أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - أمراض بالقرعة .. أمراض بالجملة !!














المزيد.....

أمراض بالقرعة .. أمراض بالجملة !!


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 3185 - 2010 / 11 / 14 - 17:33
المحور: حقوق الانسان
    


حدث ذات مرة ، في آخر عقد من القرن الفائت ، أن شعر مواطن بآلام في جسده ، فراجع إحدى العيادات الشعبية من غير أن يتوقع مفاجأة تنتظره هناك . أجرى الفحوص والتحليلات المختبرية ، فأكدت نتائجها على إصابته بعجز في الكلية وتصلباً في الشرايين وزلالاً والتهابات و.. كل مايخطر في البال من أمراض !!
خرج الرجل من العيادة الشعبية حاملاً تحليلاته مرفقة بها عشرة أقراص دوائية فقط ( لتخدير أعصابه طبعاً ) !
هل كان يحلم ؟
وضع يده اليمنى على وجهه ورأسه وصدره ، ليتأكد أنه يقظ تلمسَّ ضفاف الصحو ، وثمة هاجس كان ينمو في أعماقه كبركان لايهدأ ، دفعه الى مراجعة طبيب في عيادته الخاصة . وحينما فحصه أكد َّ له على تعارض نتائج الفحص مع نتائج التحليلات ! ونصحه بإجراء تحليلات جديدة .
حمل الرجل تحليلاته المرعبة عائداً الى العيادة الشعبية نفسها والى الطبيب الذي وصف له الأقراص العشرة ، فسأله إن كان مصاباً ، بالفعل ، بكل تلك الأمراض التي أظهرتها التحليلات ؟ أجابه الطبيب ببرود زاد من حرارة أعصاب الرجل : إن نتائج التحليلات في عيادتنا غير صحيحة دائماً !!
لم يدر ِ الرجل ماذا يفعل ؟ أيضحك ام يبكي وقد أدرك أن أجهزة الفحص الطبية في تلك العيادة مصابة بأعراض الشيخوخة المبكرة او بالأحرى مصابة بالخرف الفني المبكر وربما بالشيزوفرينيا شأنها شأن العديدين من البشر
، وإلاّ ماالذي دفعها لتحول جسد الرجل الى خزانة للكلى العاجزة والشرايين المتصلبة والأحشاء الملتهبة و.. سلسلة طويلة من الأجزاء العضوية المريضة التي تؤدي بلا شك الى ارتفاع ضغط دم وأعصاب الجسد المثقل
بها . التقط الرجل نفساً عميقاً مصحوباً بالتنهد ، وخطر بباله أنّ أطباء تلك العيادة ربما يوزعون الأمراض بالقرعة بين المراجعين !
غادر الرجل العيادة شاكراً الله تعالى على انتهاء الالتباس على خير والخروج بسلام من سيناريو تشخيص طبي مخطوء وخبرة طبية عالية ( كادت من علوها ترتطم بسقوف العيادة ) !!
تلك الكوميديا السوداء ظلت في ذاكرتنا على مدى السنوات اللاحقة لحصولها لاسيما إن التشخيص المخطوء علّة ابتلي بها الكثيرون على أيدي بعض الاطباء وفي بعض المستشفيات والعيادات ، كذلك الأجهزة الطبية بات بعضها قديماً اومحدوداً وبما لايسد الحاجة الفعلية الى التشخيص الدقيق والعلاج الوافي ، لكن اليوم نستذكرتلك الحادثة بشعور مرير مختلف إذ نتساءل لو إن أي مواطن عراقي يذهب الآن الى مستشفى او عيادة لإجراء فحوص وتحليلات ، فكم مرضاً سيكتشف أنه مصاب به بالفعل ، بعد كل سنوات الحروب والمعاناة في مختلف شؤون الحياة اليومية من ضعف الجانب الأمني وكثرة الانفجارات التي زادت من تلوث البيئة ، وشيوع الفساد الإداري الى جانب تردي الخدمات وغياب الكهرباء ومعه الماء في كثير من الأحيان فضلاً عن الزحام وضجيج المولدات وغير ذلك من أمورمتعبة في البيت والشارع ومقر العمل تتلف الأعصاب وتؤذي الصحة العامة عموما ً .
لا نقصد التشاؤم ودفعكم الى الخوف والقلق ، لكن واقع حياتنا يدفعنا الى التكلم هكذا متسائلين عن الحلول والمعالجات . فهل ثمة ما ينقذ أجسادنا وأنفسنا من الأمراض العضوية والنفسية الناجمة عن ضغوط الحياة الصعبة وفي مقدمتها عدم احترام المسؤول للمواطن وحاجاته ؟!
ومتى يحين موعد الالتفات الى حقوق الإنسان في عيش راغد وحياة يتوفر فيها أبسط مستلزمات الحفاظ على الأعصاب من الضغط وعلى الجسد والنفس عموماً من الأمراض التي قد تصيب الفقير والكادح والتعيس بالجملة ؟! لنبحث معاً عن العلاج الشافي لكل آلامنا .



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية المفصولين السياسيين من ناحية أخلاقية وإنسانية
- لأنها امرأة .. لأنه رجل
- زحمة يادنيا زحمة!!
- الموظفون يهلكون بسبب الحَر .. مَن ينقذهم من غرف الساونا الإج ...
- البعض طار الى عش التناقضات ، ولم يهبط بعد !
- لماذا نحن دولة ( نايمة ) ؟!
- أنا او .. أنا
- حين يخذلك صديق او مُحب !!
- أوراق للريح .. للضمير .. للإنسان
- قطراتُ دمع ٍ ومطر ٍ وندى
- هل يضرب المرضى الفقراء رؤوسهم بالحائط ؟
- أمس كأنّه الآن .. في صورة تذكارية
- أوراق للريح .. او للمسؤول
- رسائلي الى حبيبي
- من غير زعل : بين الإتفاق والاختلاف في الرأي نقاط وأسئلة ..
- معك أشعر بأنني معي .. و .. ( من كلِّ دفتر ِ عشق ٍ .. سطرٌ ) ...
- غارة نسائية : لسنَ عوانسَ .. إنما أنتم (عانسون)!!
- ذلك المكان الذي نحب ..
- يادفء صوتكِ فيروز .. في ليالي الشتاء الباردة .. // المطر يغس ...
- من غير زعل : حرب القناعات


المزيد.....




- تقنية التعرف على الوجه سلاح الجيش الإسرائيلي للإعدامات والاع ...
- نائبة مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة تشير إلى ازدواجية معايير ...
- أول رد فعل من نتنياهو بعد اعتقال اثنين من مكتبه في قضية التس ...
- حماس: اتفاق يوليو الماضي هو المفتاح لوقف الحرب وعودة الأسرى ...
- ممثل الأمم المتحدة يؤكد للسيستاني عدم التدخل في شؤون العراق ...
- فيديو: ما وراء قرار الاحتلال وقف عمل وكالة الأونروا؟
- السيسي يؤكد لعباس دعم مصر للسلطة الفلسطينية وحماية حق تقرير ...
- بعد توقيف 4 أشخاص بمكتب نتنياهو.. اعتقال ضابط إسرائيلي في قض ...
- أسامة حمدان: حظر الاونروا يؤكد اصرار الكيان على التمرد والاس ...
- موسكو تطلق سراح بعض العسكريين الأوكرانيين الأسرى


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - أمراض بالقرعة .. أمراض بالجملة !!