جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 19:47
المحور:
القضية الفلسطينية
جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
ابشر بطول سلامة يا خاروف
يحتفل العالمان العربي والاسلامي هذه الأيام بعيد الأضحى المبارك، ويؤدي أكثر من خمسة ملايين مسلم مناسك الحج في الديار الحجازية، فنسأل الله الثواب لحجاج بيت الله الحرام، وأن يعودوا الى ديارهم وبيوتهم كما ولدتهم أمهاتهم بعد أن غسلوا ذنوبهم السابقة، ونقول للجميع :"كل عام وأنتم بخير.
أمّا الصامدون المرابطون المجاهدون المصلون الصائمون المعتكفون، القابضون على جمر تراب وطنهم في فلسطين، والعراق وأفغانستان فنقول لهم: نسأل الله أن يعود عليكم العيد القادم وقد تخلصتم من نير احتلال أهلك البشر والشجر والحجر، ونخص شعبنا الفلسطيني بأن يتمكن من حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، بعد كنس الاحتلال ومخلفاته.
أمّا الأنعام من جمال وبقر وغنم في فلسطين المحتلة، فستكون السلامة من نصيب أغلبيتها، لأن الغالبية العظمى من أبناء الشعب لا يملكون ثمن الأضحية، أما مالكو ثمنها فهم في غالبيتهم ليسوا ذوي كدح أو صلاة أو صوم أو حج، وهم لا ينحرون الأضاحي طلبا للغفران، بل طلبا لمائدة يجللها أطايب الطعام، كما هو ديدنهم في بقية أيام السنة، ولا يسألون عن أسر الشهداء والأسرى والمحتاجين.
والأسر الفقيرة، وأسر الشهداء والأسرى نسوا طعم اللحوم الطازجة منذ زمن، ولا يطمعون إلا بالمعلبات القليلة التي تزودهم بها وكالة غوث اللاجئين وبعض مؤسسات الاغاثة الدولية، أو بذبح دجاجة في أحسن الأحوال، حتى أن أطفالهم باتوا يحسبون أن الأنعام باتت للزينة والفرجة، وهذا لصالحهم طبعا، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن النباتيين أسلم صحيا من آكلي اللحوم.
أما أخواننا في العروبة والدين، فيبدو أنهم ما عادوا يعتبروننا اخوانا حتى في الانسانية، لأن الانسان لا يقبل بأن يشبع وجاره جائع، بل حتى إنهم يشاركون في حصار جائر على مليون وربع مليون فلسطيني في قطاع غزة منذ ما يزيد على أربع سنوات، فهل سيغفر لهم الله مشاركتهم في هذا الحصار أو السكوت عنه؟ ونحن لا نملك إلا أن نصلي لله وندعوه بأن يغفر لنا ولهم، وأن يتقبل الطاعات منا ومنهم، وأن يهدينا ويهديهم إنه سميع مجيب الدعاء، مع أن أحد الظرفاء قال: بأن ثواب أضاحيهم سيكون من نصيبنا لأننا صبرنا على ما ابتلانا الله به، ولأنهم لم يشاركوا ولو بأضعف الايمان في تفريج كربتنا، فنحن في رباط الى يوم الدين، ولا نطمع إلا بمرضاة الله الذي نسأله أن يحفظ لنا قدسنا وأقصانا من عبث العابثين وطمع الطامعين، إلى أن يقضي يوما كان موعودا.
زوروا مدونة جميل السلحوت:
Jamilsalhut.com
12-نوفمبر-تشرين الثاني 2010
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