أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد علي محيي الدين - القرد البريطاني والإنسان العراقي














المزيد.....

القرد البريطاني والإنسان العراقي


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 22:13
المحور: حقوق الانسان
    


لأكثر من عشر مرات أتوجه لدائرة الجوازات للحصول على جواز سفر فأصطدم بالروتين أو المعاملة على الطريقة العراقية فأرجع خائبا لاعنا الجواز ومن يعطي الجواز والغرض الذي وجد له الجواز فلم يكن أجدادنا الملاعين من أبناء عدنان وقحطان يحتاجون إلى جواز للعبور بين بلد وآخر فكل شيء مباح والمشاعية في التنقل ميزة حرمنا منها في العهود المتأخرة ،وتذكرت ما ردده يوما الرئيس العراقي عبد السلام عارف متغنيا بالوحدة التي لم تتحقق :
ليس بين العراق والشام حد هدم الله ما بنو من حدود
ويبدو أن الله لم يفكر لحد الآن في تهديم الحدود لذلك نحن بحاجة للجواز رغم أنوفنا ،المهم في مراجعة كان الزحام شديدا والحر أشد والمراجعين متجمهرين تحت ظلال الزيزفون ورحمة الشمس الحارقة عدت أدراجي بانتظار فرصة أخرى وثانية قيل أن الجوازات لا تتوفر في الوقت الحاضر ،وثالثة قيل أن المدير أصدر تعليمات جديدة لضمان الانسيابية والقضاء على الرشوة والفساد وإشاعة المساواة بعدم السماح للسماسرة بالمراجعة ،ورابعة كان الطابور أطول من يوم العرض فمنعتني بداوتي من الدخول في الطابور لاعتبارات اجتماعية وخامسة وسادسة حتى قررت أخيرا البقاء بدون جواز قربة إلى الله تعالى وبانتظار رحمة الإلهة بتهديم الحدود لدعوة الرئيس المؤمن عارف، رغم أن الجواز متيسر وخلال ساعات إذا دفعت 500 دولار ولكن الأخلاق أو القيم أو غيرها منعتني من اللجوء لهذا الطريق لذلك قررت أن أبقى بدون جواز أسوة بملايين العراقيين ممن يعيشون دون خط الفقر وعلى هذا أسلمت أمري لجبار السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من الكافرين!!!
ولكن أبت الأقدار إلا معاندتي وإثارة الموضوع من جديد فقد بعث لي أحد الأحبة أميل مزعج يسبب الصداع ووجع الرأس ،الأميل موثق بالصورة ولا يقبل النقاش ومستمسك رسمي لا يأتيه الباطل من خلفه أو أمامه ولا هم يحزنون ،يقول أن جدنا الأعلى القرد البريطاني بيلي منح جواز سفر بريطاني لأول مرة وبذلك يحق له السفر بالدرجة الأولى إلى أي دولة من دول العالم،ولأن الجواز البريطاني بمثابة جواز سفر دبلوماسي فلا تستطيع أي دولة من دول العالم الطعن بشرعيته كما هو حال الجواز العراقي الذي لا تعترف به الكثير من الدول تحت حجج في مقدمتها الكتابة باللغة الكردية أو عدم شرعية الحكومة العراقية أو الخلاف معها أو الاحترام غير الزائد للعراقيين بوصفهم عملاء للمحتل إلى غير ذلك ممن الأسباب لذلك فأن الجد بيلي في كل المقاييس يزيد قليلا علينا نحن الذين لا نملك جواز أو لا يحق لنا الدخول لبعض الدول لعمالتنا للاحتلال وبذلك فعلى من ينكرون نسبنا القرودي أن يتراجعوا قليلا فالقرد البريطاني أفضل من المواطن العراقي لأنه يمنح جواز السفر مع التقدير وابتسامة قاتلة من صبية حسناء – كما تظهر الصور- والعراقي يقابل في دائرة الجواز بأقذر ما في القاموس من كلمات ودفع ورفع وشلع يجعله يلعن الساعة التي ولد فيها ،ولنا أن نقارن بين حقوق الحيوان في دول الكفر والاستعمار وحقوق الإنسان في دول ألأيمان والاستبداد ويحق لي التمني أن أكون قردا بريطانيا لهو كافة الحقوق بدلا من أنسانا عراقيا ليس له حقوق، ولعن الله الداخلية ومن دخلها والجوازات ومن جوزها والحدود ومن حددها ،وأعادها مشاعية ينتقل فيها الإنسان كالطير الحر له حق السفر أنى وأين يشاء،ودعائي لوزير الداخلية البولاني بطول العمر وأن يكتسح المرشحين في الانتخابات القادمة،فقد حصل على ألف صوت في هذه الانتخابات لما قدمته وزارته الخائبة من خدمات للمواطنين.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة لو لعب زعاطيط
- شياطين بلباس رجال الدين
- ندوة عشتار
- ها...خوتي النشامة
- رد على رد
- ما هكذا توزن الأمور يا طريق الشعب
- سعدي الحلي نكات وطرائف
- جهنم وأيامها
- المجالس الأدبية في الحلة
- قال الراوي
- هموم الوكت
- جسور الغالبي
- حزن ديرة
- مبروك جائزة أبن رشد
- حلوين
- حكومة بابل تحرم الغناء والموسيقى
- إذا لم تستحي
- من الذي خول الشابندر بالتفاوض بديلا عن العراقيين
- الزواج السياحي
- القوى الأمنية في الديوانية وموقفها الدنيء من الشيوعيين


المزيد.....




- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
- خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام ...
- سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى
- قصف وموت ودمار في غزة وشتاء على الأبواب.. ماذا سيحل بالنازحي ...
- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد علي محيي الدين - القرد البريطاني والإنسان العراقي