فلاح شابه ابراهيموك
الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 07:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدلائل والدروس في أقتحام كنيسة سيدة النجاة _الجزء الأول _
فلاح شابه ابراهيموك
تعتبر عملية أستهداف كنيسة سيدة النجاة في بغداد من أبشع الجرائم الأنسانية والأخلاقية في العصر الحديث, خصوصا في مجتمع عرف أواصر المحبة والتآلف والعلاقة الجيدة المترابطة عضويا مع بقية الأديان والمذاهب المختلفة في فسيفساء غريبة تجمع كل الأطياف تحت سقف واحد وهو العراق ,وأنتشر مبدأ الدين لله والوطن للجميع عبر مفاهيم جديدة دخلت لتحمي ترابط فئات هذه المذاهب والعقائد, وعبر الأفكار لفترة تجاوزت الألف عام ,
ويصّر أبناء هذه الأديان المتآلفة على مبدأ وحدة الوطن والتضحية بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ عليه رغم أختلاف العقائد الدينية والسياسية
ورغم أننا نعرف بأن قوات الأحتلال الأمريكي والحكومة التي صنعتها وأختارتها أختيارا دقيقا هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن الحادث الأجرامي القذر ألآ أن ألأمر لايخلو من كونه عمل مدبر ومخطط له من قبل أجندة خارجية بألأتفاق مع شرذمة عميلة من الداخل أتخذت ألأسلام ستارا لتنفيذ مآربها الخسيسة بقيادة مباشرة أيرانية أنكلو صهيونية وبطريقة محبوكة ولكنها لاتنطلي على شارعنا العراقي ولا على الشرفاء من أبناء العراق العزيز عبر أساليب قذرة مشابهة للأحتلال الصهيوني لفلسطيننا الحبيبة المقدسة عبر أساليب ووسائل قذرة أهمها : -
أن المخطط مدبّر ضد المسيحيين في العراق لأسباب عديدة أهمها : -
1 – أفراغ العراق من أحد أهم الطوائف العراقية المشاركة شراكة حقيقية في بناءالعراق بمختلف أوجه البناء الحضارية والسياسية والثقافية ,
أ - الترويع والتهديد المباشر وغيرالمباشر عبر الرسائل الألكترونية والهاتف والهاتف النقّال والوسائل الأخرى.
ب - فرض الأتاوات المباشرة و غير المباشرة عبر خطف أحد أفراد العائلة بقوة السلاح وطلبات تعجيزية لخلق حالة من الضغط النفسي على
الفرد والعائلة والمجتمع .
ج - فرض تغيير العقيدة ( سواء دينية أو سياسية ) وبالقوة .
د – التهجير . ويعتبر من أخطر الوسائل التي تمارسها الميليشيات والعصابات المنظمة بأشراف حكومي (من قبل حكومة الأحتلال ) وبأجندة خارجية معروفة وموجهة بخبرة صهيونية تقودها أحزاب وميليشيات تعمل في الدولة بمخطط مبرمج .
ه – أن هذا الأسلوب والأضطهاد قد مورس ضد المسيحيين في العراق لعصور مظلمة خلت ولفترات متباينة ومعروفة .
و - القضاء على الخبرات والكفاءات العلمية والفكرية للمسيحيين العراقيين والضغط الخاص عليهم بالهجرة
ز – محاولة منع جبل علمي مسيحي ناشئ من خلال عدة محاولات لتفخيخ وتفجير سيارات النقل العام الخاصة بالطلبة المسيحيين في القرى المسيحية وخاصة في شمال العراق ومحاولة منعهم للأستمرار ومواصلة تحصيلهم ودراستهم العلمية لتحقيق طموحاتهم الشخصية لبناء العراق .
