أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي بداي - البحث عن أخبث رجل في العالم














المزيد.....


البحث عن أخبث رجل في العالم


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 20:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



كم بحثت عن هذا اللص الكبير المحترف الذي سن قانون رواتب قادة العراق الجديد ولم يدلني عليه أحد للآن ، هو شخص واحد ،مهما قيل من أن القانون كان من صنع لجان وثمرة مباحثات لكن الفكرة الشيطانية المغرية التي فرضت نفسها على تلك اللجنة وأخرستها كانت ولاشك فكرة رجل واحد ، هل كان بريمر؟ ام كان رئيس مجلس الخدمة العامة ؟ أم هورئيس مجلس النواب؟ .
أي كان هذا الذي فعلها ، فهو أخبث خبثاء الأرض وأكثرهم حقدا على العراق وأبعدهم عن الإحساس بمعاناة العراقيين، ولم يكن وحده من سيحمل مسؤولية هذه الجنحة المخلة بالشرف ولكن الذين ايدوه برفع الأيادي الموافقة لم يكونوا أبرياء قط وإن أرادوا أن يتبرأوا من عار القانون ، بل هم الآن يتتلمذون على مقاعد اللصوصية وسيتخرجون فيما بعد ( إن لم يكونوا قد تخرجوا الآن) دكتاتوريين، عتاة لايتركون أماكنهم الامحمولين على نعش.
حول قانون رواتب قادة العراق الجديد المهمة القيادية التي كنا نتصورها مقدسة ولاتليق الا بالوطنيين والأكفاء المتحمسين لبناء بلد رجع الى عصر الحجر، حولها الى مصدرإثراء وخلق لنا بذلك عالما خفيا يسيره الإنتقام، وتحكمه شرائع التآمر،والإغتيال ،والصفقات فأوصلنا الى حالة تقاد البلاد فيها من قبل "مافيات شرعية" منتخبة من قبل الملايين. ولم يقتصر خبث المشرع على تحليل المال الحرام بل أن هذا العبقري توصل الى معرفة أن مستوى العراقيين المعاشي حتى بعد بناء دولة الرخاء الموعودة بعد 20 عام أو أكثر سوف لن يصل الى مستوى معيشة النائب ،وبذلك ستبعد المسافة بين المواطن ومن يمثله وسوف تتبلور لدينا على مر الأيام قلة مرفهة معزولة ستكون هي وحدها القادرة على خوض الإنتخابات والفوز بها. لو تجاوزنا رواتب الرئاسات الثلاث المحيرة للعقول، ستصدمنا حقيقة أن كل نائب عراقي في برلماننا الذي لم يلتأم بعد ، يتقاضى شهرياً 11 ألف دولار ومخصصات لمرافقين تبلغ 8000 دولار، كما يتقاضى 2600 دولار مخصصات للسكن إذا كان مقر سكنه خارج المنطقة الخضراء الآمنة المتنعمة بالماء والكهرباء في وسط بغداد. أي أن كل من هؤلاء النواب الذين لم يسعدنا الحظ في التعرف على وجوههم بعد (ومن بينهم الآن 57حاجا للديار المقدسة ليشكر الله على نعمته ) أخذ منا 180 الف دولارمنذ إنتهاء الإنتخابات لحد الآن ضريبة إنتخاب الشعب له! أما حين يسافر عضو مجلس المحافظة لدولة أوربية فيمنح عندها عن كل يوم مليون دينارعراقي كمصرف جيب ، والمسافر منهم الى دول أخرى يمنح 750 ألف دينار ، وللدول المجاورة للعراق 500 الف دينار ، علما أن تكاليف سفرعضو مجلس المحافظة مدفوعة كاملة من خزينة الدولة، هل عرفتم الآن سبب ولع أعضاء المحافظات بالسفر وعقد الإتفاقات الوهمية وإطالة المكوث في بلاد الغربة وإدعاءات اللقاء بالجالية العراقية وتنظيم زيارات المرافق الصناعية والصحية والعسكرية وكل ما من شأنه تمديد السفر؟
لاغرابة إذن أن تجد بين أعضاء مجالس المحافظات من الأميين أبجديا وحضاريا وممن يخجل المرء من مرافقتهم أثناء زياراتهم الفاضحة لدول أوربا وتصرفاتهم التي تشي بضحالة إعدادهم الإجتماعي والثقافي، ولاغرابة أن تعثر من بين الوزراء على من من إنتحل صفات علمية ليست له غير خائف من مسائلة، فالإغراء أكبر من أن يقاوم . أسألكم كيف لايتقاتل فرسان الطوائف إذن مع بعضهم ؟وكيف لا تتصارع المليشيات بكل دموية في دولة الخطوط الحمر؟ وكيف يترك من كان يفترش بسطة في الأرصفة ولم يفكر يوما في غير مصلحته فرصة الجلوس على كرسي الملايين؟ كيف تتفاهم الكتل السياسية وتفاهماتها ستؤدي حتما الى أن يضحي فلان بكرسي الوظيفة لصالح علان؟ كيف لايغرق العراق بالدماء و"حجي شليعط " الذي كان يعتاش على مايجود به المحسنون أثناء أيام شهر محرم يقف الآن على بعد قوسين أو أدنى من الراتب الوزاري أو الحرمان من الراتب الوزاري؟ كيف سترضى دلالات شارع مريدي السابقات بالعوده اليه بعد أن إبتسم الحظ لهن على غير توقع ووجدن أنفسهن كالطائر على بساط الريح من شارع مريدي الى قصرالمؤتمرات مباشرة،وبدلا من الحديث عن أسعار الطماطة والبصل والدولمة يتلين الان بيانات أحزابهن أمام كامرات المصورين وتزاحم الفضاءيات عن الغاز والبترول والعولمة ؟ كيف سيتنازل مربي الدجاج الذي كان راعيا للإبل في الصحراء عن جوازه الدبلوماسي الذي لم يكن ليحلم به من قبل؟ كيف لاتزور الشهادات؟ ولاتنطلق كاتمات الصوت؟ كيف لاتخزن الأسلحة ليوم سيأتي ربما ويجرد المسؤول فيه من مسؤوليته ومن راتبه الأغرب في الأرض؟
فتح هذا الفاسد والمفسد الكبير بسنه قانون رواتب قادة العراق الباب لعاصفة فساد مهول، وحرك علينا من جديد شيوخا لعشائر تعمل المستحيل لإيصال أحد أبنائها لكرسي النيابة كي تعين له حماياته من بين أفخاذها ،وبهذا تتقوى العشيرة وتفرض شروطها على الدولة التي ستضيع في بحرالعباءات والعمائم المتلاطم لنعود الى أيام مجلس الأعيان ونوادر"محمد العريبي" في برلمان ماقبل الخمسينات .
أنه أخبث إجراء في تأريخ العراق الحديث ولربما كان الأخبث ليس في منطقة الشرق الأوسط بل في الكرة الأرضية برمتها . كم بحثت عن هذا اللص الكبير المحترف الذي سن قانون رواتب قادة العراق الجديد لكي أرشحه لنيل جائزة أخبث رجل في العالم.



