".

مهمة الحكومة الجديدة برئاسة المالكي ستواجه تحديات بالغة الصعوبة ، بعضها يتعلق بتقاسم السلطة مع قوى لا يتبادل معها الثقة بل الشكوك المتبادلة ، فالعراقية بشكل خاص ، وبدرجة أقل ممثلو التحالف الكردستاني والصدريين والمجلس الاسلامي مرشحة لتقود حكومة ظل داخل سلطة المالكي وفي مجلس النواب ، حيث ستلعب دور الشريك المشاكس لسياساته ، وسيستند بذلك على دعم جانب واسع من الرأي العام السني ، ومن المحسوبين عليهم داخل الحكومة والبرلمان.
ويسعى السيد علاوي إلى ابطال مشروعية لجنة المساءلة والعدالة ، واعادة الاعتبار لضحاياها الذين تم اقصائهم من الحياة السياسية والوظيفية من مؤسسات الدولة ، خلال السنين السبعة الماضية ، حيث يعدون بعشرات الآلاف من المتهمين بتعاطفهم أو انتمائهم لحزب البعث المنحل. وتعتبر كتلة العراقية ، وتشاركها الرأي بذلك الولايات المتحدة وبعض الدول العربية ، بأن انجاز تلك الأهداف سيمهد الطريق لتحقيق المصالحة الوطنية ويحد كثيرا من أعمال العنف التي يعتقد أن البعثيين وراءها.إن التعهدات التي قطعتها كتلة دولة القانون وفق الاتفاق الأخير لا يمكن التعويل عليها كثيرا ، فهي في نظر الناطقين باسم القائمة هي مجرد تعهدات كلامية لا أكثر ، لأن تنفيذها مرتبط بتعديلات دستورية ، وهو حق لا تملكه دولة القانون ، أو رئيس الوزراء ،بحسب ما ذكره السيد حسن السنيد القيادي في حزب السيد نوري المالكي في حواره الأخير في جلسة مجلس النواب الأخيرة. وبناء عليه فإنه من غير المتوقع أن نرى تنفيذا سلسا لتلك التعهدات حتى لو كانت مكتوبة وموقع عليها من قبل الكتل السياسية ، وفي هذا تكمن خيبة الأمل التي لا يتمنى أحدنا أن يصاب بها أبدا. فقد أمضى العراقيون السنين السبعة الماضية بانتظار أمل لم يتحقق ، ولا يرغبون اليوم أن تقودهم الحكومة المقبلة نحو أمل لن يتحقق.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد الأمريكي .. وتحديات ما بعد الاشتراكية.. ..(الأخير)
- الاقتصاد الأمريكي ... وتحديات ما بعد الاشتراكية .. ..(1)
- صندوق النقد الدولي .. وشروطه المجحفة بحق العراق..؛؛
- ماذا وراء الحملة المعادية للجالية الاسلامية الألمانية... ؟؟
- جائزة نوبل للسلام لسجين الرأي الحر … ليو اكسياوبو....
- لماذا يدفع العراقيون ثمن أخطاء قادتهم…؟؟
- هل ترغم العقوبات الأمريكية إيران ... على وقف نشاطها النووي . ...
- هل يحلم الكوريون الشماليون ... بالتجربة الديمقراطية العراقية ...
- كيف يعالج اليمين الأوربي ... الأزمة الاقتصادية الراهنة..؟؟
- هل بدأ العد التنازلي ... لأفول نجم العولمة ... ؟؟
- العراقيون للولايات المتحدة ... شكرا على الفوضى... (الأخير) . ...
- العراقيون للولايات المتحدة ... شكرا على الفوضى...(1)...؛؛
- أراء ... حول سبل الانتقال إلى الاشتراكية...
- مغزى تراجع اليابان عن موقع الاقتصاد الثاني في العالم....؛؛؛
- الصين الشعبية ... واشتراكية دينك أوكسياو بينك ... ( الثاني و ...
- الصين الشعبية ... واشتراكية دينك أوكسياو بينك .. (1) ...؛؛
- أين الحقيقة ... في عدم جاهزية الجيش العراقي ....؟؟
- من يسعى لإعادة العراق الى أجواء الفوضى ....؟؟
- الشروط الكردستانية التسعة عشر.... ومعاناة العرب والكرد...؛؛
- ما ثمن ... زيارة المالكي لرئيس اقليم كردستان ... ؟؟


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - هل يستفيد المالكي وعلاوي من أخطاء.. الحقبة الماضية .. ؟؟