أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناجي الغزي - الارهاب السياسي وسياسة الارهاب















المزيد.....

الارهاب السياسي وسياسة الارهاب


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 3180 - 2010 / 11 / 9 - 13:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لانريد هنا أن نعرف الإرهاب كمصطلح أو نحدد مفهومه بأعتباره ظاهره جلية للعالم ولها سياقاتها وسماتها, بقدر ما نركز على مضمون نتائجه وتداعيات فعالياته التي تتجاوز حدود أعمق ترتبط جوهريا بالخلفيات والبواعث السياسية لوقائع وأحداث منظمة ذات أهداف معينة, تبعث رسائل سياسية وتأثيرات نفسية على الطرف المقصود. والارهاب السياسي هو أكثر الارهاب خطراً لكونه يعتمد على منظمومة عمل ستراتيجية عالية التكتيك تحقق أهداف ومصالح سياسية. ويندرج هذا النوع من الارهاب ضمن نمطين الاول ارهاب الحكومة والثاني ارهاب المعارضة لاننا لانرى في الافق معارضة تؤمن بالعمل السياسي السلمي. وهذه الاخيرة أشداً من الاولى لانها تعتمد الحرب المفتوحة بأي وسيلة وبأي ثمن يحقق لها أهدافها ومقاصدها, وعادةً ما يستخدم ويستهدف المواطن العراقي البسيط ومقدراته المادية والبنيوية. وتعتبر تلك المجاميع الارهابية السياسية المواطن المادة الاساسية لاشعال الحرب, من أجل خلق حالة من الفوضى الامنية والسياسية يراد منها تسقيط الحكومة سياسياً وتشكيك بقدارتها لحفظ ارواح الناس والطعن في مهنية القوات الامنية ورمي اللُوم على ضعف أداءها. من خلال أستهدافها للمؤسسات الحكومية ودور العبادة وأماكن التجمعات والاحياء السكنية, لتخلق حالة أرباك وفوضى أمنية عارمة تدخل البلاد بحالة من الذعر والخوف لتدمر مفاصل الحياة وتعطل المشاهد اليومية الامنة.

وهذا السلوك عادة ما تتعرض له الدولة التي تعيش حالة التحولات التاريخية من الدكتاتورية الى الديمقراطية. وهذه الظاهرة تنشط وتنمو في المجتمعات التي تعاني من تخمة في الاحزاب السياسية وضعف القانون لان هذا الكم من الاحزاب يخلق حالة من الفوضى والتنافس المغاير للمفاهيم والسلوكيات السياسية السليمة. فهي تشرع الاساليب الارهابية تحت مسميات وذرائع عديدة. وإيجاد مخارج سلوكية لأضفاء نوع من المشروعية المقبولة على أعمالها بأعتبار تبرر غايتها وغاية مريديها بغية الوصول الى سدة الحكم لتنفيذ أجندتها السياسية. وعادة ما تستخدم تلك الاحزاب لغة التحريض في سجالاتها وحوارتها العلنية والسرية والتنويه باستخدام العنف كوسيلة لحسم النزاعات الحادة, وعادة ما تستخدم تلك الاطراف وسائل الاعلام منبر خطابي يؤجج الصراع والعنف داخل المجتمع.

صراع الاجندات

وتبعا للمعطيات التي تتحرك في الشارع السياسي العراقي فهناك لون من تلك القوى السياسية يعتمد ثقافة الارهاب السياسي ويعزز لغة العنف داخل المجتمع, من خلال التنظير والدفع بالضد والتخندق بالاتجاه المغاير لحركة دوران العمل السياسي. فتنتج تلك السلوكيات والتداعيات تناسل لمجاميع ارهابية بأسماء ومسميات شتى عابرة من خارج الحدود تتزاوج مع حواضنها في الداخل لتنذر بخطورة الوضع السياسي القادم. وتراهن على أنهيار منظومة القيم المجتمعية وتفتيت اللحمة الوطنية من خلال إفساد الحياة وتسميم مفاصلها بكل شئ وزرع البذور الطائفية والدينية.

وهناك دول إقليمية ساعدت على إستقطاب جيل من السياسيين المرتزقة وتجار الموت وحشرهم في العملية السياسية من أجل إفشال التجربة السياسية العراقية الجديدة. من خلال خلق المقاطعات والتقاطعات في مشهد الحراك اليومي, وإذكاء حالة الصراع السياسي بأدوات طائفية وجعل الساحة العراقية بيئة صراع دائمة بين الاطراف المتنازعة. تتحكم في خيوطها أجندات خارجية مختلفة مدمرة تشترك في صناعة الموت والقتل اليومي من خلال تجنيد فصائل سياسية تعنى بتجارة الموت والقتل لتصنع الارهاب السياسي كمبرر لحماية مدنها من رياح التغيير. وتلك الاعمال الارهابية تخضع الى ستراتيجيات دموية منظمة تهدف الى أستنزاف كامل لإرادة الشعب العراقي وثوابته الوطنية.

