أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد كعيد الجبوري - ( كاوه محمود ) وزير ثقافة وشباب كردستان والتربية الشيوعية















المزيد.....

( كاوه محمود ) وزير ثقافة وشباب كردستان والتربية الشيوعية


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3182 - 2010 / 11 / 11 - 22:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لم أستطع زيارة الشمال العراقي منذ وقت طويل ، وآخر سفرة سياحية لإقليم كردستان كان عام 1985 م ، فترة الحرب العراقية الإيرانية الهوجاء ، وهيأة السفرة نقابة معلمي بابل ، بمعنى أنها مدعومة من حيث السكن والضيافة ، لذا رافقتهم للسفرة مع زوجتي لأنها من سلكهم – التعليم - لنخفف عن كاهلنا مصاريف تلك السفرة التي لا نطيق تكاليفها ، بعد التحرير عام 2003 م أستمع لأصدقاء كثر حديثهم ، عن إقليم كردستان ، وما وصل له من عمران وخدمات تقدم للمواطن الكردي ، لا يمكن مقارنتها بما يقدم للمواطن العربي في المحافظات العراقية الأخرى ، وحين أستمع لما يقال تأخذني غبطة كبيرة للإخوة الكرد ، وأتمنى زيارة ذلك الإقليم ، ولكن ضيق ذات اليد تمنعني من الزيارة ، سيما وأني سمعت عن غلاء الفنادق هناك ، وأخيرا هيئت وزارة الثقافة الاتحادية لمهرجان أقيم في إقليم كردستان ، بعاصمة الإقليم أربيل ( هو لير ) دعيت لحضوره كشاعر شعبي ممثلا عن البيت الثقافي لمحافظة بابل ، ولست هنا بصدد إي شئ ، فلست معنيا بالحديث عن المهرجان ونجاحه ، ولا بالرفقة الجميلة الحميمة بين الوفود ، ولا حتى بنوعية الخدمة التي تقدم ، ولا بالحضور وعدد الحضور ، ولا بجمالية أربيل وعمرانها ، ولا بالأسلوب الأمني المتبع ، ولا بعدد النوادي الليلية وما إليها ، ولا بنظافة الإقليم ، ولا بعدد الشرطة التي لم نشاهد منهم إلا القليل القليل ، ولكني سأتحدث عن عنوان موضوعتي فقط ، علها تصل لآذان ملأت بالقطن ، لأنها لا تريد أن تستمع لأصوات الحق العالية .
لمرة واحدة التقيت الصديق ( آشتي ) ، تعرفت عليه خلال احتفالية افتتاح مقر محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي ، أعجب بقصيدتي وطلب مني إرسالها لجريدة طريق الشعب ، بعد أن أكتب عليها ( تسلم الى الرفيق آشتي ) لمتابعة نشرها ، وفعلا نشرها الرجل مشكورا ، وحينها تصورت أنه شيوعي كردي جاء برفقة سكرتير الحزب ( حميد مجيد موسى ) لحضور الافتتاح ، ولا حقا عرفت أن الصديق ( آشتي ) رفيق شيوعي عمل بشمال العراق مع رفاقه الأنصار بعد هروبه من مدينة الناصرية ليلتحق بالثوار بشمال العراق ، وأعترف أن الصديق ( آشتي ) أذكى مني حيث صافحني بحرارة بقاعة افتتاح فعاليات مهرجان البيوت الثقافية العراقية بأربيل متذكرا لي ولاحتفالية محلية بابل ، ولم أتذكره إلا بعد هنيئة استرجعت بها الذاكرة للوراء ، عدت اليه وهو بصحبة شابة وقور ، ولم يحاول إحراجي بعدم تذكري له ، وقدم لي مرافقته ليقول لي سلم على الرفيقة زوجة الرفيق الراحل الشهيد سعدون ، نظرت لها وأنا ألحظ حزنا دفينا رغم تصنعها ابتسامة اللقاء ، وأجزم