|
فالج لا تعالج او وهم -المصالحة- الفلسطينية
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 17:35
المحور:
القضية الفلسطينية
يجزم القيادي الفتحاوي عزام الاحمد في احدث تصريح صدر عنه حول ما يسمى " بالمصالحة" الفلسطينية بأن تغيرا نوعيا قد طرأ على تفكير و رؤية قادة حماس في التعاطي مع القضية الفلسطينية ومع الاطراف الفلسطينية المنخرطة في اشتباكات دبلوماسية وجهادية مع الجانب الاسرائيلي ولقد لمس ذلك بعد عدة جولات من المفاوضات ومن تبادل العصف الفكري مع " اخوته مشعل والرشق " حيث لم يسمع منهم بأن حماس ما زالت حركة ربانية بل هي مع فتح يشكلان العامودين الرئيسيين الذين يرتكز عليهما العمل الوطني الفلسطيني . وتمشيا مع رؤيتها الجديدة " لعواميد " المشهد السياسي الفلسطيني فقد قرر " الاخوة في حماس " توقيع ورقة المصالحة في اقرب وقت واظن ان الوقت لن يتجاوز الاسبوعين اذا شاء المولى عز وجل . اين سيتم توقيع الورقة ؟ ربما في قاهرة المعر وربما في دمشق الصمود والتصدي والممانعة وربما في جزر القمر . واظن ان المكان من وجهة نظر الطرفين لم يعد مهما بعد ان توصلا الى قناعة مفادها ان عرس المصالحه يمكن انجازة استنادا الى "عامودين" دون الحاجة لتدعيمة " بعامود" يساري وهل ثمة حاجة للعامود الاخير بعد ان " روحوا اليساريين " او اين هم اليساريين؟" كما تساءل عزام الاحمد ؟ كنت لا ارغب ان اعكر اجواء فرحة المصالحة بل كنت متشوقا ان تكون نهايتها سعيدة كنهاية الافلام المصرية : عزام الاحمد يحتضن خالد مشعل و يتبادلان القبل الحارة كأي حبيبين يلتقيان بعد خصومة ، الاثنان يستلان اقلامها ثم يوقعان ورقة المصالحة ومرة اخرى يمطران بعضهما بالقبل وسط تصفيق الحاضرين من فادة الفصيلين ومن الاعلاميين والمسئولين العرب والاجانب ولا ننسى جلبة الصحففين ولا حراكهم لالتقاط صور لهذا الحدث التاريخي تماما كالنهاية السعيدة في الافلام المصرية حيث نرى الماذون يعقد قران ابن المليونير على حبيبته بنت " الزبال " فيما والده يصرخ قائلا " الزواجة دي مش حتم " كما قلت لم يكن لدى اية نية مبيتة ان افسد العرس لولا انني واظن معي طائفة كبيرة من المتابعين للصراع على السلطة في الساحة الفلسطينية لم نلمس بعد كما لمس الغزام وخاصة بعد "تحسيسه " على لحية مشعل اي تغير في تفكير حماس حيث لا زالت الاخيرة تتحرك على الساحة الفلسطينية كحركة ربانية او كعامود واحد يرتكز اليه العمل الجهادي ضمن اطار الوقف الاسلامي في فلسطين وتبعا لذلك لا تقبل تقاسم السلطة مع اي من الفصائل الفلسطينية وان قبلت بتقاسمها كما يقول العزام فانما " تجنح " لذلك طمعا في تقاسم الا جهزة الامنية اي ان تظل الاجهزة الامنية في قطاع غزة ملتحية فيما تتحول الاجهزة في الضفة الغربية الى نصف ملتحية ويظل الحال على هذا النحو الى ان تفشل المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرئيل عندئذ تكون حركة حماس قد انجزت برنامج" التمكين" لاستكمال سيطرتها على اجهزة الامن الفلسطينية الملتحية وغير الملتحية التي لن تلبت انن تتماهى في عبوسها وتحهمها ولحاها الطويلة مع الزهار والبردويل وغيرهم من مبعوثي العناية الالهية ووكلائه على ساحة الوقف الاسلامي عندئذ تنضج الظروف الذاتية للحركة ومثلها الظروف الموضوعية للاطاحة بالسلطة الفلسطينية وبتصفية رموزها رميا بالرصاص او بالقائهم من اسطح العمارات كما تخلصوا من عدد كبير من مناضلي فتح في انقلابهم الدموي الاخير على السلطة افلسطينية في قطاع غزة ولا استبعد ان يستخدموا مع العزام وسائل اكثر تحضرا للتخلص منه اللهم الا اذا اعلن توبنه وتماهى مع ابو العبد بترصيع جبهته بزبية الورع واطال لحيته وكحل عينيه واستبدل سروالة