جمعة الحلفي
الحوار المتمدن-العدد: 958 - 2004 / 9 / 16 - 09:05
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يستحق العراقي أن يأكل ويشرب ويلبس ويلعب ويسافر ويتزوج ويترفه ويُحترم رأيه وتصان حقوقه ويعيش بسلام وأمان، لأنه دفع ثمناً باهظاً، لم يدفعه سواه، خلال العقود السوداء الماضية. لكن مشكلة العراقي أنه يريد أن يتحقق له كل هذا وهو جالس في بيته لا يحرك ساكناً، وهذا من شبه المستحيل، إن لم يكن المستحيل بعينه. فالعراقي يمكن أن يخرج رأسه من نافذة السيارة ليشتم سائقاً آخر خالف شارة المرور، لكن هذا العراقي نفسه، يمكن أن يغافل شرطي المرور، في أول فرصة تتاح له، ويرتكب المخالفة نفسها، تحت شعار (هيه سايبة). وقد يتزوج هذا العراقي، وهو عاطل عن العمل ومفّلس، إعتماداً على المثل الشائع والقائل: ( نص المهرعلى سيد حمد الله) وبعد الزواج يأتي بنصف دزينة من الأولاد، تحت شعار ( الطفل يولد ورزقه تحت إبطه) وعندما تلومه على هذا التصرف غير المسؤول، ينزعج ويقول لك: (يمعّود ربك لا يترك عبده يموت من الجوع) والخالق الكريم يمكن أن يساعد الفقراء من عباده ولا يتركهم يموتون من الجوع، لكنه لا يتمنى لهم مثل هذا المصير، بكل تأكيد، وهو القائل وإسعوا في مناكبها.
ويمكن أن ينصحك العراقي بضرورة توفير بعض المال، للأيام الصعبة، وهو يردد عليك المثل الشائع:( القرش الأبيض ينفع باليوم الأسود) وعندما تسأله لماذا، هو نفسه، يبذر المال هنا وهناك، يضحك ويقول لك (يابه أصرف ما بالجيب يأتيك ما في الغيب)!
وقبل فترة قصيرة أخبرني صديق أن صديقاً له جرى إختطافه من قبل عصابة تسليب، وهذه العصابة إتصلت بأهله وطلبت منهم فدية كبيرة لا يملك منها الأهل شيئاً. وعندما سألته وهل حاول أهل المختطف المسكين أن يتصلوا بالشرطة والجهات الأمنية، تعجب الصديق من سؤالي وقال لي ( هذا مستحيل لأنهم يخشون على حياة ولدهم) ولا أعرف، في الواقع، كيف نريد من الحكومة أن تردع هذه العصابات ونحن نتعاون معها في تسهيل عمليات الإختطاف وإبتزاز الناس؟
#جمعة_الحلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