أن وجودها وسط التجمعات الفنية والثقافية لتبرهن لنفسها وللآخرين أن الراحل لا يزال حاضرا بوجودها ، ووجود رفاقه بصدارة هذه التجمعات ، تكرم الصديق ( آشتي ) لدعوة وفد الحلة لضيافته وكرمه ولم أكن محظوظا لأحضر معهم بسبب طارئ يعرفه الصديق آشتي ، في نهاية اختتام فعاليات البيوت الثقافية بأربيل حضر السيد وزير الثقافة والشباب لإقليم كردستان الأستاذ ( كاوه محمود ) ، والسيد طاهر ناصر الحمود وكيل وزارة الثقافة الإتحادية ، والسيد معاون مدير عام دائرة العلاقات الثقافية السيد مظفر الربيعي ، والسادة مدير البيوت الثقافية العراقية ونائبه ، ووفود البيوت المشاركة ، مع جمع من مثقفي كردستان ،وبمقدمتهم الأستاذ حسين الجاف عضو المكتب التنفيذي للإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ، ونائب الأمين العام للإتحاد ، ونائب رئيس إتحاد إقليم كردستان ، بدأت فعالية الاختتام بتقديم وصلات غنائية لمطرب من ذي قار ، أعقبها قراءة شعرية شعبية لي ( حامد كعيد الجبوري ) ، وأخيرا الفرقة البصرية للفنون الشعبية حيث أعادتنا لرقصات ( الهيوة ) البصرية والأغاني الفلكلورية .
همس بأذني الصديق ( آشتي ) ليقول لي أنك وأصدقائك وفد بابل مدعوون بضيافة السيد وزير الثقافة الكردستاني ، ولاحظت اعتذار الوزير من وكيل الوزارة الاتحادية ، ليقول له معتذرا لا أستطيع الحضور معكم ، لوجود ارتباط مسبق مع مجموعة أصدقاء ، خرجنا للشارع العام لنستأجر مر كبة توصلنا حيث دعونا ،ونحن ننتظر مرور سيارة أجرة ، خرجت سيارة يقودها لوحده دون حماية وسائق وزير الثقافة الكردستاني ، جلسنا لساعة متأخرة من تلك الليلة لنتعرف من خلالها على الخلق والتربية الشيوعية ، بدأ حديثه معنا قائلا ، أرفعوا الكلفة بيننا ولا تتحرجوا بطرح أي شئ ، ولا تأخذكم فيّ لومة لائم ، وتحدثوا بأي شئ يستهويكم ، غنوا ، وارقصوا ، وتبادلوا الطرف ، وها أنا أحدثكم أول طرفة ، سألته متعمدا ، كم شرطي يحرس دارك ؟ ، أجاب مبتسما ، لا أملك حارسا لداري ، ولست بحاجة لهذا الحارس ، قلت له لو أني مثقف أو رياضي كردي ، كم يتطلب مني وقتا للقائك ؟، أجاب ، بمجرد خروج الزائر الذي سبقك ، وأن لم يكن بمكتبي زائرا تدخل مباشرة ، قلت ، هل تمدون يد العون لمنظمات المجتمع المدني الثقافية والرياضية ؟ ، قال ، أقل دعم شهري لمنظمات المجتمع المدني والتي تربوا على المئتين ، مليون دينار عراقي شهري ، وأكثر مبلغ تدفعه الوزارة ثمانية مليون دينار عراقي شهريا ، غير المنح الفصلية لمثقفي كردستان ، وعلمت من الأستاذ حسين الجاف أن حكومة الإقليم وزعت لمثقفي كردستان عام 2010 م ، 300 قطعة سكنية ، مع خمسون مليون دينار كمنحة من الإقليم ، سألته عن إمكانية فتح بيوت ثقافية كردية في الحافظات العراقية لنري من خلالها الآخرون عمل وزارتكم ؟ ، أجاب ذلك غير ممكن لأننا لا ننوي أخذ دور وزارة الثقافة الاتحادية ، وأستمر الحديث والإجابة حتى أيقنا أن هذا الرجل قد وضع بمكانه الطبيعي وهو وزارة الثقافة ، والرجل حاصل على شهادة – ليست من سوق مريدي الشهير للتزوير – عليا بدرجة دكتوراه في الفكر الإسلامي ، تحدث بطرفة جميلة لها أكثر من مغزى شيوعي أصيل ، قال استوقفتني السيطرة العسكرية ليستأذنوا مني إيصال مواطن كردي بسيارتي ، صعد الرجل وسألني من تكون ، أجبته وزير الثقافة ، لم يصدق الرجل ذلك ، حيث لا حماية و لا سيارة نجدة أو ما شابه ، وحين وصوله لمنطقة سكناه – المواطن الكردي - أخرج ديناران ليعطيها كأجرة سيارة لي ، وتحدث عن عمل الوزارة وكأنه يتحدث عن بناء بيت له ، وأفاض بالحديث عن منجزات وزارة الثقافة والرياضة ، وآخر تلك المنجزات الثقافية دعوة الشاعرة العراقية الكبيرة لميعة عباس عمارة ، وافتتاح مراكز ثقافية ورياضية بعموم كردستان ، الحديث يطول عن أخلاق هذا الرجل الشيوعي ، أعاد مبلغ إيفاده لحضور مؤتمر دفعت نفقاته منظمة ( اليونسكو ) ، وهناك خلال المؤتمر طالب بما لم يطالب به غيره ، طلب إعادة عودة مدينة بابل الآثارية ، وجعلها معلما عالميا ، بعد أن أعاث بها المقبور صدام حسين فسادا ، لتخرج عن نطاق تراثيتها العالمية ، وشاركنا جلستنا التأريخية الرفيق محسن سكرتير رابطة الأنصار الشيوعيون ، والرفيق علي مهدي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، والصديق الرفيق حسن أبو زينة ، والشاعر ناهض الخياط ، الشاعر جبار الكواز ، الفنان فاضل شاكر ، الفنان سعد العواد ، الدكتور سلام حربه ، الباحث والمترجم صلاح السعيد ، لقد حظينا بلقاء هذا الرجل الذي يمثل الثقافة الكردية الأصيلة ، وليكرس الخلق والتربية الشيوعية الصادقة ، أتمنى أن تتاح لنا فرصة وفد آخر لنطلع عن كثب لكردستاننا الحبيبة ، ولنقرأ أشعارنا الوطنية بحضرة مثقفي كردستان الأصلاء ، ولنعزز أخوتنا العربية الكردية ، وأن لم يحصل ذلك سأهيا أنا شخصيا وفدا من الإتحاد الذي أقوده وعلى نفقتنا الخاصة لنغني لعراقنا الذي يستحق الغناء ، طالما أن هناك وطنيون أحبوا ترابهم وتراثهم الإنساني الكبير .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت تسأل والحزب يجيب
- الشيوعيون وحمى صراع الكراسي
- السرقات الأدبية مع سبق الإصرار والترصد
- أركب ع الصعاب
- ضمير أبيض مجموعة الشاعر حامد كعيد الجبوري
- عاشت الرأسمالية والعولمة الجديدة
- البينة الجديدة ووضوح رؤاها
- الشاعر الشهير السيد جعفر الحلي و قامة الرشأ المهفهف / الجزء ...
- سوق الصاغة في الحلة وحكاية شيخ الصاغة (الياهو) / كتابة محمد ...
- الولد للفراش وللعاهر الحجر
- الشاعر الشهير السيد جعفر الحلي و قامة الرشأ المهفهف / الجزء ...
- الناس على دين ملوكها
- رحمك الله يا عبد الكريم قاسم
- ( عجيب أمور غريب قضيه )
- مدهشٌ ما قيل في ( المدهش )
- الوفاء بالعهود
- ظاهرة الهروب الجماعية من السجون العراقية
- الهروب عن اليسار الى اليسار في ( عرس الماي )
- ( رجعنا بخفي حنين )
- البرلمان العراقي ومجالس المحافظات و الحاجة منهما


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد كعيد الجبوري - ( كاوه محمود ) وزير ثقافة وشباب كردستان والتربية الشيوعية