أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت - علي بوطوالة - تجمع اليسار الديموقراطي ورهان توحيد اليسار المغربي















المزيد.....

تجمع اليسار الديموقراطي ورهان توحيد اليسار المغربي


علي بوطوالة

الحوار المتمدن-العدد: 957 - 2004 / 9 / 15 - 10:46
المحور: اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت
    


في سادس يونيو 2004 تم الإعلان في مهرجان جماهيري حاشد بالدار البيضاء عن تأسيس "تجمع اليسار الديموقراطي" بالمغرب بعد سنتين من الحوار والنقاش والتنسيق بين خمسة تنظيمات يسارية وهي حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي وحزب اليسار الاشتراكي الموحد وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحركة النهج الديموقراطي وجمعية الوفاء للديموقراطية، هذا الحدث الذي أولته الصحافة المحلية اهتماما ملحوظا يعكس حاجة المجتمع المغربي في هذه المرحلة بالذات إلى قوة يسارية وازنة تفرض الانتقال الديموقراطي وتحمي الشباب المغربي من الانزلاق نحو التطرف الأصولي ، ويشكل قطيعة مع مرحلة طويلة من الصراعات والخلافات.

أولا : اليسار المغربي وقضايا الخلاف :

هناك اليوم شبه إجماع داخل فصائل اليسار المغربي على أن أوضاع هذا الأخير ليست على ما يرام حيث كشفت الانتخابات الأخيرة (الانتخابات البرلمانية في شتنبر 2002 والانتخابات البلدية والقروية في شتنبر 2003) عن التراجع الكبير في قدرة أحزاب اليسار على التعبئة والتحفيز وتجنيد الجماهير في صفوفها.
فعندما كانت هذه الأحزاب قادرة على تنظيم تجمعات ومهرجانات جماهيرية حاشدة تضم عشرات الآلاف من المواطنين خلال النصف الثاني من القرن الماضي لم تعد قادرة حتى على تعبئة قواعدها بالشكل المطلوب في المعارك الانتخابية.
بالإضافة للتراجع في الاداء السياسي والجماهيري لفصائل اليسار المغربي الذي أصبح عاجزا عن منافسة الحركة الأصولية في الميدان خاصة في القطاعات الحساسة كالقطاع الطلابي والشبابي، هناك التشردم الحاصل في صفوف اليسار حيث تجاوز عدد فصائله العشر فصائل بينما تراجع حجم تأثيره ونفوذه الى مادون حجم تأثير الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بقيادة الشهيد المهدي بنبركة خلال بداية الستينيات من القرن الماضي.
هذا المعطى وحده كاف للتدليل على أن الصراعات الحادة داخل أحزاب اليسار والانشقاقات المتوالية التي عرفتها خلال الثلاثين سنة الأخيرة أضعفتها ، بل أنهكتها وأضفت صورة سلبية لدى عموم المواطنين . هذه الصراعات والانشقاقات كانت لها أسباب عديدة أهمها:

1- الخلاف حول المسألة الديموقراطية والانتخابات :

منذ انطلاق المسلسل الانتخابي في دجنبر 1976 وجد اليسار نفسه أمام إشكالية صعبة ومعقدة نظرا لإصرار النظام على استعمال الانتخابات لإفراغ الديموقراطية من محتواها وتقزيم قوى اليسار وإضعافها ، وتأجيج الصراعات في صفوفها، واستقطاب بعض فئاتها ورموزها لإبعاد الجماهير عنها . فلم تكن الانتخابات في المغرب طيلة ربع قرن أداة من أجل فرز خريطة سياسية مطابقة للواقع وترسيخ الديموقراطية، بل استعملت كأداة فعالة ضد اليسار لإضعافه لحساب قوى سياسية أخرى. وهكذا أصبحت قضية الانتخابات من قضايا الخلاف الأساسية داخل اليسار في المغرب:حيث برز توجهان طيلة العشرين سنة الأخيرة: توجه يقوده الاتحاد الاشتراكي شارك في جميع الانتخابات التي أجريت وشارك في الحكومة منذ سنة 1998 تحت شعار تحقيق الانتقال الديموقراطي وإنجاز الإصلاح من الداخل: وتوجه قاطع كل الانتخابات والاستفتاءات الدستورية ويمثله أساسا حزب الطليعة وحزب النهج الديموقراطي ولا زال يطالب بتغيير شامل للدستور ووضع نظام جديد للانتخابات يتوفر على الشروط القانونيةوالعملية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تمكن من الكشف عن الخريطة السياسية كما هي في الواقع وليست ما تهندسها وزارة الداخلية. وهناك بطبيعة الحال أحزاب يسارية تشارك في الانتخابات ولكنها تعارض المشاركة في حكومة لا تتوفر لا دستوريا ولا عمليا على الصلاحيات الضرورية لإنجاز إصلاحات حقيقية مثل اليسار الموحد والمؤتمر الوطني الاتحادي.