قواعد الحراك ولغة السلاح

وعندما نريد أن نستعرض الاعمال الارهابية التي جابت البلاد منذ سقوط النظام البائد ,, أبتداء من أغتيال السيد محمد باقر الحكيم, وضرب مقر الامم المتحدة, وتفجيرالمرقدين في سامراء, وخطف الاساتذة والموظفين والاجانب من المؤسسات الحكومية المحصنة, الى انفجار جسر الائمة, و ضرب الوزارات السيادية كوزارة الخارجية والمالية والتخطيط, وضرب السيطرات, وأماكن ومآرب تجمع الشرطة والجيش, وضرب الفنادق المؤمنة والمحصنة بالجيش والاجهزة والموانع, وضرب المساجد والكنائس, ووصول الارهاب الى قبة البرلمان, والاغتيالات الجسدية للسياسيين والاكاديميين. تلك الاعمال الارهابية نفذت بدقة عالية جدا. وبمساعدات لوجستية واضحة للوصول الى الهدف, على الرغم من أن الحكومة العراقية بكل قنواتها ومؤسساتها الامنية تشيد وتؤكد بمهنية وولاء العاملين بتلك الاجهزة الامنية. ولكن مرور مركبات وعجلات الارهاب الى موقع الهدف المحصن وتجاوز كل المحددات والحواجز الكونكريتية والبشرية الى الهدف المقصود والمنشود, يثير في النفس هواجس الخوف المشروع من خفايا القوة الخفية التي تقود وتحرك تلك الايادي السوداء. وتأتي أغلب تلك الاعمال الارهابية من حيث التوقيت تبعاً لتداعيات أحداث ومواقف سياسية تحدث بين الفرقاء بالعلن اوبالخفاء.

هذه العمليات الارهابية المنظمة تخلق تساؤلات وإستفهامات كبيرة للقارئ والمتابع للمشهد السياسي العراقي. وللاسف على الرغم من سلسلة البيانات التي تطلقها الحكومة بتشكيل لجان تحقيقية لم تظهر للعيان نتائجها ومجريات التحقيق لتظهر إدانة واضحة للمتهمين وأخذ القصاص من هؤلاء الا ماندر. فهناك بعض المؤتمرات الصحفية تظهر صور المجرمين تدين اطراف من اعضاء القاعدة تظهر على وجهوههم سيماء عربية, تخضع ربما فيما بعد تلك الاسماء والشخوص لصفقات سياسية وامنية.

ولكن مايخفي أعظم من تلك البيانات والادانات من قبل القوى السياسية التي تتحمى على لهيب الاجساد المتفحمة. فالمعارك السياسية والخصومات تبتعد عن قواعد اللعبة السياسية السلمية والحراكات الحوارية وتذهب الى لغة السطو المسلح والضرب الجاد المبرح في وضح النهار بمساعدة عيونهم المزروعة في خلايا القوات الامنية التي خضعت للمحاصصة الحزبية والطائفية, أضافة الى وجود بعض المافيات السياسية المسلحة بالمال والسلاح. لان التفجيرات التي حدثت وتحدث كل يوم هي من تخطيط مجموعات سياسية عسكرية ذات خيرة عالية وقدرة متناهية في تشخيص الهدف والوصول اليه. ومن خلال قراءة المشهد اليومي الدامي نرى أن تنظيما سياسيا عسكريا كبيرا يقف وراء تنفيذ تلك السلسلة من الاعمال الارهابية, وليس هناك تفسير آخر لما يجري في الساحة السياسية والامنية الملتهبة. ومن هنا جاءت ضرب كنسية النجاة وانفجارات يوم الثلاثاء الدامي والتفجيرات التي طالت النجف وكربلاء والبصرة لاستبدال المفاوضات والموائد بالدم والقتل. ولكن السؤال الذي يتبادل في ذهن المشاهد والمتابع " العراق الى أين؟ >>> " في هذا المسار الدموي والصراع الغير معقول بين الخصوم والفرقاء؟



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنة وأشكالية الولاء للوطن
- الدكتورة سامية العمودي رسالة إنسانية برائحة الحب
- إشكالية نتائج الانتخابات بين الكيانات السياسية و المفوضية
- تجاوز الاستحقاق الانتخابي مصادرة لإرادة الناخب العراقي
- التحدي الأكبر أمام القوى السياسية الفائزة
- بعض السياسيين يغادرو البرلمان ويعودو له من الباب الخلفي
- تصاعد الحرب الكلامية بين المرشحين قبل الانتخابات
- نشر الغسيل السياسي على حبال الانتخابات
- تمزيق صور المرشحين .. ينفذها الاطفال بأجندة سياسية
- اللافتات الانتخابية و دراماتيكية المشهد
- الانتخابات منطلق الديمقراطية في العراق
- الابتزاز السياسي .. واللعب بالورقة الطائفية
- أزمة قانون الانتخابات وتداعياته
- التصعيد المستعجل ضد دمشق
- تحالف كتلة المالكي مع الائتلاف الوطني العراقي خيانة لله والش ...
- دول الجوار في قفص الاتهام
- العلاقات العراقية السورية مسارمتعثر
- المزاجية السياسية تنحر الشعب تحت قبة البرلمان
- مجزرة البطحاء والخرق الامني
- أفكار الغلو والتطرف وأثرها على المجتمع العراقي


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناجي الغزي - الارهاب السياسي وسياسة الارهاب