فارس كمال نظمي
(Faris Kamal Nadhmi)
الحوار المتمدن-العدد: 3185 - 2010 / 11 / 14 - 21:58
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
صدر كتاب جديد للدكتور فارس كمال نظمي العضو المؤسس للجمعية النفسية العراقية ، بعنوان ((المحرومون في العراق: دراسة في سيكولوجية الظلم)).
حاولت هذه الدراسة التوغل في أدق بنى شخصية الإنسان العراقي المحروم خلال حقبة الاحتلال الأمريكي لبلاده، وقدمت توصيفاً تفسيرياً– تنبؤياً لمسارات الفعل الاجتماعي الجمعي الناجم عن تفاعل أقصى مستويات الحرمان بديناميات الهوية الوطنية.
يستهل المؤلف دراسته بسؤال مركب الغايات: ((كيف استطاع المجتمع المدني العراقي أن لا يكره هويته الوطنية التي ارتبطت لديه بأنواع حرمان اسطورية سابقة وحالية كانت كفيلة بتفتيت أي سوسيولوجيا سوى العراقية؟)) ليعمد بعدها إلى اشتقاق مفهوم نفسي جديد لأول مرة، مقدماً دليلاً ميدانياً ملموساً على صدقه، هو مفهوم "الحرمان النسبي العراقي المُدرَك"، أي إنه أعطى للحرمان إطاراً وطنياً بالمقايسة مع الشعوب الأخرى، وهو أمر لم تتطرق إليه الأدبيات العالمية السابقة إذ اكتفت بتناول الحرمان النسبي في إطار المجتمع الواحد. ثم خلص بعدها إلى صياغة أنموذج (موديل) للهوية الوطنية العراقية متفاعلةً مع الحرمان النسبي ضمن إطار سيكولوجي– ديموغرافي قادر على التنبؤ باحتمال اندلاع الاحتجاجات الجمعية أو انحسارها لدى العاطلين عن العمل، مما يعدّ تطويراً تنظيرياً عراقياً خالصاً لنظريتي الهوية الاجتماعية والحرمان النسبي اللتين تأسستا وتطورتا في أروقة الجامعات الأوربية والأمريكية.
ففي ضوء خلفية سوسيو– سياسية قاسية، ممثلة بخطر التفكك المجتمعي من جراء العنف السياسي، تمر به جماعة حضارية قديمة كالعراق، يبرز ميكانزم نفسي جمعي وقائي هو تنامي الهوية الوطنية، إذ تمارس هذه الهوية وظيفةً تكيفية مزدوجة لدى المحرومين بكل درجات إدراكهم للظلم، هي: حماية تقديرهم لذواتهم الاجتماعية من جهة، وتنظيم جهودهم لممارسة الاحتجاج الجمعي من جهة أخرى.
إنها دراسة تبشّر بالأمل، مستندةً في ذلك إلى قياسات رقمية موضوعية للسيكولوجيا العراقية، ومستنتجةً أن "العقلانية" هي الجوهر الاجتماعي للفرد العراقي وإنْ كان مظلوماً ومحروماً وأسيراً لسادية السلطة ولاعقلانيتها.
يقع الكتاب في (446) صفحة، وصدر عن المركز العلمي العراقي - طبعة بيروت.
#فارس_كمال_نظمي (هاشتاغ)
Faris_Kamal_Nadhmi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