أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ابرام شاهين - الشرق الأوسط.. ما الحل؟















المزيد.....

الشرق الأوسط.. ما الحل؟


ابرام شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 19:51
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لو سألت أحدهم من منطقة الشرق الأوسط عن العقوبة التي يقترحها لمذنب ارتكب جريمة بشعة, ستجده يتلذذ بالعقوبة التي يقترحها من إقامة الحد أو القتل تحت التعذيب دون أن يخطر بباله شيء يسمى محكمة أو سلطة قضائية, وهذا ما نقصده بثقافة الديمقراطية التي إذا توفرت في المنطقة سوف تتحول إلى النظام الذي يحقق الرفاهية والعيش الكريم لأبناءها.
إنّ الغرب وبالأخص أمريكة منشغلة في "صناعة" العراق الجديد, وهذا الأمر يثير التساؤل التالي: هل بالإمكان إنتاج عراق بنموذج ديمقراطي فقط بمجرد تغيير النظام السياسي فيه؟ طبعاً الجواب هو النفي, لأنه لا يمكن الانتقال إلى نموذج ديمقراطي بدون وجود أرضية ثقافية تتقبل الديمقراطية أو فكرة الديمقراطية أصلاً, ففي هذه المنطقة هناك من يصف الديمقراطية بالبدعة أو رجس من عمل الشيطان وآخر يصفها بأنها مؤامرة غربية وغيره يدّعي بأن لكل شعب ديمقراطيته الخاصة وإن واقعنا السياسي هو حالة ديمقراطية ولكنها مختلفة عن ديمقراطية الغرب الذي لا تحلو له ديمقراطيتنا لذلك يعمل على تشويهها.
فصدام حسين مثلاً ليس ظاهرة غريبة أو شاذة في ثقافة مجتمعه بدليل أن هناك نسبة لا بأس بها مِن مَن يتحسر عليه وعلى أيامه الخوالي ويدافع عما قام به هذا الشخص, وبعبارة أخرى صدام حسين بسلوكه وأخلاقياته وطريقته في إدارة العراق على الأغلب لا ينظر له في ثقافة هذه المنطقة على أنه شخص مدان وغير طبيعي, طبعاً نستثني هنا من تأذى منه بشكل مباشر مثل الكرد والشيعة, فهؤلاء مثلا لا يتصدون للدكتاتورية لأنهم ينتمون إلى ثقافة الديمقراطية بل وأنهم قد يعيدون ما جرى لهم على رأس ضحية أخرى من أقليات المنطقة عندما تصبح الدفة بيدهم.
في مثل حالة الشرق الأوسط هناك احتمال ضعيف بأن الإصلاح التدريجي يفيد في تطوير نظام ديمقراطي بالتدريج, لأن العوائق أمام تطور هذا النظام المنشود هي عوائق داخلية تكمن في ثقافة شعوب هذه المنطقة, من الشعوب الكبيرة إلى الأقليات, فلا يوجد إيمان حقيقي وراسخ بالديمقراطية في هذه المنطقة وحتى الأقليات والشرائح المضطهدة فأنها تنظر للديمقراطية على إنها تكتيك مؤقت حتى تنال حقوقها.
ولكن السؤال هو كيف سوف تتحول منطقة الشرق الأوسط إلى نموذج ديمقراطي في ظل غياب ثقافة الديمقراطية؟ هناك حاجة إلى إيجاد هذه الثقافة أي أن تعتقد أغلبية أفراد المجتمع وحتى العامة بأن الحل لمشاكل المجتمع يكمن في إيجاد نظام ديمقراطي, وكلما كان الاعتقاد لدى أغلبية المجتمع راسخا بأهمية الديمقراطية ازداد تسارع المجتمع إلى النظام الديمقراطي. وهنا تكمن المشكلة الأساسية, فالثقافة ليست قطعة ثياب تقتنى من أحد المتاجر أو هي خدمة بنكية مثلاً, فالثقافة مسألة ضخمة ومعقدة وتتكون خلال فترة طويلة من الزمن ونتيجة التجارب والخبرات والتراكمات التي يمر بها المجتمع ولا تكتسب بسهولة ولذلك فإن المجتمعات لا تغير ثقافاتها بسهولة. فتغيير الثقافة يحتاج إلى صدمة حادة يتعرض لها المجتمع حتى يعيد النظر بكل موروثه بشكل جدي. وقد شهد العالم تجارب غيرت فيها مجتمعاتٍ ثقافاتها سواء جزئيا أم كليا, ومن الأمثلة عليها نموذج التدمير الكامل للثقافة القديمة بشكل قاسي في الياباني, التي دخلت الحرب العالمية بعنفوان وكبرياء إمبراطورية عظمى يجب أن تسود العالم ولكن نتيجة الهزيمة القوية التي تلقتها اليابان, الهزيمة التي هزة بل وهدمت الإنسان الياباني من الداخل وجعلته يعيد ترتيب ذاته من جديد ويعيد النظر بكامل ثقافته.
