أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عصام سحمراني - رادار غبي غباء المسؤولين في لبنان














المزيد.....

رادار غبي غباء المسؤولين في لبنان


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 13:55
المحور: المجتمع المدني
    


أجمل ما يكون، أن يطلع عليك مسؤول ما ليفرض عليك كمواطن غباءه مقابل ذكائك أو سرعة بديهتك، أو لنقل مجرد قدرتك على اختراق قوانين مفروضة عليك عبر ثغرات موجودة فيها أساساً.

من الطبيعي أن ننتقل إلى القانون نفسه ومدى مطابقته للواقع وملاءمته للأوضاع السائدة التي قد تحتمل وقد لا تحتمل تطبيقه. لكن وقبل أي دراسة له وقراءة لشبهاته العديدة على صعيد مختلف عمّا قيل إنّه قد وجد لأجله، لا بدّ من السؤال عن مسؤولية أولئك الأغبياء الذين أوجدوا -أو استوردوا-القانون وهم يدركون ثغراته أو لا يدركون.

فلو كانوا يدركون ثغراته فعلاً فهم يستغفلون المواطن ويعتبرونه دونهم ذكاء، على أساس أنّهم من الطبقات الحاكمة التي ألبسها الله نفسه أثواب القيادة الحكيمة للأمة! وإن لم يكونوا يدركون ثغراته -وهو ما أرجحه عادة- فهم يثبتون يوماً بعد يوم غباءهم المعهود وقريحتهم الجافة في التعامل مع الأوضاع المهترئة التي لا يجدون علاجاً لها في غالب الأحيان -وبنسبة تكاد تكون مكتملة- سوى الضرب واللبط واستخدام أساليب الإرهاب، التي يتركونها على حالها، أو يجمّلونها من خلال ابتكار عقوبات تواجه الإختراق... وتواجه غباءهم في الوقت نفسه.

طيب.. قررت أجهزة السير اللبنانية تطبيق قانون يتعلق بمراقبة مخالفات السرعة من خلال كاميرات مراقبة ورادارات موزعة على الطرقات، دون الإعلان عن مواقعها. وصلت المخالفات في اليوم الأول إلى كومة كبيرة من المئات حتى أنّ بعض السيارات عوقبت لأكثر من مرة خلال النهار نفسه!

تفاخرت القوى الأمنية بـ"إنجازها" ولم تستمر نشوتها أكثر من يوم واحد حتى اكتشف المواطنون -أو سرّبت إليهم ربما- طريقة إلكترونية، ترتبط بموقع خرائط عالمي، تمكّنهم عبر هواتفهم النقالة المجهزة بنظام "جي بي اس" من اكتشاف مواقع الكاميرات وتفاديها قبل الوصول إليها.

جميل فعلاً.. تنفس الكثير من السائقين الصعداء وتساءل حتى شوفيرية التاكسي عن مثل هذا النظام، رغم أنّ بعضهم لم يصل في استخدام التقنيات أبعد من قيادة سيارته ليلاً ونهاراً والتعامل مع الحفرات والإشارات... وارتفاع أسعار المحروقات.

إذاً فالأمر متوازن، و"واحدة بواحدة"! لكنّ المسؤولين العظماء وفي محاولة لتغطية غبائهم لم يتوانوا بعد يوم واحد فحسب عن تذكير المواطنين –فجأة- بغرامة تبلغ ثلاثة ملايين ليرة 2000 دولار أميركي) لكلّ من يستخدم ذلك الموقع الإلكتروني!

لنتغاضَ قليلاً عن الأهداف المشبوهة للكاميرات والرادارات، والتي تصبّ كما كثير من الإجراءات في لبنان خدمة لاختراقات أمنية بحق المواطن وجمعاً للمعلومات عن تنقلاته بذريعة مراقبة مخالفات السير أو غيرها، فالأمر يتجاوز سنّ القوانين المشبوهة إلى استغفال المواطن أولاً وإلى معاقبته على غباء القوانين ثانياً، فكأنّ القانون لكي يطبّق لا مانع من أن يكون مليئاً بالثغرات كغربال!

الإحتفاء باختراق القوانين ليس هو الهدف. والحديث عن أناس يتجاوزون القانون من فوق، لا فائدة منه، فالجميع يعلم أنّ بإمكان سيارات مسؤولين معينين تجاوز كلّ الإشارات والكاميرات والرادارات إن عبر تقنيات في سياراتهم تشوش دون أن تلحقها عقوبة السنتين حبساً وغرامة العشرة ملايين ليرة، أو عبر عضلات تحمل السلاح من نوافذ السيارات ولا تجرؤ تقنية أو لجنة نيابية أو وزير على اللحاق بها. وما أكثر المسؤولين في لبنان!

المراجعة الشاملة مطلوبة في سنّ أيّ قانون جديد كي لا يتم اللجوء إلى استدراك الغباء بإرهاب، فالقوانين ستبقى... لكنّ محاولة المواطن لاختراقها ستبقى كذلك مهما كانت العقوبات، فحلم كلّ مواطن أن يكون مسؤولاً لا يعنيه النظام بشيء في جميع الأحوال سوى في تطبيقه على الضعفاء والإستقواء عليهم.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم ونحس... وبركات من السماء
- سطح مالح وعمق مالح للغاية
- كوضوح حذاء يتجه إلى رأس بوش
- المدّ السابع بعد الجزر- قصص قصيرة جداً
- إنتخابات جامعية مستنسخة في لبنان
- المعوّق.. إحدى شتائم سياسيي لبنان!
- عمي السيّد لا يأكل بيتزا الحجّ نادي!
- حديث الفارغ والممتلئ في انتخابات بيروت
- من حقهم كلبنانيين أكراد
- يحصل في بعض الملاعب الأوروبية
- كترمايا
- أوباما الفاشل.. فرصة لحركات المعارضة العربية
- عماد الدين رائف.. صحفي متقصٍ لقضايا خاصة
- الحريري وبن غوريون والحرب القادمة


المزيد.....




- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
- اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عصام سحمراني - رادار غبي غباء المسؤولين في لبنان