أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - تجريد العقل (الفطري) الإسلامي














المزيد.....

تجريد العقل (الفطري) الإسلامي


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 10:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يغدو التجريد، الذي يعني هنا، الفصل بين ما هو فطري مكتسب وما هو غريزي، منقسماً بين نظرتين متضادتين، يكاد التضاد بينهما أن يصل إلى حدود التصادم.
نتحدث في هذا السياق، عن التجريد بمفهومه الإسلامي، كما يراه دعاة التيار الإسلامي بمذاهبه المتعددة وانتماءاته المتنوعة، والتجريد بمساره العقلي الذي ينتهجه دعاة التيار العقلاني المتعدد الاتجاهات .
كنا قد بدأنا الحديث، عن التجريد الذي يحمل عنوان هذا البحث، وقلنا إن التجريد، هو الفصل العملي بين ما هو فطري مكتسب وما هو غريزي، ولا تندرج خاصية الفصل مع خواص التفكيك، فالأخير قد يرتبط مع خاصية التحليل فيما يتعلق بالشخصية ككل، أما التجريد فهو يختص بالعقل أياً كانت سماته العامة أو الخاصة.
ولفهم عملية تجريد العقل الإسلامي بشكل أوسع، طالما أن التجريد للعقل وحده، لابد من التفريق بين نوعين من العقل هما :
1- العقل الغريزي ( المقدرات العقلية )
2- العقل المكتسب ( الفطري )
العقل الأول ( الغريزي ) بمثابة النهج الذي يقتدي عليه العقلانيون في شروحاتهم وتفسيرهم للظواهر، وسبب اقتدائهم عائد إلى ما يتيحه لهم من عمليات الإدراك والملاحظة والفهم، فهو القاعدة الصلبة التي يبنون عليها نتاجهم الفكري والعلمي .
العقل الثاني ( الفطري ) وهو الأساس الذي يرتكز عليه دعاة التيار الإسلامي، عملاً بالنص [وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً] [الجن : 13] .
وحول هذين النوعين من العقل، تظهر الحاجة الملحة إلى الفصل بينهما، كخطوة أولى على طريق التجريد، نظراً إلى التباين العميق بين سماتهما، والتي تدحض الدعاوى التي تؤكد على حتمية التوفيق بينهما، فما هي الأدوات اللازمة لعملية التجريد ؟.
ثمة أداتان في هذا المجال .
الأداة الأولى : الأخلاق الروحية
الأداة الثانية : المنطق بشقيه الرمزي والصوري
التوفيق بين هاتين الأداتين، كالتوفيق بين العقلين الغريزي والفطري، فكل أداة تختص بعقل معين والعكس صحيح كما في المثالين الآتيين .
تشكل الأخلاق الروحية التي تنطوي على مبادئ الطاعة والسلوك الحسن والخلق والقويم، أداة العقل الفطري في عملية التجريد، وليس الأخلاق الفلسفية بما تنطوي عليه من قيم الخير والشر، الفضيلة والرذيلة أو كل ما يتصل بالسلوك الإنساني .
بينما يشكل المنطق الأداة الكبرى في تجريد العقل الغريزي من ناحية، وإعادة بناءه وتشكيله من ناحية أخرى .
إن انعدام التوفيق بين الأداتين السابقتين، وعدم توفر أداة ثالثة كحل وسط بين خيارين متعسرين لا يلتقيان البتة، تعد من أهم المعوقات التي تواجه عملية التجريد، والمشكلة لا ترتبط في جذرها بالأدوات، بقدر ما لها علاقة أصيلة بالآليات المتبعة من قبل دعاة التيارين، فالأدوات التي يركنون إليها جزء من المشكلة وليست المشكلة برمتها .
والأمر اللافت للنظر، إصرار كل تيار على التجريد كأولوية مطلقة لا مجال للتراجع عنها أو استبدالها بأولوية أخرى، أقل إطلاقية وأكثر نسبية في ممارستها للتجريد .
إن الحاجة المتزايدة للتجريد لدى كل تيار على حدة، أصبحت بمثابة الفلتر الذي يقوم بمهمة التنقية والتصفية لكل الشوائب التي قد تجد طريقها إلى العقل في غفلة منه .
فالتجريد بالنسبة لدعاة التيار الإسلامي، يعني تخليصه من الهوى ( الضلال ) من خلال تغذيته بالنصوص أولاً وبالعلم الشرعي ثانياً وبالأخلاق الروحية ثالثاً، ولا يعني فصله عن العقل الغريزي، باعتبار أن الأخير، يؤدي دوره ووظيفته التكميلية لصالح خدمة الأول، الذي يقوم بعملية شاقة، هي تجريد العقل ( فلترته ) عما يلحق به من الأهواء والنزوات، وفي هذا جواب عن السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الكثيرين، هل العقل الإسلامي قابل للتجريد بعيداً عن تأثير النصوص؟ .
الشق الآخر من الجواب، يقدمه لنا دعاة التيار العقلاني، الذين يبنون تجريدهم على أساس المنطق القائل: إن العقل لا يخضع لغير العقل، وإن التجريد بالنسبة لهم، يعني تحرير العقل من الموروثات ( الأساطير ) عن طريق الركون إلى العلوم الإنسانية، التي من شأنها الارتقاء بالعقل، وإعادة تخليقه في كل مرة تتقدم فيها تلك العلوم من خلال وصله بها .
على ضوء ما سبق طرحه، تبدو الحاجة إلى الفصل التعريفي بين العقل الفطري والغريزي، كرديف لعملية التجريد، وليس بديلاً عنها، الخيار الأمثل، فلا مجال لتجريد أحدهما دون الآخر، في ظل انعدام الخيارات الأخرى، وفي ظل التناقض الحاد في فهم التجريد والتمسك الشديد بممارسته .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل وتحكيم القضايا الإلهية
- حدود التصورات العقلية في الإسلام
- العقل ( كجوهر ) إسلامي
- إسلام بلا عقل !
- عقل بلا إسلام !
- طل الملوحي و أكاذيب النظام السوري
- اليوم العالمي للشاعرة طل الملوحي المغيبة في المعتقلات الأسدي ...
- طل الملوحي .. الألم والأمل
- كلنا طل الملوحي
- ماهية العقل الإسلامي
- إسرائيل تحاسب نفسها
- بين عقلانية العرب وإسرائيل
- لسنا بحاجة إلى العلمانية !
- منع النقاب في سورية : ماذا عن الطائفية ؟
- جاهلية الإسلام أم جاهلية العرب ؟
- العلمانية ليست نقداً للدين
- لماذا يبدع العرب في إسرائيل ؟
- أحقاً اهتزت صورة إسرائيل ؟
- الطائفية في سوريا : رؤية من الداخل
- الإسلامافيا


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر الناشف - تجريد العقل (الفطري) الإسلامي