أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - توفيق أبو شومر - وباء الإحباط














المزيد.....

وباء الإحباط


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3176 - 2010 / 11 / 6 - 09:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


غريبٌ أن يشتكي الجميعُ من الجميع، وأن يذم الجميعُ الجميع، وأن يتهم الكلُّ الكلَّ الآخر بالجهل والغباوة، وسوء الظن، وانعدام الخلق، وقلة الحياء!
والمُدهش في الأمر أن المُشتَكَى منهم غائبون دائما!
وعجيبٌ أيضا أن يعتاد كثيرون إحباط الكثيرين، وأن يُصبح شائعا أن يذم الحاضرون الغائبين، وأن يُشكك المتحدثون في نوايا الصامتين، وأن يلعن المجتمعون بقية المتفرقين، وأن يصبح الإحباطُ ألذَ وجبةٍ وأشهى طبقٍ شعبي واسع الانتشار!
بحيث صار قول الشاعر المتشائم أبي العتاهية هو حكمة العصر في مجتمعنا :
لدوا للموت وابنوا للخراب
فكلكمُ يصير إلى تراب
لقد اكتسح وباءُ الإحباط مجتمعنا، وغدونا لا نرى في الورود سوى الأشواك، وتحولنا من حالة الحضور في الوطن إلى حالة الغياب، وأصبحنا نعيش في أوطاننا بأجسادنا فقط، ونحيا في عواطفنا وأحلامنا في أوطان غيرنا، نتمناها في الحلم ،وندعو في سرنا أن تكون أوطانُ الآخرين لنا مستقرا ومُقاما!
تُرى من المسؤول عن نشر وباء الإحباط ، وفايروس الاحتقار للأهل والعشيرة والوطن؟
فهل المسؤول عن نشر الوباء هو (غول) الألفية الثالثة؟
أم أنه (ضبع) الاستعمار البغيض؟
أم أن المسؤول الأول والأخير هو (ظلمُ ذوي القُربى)؟!
وهل وباء الإحباط مرض مقيم، أم مرض تنشره ذبذبات الألسن وحركاتُ الشفاه؟
أم هو مُنتَجٌ من منتجات مخابرات الدول، وعيون الشركات والمؤسسات ، ومعامل صك قوالب الشعوب، وتغيير جواهرها؟
أم أن الوباء مؤامرةٌ عالمية خطيرة وكبيرة ترمي لتقسيم العالم إلى نصفين، نصفٍ مستهلك فقط يحيا بالجسد، وآخرٍ منتجٍ مبدعٍ يحيا بالروح والعقل والإبداع؟
يبدو أن الإجابة الصحيحة تكمن في كل الاستفاهامات السالفة.
ولعلّ خطورة الأمر تكمن في أن وباء الإحباط قادرٌ على استنساخ نفسه ألاف المرات في اليوم الواحد، وهو قادرٌ على تدمير البنية الأساسية للتطور والنهوض في المجتمعات المتمثلة في الجيل الصاعد والأطفال، وهم الأكثر تأثرا بهذا الوباء!
كما أن البيئات التي يتناسل فيها هذا الوباء ويتكاثر، هي بيئات القحط الفكري ، حيث يوجد نظامُ تعليمٍ يعتمد سياسة حشو العقول، لا تفتيحها وتنويرها وتثقيفها.
وينتشر الوباء أيضا في دول النظام السياسي الديكتاتوري الديماغوجي، حيث يسودُ الاضطهاد والملاحقة والسجن والقتل، وتنتشر المفاسد والرذائل .
نعم إن وباء الإحباط مُنتَجٌ مهجّنٌ، مكون من خليطٍ من جِينَة الجهالات، ومن نطفة الخرافات، ومن سلالة الضلالات، وهو يتكاثر ويتعدد ويتجدد ويتوالد ويتناسل ويتشظى بسرعة البرق!
لقد تمكنتْ دولٌ كثيرة من تفكيك أسرار جينات هذا الوباء منذ زمنٍ طويل، فأوجدت له تطعيمات قادرة على وأده في المهد، وابتدعت أمصالا قادرة على منع انتشاره، فجعلت المدارسَ والجامعات والكليات العلمية شرفاتٍ تُطلُّ على واجهات العالم، وليس مستودعات وكهوفا تصلح لتحضير أرواح الغابرين!
وعالجتْ دولٌ كثيرة هذا الوباء بأدوية عديدة أبرزها، إكسير الفنون، بكل أشكالها وأنواعها وعلاج وباء الإحباط بالفنون دواءٌ فعّال ناجح قادرٌ على اقتلاع الإحباط من جذوره ، وقادرٌ على منح الشباب جرعات الأمل ، وحب الحياة، وتعزيز ثقتهم بوطنهم، بحيث لا يشعرون بأنهم كَمٌّ زائدٌ عن الحاجة، يُعذبُهم آباؤهم،ويلعنهم مجتمعهم!
ولعلّ أهم الأدوية الفعّالة في علاج هذا الوباء الخطير، هو نشر وتعليم وتطبيق الديمقراطية بمفهومها الواسع.



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معزوفة على كونشيرتو القدس
- وليمة ويكيلكس الإعلامية
- احترسوا من تهمة اللاسامية
- نحت فلسفي من غزة
- بيرس حكيم بني إسرائيل
- اضحكوا بلا قيود
- احذروا المساس بالاستيطان المقدس
- أسباب تألق وانطفاء المواقع الصحفية الإلكترونية بسرعة
- فئران في شوارع غزة
- مجانين بني إسرائيل
- بزنس الطب والدواء
- رسالة فلسطينية إلى عوفاديا يوسيف
- ثلاثة أخبار متفرقة
- تطهير وطني عرقي
- السياسة في إسرائيل
- جامعاتنا العربية وهارفارد
- هل قاتل السود في أمريكا فلسطيني؟
- قصتي مع الطاهر وطّار
- نحن كشاجميون
- أخبار صحفية ليست بريئة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - توفيق أبو شومر - وباء الإحباط