فمن نتائج تلك الهزيمة التي تلقتها اليابان هو أنها أشعرت إنسانها بحاجة إلى النهوض ولكن بعقلية جديدة وثقافة جديدة وفعلا فقد نجح اليابانيين في تحديث ثقافتهم وبزمن قياسي. ومن الأمثلة الأخرى على مسألة تغيير المجتمعات لثقافتها القديمة هو نموذج ألمانيا التي وضعت الدول المنتصرة يدها عليها ووضعتها تحت الوصاية وعملت على تغيير ثقافة المجتمع الألماني بشكل مباشر من خلال تغيير النظام التعليمي وحجب الأفكار السلبية عن المجتمع لفترة حتى عاد المجتمع إلى رشده, فالحالة الألمانية يمكن وصفها بأنها كانت وعكة صحية تعرض لها الألمان الذين كان لديهم تجربة ديمقراطية قبل الحزب النازي, ولذلك كان العلاج هو الحمية من الأفكار النازية لفترة من الزمن حتى عاد المجتمع الألماني إلى مساره الصحيح. و كذلك هناك تجربة يوغسلافيا التي كانت تعاني من غياب حاد في الديمقراطية فقد نشبت فيها حروب أهلية طاحنة انتهت بمجازر كبيرة, فكان الحل بالنسبة ليوغسلافية هو التقسيم ببساطة لأن شعوب هذا البلد لم تتمكن من التعايش معاً وتأسيس نظام ديمقراطي يعيش ضمنه الجميع بسلام.
أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط فلم تمر هذه المنطقة بأية تجربة كبيرة سوى احتلال العراق, أي صدمة حادة من قبيل حرب طاحنة مثلا تجعل شعوب هذه المنطقة تفكر جدياً بالتطوير والتغيير, ومازالت تجربة هذه المنطقة ضحلة وإن التجارب التي مرت بها لم تكسبها الثقافة الكافية لتتعلم كيف تدير نفسها بطريقة أكثر رقياً, ومازال الكثير في الشرق الأوسط وخاصة في مصر يرى بأن الإسلام هو الحل لمشاكل المجتمع السياسية والاقتصادية! وهم يتحدثون عن القرآن وكأنه كتاب إدارة الدول والمجتمعات (لن نناقش صحة هذا الرأي من عدمه) وبدلاً من ذلك يمكننا أن نتساءل التساؤل التالي, إذا كان من الصعب تطبيق الشريعة الإسلامية بالشكل السلفي للنظام السياسي في الدولة فهل من الممكن أن يسيطر الإسلام الإصلاحي الموءود منذ العصر العباسي في المنطقة؟
كما تجد البعض يؤمن بتحويل المجتمع إلى مجتمع عسكري وبذلك لا يبقى هناك لا جاني ولا مجني عليه, ففي المجتمع العسكري الذي يتحول فيه المجتمع إلى أرقام والمواطن إلى روبوت تصبح عملية إدارة المجتمع سهلة وننتهي ببساطة (حسب رأي هذا البعض) من المسألة من حالة عدم الاستقرار والضعف في المجتمع ويقدم مثلا على ذلك بالمجتمع الصيني الذي خرق القاعدة التي وضعها العقل الغربي, فمن دون أن يتحول المجتمع إلى الديمقراطية وبدون لا تعددية سياسية ولا هم يحزنون تمكنت الصين من أن تتحول إلى بلد اقتصادي كبير, وهذا ما يشجع بعض الآراء هنا بأن نحتذي بالصين وانتهى الموضوع! طبعاً في هذه الفكرة يتجاهل أصحاب هذا الرأي بأن الصين تعاني من انفجار ديموغرافي وإن شعب الصين يقف على حافة الجوع وليس لديه الوقت الكافي حتى في التفكير بتحسين الكتابة الصينية التي تستلزم المواطن الصيني الأصل ثلاث سنوات على الأقل لتعلمها, وكذلك يتجاهل أصحاب رأي الاحتذاء بالصين بأن الإنسان الصيني لم يعد قادراً في الصناعة مثلا على أكثر من تقليد منتجات الآخرين!
طبعا يأتي هذا الرأي هربا من فكرة الاحتذاء بالغرب وكأنه هناك إدراك داخلي بأن هذا الاحتذاء يعيقه الكثير من الصعوبات رغم إدراك ومحاولة المجتمعات الخليجية بالتغيير إلى النظام الديمقراطي, وخروج العراقيين باستنتاج مفاده أنه في الحروب الداخلية لا يوجد أحد منتصر, وهذه نقطة مهمة كي ينطلق منها العراقيين لبناء نظامهم الديمقراطي بعد أن توصلوا لقناعة بقبول بعضهم البعض في الخارطة السياسية للعراق وإدراك بأنه لا يمكن لأي مكون أن يلغي باقي المكونات مع المحافظة على الاستقرار في البلد.



#ابرام_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ابرام شاهين - الشرق الأوسط.. ما الحل؟