أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهاد كامل محمود - علماء الدين ام اعمياء الدين – 4 - ومزاجية التحليل والتحريم















المزيد.....

علماء الدين ام اعمياء الدين – 4 - ومزاجية التحليل والتحريم


نهاد كامل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 10:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علماء الدين ام اعمياء الدين – 4 - ومزاجية التحليل والتحريم

يميل علماؤنا الافاضل الى التحريم والتشدد بالممنوع وتقييد حركة وسلوك المسلمين بشكل متطرف ويقصرون كثيرا في التسهيل والتحليل في كل المواضيع التي لها وجهان والتي هي قابلة للتأويل . فهم أي علماؤنا الافاضل يلتقطون أية لمحة في كلام الله او رسوله يمكن النفاذ منها للتعقيد وللتحريم ويغلقون بقية المنافذ التي تؤدي الى التحليل والتسهيل . وهذا الامر قد جعل الاغلبية الساحقة من المسلمين يتظاهرون بالتدين والالتزام بفتاوى الفقهاء ولكنهم في الواقع يرتكبون اغلب المحرمات سرا مما جعلنا نحن المسلمين نحمل ازدواجية في شخصياتنا فظاهرنا ينبي بشيء وواقعنا الداخلي فيه عكس ذلك الشيء وهذا هو واحد من اهم اسرار تخلفنا .

لناخذ موضوع الخمر في القران الكريم .. لقد تطرق الله سبحانه وتعالى الى الخمر في اربع ايات فقط في القرآن الكريم . وان اخف واوضح هذه الايات هي التي اوضح لنا فيها سبحانه ان نصنع شرابا لذيذا من الكروم والنخيل وهذا الكلام واضح من عند الله سبحانه وليس فيه أي تحريم ولا اعتقد انه يخفى على احد ان الخمور تصنع من فواكه الكروم والنخيل وخاصة في البلدان العربية .

والاية الثانية في القرآن الكريم هي التي اوضح لنا سبحانه ان في الخمر فوائد ومضار ولكن مضاره اكثر من فوائده . وهنا لا يوجد أي تحريم للخمورانما يوجد توضيح وتفهيم فقط من ان في الخمر فوائد ومضار . وهذا واضح جدا كما اسلفنا من انه ليس فيه أي تحريم انما قد توحي هذه الاية ان الخمر مباح وان الله يحذرنا من مضاره .

والاية الثالثة هي التي امرنا فيها سبحانه وتعالى ان لا نقرب الصلاة ونحن سكارى . وهنا ايضا لا يوجد أي تحريم للخمور . بل ان العكس ربما يكون اقرب للمنطق والمعقول اذ توحي لنا هذه الاية ان الخمر كان مباح لنا وان الناس كانوا يؤدون الصلاة وهم تحت تاثير كمية من الخمر تجعلهم سكارى . وهنا قد امرنا الله سبحانه ان لا نقرب الصلاة ونحن سكارى . وطبعا لا يخفاكم ان شارب الخمر لا يشترط ان يسمى سكرانا . فالسكران هو الذي يشرب كمية من الخمر اكثر من المقبول حيث تسبب تجاوز حدود الفائدة الموجودة في الخمر وتدخل حدود الضرر . وكما يبدو للقارىء واضحا ان هذه الاية ليس فيها تحريما صراحة ولا تحريما ضمنا .

