أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فالح الحمراني - اكتوبر الثورة التي لم تحقق اهدافها















المزيد.....

اكتوبر الثورة التي لم تحقق اهدافها


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 3178 - 2010 / 11 / 7 - 16:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اكتوبر الثورة التي لم تحقق اهدافها
فالح الحمراني /موسكو
اكتفت روسيا بالاحتفال اليوم بثورة اكتوبر الاشتراكية في مسيرات غير رسمية في موسكو والمدن الاخرى شارك بها الحزب الشيوعي الروسي ومنظماته. وكان حزب روسيا الموحدة الذي يشكل الغطاء السياسي للقيادة الروسية قد قام منذ عدة سنوات بالغاء الاحتفال رسميا بثورة اكثوبر وشطبها من لائحة الاعياد الوطنية لطمس معالم وميراث النظام السوفياتي ومحوه من الذاكرة الجمعية ، وجاء القرار حينذاك في لجة الصراع على السلطة والسعي لسحب كافة الاوراق من الحزب الشيوعي وتهميشه ودفعه نحو الضمور ومنعه من الافادة من حنين شرائح اجتماعية واسعة للنظام السوفياتي وتوظيفها لتحقيق اهداف سياسية على الاخص انتخابية.

لقد تخلى الروس صانعوا ثورة اكتوبر عن ثورتهم، بيد ان هناك من يذكرها من بينهم اليسار الروسي خاصة الحزب الشيوعي ، ولكنه راح يشحن شعاراتها بمضامين غريبة عن الثورة الام باخرى ذات نبرة قومية متشددة وشعارات سياسية يومية راهنة لاغراض انتخابية ، تخلى الروس عن اول ثورة جسدت على ارض الواقع النظام الاشتراكي تمهيدا للولوج في النظام الشيوعي الذي حدد تاريخة الزعيم السوفياتي الاسبق نيكتا خروشوف في ثمانينيات القرن العشرين، اي في ذلك العقد الذي اسس لانهيار النظام السوفياتي باكمله.

لقد كانت ثورة اكتوبر احد الاحداث السياسية الكبرى في تاريخ البشرية وتركت انعكاساتها على مجمل تاريخ القرن العشرين، وهي الثورة الثالثة بناريخ روسيا التي اسفرت عن اطاحة الحكومة المؤقتة وتسلم السلطة حكومة قام بتشكيلها مؤتمر السوفيات الثاني لعموم روسيا التي كان البلافشة من الحزب الاشتراكي الاشتراكي الديمقراطي البلشفي يشلكون الاغلبية فيه، ونهضت لمقاومتها الدول الامبريالية/الاستعمارية وقوى داخلية متنوعة.

وكانت الحكومة المؤقتة قد انهارت امام الانتفاضة المسلحة في 25 ـ 26 اكتوبر( 7-8 نوفمبر /تشرين ثاني في التقويم الروسي الحديث) وكان على رأسها فلاديمير لينين وليف تروتسكي وياكوف سفيردلوف وغيرهم. وقامت بتنفيذ الانتفاضة لجنة مجلس بطرسبورغ العسكرية ـ الثورية.

هناك طيف واسع من التقديرات لثورة اكتوبر وهناك بين التقديرات طيف كبير من التقديرات الوسطية.وترتبط بهذا الاحداث الكثير من الاختلاقات التي تقترب بعضها من الحكايات الخرافية. . ويرى البعض انها حدث تقدمي كبير في تاريخ البشرية تركت انعكاساتها على العالم باسره وساعدت روسيا على التخلص من بقايا النظام الاقطاعي وانقاذ البلاد من الانزلاق في هاوية محتمة والانتقال بها الى جانب الدول المتطورة اقامة نظام اجتماعي واقتصادي عادل. ويرى البعض الاخر انها كانت كارثة وطنية ادت الى اشعال الحرب الاهلية واقامة نظام شمولي في روسيا او انها افضت الى انهيار الامبراطورية الروسية


لقد وضعت ثورة اكثوبر امامها اهدافا نبيلة تطلعت وتتطلع البشرية لتحقيقها، تمحورت على اقامة النظام الاشتراكي ونشر العدل والمساواة والحريات باساليب علمية، تتحق من خلال قيادة الطبقة العاملة المتحلفة مع الفلاحين.

لقد عاشت ثورة اكثورة التي تجسدت بالنظام السوفياتي اكثر من سبعين عاما، وحققت جملة من الانجازات على صعيد الاهداف التي رسمتها، لكنها جاءت ناقصة ومشوهة ولم تتحق كما كان يخطط لها.لكنها كانت تجربة مريرة مليئة بالمتناقضات مثل اية حركة وانعطاف تاريخي كبير فانها حولت روسيا الى دولة صناعية من دون ان ترفع من مستويات المعيشة.ووضعت السلطة اسميا بيد الطبقة العاملة، لكنها مارست وسائل غير انسانية في التعامل مع الشعب. لقد تحولت شعارات ثورة اكتوبر في مراحل كبيرة الى شعارات شكلية من اجل ان يحافظ الساسة على مواقعهم بالسلطة او تحقيق اهداف جيو سياسية والعثور على مواقع واسواق وحلفاء بالنسبة لروسيا ودمومتها كامبراطورية ولكن باشكال جديدة.

