|
دهوك ... مُجّرد أسئلة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 18:40
المحور:
المجتمع المدني
مركز مدينة دهوك يضم اليوم ما بين 380 الف – 400 الف نسمة . وإذا حسبنا نسبة الزيادة السكانية الطبيعية المُتَوقعة 2.5% سنوياً ، فبعد عشرة سنين سيصبح نفوس المدينة حوالي نصف مليون . هذا إذا أهملنا الزيادات الاخرى المُمكنة مثل ، الهجرة من الريف ومن المدن الاخرى " لانه يُمكن إعتبار دهوك من المُدن الجاذبة للسكان وليست الطاردة " . فهل ان حكومة الاقليم وإدارة محافظة دهوك ، لها خططٌ معقولة ومدروسة بعناية ، لإستيعاب هذه الاعداد الإضافية من السكان ؟ هل الشوارع الحالية تستطيع تحمل هذه الزيادات ، أليسَ ضرورياً عمل أنفاق لعبور المشاة في أماكن مُنتقاة وبناء جسور وفق مواصفات حديثة وبإشراف خبراء ؟ وكم عدد السيارات التي سوف تُضاف الى الموجودة حالياً ؟ الم يحن الوقت لمنع دخول المزيد من السيارات او على الأقل تحديدها بصرامة لعددٍ من السنوات كما تفعل الدول الاخرى ؟ هل الماء الصالح للشرب سيكفي وهل ان الشبكة الحالية تفي بالغرض ، بل هل ان محطات التصفية والضخ الموجودة حالياً وحتى المُزمَع إنشاءها كفؤة ومصادر المياه مُتاحة ومُستقرة ؟ هل المدارس والمستشفيات الان وخلال العشر سنوات القادمة ، ستكون مؤهلة لتقديم الخدمات لنصف مليون مواطن ؟ ألم يحن الوقت للبدء بثورةٍ حقيقية في مجال التربية والتعليم ، والاهتمام بالمُختبرات والنشاطات غير الصفية وتنمية المواهب والفنون والرياضة ؟ أليسَ ضرورياً التركيز على بناء المدارس وتوسيعها وتطويرها بدلاً من إنشاء المولات والاسولق الاستهلاكية الكبيرة ؟ وهل ستبقى معظم أحياء المدينة بدون شبكة مجاري المياه الثقيلة ؟ هل تجربة البناء العمودي والسكن في الشُقق مُناسبة لطبيعة المجتمع المحلي ؟ هل محطة إنتاج الكهرباء الخاصة والتي ستبدأ العمل بعد أشهر ستسد حاجة المدينة أم هنالك مشاريع اُخرى خلال السنوات القادمة ؟ وهل اُجريت دراسات حول التسعيرة الجديدة للكهرباء " والتي طُبِقتْ منذ شهرين بالفعل " ومدى تحمل المواطنين لها ، هل وفرتْ الادارة الشروط المُسبقة الصحيحة قبل تنفيذ رفع تسعيرة الكهرباء المُجحِفة ؟ هل " سياسة الارض " المُتَبعة منذ عقدين والتي تفاقمت خلال السنوات الاخيرة ، صحيحة ؟ وهل هي تُراعي وتأخذ بنظر الإعتبار مصالح الاجيال القادمة ؟ هل إرضاء بعض الشرائح الاجتماعية اليوم من خلال إغداق قطع الاراضي عليها بين فترةٍ واُخرى ، من صلاحية السلطة التنفيذية ؟ وماذا سيُقال للجيل القادم بعد عشر سنوات او عشرين سنة ؟ وُزِعتْ الاراضي على آباءكم ولم يعدْ هنالك مَزيد ؟! وهل توزيع الاراضي بصورةٍ عشوائية ولأغراض دعائية في الغالب ، عملٌ حكيم ؟ لماذا تقلصتْ المساحات الخضراء داخل مركز مدينة دهوك ، واين ذهبت بعض هذه الأراضي التي كان من المُفتَرض ان تصبح حدائق ومتنزهات واماكن خدمية ؟ هل تُطَبَق المعايير الصحيحة حول تحويل الاراضي السكنية الى تجارية ؟ هل من المعقول ان تُخّصَص مساحات كبيرة الى الدوائر الحكومية وفي احسن المناطق وفي اماكن مُتفرقة ومتباعدة ، بدلاً من إنشاء مُجّمعٍ كبير ومن عدة طوابق يضم معظم الدوائر الرسمية في مكانٍ واحد ، إسوةً بكل دول العالم [ كمثال على ذلك مُجمع التحرير في وسط القاهرة ] ، وهذه العملية سوف تُخفض الكثير من النفقات الزائدة وتُسّهِل على المواطن المُراجعة وتمشية المُعاملات ، في حين هنالك اليوم دوائر حكومية في دهوك تحتل مساحات كبيرة في قلب المدينة ، مُحاطة بمئات الامتار من الحدائق والنافورات " التي لايرتادها أحد مُطلقاً ولا يستفيد منها أحد " بل هي للمُباهاة والإشتراك في مسابقة " أحسن حديقة " !. هل من المعقول ان تكون لدائرة الصحة بناية كبيرة فخمة ، والكثير من المرضى يضطرون للسفر الى الاردن اوسوريا ولبنان لإجراء بعض الفحوص لعدم توفرها هنا ؟ هل هنالك بحوث جدية عن إزدياد حالات السرطان وعن مُختلف المواد الغذائية التي تدخل المدينة من الدول المجاورة وغيرها ، وعن مدى مُطابقتها للشروط الصحية ، وهل ان هذه المواد متعرضة لليورانيوم المُنضب او هل انها مُخّصبة جينياً وكمية الهرمونات الداخلة في عملية نموها السريعة ، هل كُل هذه الامور تقوم بها مديرية الصحة والجهات الرقابية الاخرى ؟ ام ان إنشاء البنايات العالية للدوائر الحكومية هو الأهم ؟ ألم يحن الوقت لفرض شروط واضحة ومُلزمة على إستيراد كافة المواد الغذائية ؟ ألم تقتنع الادارة بعد ، ان مُراعاة مصالح وصحة الجماهير العريضة ، أهَم بكثير من مُراعاة مصالح حفنة من التجار الجشعين ؟ هل يجوز ان نُطلق اسم " مدينة " على هذا المكان الذي يقطنه 400 ألف نسمة ، ولا توجد فيه دار سينما واحدة ؟ قبل أكثر من ثلاثين سنة كانت توجد دار سينما ، وهي نفسها اليوم بعد ان تراجعتْ ولم يبقى منها غير الاسم فقط . ألا تستطيع إدارة دهوك او القطاع الخاص بناء عدة دور سينما مُعتَبرة وجلب أفلام راقية ، لتعويد الناس على مشاهدة هذا الفن الجميل ؟ لماذا لايكون هنالك مسرحٌ خاص في دهوك ؟ لابُد ان الادارة تعرف انه توجد اكثر من مئة مقهى وكافتيريا ل " قتل " الوقت وعشرات مقاهي لعب الدومينو والورق ، ولا توجد سوى ثلاث مكتبات بائسة صغيرة فقيرة بالعناوين ؟! .................................................... إنها مُجرد أفكار بصوتٍ عالي ، وأسئلة ... بحاجة الى مزيدٍ من الاسئلة .. التي ربما تقود يوماً الى إيجاد الأجوبة .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مرةً اُخرى ..تأخُر إستلام الكتب المدرسية في اقليم كردستان
-
ضراط السياسيين مُخالف للقوانين البيئية !
-
الرئيس الألماني المسكين
-
للنساء ... للرجال
-
من دهوك الى بغداد
-
نفوس العراق 45 مليون نسمة !
-
أنتَ تنتَقِد .. إذن انتَ غير مُخْلص !
-
هل المطالب الكردية عالية السقف ؟
-
احزاب الاسلام السياسي والتضييق على الحريات
-
حكومة قوية ..معارضة قوية ، وليس حكومة مُشاركة
-
إعتراف ... عدم إعتراف !
-
أثرياءنا ... وتطوير البلد
-
البعثيون يخافون من التعداد السكاني العام
-
اُم كلثوم وتشكيل الحكومة العراقية !
-
حاجتنا الى ثورة في التربية والتعليم
-
مليارات الدولارات - الفائضة - في العراق
-
إستفتاء تركيا وإستفتاء جنوب السودان ..وكُرد العراق
-
تعويضات عراقية لمواطنين أمريكيين !
-
تحديد يوم العيد والسياسيين العراقيين
-
ألقَس بن لادن والشيخ تيري جونز !
المزيد.....
-
السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق
...
-
-بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4
...
-
فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز
...
-
عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان
...
-
أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
-
سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد
...
-
ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت
...
-
الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
-
بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
-
بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|