أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت - نضال نجار - العلمانية والديمقراطية والاسلام / أسباب الضعف














المزيد.....


العلمانية والديمقراطية والاسلام / أسباب الضعف


نضال نجار

الحوار المتمدن-العدد: 957 - 2004 / 9 / 15 - 09:42
المحور: اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت
    


إذا كانت العلمانية تقول:
1 ـ مصلحة الانسان وكرامته فوق كل شيء..

2ـ تحرير الجانب الواعي من العقل ( تحرير الفكر)..

3 ـ بناء دولة الديمقراطية والحقوق .. فهي والاسلامُ سيّان..

فيما يتعلَّق بالفقرة الأولى، أعتقد أن الاسلام دعا إلى ذلك قبل العلمانية وغيرها من التيارات.. فالاسلام كرَّم الانسان بغضِّ النظر عن الجنس والدين والمعتقدات واللون والطائفة و....( ولقد كرَّمنا بني آدم ...) هذه الكرامة لاتكون إلا في ظل حرية ( العقيدة والعمل والتعليم والأمن والتملك).. وبغياب إحداها يفقد الانسان كرامته بل إنسانيته..

أما الفقرة الثانية ، فهي ليست وليدة الغرب ومفاهيمه، لأن الاسلام حين جاء، جاءَ ليُحرِّرَ العقل من الظُلمات( الخرافة والجهل والتقليد) إلى النور ( المعرفة والعلم والعمل بموجبهما) ..فكل سلوك لايرتبط بالوعي أوالادراك منهيٌّ عنه في الاسلام.. وكل سلوكٍ كان بالاكراه (حتى ولوكان هذا السلوك يتعلق بالعقيدة) أيضاً منهيٌّ عنه في الاسلام( لاإكراه في الدين).. إنه بذلك أي الاسلام لم يفرض عقيدة خاصة بل ودعا الانسانُ إلى أن يتخذَ قراراته بحريةٍ تامة دون اضطهاد أو خوف أو إكراه أو تهديد..

أما فيما يتعلق بالديمقراطية ؛إن الاسلام يخاطب الناس في كل مكان( على عكس القوانين الوضعية التي تخاطبهم في حدود اقليمية أوجغرافية معينة) ناهيك عن أنه يُنظِّم أنواع السلوك الانساني وعلاقة الفرد بالفرد والفرد بالأسرة والأسرة بالمجتمع والأخير بالحاكم والدول ببعضها البعض في السلم والحرب... أي إنه بذلك يهدف إلى بناء مجتمعات القانون الأسمى بموجب نظام أو مبدأ ( الشورى) الذي يضمن للانسان حقوقه وحرياته وكرامته .. وعليه؛ يمكننا الحديث عن إسلامٍ علماني/ علمانية إسلامية / أسلمة العلمانية / علمنة الاسلام... من أجل فهم الحياة والتطورات لابد من اللجوء إلى الوعي ومن أجل بناء مجتمعاتنا لابد من الاعتماد على الوعي..هذا الوعيُ الذي يقوم على المعرفة والشك والنقد والجدل والتجربة فالادراك فاليقين ..بمعنى آخر، إن بناء المجتمعات لايتم وفقَ رغبة وإرادة الآلهة المتمثِّلة بأنظمة أومنظومة استبدادية سياسية المضمون فقهية أودينية الشكل.. إنما وفقَ فكرٍ نقديٍّ ونقدٍ فكري حر..

ماذا عن فشل التجربة الاسلامية والاشتراكية والعلمانية وغيرها من التجارب الأخرى؟..

1 ـ إنها جميعاً تتعارض وسياسة الأنظمة الحاكمة الاستبدادية.هذه الأنظمة التي باغتصابها مراكز القرار خدَّرتْ الوعي الجماهيري بـ ( التفاوت الطبقي، الصراعات، الفساد، الجريمة، الطائفية، المذهبية وهلم جراً) فشلَّتْ جميع نواحي الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والروحية ( فاتَّبعتْ الشعوب الأصوليين السلفيين الذين لايهمهم لاتحسين شروط العيش ولا أي تقدم أو بناء) وبذلك سحقتْ إنسانية الانسان فأصبحَ مهمَّشاً لايعيشُ اليأسَ والضياع فقط بل موته على قيد الحياة..

