أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - نهاية الأصولية و . . . الدعوتان














المزيد.....

نهاية الأصولية و . . . الدعوتان


حازم صاغيّة

الحوار المتمدن-العدد: 206 - 2002 / 8 / 1 - 02:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



في 1992 أصدر الباحث الفرنسي أوليفييه روا كتاباً سماه (اخفاق الاسلام السياسي) (ترجمته الى العربية (دار الساقي) بعنوان (تجربة الاسلام السياسي)). الكتاب قال إن المشروع الذي بدأ مع انتصار الثورة الايرانية في 1979, شرع يضمر. اما عمليات العنف التي تمارسها جماعات اسلامية هنا وهناك فدليل على (اخفاق) المشروع: الباحثون عن انتصار من وزن الانتصار الخميني في بلوغ السلطة, لن يحصدوا إلا الخذلان. نعم, سيحصل عنف. نعم, سيحصل تفسخ. أما السلطة فلا.

بعد 11 ايلول (سبتمبر) الماضي, أصدر باحث فرنسي آخر هو جيل كيبيل كتاباً سمّاه: (جهاد). كيبيل دفع ما سبق ان قاله روا خطوة الى الأمام. اعتبر ان 11 ايلول هو البرهان الساطع على ان مشروع الاسلام السياسي آفل. اما اللجوء الى الارهاب على هذا النطاق الخارق فدليل على انسداد الباب أمام النضالية الدينية.

بعض قصار النظر في فرنسا ممن لم يفهموا المعاني المستترة هاجموا روا وكيبيل. طالبوا الدولة الفرنسية بالكف عن دعم المؤسسات والبحوث (الاستشراقية) لأنها تبدد أموال دافع الضرائب لتبشّر(نا) بأن الاسلام السياسي في انحسار, فيما اسامة بن لادن و(القاعدة) يُرعبان العالم.

الفترة الأخيرة قدمت اكثر من حجة لمصلحة القائلين بالانحسار. النظام الطالباني في افغانستان انهار وتداعى. النظام السوداني تخلى عن حسن الترابي وتعاون أمنياً مع الولايات المتحدة, وصولاً الى بروتوكول مكاكوس الأخير مع (الانفصاليين) الجنوبيين. النظام الايراني الذي جعل (المعتدل) محمد خاتمي رئيساً للجمهورية منذ 1997, اتخذ اكثر من موقف يوحي بالاستعداد للمساومة: من مساعدة واشنطن في حرب افغانستان الى التخلص من عبء قلب الدين حكمتيار. ولو أبدت الادارة الجمهورية درجة أعلى من المرونة لربما وجدت اساساً للتغلب على مشكلات كثيرة تعتري العلاقات الثنائية. واذا كانت الجزائر لم تبرأ من العنف فإنه ليس ذاك الذي يهدد السلطة. اما البوسنة المستقرة على اتفاقات دايتون (1995) ففشلت كلياً محاولة الأسلمة الراديكالية لحربها الاهلية.

وما يصح في الأنظمة يصح في التنظيمات: من مراجعة (الجماعة الإسلامية) المصرية لممارساتها في العنف واعتذار بعض رموزها عن الماضي, الى الوقف الفعلي للعمليات العسكرية من قبل (حزب الله) اللبناني. وبين هذين القطبين نقع على: درجة من التناغم بين القوى الاسلامية العراقية والسياسة الاميركية تجاه بغداد, كما على مواقف اكثر تعقيداً تصدر عن (حماس) و(الجهاد الاسلامي) الفلسطينيين: هذان بدا من المحتمل انشدادهما الى تجميد العنف لولا الغارة الاسرائيلية الوحشية على غزة.

هذا كله لا يلغي ان العنف مستمر, وكلفته, الانسانية والمادية, لا تزال باهظة. كما لا يلغي ضرورة المضي في محاصرة الارهاب والارهابيين على أنواعهم. الا ان النهايات حتى لو بدت عاصفة عصف البدايات لا تحمل على الخلط بين مرحلتين شديدتي الاختلاف. وعلى واقع كهذا تتأسس دعوتان:

واحدة للقوى الراديكالية نفسها: فما تفعله مجاني بحت, لن يؤدي الا الى إطالة المسافة التي تفصلنا عن الاكتراث ببناء مجتمعاتنا والانصراف الى قضايا التنمية وجذب الرساميل والتعليم, فضلاً عن الديموقراطية.

واخرى للولايات المتحدة واسرائيل: فكل تفهّم واستيعاب لهذا المستجد الكبير يقلّل الأكلاف ويقصّر تلك المسافة. والمعالجات الأمنية البحتة ليست مفيدة في هذا المعنى. أما الأفيد فهو الاكتراث بالأسباب جنباً الى جنب القمع للتعابير والتجليات.

الحياة (31/7/2002 )


#حازم_صاغيّة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس لدينا ما نقول
- عفن في أميركا
- أميركا وأوروبا و... الآخر
- إنه الخليج لا الشرق الأوسط
- فصل عنصري ووصل موتي
- في عدم جواز رد الانتحار و/ أو الشهادة إلي صراع الحضارات
- أول أيار : توقعوا الأسوأ في واشنطن ، وفي شوارع العالم وساحات ...
- نحن وأميركا : الكراهية السهلة - الصعبة
- مأزق الفرد في الشرق الأوسط


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - نهاية الأصولية و . . . الدعوتان