ومع كل هذا فقد ظل النظام السوفياتي الخلفية التي الهمت الشعوب المضطهدة والمظلومة التي رزخت تحت نير الاستعمار الغربي ، ملهما لكفاحها وتطلعاتها نحو مستقبل مشرق. ولكن اليوم هناك من يشك من ان النظام السوفياتي كان يدعم تلك الشعوب ليس في سبيل قضية بناء عالم العدالة والحرية والمساواة، وانه كما يرون اراد تحقيق ومصالح الدولة الروسية.

الثورة تحولت الى نظام حكم دولة، وانقطعت القيادة عن الجماهير واحلت اجهزة الاستخبارات وشبكة المخبرين محل الحزب. الحزب تحول الى اداة لحفاظ القيادة السياسية على وجودها بالحكم، تم تغييب الطبقة العاملة لتقود الدولة شرائح المدراء والبيروقراطية، التي واصلت الحكم باسمها. ونخرت الصراعات والقتال على مراكز السلطة التي جسدت شكليا قيادة الطبقة العاملة، وغابت الادوات الديمقراطية في انتخاب القيادات وحل محلها التعين والمكائد والمؤامرات.وجرى احتكار الحقيقة واهملت اهم جوانب في الفكر الماركس : الدياكلتيك، واهملت كافة الاجتهادات الاخرى.وانقطعت القيادة عن التعامل مباشرة مع الجماهيرة، فنشات الغربة بين الطرفين.وتحولت الاجواء كما قال فيما بعد الكاتب الروسي المرموق فانتين راسبوتين: اجواء رمادية.

وهكذا لم تحقق اول تجربة اشتراكية اهدافها النبيلة، فقد جعلت تلك الاسباب وغيرها منها نظاما هشا لم يوفر قاعدة اقتصادية قوية قابلة للحياة

من دون شك ان انهيار النظام السوفياتي الذي كان مضمونه ثورة اكتوبر حدث تاريخي غير طبيعي او اصطناعي ليس بالضرورة نتيجة مؤامرة، وانما على الاغلب ضعف وتخاذل قيادته وعدم اهليتها لادارة دولة عظمى وخوض التنافس مع الاقطاب الاخرى، وكان ثمة احتياط كبير لتطوير النظام السوفياتي والجوانب الايجابية فيه والبحث عن بدائل اكثر حيوية للتطوير الاقتصادي والاجتماعي وتكوين اجهزة السلطة والتخلي عن الفكرة الحزب لواحد الى التعددية وفتح باب التنافس البناء والمبدع...

ان ثورة اكتوبر ستصب حتما في الخبرة البشرية المتواصلة لتحقيق الهدف الانساني المنشود لاقامة عالم العدالة والحرية والمساواة، وربما ستتعض الاجيال المقبلة بالاخطاء التي ارتكبتها قياداتها من اجل عدم تكرارها والاتعاض بها، والامل معقود على ان تكون ثورات المستقل غير دموية وانما تحولات حضارية سلمية.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطفال الفلوجة
- الشيوعي الروسي يشارك بمسيرة كبرى في الاول من ايار وزوجانوف ي ...
- روسيا وحزبها الشيوعي تحتفل بالاول من ايار
- اسئلة مشروعة على هامش اجتماع الرباعية بموسكو
- المادة التي رفضت انباء نوفستي نشرها
- العراق في مواجهة الحرب الإعلامية النفسية
- اوكرانيا من الثورة البرتقالية الى مستقبل غامض
- هل سيقنع عباس موسكو بمقايضة ايران بالتسوية السلمية؟
- نهاية الثورة البرتقالية
- دور الفرد في العملية السياسية : بين التهميش والحاجة لمواطن م ...
- دروس الحرب الخاسرة
- ايران: خطاب ديني لاغراض جيو سياسية
- العالم بعد 20 عاما على سقوط جدار برلين والثورات المخملية
- احياء البرنامج النووي في العراق: قرار سابق لأوانه
- الاستئثار بالسلطة كمشكلة عربية
- هل تتعظ إيران بدرس ستالين؟
- هل ستاكل الثورة الايرانية ابنائها؟
- الانتخابات الايرانية في ضوء مقاييس الديمقراطية
- الثقافة العربية بين الانقراض وفورة المقاومة:على هامش مناظرة ...
- العلاقات العربية الروسية تدشن موسمها الجديد


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية: سلاحنا للدفاع عن النفس والغزّيون طليعة ج ...
- م.م.ن.ص// من يمول الإبادة الجماعية؟ ومن يسهلها؟
- حزب النهج الديمقراطي العمالي المكتب السياسي :بيان للرأي العا ...
- بلاغ إخباري للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
- لا لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي! لا لاتفاقية ترامب – بوتين ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 14 أبريل 2025
- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 596


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فالح الحمراني - اكتوبر الثورة التي لم تحقق اهدافها