اما الاية الرابعة التي نفذ منها فقهاؤنا الاكارم وتوغلوا بالتحريم بعد ان ابتكروا معنى جديد في اللغة العربية فهي الاية التي وردت في سورة المائدة والتي قال فيها سبحانه (( ياايها الذين آمنو انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )) . وهنا فان علماؤنا الافاضل قد نفذوا من كلمة (( اجتنبوه )) وابتدعوا لكلمة اجتنبوه معنى مغاير لما معروف عند الاعراب ثم انزلقوا من كلمة (( فاجتنبوه )) الى درب التحريم وحرموا الخمر على المسلمين تحريما مشددا ما انزل الله به من سلطان .
لنحتكم الان الى اللغة العربية وهي اللغة التي انزل الله بها قرانا واضحا على الاعراب وبلغتهم المتداولة فلناخذ الفرق بين الاجتناب وبين التحريم فنبحث في معاجم اللغة العربية فماذا نجد ؟
1- اجتنب = معناها احذر ومعناها دعه جانبا ومعناها ضعه في جانبك ومعناها ابعده ولكن جميع هذه المعاني لكلمة (( اجتنب )) لا تصل الى مستوى التحريم اطلاقا .
2- حرام = معناها ممنوع قطعا ولا نقاش في ذلك وليس لها معنى اخر قابل للتاويل وليست فيها مرونة .
لقد ورد التحريم في ايات عديدة في القران الكريم بشكل واضح وصريح لا لبس فيه ولا مجال لتأويله مثل الاية الكريمة التالية والتي لا تقبل النقاش اطلاقا فهي تعني الممنوع القطعي وهي التي نصها (( وحرمنا عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله )) . ولكن الله سبحانه وتعالى لم يحرم على المسلمين الخمر بهذا الشكل الواضح والصريح وقد كان بامكانه ذلك مثلما فعل في التحريمات الاخرى . ونحن نجد ان العكس هو الاصح فجميع الايات التي وردت في القران الكريم ولها علاقة مباشرة او غير مباشرة بالخمر فانها قد وردت وكانها تتعامل مع شيء مباح وليس به حرج .