2- الخلاف حول وحدة الحركة النقابية :

تمتد جذور هذا الخلاف الى نهاية السبعينات من القرن الماضي حين بادر مناضلو الاتحاد - بكل مكوناته- أنذاك الى تأسيس مركزية نقابية جديدة في نونبر 1978 وهي الكونفدرالية الديموقراطية للشغل (ك.د.ش.) حيث عارض حزب التقدم والاشتراكية وبعض فصائل اليسار الجديد هذا التأسيس : لكن المعارك النضالية الكبرى التي قادتها ك.د.ش سنوات 1979و1981 و 1990 و 1995 ...غيرت من نظرة وموقف العديد من قدماء مناضلي "اليسار الجديد" من الك.د.ش وبالمقابل انتقل بعض مناضلي حزب الطليعة الذين ساهموا في تأسيس الك.د.ش الى العمل في صفوف الاتحاد المغربي للشغل (أ.م.ش.) نظرا لاستحالة التواصل والتعامل مع بعض مسئوليها في بعض المدن. وهكذا أصبحت أكبر مركزيتين نقابيتين في المغرب تخضعان لتأثير مكونات تجمع اليسار الديموقراطي : ويتجلى هذا التأثير في التنسيق المستمر داخل بعض القطاعات بين مناضلي ومسئولي المركزيتين الشئ الذي ساهم في إنجاح العديد من الإضرابات وتحقيق بعض المكتسبات لشغيلة القطاعات المعنية: ولا شك أن تخوف قيادة الاتحاد الاشتراكي من مضاعفات ونتائج هذا التأثير هو الذي دفعها الى القيام بتأسيس مركزية نقابية جديدة: لكن هذه المرة في غياب تام للشروط النضالية والتنظيمية التي ميزت تأسيس الك.د.ش. : هذه المبادرة الأخيرة للاتحاد الاشتراكي زادت في تأزم الأوضاع داخل بعض الفصائل اليسارية التي وجد مناضلوها أنفسهم موزعين بين مركزيتين نقابيتين وفي بعض الأحيان ثلاث مركزيات نقابية.

3- الموقف من الحركة الطلابية :

كان أكبر خطأ تاريخي لفصائل اليسار المغربي هو عجزها عن تدبير خلافاتها حول الحركة الطلابية خاصة حول قيادة وتحصين منظمتها النقابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب(أ.و.ط.م.) ذات التاريخ النضالي المجيد : فانسحاب طلبة الاتحاد الاشتراكي من المؤتمر السابع عشر للمنظمة الطلابية من جهة: وفشل باقي فصائل اليسار في إنجاح المؤتمر وانتخاب قيادة جديدة فتح المجال أمام القوى الأصولية من بعد لفرض سيطرتها على الحركة الطلابية ومحاربة كل فصائل اليسار بدون هوادة. صحيح أن النظام وانطلاقا من حساباته الضيقة آنذاك قد مهد بقمعه الشرس لقوى اليسار داخل الجامعة الطريق للاتجاهات الأصولية : بل وساعد لوجيستيكيا هذه الأخيرة في بداية التسعينيات من القرن الماضي على احتلال الجامعات وطرد اليسار منها بالعنف : لكن مسؤولية قوى اليسارفي ضياع أهم نقابة طلابية في شمال أفريقيا ثابتة : وقد يستحيل تعويض الخسارة السياسية والجماهيرية التي تكبدها اليسار في الجامعة على مدى عقد من الزمن.
ففقدان اليسار الهيمنة على الحركة الطلابية منذ أكثر من عشر سنوات جعلته يفقد أهم مدرسة لتكوين مناضليه وأطره: فهل سيساهم تأسيس تجمع اليسار الديموقراطي في تجاوز هذه المعضلة وتفعيل تواجد اليسار في الجامعة؟ الجواب على هذا السؤال رهين بنجاح التجمع في الانتقال من الإعلان الى الحضور الفعلي في النضالات اليومية داخل مختلف القطاعات الجماهيرية.


