جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 16:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اشهد ان لا اله الا الخيال
و اشهد ان العلم و الادب رسالته
و ان الاخلاق و الحب شعاره
اولا هذه هي شهادتي الخيارية لديني الشخصي اليوم اكررها يوميا لتحتل محل الشهادة القديمة التي قلتها مئات المرات طوعا و قسرا رغم اني لا اقتنع بالشهادة الجديدة كليا.
لا ازال اعتبر الخيال البشري فوق العلم و المعرفة و الادب لان الخيال لا يعرف الحدود و اساس وحافز لتطور العلم و الادب معا. ماذا كنا نعمل في عالم محدود الاطراف و الجوانب كالسجن بدون قدرة الخيال التي تتجاوز كل القيود و الحدود؟ قال مرة اينشتاين ان الخيال اقوى من المعرفة.
اتذكر مرة كيف امرتني والدتي المسلمة المتدينة بحزم عندما سمعت بسمعتي الدينية المشبوهة و كأنما توجه مسدس الى صدري ان اجيب الشهادة و لكنها لم تتخلى عني رغم ذلك لان رابطة الدم اقوى من الشهادة او كما نسمع في الالمانية ن الدم اثخن من الماء وكذلك اتذكر كيف ان والدة زوجتي الكاثولكية المتدينة فرحت عندما سمعت بخبر ذهابي الى الكنيسة رغم اني اذهب الى الكنيسة لاتمتع بمناظر الهندسة المعمارية القديمة الجميلة فقط.
ثانا ميزان الخير والشر
و لكن العيش في عالم غير اخلاقي خطر لاستغلال العلم لاغراض شريرة رغم اني اعترف بان قلة الاخلاق ضرورية لانها حافز و محرك للتطور العلمي و المنافسة. بعبارة اخرى يمكن ان نقول ان عالم يسود فيه العدالة و الاخلاق و الآداب الحسنة عالم ممل لا يشجع على المنافسة و التطور. يتطور الانسان بفجوره اكثر من حسناته. و لكن هل هذا يعني ان جميع الشخصيات القوية التي احتلت مكانا كبيرا في التأريخ بضمنها الانبياء تحركت بدافع الشر اكثر من الخير؟ كيف استطيع التخلي عن الاخلاق و الصالحات لصالح الفجور و الطالحات؟ و هنا ارى نفسي في دوامة كيف اشجع على الشر لاجل العلم و التطور؟ و لكن لماذا اجبر نفسي على اتخاذ قرار صعب؟ نحن بحاجة الى الخير و الشر معا و الا فليس هناك ميزان في الحياة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