أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟














المزيد.....

هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 07:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما امتنع الطالباني عن التوقيع على قرار اعدام الرئيس السابق صدام حسين اثار استياء غالبية العراقيين، تلك المتعطشة للانتقام من حقبة حكم دموية ميزت فترة الديكتاتور.

ولم تقرأ الجماهير رسالة الطالباني حينها، في ضرورة اشاعة ثقافة اللاعنف، او الصفح، ليس لأن الجماهير كانت على خطأ، فالرئيس السابق كان يستحق العقوبة، بغض النظر ان كنت مؤيدا لاحكام الاعدام ام لا، لكن لأن ثقافة اللاعنف والتسامح هي الحلقة المفقودة من منظومة القيم العراقية، ولم يكن واردا في حسابات الضحايا الصفح عن اكبر مجرم في تاريخ العراق الحديث.

ولا داعي للتذكير هنا ان نقص التسامح في ثقافتنا وسلوكنا هو الذي يقف وراء كل اعمال العنف التي تجري في البلد، قبل وبعد سقوط الفاشية.

فعبارة "نحن الى الجنة.. وانتم الكفار الى النار" هي ليست فقط منطق الارهابي ، حين صرخ بوجه الصبايا المسيحيات في كنيسة النجاة، كما ذكرت الشاهدة، وانما منطق الجندي العراقي بوجه ذلك الارهابي ايضا، حين اقتحم الكنيسة وحرر الرهائن، هذه النظرة المتعصبة تنسحب الى خارج الكنيسة، الى المغالين من المتدينين على الجانبين، المسلمين والمسيحيين، والى الراديكاليين المتطرفين في الاسلام فيما بينهم، بين الشيعة والسنة، وفي السنة بين القاعدي والصحواتي، وفي الشيعة بين الصدري والبدري، هي نفس الاحجية حين يتقابل البعثي والدعوي، الضحية والجلاد.

لهذا لم تكن شخصية الرئيس الطالباني، حين امتنع عن التوقيع على قرار الاعدام منسجمة تماما مع روحية ونبض الشارع العراقي، وظهر وكأنه يحكم بلدا من قارة اخرى، او من مرحلة تطورية ثانية.

الجماهير تريد قائدا تصفق له، تحلم برئيس له طاقم حماية كبير، يرتدون من حول موكبه البزات الخاكية، ويضربون بالعصي، تحلم بقائد تهتف له، يفرض عليها هيبة الصمت تارة، ويطلق العنان لقريحة الاهازيج والرقصات المغبرة تارة اخرى، وبتعبير اكثر وضوح "يضرب بيد من حديد".

لذلك فان ابتسامة الطالباني البشوشة امام الكاميرات، ونكاته المثيرة للغرابة لا تنسجم مع بلد يعاني من حالة اغرب، اذ لا هي سلم مدني، ولا هي حرب اهلية، ويمكن القول ببديهة ان السيد الطالباني وفق هذا غير مؤهل لرئاسة بلد مثل العراق.

لكن رئيسا اخر على النقيض من هذه الشخصية، يقابل الكاميرات بنظرات الفخر والغرور بعد توقيعه على قرار الاعدام، ولنقل على شاكلة السيد المالكي، هو الاخر لم يحل المشكلة، فتلك الروح المتجاوبة مع ثقافة العنف، والمسايرة لرغبات الجماهير فاقمت من تردي الوضع الامني للحد الذي تنوعت فيه اساليب القتل والتفخيخ ومداهمة دور العبادة بشكل لا مثيل له في اي بلد من بلدان العالم الاخرى، اي ان ثقافة النقيض من الطالباني هي الاخرى لم تنجح، لم تشفي غليل الضحايا، بل زادت اعدادهم وضاعفت من الثارات في مسلسل دم لن تنتهي حلقاته في المستقبل المنظور.

فهل كان الطالباني على حق، في رسالته التي لم نفهم مغزاها انذاك، خصوصا وان اعدام الرئيس السابق، كأي حكم اعدام اخر لن يحل المشكلة.
ام تراه كان على خطأ، وكان عليه التحلي بقليل من ثقافة الثأر، خصوصا وهو شخصيا "الطالباني" كان ثاني اثنين لم تشمله قرارات العفو العام التي اصدرها مجلس قيادة الثورة، وكان في عداد الفارين المطلوبين للاعدام باوامر صدام شخصيا.

اي هل العراق اليوم بحاجة الى تعزيز ثقافة اللاعنف، وتربية النشئ الجديد على ضرورة التعايش السلمي بين جميع المكونات الاجتماعية، النظرة التي يمثلها قرار الطالباني؟
ام ان العراق اليوم بحاجة الى المزيد من قرارات الضرب "بيد من حديد"، والايغال بمستقبل مجهول، التي يمثلها النقيض؟

والجواب هو الذي يحدد اذا كان الطالباني يصلح بالفعل لرئاسة الجمهورية، ام لا.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟
- مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟
- سيرك سياسي
- وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد
- قصر المهراجا قرب مدينة الثورة
- زواج ابنة حجي چلوب
- لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا
- العراق.. امية، تطرف ديني ومسلسلات هابطة
- هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم
- مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة
- هل العراقي انسان أولا؟
- التزوير الحقيقي بدأ قبل الانتخابات
- ثلاثة انتهازيين لقيادة العراق الديمقراطي
- اجتثاث البعث ام اجتثاث البعثيين؟
- سمفونية جديدة للمالكي
- بئر الفكة النفطي ... من المستفيد ومن الخاسر من الازمة؟
- هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?
- الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟
- محارب لله ورسوله لانه كردي.. فاعدم
- المشكلة الكردية خنجر في خاصرة العراق


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