بالدشداشة الطالبانية . بطبيعة الحال حماس لن تنفذ انقلابها الذي تحضر له منذ فترة بعيدة بتخزين الاسلحة في المناطق السكنية القريبة من مقرات السلطة في رام الله لن تنفذة الا بعد ان ترسل رسائل تطمين الى نظرائهم الملتحين في الحكومة اليمينية الدينية الاسرائيلية بأنهم بعد الانقلاب سيركزون جهادهم على جبهة نشر الفضيلة في المجتمع الفلسطيني اي على تحجب المراة ومطاردة العورات النسائية تحديدا مع التاكيد للجانب الاسرائيلى بانهم لن يسمحوا لاحذ من المشاغبين الفلسطينين بان يطلق ولو رصاصة واحدة باتجاه اسرائيل من شانها تعكير صفو العلاقات بين احفاد سيدنا ابراهبم ا وردا على ذلك لا احسب ان الجانب الاسرائيلي سوف تساوره اية شكوك في التوجهات السلامية لحركة حماس طالما ان "جهادها" سيتركز على المديين القريب والبعيد علي جبهة اقامة امارتهم الظلامية في الضفة والقطاع حتى لو ظلت السيادة الفعلية عليها للملتحين اليهود ! ثم كيف للجانب الاسرائيلي ان تساوره الشكوك لا سمح الله تجاه نوايا حماس طالما ان افعال الاخيرة ونهجها السلفي في قطاع غزة يعكس قدرة وكفاءة لا نظير لها في الزج بالشعب الفلسطيني في كهوف الماضى فضلا عن قدرة ممائلة في لجم القوى الوطنية واليسارية و فى الحد من تأثيرها التنويري والتقدمى والحداثي في صفوف المجتمع الفلسطيني . كان حريا بعزام الاحمد وهو يشير الى اعمدة العمل الوطني الفلسطيني ان يأخذ بعين الاعتبار ان المبادرين في مقارعة الاحتلال والحاملين لمشروع التطور والحداثة والتنوير كانوا دائما من القوى والاحزاب اليسارية والوطنية والقومية ينما لم يكن دور القوى الرجعية كجماعة الاخوان المسلمين وحزب التحرير الا التصدي ومحاربة اي مشروع للتحرر الوطني والاجتماعي فلولا ان فتح اطلقت رصاصتها الاولى ضد اسرائيل ثم تلتها الجبهة الشعبية فهل كان ممكنا نشوء حركة تحرر وطني على الساحة الفلسطينية ولولا هذة المنظومة الوطنية واليسارية فهل كان ممكنا تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف بها دوليا ممثلا وحيدا للشعب الفلسطيني ؟؟ من هنا نقول لعزام الاحمد ان الشعب الفلسطيني لن ينجز مهمات التحرر وطني والاجتماعي الا اذا ارتكز نضاله على عامودي فتح وسائر المنظمات والاحزاب والتيارات الوطنية واليسارية الفلسطينة وعكس ذلك فلن يحقق الشعب الفلسطيني تحرره الوطني ولا الاجتماعي بل سيبقى اسير ا لبرامج التلمودين اليهود والحمساويين السلفيين .
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مريم العذراء وشيوخ الاسلام يتجاههلون مذبحة كنيسة سيدة النجاة
-
اغلاق الفضائيات الدينية نقطة في بحر الشحن الديني
-
بشار الاسد لمحمود عباس : استأنفوا المقاومة وعين الله ترعاكم
-
احمدي نجاد مبشرا بعودة المسيح والمهدي
-
المفاوض الفلسطيني الغلبان في مواجهة ضغوط العربان
-
لماذا يحرض الاخوان المسلمون في الاردن على مقاطعة الانتخابات
...
-
هل هي مصالحة ام مصافحة فلسطينية ؟
-
هل يستعين ملالي طهران بزغلول النجار
-
كوادر متقدمة في - الشعبية - تقرأ الفاتحة على روح الماركسية !
...
-
هل يفاوض عباس من مركز قوة ام من موقع ضعف ؟
-
هنية يتهم عباس بارتكاب ثلاث خطايا !! فماذا عن جرائم حماس ؟
-
الحاخام عوفاديا يستنزل الغضب الالهي على محمود عباس !!
-
على ذمة - المجاهد خليل الحية - :حماس تتأهب لتدمير اسرائيل
-
حملة ضد الهوس الديني
-
قبل ان تجلدوا محمود عباس
-
- اخوان - الاردن يوظفون ورقة مقاطعة
-
اليوم العالمي لحرق الكتب الدينية
-
رئيس الوزراء الاردني يطيح بوزرائه
-
حماس تحرز نصرا الهيا على على الكلاسين النسائية !!!!
-
يحاربون طالبان ويتحالفون
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|