|
تصريحات اللحظات الاخيرة وان غدا لناظره قريب ؟!
محمد احمد جميعان
الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 17:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحكومة تعلم ولكنها غامرت ، ان نسبة الاقتراع سوف تنخفض او تتدنى الى اقل مستوى لها منذ كانت الانتخابات ، وما تصريحات المسؤولين الحكوميين واقلامها الرسمية وشبه الرسمية في اللحظات الاخيرة قبيل الانتخابات ، ان المهم هو النزاهة وليس نسبة الاقتراع ، وان نسبة الاقتراع تتعلق بالمواطن نفسه ، وما تلا ذلك من تبريراتهم حول انخفاض نسبة الاقتراع المتوقع في اليومين الماضيين الا دليل ساطع على ان الحكومة الرفاعية غامرت مع سبق الاصرار على تحمل انخفاض نسبة التصويت ؟!
وهذه التصريحات الفجائية الانعطافية تقدم اعترافا يفصح عن حجم القلق الكبير والمفزع ، ويوحي ايضا بان هناك محاولات لتهيئة الراي العام الاردني والخارجي لمثل هذه النتيجةاوالتي جاءت بعد سيل من المكابرة والتحدي بان المشاركة مرتفعة والمقاطعون لا اثر لهم الا بحجم ضئيل يمكن تلافيه بسيل من الدعاية والفتاوى والجوائز والاغاني الحماسية وما الى ذلك مما لا يعرفه الكاتب او لم يتعرف عليه على احسن تقدير ..
الا ان الملاحظ وكعادة هذه الحكومة واقلامها ان تسند الدوافع والاسباب الى غير مكانها اوالى هدف آخر في محولة ان يرسخ في اذهان العامة الى ان الانخفاض في تدني الاقبال على الاقتراع لا علاقة له بالمقاطعون ، وان ذلك يعود الى اسباب عودة المغتربين وموسم مغادرة الحجيج وموعد الاقتراع وما الى ذلك من اسباب يمكن ربطها ولكنها لا تشكل مفصلا رئيسيا في تحليل دوافع عدم الاقبال ، ولا يمكن تغطية الشمس بغربال في كل الاحوال ..
والحكومة ومن خلال مستشاريها تدرك عمق الادراك ان تدني نسبة المشاركة في الانتخابات يعطي دلالات ويوصل اشارات قد تكون خطيرة ان هناك خلل اواعتراض اواستياء من واقع ما، ويعني سياسيا رفضا وعدم قبول للواقع السياسي القائم جزئيا او كليا، او لقضية مطروحة شكلت ردة فعل ادى الى العزوف عن المشاركة، وهو تعبير شعبي قوي عن موقفها، وقد يكون خطيرا عندما تتدنى نسبة الاقتراح الى حدود غير مقبولة يكون معها الاقتراع تعبيرا عن عدم القبول.. وقد يكون اخطر عندما تتدنى نسبة الاقتراع مثلا في الريف والبادية عنها في المدن او العكس، اذ سيكون عندها المؤشر قويا بعدم العدالة قد يسبق تطور مهم وخطير في المجتمع..