2 ـ إن تطبيقَ العلمانية في مجتمعاتنا لم يكن ديمقراطياً،إذ لم يتم الاستفتاءُ عليها من قبل الشعوب التي حتى الآن ترفضُها لغلبة الفكر الأصولي فبقيتْ هذه التجربة غامضة مهمَّشة وبعيدةً عن المطلب الجماهيري والفكرالعام..

3 ـ إن قمع الحريات هو سبب من أسباب الفشل( فرنسا وموضوع الحجاب نموذجاً) ..فالعلمانية ترتبط بالحرية ومصادرةُ الأخيرة قطعاً سيؤدي إلى فشل الأولى ما انعكسَ على مجتمعاتنا( المحكومة بعادات ومعتقدات وتقاليد وتصورات وفلسفة جاهلية تظنها الغالبية بأنها ثقافة إسلامية) فأصيبتْ بالهلعِ الأكبر لمجرد سماعها العبارة التي أذهلتْ كل مرضعةٍ وأخرجتِ الأمواتَ ـ الأحياءَ من أجداثهم..

4 ـ سيادة الخطاب المتطرِّف ؛ هذا الخطاب الذي يؤدلج الاسلام بهدف تسييس الدين وبالتالي تعبئة الناس ضد الغرب وتجاربه ومفاهيمه..فتلك الايديولوجيا السياسية (الاسلاموية) أخرجت النصوص الدينية من سياقها الحقيقي لاستخدامها بما يخدم أغراضها السياسية فـاتَّبَعَ الناس أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد..بدليل انتشار بل السماح بالمخدرات والسلاح والفساد العام ووو... بغية تحكُّم هذا الفرعون واستحكامه وإحكام قبضته على الشعوب..

5 ـ انهيار الاشتراكية وسيادة الرأسمالية المعولمة ناهيك عن التمزقات النفسية والاجتماعية بسبب الحروب والدمار

نهايةً؛ إذا كانت الديمقراطية نظامٌ يحقق التداول على السلطة والأمن من الجور والظلم والاضطهاد ومنح الشعب وسائل ضغط على الحاكم أو تغييره في حال عدم تلبيته رغبات الشعب..وإذا كانت نظاماً يحول دون انفراد جماعة أو مجموعة أو عصابة أو عُصبة بالتحكم في مصير الشعوب ..وإذا كانت العلمانية نظامٌ ضد العبودية والاستبداد، ضد الجهل والخرافة والتخلف والجمود..فالاسلام( بمبدأ الشورى) هو الديمقراطية كلها والاسلام ( بأحكامه الشرعية ـ المعاملات ) هو العلمانية ذاتها، لهذا كانت الأنظمة والقوانين في بلداننا ( وضعية) لأنها تخدم الفكر الأصولي الرجعي الذي أنتجَ الارهاب والفساد فتمزَّقتْ مجتمعاتنا وانهارتْ من الداخل..

وكل تيار والفكرالاسلامي الانساني بخير..



نضال نجار

أديبة ومترجمة سورية



#نضال_نجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -أرض العجائب الشتوية-.. قرية ساحرة مصنوعة من كعكة الزنجبيل س ...
- فيديو يظهر ضباط شرطة يجثون فوق فتاة ويضربونها في الشارع بأمر ...
- الخارجية اليمنية: نعتزم إعادة فتح سفارتنا في دمشق
- تصفية سائق هارب اقتحم مركزا تجاريا في تكساس (فيديو)
- مقتل 4 أشخاص بحادث تحطم مروحية تابعة لوزارة الصحة التركية جن ...
- -فيلت أم زونتاغ-: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبنّي حزمة العقوبات ...
- مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بإطلاق للنار في جني ...
- بعد وصفه ضرباتها بـ-الوحشية-... إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب ...
- أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
- كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟


المزيد.....

- القصور والعجز الذاتي في أحزاب وفصائل اليسار العربي ... دعوة ... / غازي الصوراني
- اليسار – الديمقراطية – العلمانية أو التلازم المستحيل في العا ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت - نضال نجار - العلمانية والديمقراطية والاسلام / أسباب الضعف