ذهب فقهاؤنا مذهبا منحرفا في تشديدهم على تحريم الخمور رغم ان الله سبحانه وتعالى لم يحرمها علينا . وادعى العلماء باطلا ان الله سبحانه وتعالى قد تدرج في تحريم الخمر مراعاة لضعف استيعاب المسلمين للتحريم المفاجىء في حينه حيث نهانا حسب ادعاء الفقهاء من الصلاة ونحن سكارى ثم افهمنا ان في الخمر مضار اكثر من منافعه ثم اخيرا قال سبحانه عن الخمر انها رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه . وهذا كلام مردود عليهم للاسباب التالية :-
1- لو كان هذا صحيحا فلماذا سبحانه لم يتدرج في تحريمات اخرى مثلما تدرج مع تحريم الخمر وانه قد حرم بشكل مباشر وصريح على المسلمين (( الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله )) مع العلم انه كان لحم الخنزير وما اهل به لغير الله متداول بين الاعراب قبل الاسلام شانه شان الخمور تماما .
2- من جانب اخر فانه لغويا لا يجوز ان تكون كلمة (( اجتنبوه)) تخص الخمر والميسر والانصاب والازلام لانه الضمير ( هـ ) في كلمة اجتنبوه لا يمكن ان يعود على اربعة اشياء لانه يشير الى شيء مفرد وان الخمر لم ياتي مفردا وحده في الاية الكريمة انما جاء مع الميسر والانصاب والازلام . فلو اراد الله سبحانه ان يأمرنا باجتناب هذه المسميات الاربعة لقال (( فاجتنبوها )) ولكنه سبحانه قد قال (( فاجتنبوه )) وعليه فان الله قد امرنا باجتناب (( عمل الشيطان )) وهو المفرد الوحيد في هذه الاية الكريمة فيكون مفهومها ان الخمر غير مطلوب اجتنابه اما اذا كان سببا يؤدي الى عمل الشيطان وعندها فقط يجب ان نجتنب عمل الشيطان وليس الخمر .
3- يفيد التاريخ الاسلامي ان الرسول (ص) كان يشرب يوميا (( نقيع التمر)) نعم (( نقيع التمر )) وليس غسيل التمر ولا شك ان كثيرا من القراء يعرفون سرعة تخمر التمر .
نحن نعرف ان ائمة المذاهب الاسلامية اجمعوا على تحريم الخمور . ولكن اجماع الائمة او اجماع جميع المسلمين على أي شيء تحريما او تحليلا لا يخولهم مخالفة امر الله او اضافة كلام الى كلام الله او حذف أي شيء او تعديل أي شيء من كلام الله . فهم أي الائمة بشر لا فرق بينهم وبين جميع البشر دون استثناء حيث لم يزكيهم الله سبحانه او الرسول (ص) من الخطأ والزلل لذلك فهم عرضة للخطأ والخطيئة مثلنا تماما .
لقد اغفل علماؤنا الاعمياء او المتعامين الافاضل عن عمد او عن غير عمد ان الله سبحانه وتعالى قد انفرد بالتحريم وحده ولم يستثني حتى رسوله محمد (ص) حيث انه قد عاتب رسوله بالاية الكريمة التالية (( يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضات ازواجك والله غفور رحيم )) .
اذا كان الله سبحانه لم يخول الرسول حق التحريم فكيف يجوز لعلمائنا تحريم ما لم يحرمه الله سبحانه .
لا ريب ان لله حكمة في عدم تحريم الخمور حيث اكتفى بالتحذير منها لكونها فيها فوائد ايضا وان الله لا يمنعنا مما يفيدنا .
لو ان علماؤنا الافاضل تفكروا جيدا لوجدوا ان الخمر به فوائد وبه مضار وفي زيادته مضار معلومة لشاربه , وكذلك لو تفكر علماؤنا جيدا لوجدو ان في الطعام ايضا فوائد ومضار وان الاكثار منه مضر ايضا شانه شان الخمر . وهذا يعني ان الله سبحانه لو اراد تحريم الخمر على المسلمين لحرمه بوضوح تام مثلما حرم امور كثيرة تحريما واضحا وقاطعا ولا لبس فيه .
ان علماؤنا الاكارم بجهلهم العميق واهدافهم الذاتية المصلحية ورغبتهم في التسلط فانهم قد عزلوا المسلمين عن الدين الاسلامي الصحيح عزلة جعلت المسلمين يتقهقرون خلف حضارة البشرية ويغرقون بالتخلف والفقر . لا بسبب تحريم الفقهاء للخمر الذي لم يحرمه الله سبحانه فحسب بل بسبب تحريمات وتحليلات وتعديلات واضافات قام بها الفقهاء بمزاجية تخدم مصالحهم السلطوية والمالية على حساب مصلحة المسلمين وعلى حساب نصرة الاسلام فابتعد المسلمون عن الدين الاسلامي الحق واصبحوا شراذم ومجاميع متفرقة يدينون جهلا بالولاء كل مجموعة لفقهائها .
لو نظرنا مليا لنتائج تسلط الفقهاء على الدين الاسلامي والتحكم به لوجدنا انهم بما يخص تشددهم على تحريم الخمر نجد انهم لم يستطيعوا منع المسلمين من تعاطي الخمر الذي لم يحرمه الله وكذلك نجد ان كثيرا جدا من المسلمين عبر كل العصور يتناولون الخمر علانية وغيرهم من المسلمين ايضا يتناولون الخمر بالسر بضمنهم كثير من الفقهاء وفي اكثر الدول الاسلامية انغلاقا على الاسلام .
نحن نحترم علماءنا ونمجد ايجابياتهم ولكن هذا لا يعني ان نسكت على اخطائهم ونسلم بفتاويهم وكانها كلام الله . لذلك نحث على محاججة الفقهاء وعدم التسليم بفتاويهم غير المعقولة والتي هي تضر بالاسلام والمسلمين فهم أي الفقهاء بشر مثلنا . وهم يحملون من الضعف ما نحمله نحن . وهم لا يمتلكون العصمة والتزكية من عند الله او من عند رسوله . فهم بهذا عرضة للخطأ والخطيئة .
نحن نعبد الله ولا نعبد الفقهاء مهما بلغ قربهم من الرسول (ص) فهم بشر مثلنا يخطوؤن ويصيبون .

نهاد كامل محمود



#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علماء الدين ام اعمياء الدين – 3- والتواتر
- علماء الدين أم أعمياء الدين - 2 - وتحريف الكلم
- م/ علماء الدين ام اعمياء الدين -1
- م/ تعليق على قصيدة الشاعرة ريوف الشمري قف للمغني


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهاد كامل محمود - علماء الدين ام اعمياء الدين – 4 - ومزاجية التحليل والتحريم