المعضلة الكبرى ايها السادة وكما قلتها من قبل ان الحكومة إستنفذت ما تبقى لها من عزم، لتحشد من اجل زيادة نسبة الاقتراع بعد الواقع الذي رايناه من الترشح ، واستخدمت كل الرموز والاساليب والافكار والمعتقدات وحتى الاغاني التي لحنت خصيصا ، بل وبل وصل الامر الى يانصيب صوت واربح من الشركة التي اصبحت تفرخ لنا مناصب ووزراء ، وكان الدين بالدين جاء اوانه ، باساليب لم تخطر على قلب بشر، وكسرت بذلك ما لم يكسر من قبل والكل يعلم بها، لدرجة ان بعضها كان يعاب على الاخرين من الافتاء الى منابر المساجد، الى خطباء تم استحضارهم من غياهب النسيان؟
والاكثر وضوحا كالشمس في رابعة النهار ، ان نظرة واحدة تكفي للخروج بالانطباع عن من ترشح ، فالمقاولون والتجار والبزنس والمكررون من المجلس السابق الذي تم حله مع احترامنا لهم هم غالبون، ولكن يكفي ان اجتهد لاقول اللون واحد والنكهة واحد والنوم واحد، وغاب عن الترشح الرموز والشخصيات التي استكتلت الحكومة على مشاركتهم ولم يستجيبوا لها اطلاقا رغم الوعود والجاهات، بل وانسحب بعض منهم بعد النية والترشح في اضواء اضعفت واقع ما تريده الحكومة، ناهيك عن غياب المشاكسون(الفاعلون) عنها وهم في واقع الامر من يعطي الديمقراطية حيويتها امام الراي العام المحلي ومصداقيتها امام الخارج مؤسسات ومنظمات والراي العام العالمي عموما ..
لم تدرك الحكومة الا متاخرة ، وهذا واضح من اختلاف تصريحات البداية والنهاية بان مقاطعة الانتخابات ترشحا وانتخابا حق ديمقراطي، يعبر عن موقف تجاه الحكومة التي تجري في ظلها الانتخابات، او القانون الذي تجري على اساسه الانتخابات، او الالية التي تجري بها، او لاعتبارات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية كثيرة يقدرها الفرد او الجماعة او الحزب او القوى التي تتخذ هذا القرار بالمقاطعة، ومن هنا تاتي المشاركات عادة في الاقتراع عالميا بمعدل منخفض عموما. وقد سبق لجماعة الاخوان المسلمين ان اتخذوا مثل هكذا قرارا في السابق، وقد اعلنت الجماعة هذه المرة انها لن تشارك ترشحا وانتخابا والتزمت بذلك رغم الجاهات والمحاولات والصولات والجولات والحوارات، فارتفعت اسهمها وانخفظت اسهم الحكومة في النفوس في ظل تخبط الحكومة وقلة خبرتها وضعف حكمتها ؟!
ورغم اعترافت اللحظة الاخيرة الا ان الحكومة برئاسة الرفاعي الابن تنتظر على احر من الجمر ارتفاع المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة لتصل الى نسبة مقنعة من عدد المقترعين، تثبت حضورها على الساحة ولتستمر في مواصلة توليها الولاية العامة التي استفزتنا بها، وخلقت اجواء غير صحية على كل المستويات، ومرة اخرى رغم اعترافها اخيرا بان النسبة سوف تنخفض ولكن المكابرة في الاسباب وتبريره ينبئ ان الحكومة ورئيسها ما زال متشبث بالبقاء حتى الرمق الاخير وهذا ما يقلقنا اكثر ويجعلنا ندق ناقوس الخطر القادم بشكل اكبر ، وان غدا لناظره قريب ؟!
#محمد_احمد_جميعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
االمشهد الانتخابي في الاردن : جائزة صوت واربح لجلب المقترعين
...
-
الاردن : هذا ما قدمته الحكومة للمتقاعدين العسكريين !! .. جرد
...
-
الخروج من الازمات بحكومة ديمقراطية
-
دوام الحال من المحال
-
قوات دولية لحماية اسرائيل وتكبيل المقاومة ومنع عودة اللاجئين
-
لرجولة مواقف لرفع الظلم عن المعلمين/ نحو موقف موحد،لرفع الظل
...
-
المصالحة الفلسطينية ممنوعة لاشعار آخر
-
مؤشرات قوية لمقاطعة الانتخابات النيابية في الاردن
-
هل تشكل حماس مرجعية سياسية جديدة؟
-
مقاطعة الانتخابات .. الرأي والموقف
-
المعلمون والمتقاعدون الاردنيون رجال يطالبون بحقوقهم
المزيد.....
-
-خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|