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد السيد علي الدباغ على مقالة علي بداي
- حقيقة تزوير المالكي لشهادة وزير التربية
- لو اسس عراقيو الخارج حزبهم الخاص
- الانتخابات عيد العراقيين الوحيد
- هل تسعى جهة ما لتدمير العراق سرا بالسلاح الايكولوجي؟
- الجعفري يبدا حملته الاتخابية بمعلقة عنصرية
- اممية المشرفين على -الحوار المتمدن - في زمن الطوائف
- -أيام بغداد- اجعلوني وزيرا بلا راتب ولاحماية!
- عبد الكريم اسكن الفقراء وبقي هو بلا بيت
- 1000 دولار مساهمتي لتاسيس فضائية اليسار العراقي
- عمائم.... وعشائر.... وشعر شعبي
- بسمه تعالى ....سنسرقكم
- كم يتقاضى قادة العراق الجديد؟
- ميثاق شرف لانقاذ العراق ....نداء للموقعين على نداء-مدنيون- و ...
- هل نحن امة عبيد ايها السيد المالكي؟؟
- شعب يعيش في المنافي وحكومته تستورد العمالة المصرية
- العراق ..من ارهاب البعث الصدامي الى الارهاب الديني
- عشرون غابة ورد على اجساد ضحايا حلبجة
- قصة رأس مطارد.... عبير والوحش
- بأسم الحسين


المزيد.....




- مصر: جدل بسبب تصريحات قديمة لوزير الأوقاف عن فتاوى الشيخ الس ...
- ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابه ...
- محكمة روسية تدين مواطناً هولندياً بتهمة الاعتداء على ضابط شر ...
- كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته: ...
- يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء ...
- إطلاق نار في مطار فينيكس خلال عيد الميلاد يسفر عن إصابة ثلاث ...
- إعادة فتح القنصلية التركية في حلب بعد 12 عاماً من الإغلاق
- بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
- ماذا تنتظر عمّان من الشرع و ترامب؟
- -يديعوت أحرونوت-: إسرائيل تهاجم اليمن بـ 25 طائرة مقاتلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي بداي - البحث عن أخبث رجل في العالم