2 – محاولة تفرقة أبناء الجلدة الواحدة والوطن الواحد بمختلف الأساليب والتوجه على تهجير المسيحيين في جنوب ووسط العراق الى بعض المناطق الشمالية بحجة تكوين وطن للمسيحيين في سهل نينوى تمهيدا لحصرهم وتشريدهم كما حصل للأخوة الفلسطينيين الذين باتوا شعبا عظيما بدون أرض تم أغتصابها من قبل الصهيونية العالمية وبأساليب معروفة و مشابه لما يحصل ويخطط له في العراق الجريح
3 – أن هذا المخطط مرسوم مسبقا وقبل أحتلال العراق من قبل ألأحتلال الأنكلوأمريكي الصهيوني وبألأتفاق مع أيران وبعض الدول المجاورة للعراق لتغيير ديموغرافية المنطقة بأكملها وهو مخطط معروف بأسم مخطط أستعمار الشرق الأوسط وتقسيم العراق طائفيا وخلق الفوضى المنظمة لسهولة السيطرة على الشعب والثروات الطبيعية
4 – المخطط هو محاولة يائسة لتشتيت ألأنظار عن الجرائم التي أقترفتها حكومات الأحتلال المتعاقبة برعاية أيرانية وخصوصا حكومة المالكي الأخيرة التي كشفت وثائق ويكليكس جزء بسيط من المستور منها والجرائم البشعة المرتكبة بحق الشعب العراقي الصابر والوطن المسلوب .
5 – أن العملية البشعة في تصفية أبناء الطائفة المسيحية في الكنيسة أثبتت وكشفت وبما لايقبل الشك الضعف الأمني وتخبطه الشديد في التصرف اللاواعي أزاء المواقف الحرجة لحماية المواطن العراقي
6 – كما أثبت الحادث الفراغ السياسي المتخبط للقادة السياسيين الذين فشلوا في أدارة الدولة ل 7 سنوات عجاف خلت من أي تخطيط علمي لقيادة الدولة في أي من مفاصل الحياة مما جعل العراق متخلفا في جميع النواحي الخارجية والداخلية وأثبت السياسيون أمام العالم أجمع بأنهم ليسوا سوى طلاب كراسي ولصوص وبصورة علنية جائت بهم حكومة الأحتلال لخدمة مصالحهم وتنفيذ الأجندات الخارجية لتحقيق المصلحة الأجنبية على حساب مصلحة الوطن . محققين بذلك طفرة نوعية سيئة السمعة وعلى جميع المستويات الشعبية والوطنية والعربية والدولية , وزيف الأدعاء الحكومي الرسمي بالتحسن الأمني من خلال التصريحات النارية اللامسؤولة من قبل بعض رجال السياسة الحكوميين ونجاح عملية الأقتحام كما كان حال تصريح السيد وزير الدفاع العراقي واللواء المرافق معه
لقد أثبتت الدلائل المادية بما لايقبل الشك سوء التخطيط لعملية الأقتحام التي تم تثبيتها عبر حقائق نبرز أهمها : -
أ_ ضعف قدرات الحكومة المهنية .
ب – ضعف تدريب الأجهزة الأمنية المختصة لمثل هذه الحوادث في مكافحة الشغب .
ج – سوء التخطيط والتنفيذ .
د – هشاشة الوضع الأمني وعدم السيطرة على أية فقاعة ظاهرة لحماية الشعب .
د . الأستهانة بأرواح المواطنين عامة والمسيحيين منهم خاصة لأعتبارهم أهداف واهنة عسكريا وسهولة سقوطها بيد الأرهابيين .
ه _ الأستهانة بمعالم بغداد الأثرية والحضارية والحديثة وعدم حمايتها خصوصا وأن الكاتدرائية تعتبر من معالم البناء الحضاري الحديث .
و –أثبتت وقائع العملية الأجرامية تعدد مراكز القرار مما كان سبب مهم في فشل عملية الأقتحام .
ح – سرعة تنفيذ الأقتحام الغير مدروس بصورة علمية لتقليل حجم الخسائر البشرية قدر المستطاع .الذي لم يتجاوز 65 دقيقة في حين تم أطلاق سراح أحد الرهائن اليابانيين بمدة 65 يوم وبسلام
.
ط- عدم أعارة أية أهمية لقيمة المواطن العراقي عموما والمسيحي خصوصا من خلال عدم توفير الحماية الكاملة لطائفة تمارس طقوسهاالدينية
ي - عدم ألألتفات والأهتمام بالمعلومات التي كانت بحوزة الرهائن الذين تم تسريبهم من الكنيسة أثناء لحظة أقتحام الأرهابيين لها حيث كان لدى بعضهم المعرفة الكاملة بمداخل الكنيسة ومخارجها وأبواب الطوارئ فيها ونقاط الوهن الموجودة في البناية لدراسة عملية الأنقاذ العلمي المدروس
انتهى الجزء الأول
#فلاح_شابه_ابراهيموك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