ثانيا : في الحاجة لوحدة اليسار

إن القراءة المتأنية في نتائج الانتخابات الأخيرة بغض النظر عن الدور الذي لعبته وزارة الداخلية من خلال القانون والتقطيع الانتخابيين : تبين أن القوى اليمينية التقليدية مازال لها وزن داخل المدن والقرى نظرا لسيادة الثقافة السياسية التقليدية وتراجع مكانة اليسار داخل المجتمع بسبب خيبة الآمال والإحباط الذين انتشرا في صفوف الجماهير بعد مرور خمس سنوات على الحكومة التي قادها الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي والتي عجزت عن تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي وعدت بها. وحتى فصائل اليسار التي عارضت هذه الحكومة لم تسلم من آثارها السلبية لأنه في نظر الجماهير جزء لا يتجزأ من الحركة الاشتراكية الممثلة في الحكومة.
ولان حجم التغييرات المطلوب إدخالها على أوضاع اليسار المغربي لتأهيله لرفع التحديات الجديدة التي تطرحها العولمة تجعل من الوحدة ضرورة تاريخية واستراتيجية يتوقف مستقبل اليسار على إنجازها بأسرع ما يمكن.
فغياب الدعم الأممي وضغط التحولات الاجتماعية وحجم المهام النضالية المطلوب القيام بها : كل هذا لا يترك مجالا أمام أي فصيل يساري للتردد في الانخراط في العمل الوحدوي.
فبدون وحدة اليسار سيظل الانتقال الديموقراطي هدفا بعيد المنال لأنه لا يحقق الديموقراطية إلا الديموقراطيون ولا يقوم بتحديث المجتمع الا القوى المقتنعة بضرورة التحديث وأولويته في المرحلة الراهنة وفي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
إن المعضلة الكبرى التي أصبح يعاني منها اليسار تكمن في عجزه عن الاتصال والتواصل مع ملايين المواطنين الفقراء والمهمشين المتواجدين خارج أي تأطير نقابي وجمعوي يقوم به اليسار الذي بقي سجينا لنظرته التقليدية للمجتمع.
هذا المجتمع الذي عرف تحولات ديموغرافية واقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة بفعل المخططات التي طبقت طيلة النصف الثاني من القرن الماضي والتي أفرزت ظواهر خطيرة لم تكن مألوفة مثل بطالة خريجي الجامعات والأطر العليا والهجرة السرية عبر قوارب الموت وتضخم مدن الصفيح والانتشار الواسع لتجارة المخدرات والرشوة وتوسع صفوف العاطلين والمهمشين و"تجار" الرصيف: وهكذا اصبح اليأس من إيجاد شغل قار ومحترم وانسداد الآفاق أمام مئات الآلاف من الشباب يدفع بهم دفعا نحو مروجي الأوهام وبائعي الآمال الكاذبة: لذلك لم تعد شعارات اليسار التقليدية قادرة على التأثير والاستقطاب : لقد أصبحت الهامشية في المغرب تشكل تحديا حقيقيا لليسار: فأحداث 16 ماي 2003 الإرهابية بالدار البيضاء وما تلاها من تداعيات كشف خطورة ترك مناطق الفقر والتهميش لحالها دون تواجد ودون تأطير بأشكال وقنوات مناسبة تضمن الحضور الميداني لليسار في المناطق المفروض هو المعبر عن مطالبها ومصالحها.
إن الوعي بهذه الإشكالية هو الذي دفع بحزب الطليعة الى الدعوة والإلحاح على توحيد اليسار منذ أكثر من عشر سنوات حينما رفع شعار جبهة وطنية للنضال من أجل الديموقراطية : وأقدم على عدة مبادرات لتجسيدها على أرض الواقع حيث بادرت قيادته الى مكاتبة قيادات الأحزاب الديموقراطية سنة 1994 وبادرت سنة 1996 الى الدخول في تنسيق مستمر مع قيادة منظمة العمل الديموقراطي الشعبي ومع قيادة حركة النهج الديموقراطي .
ويمكن اعتبار تأسيس تجمع اليسار الديموقراطي أهم إنجاز وحدوي ساهم حزب الطليعة بجانب قوى اليسار الأخرى في تحقيقه.
إن تكوين هذا التجمع ينبغي أن يكون منطلقا للتجديد في النظرية وأساليب العمل والممارسة ومواجهة الأطروحات المشككة في هوية اليسار: والقيام بمبادرات نضالية في الميادين النقابية و الحقوقية وإعادة الاعتبار لنضال اليسار داخل الجامعة، خاصة وأن مقاربته لمسألة الهوية والقضايا القومية مقاربة تقدمية تحضى بالإجماع لأن اليسار المغربي اعتبر منذ الستينات من القرن الماضي القضية الفلسطينية قضية وطنية: وتعاطف دائما مع القضايا القومية دون إحساس بأي تناقض بين مشاعره "الدينية" والقومية وإيديولوجيته الاشتراكية.

عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي



#علي_بوطوالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- القصور والعجز الذاتي في أحزاب وفصائل اليسار العربي ... دعوة ... / غازي الصوراني
- اليسار – الديمقراطية – العلمانية أو التلازم المستحيل في العا ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت - علي بوطوالة - تجمع اليسار الديموقراطي ورهان توحيد اليسار المغربي