كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 956 - 2004 / 9 / 14 - 10:18
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الإرهابيون الذين نظموا الجرائم البشعة التي ارتكبت في مدينة بيسلان الروسية, وأولئك الذي قتلوا البشر في النجف وبعقوبة والفلوجة وسامراء والموصل وأربيل والسليمانية وكركوك وتلعفر وفي مثلث الموت في اللطيفية, وفي الكرخ والأعظمية وفي كل بقعة من أرض العراق, أولئك الذين ارتكبوا الجرائم البشعة في نيويورك وواشنطن أو في سفارات أمريكية في دار السلام ونايروبي وغيرها, وأولئك الذي لطخوا أيديهم بدماء موظفي الأمم المتحدة ببغداد, وأولئك الذين يختطفون البشر الكادح سائقي سيارات الشحن والصحفيين ويقطعون رؤوسهم ويرفعونها على سنان الرماح من أجل رفع راية "إسلامهم المتوحش" عالياً وهو غير الإسلام الحقيقي الذي جاء به محمد بن عبد الله, كما فعلوا بكادحي النيبال السبعة أو الصحفي الإيطالي, أولئك الذين يتصيدون علماء العراق ويقتلونهم وهم في طريقهم إلى العمل والجامعة أو البيت, أولئك الذين اختطفوا النساء الإيطاليات اللواتي يخدمن في منظمات إنسانية لصالح الإنسان العراقي, وأولئك الذين بدأوا باختطاف عائلات الحرس الوطني والشرطة العراقية أو قتلهم, ثم أولئك الذين تسببوا في موت الآلاف من المواطنات والمواطنين العراقيين في النجف والحلة والبصرة والسليمانية وأربيل والموصل والمحمودية واللطيفية وغيرها, وأولئك الذين يخطفون البنات والأولاد لابتزاز سياسي أو مادي بحجة دعم نشاطهم "الإسلامي البائس", أولئك وهؤلاء الأوباش فرحون بما يفعلون, سعداء بنجاح عملياتهم بقتل المئات من الأطفال والأمهات والآباء, سعداء بجرح مئات أخرى من هؤلاء الناس الأبرياء, بتخريب المدن والمنشآت الاقتصادية وقطع خطوط أنابيب النفط والغاز, سعداء بمعاناة العائلات العراقية بسبب انقطاع التيار الكهربائي أو نقص مياه الشرب أو انتشار النفايات في كل مكان أو انتشار الأمراض, إذ أنهم يعتقدون بأنه الطريق الموصل إلى الخلاص والجنة. فأولياء أمورهم, وهم جمهرة من متطرفي رجال الدين, منحوهم مفاتيح الجنة إن هم قتلوا المزيد من البشر, فدفعوا بهم إلى ذبح الناس الأبرياء من الوريد إلى الوريد, أو قتل الناس عبر تنفيذ تلك العمليات الانتحارية الجبانة. فكلما زاد عدد الموتى والجرحى والمعوقين من البشر, حصلوا على مواقع أفضل في الجنة وعلى مقربة من الأولياء الصالحين وعلى مزيد من "ولدان وحور....", هكذا ثقفوهم ودفعوا بهم إلى معركة خاسرة مليئة بالدموع وسيول من دماء الأبرياء.
المبدأ الذي تربوا عليه هؤلاء الناس جميعاً واستمعوا إليه من تلك الجمهرة من رجال الدين المتطرفين وهم صغار ومارسوه وهم كبار, أن قتل الكفار والهراطقة والزنادقة وأصحاب الرأي الآخر وأرباب "البدع!" فضيلة وليست رذيلة عندما يقتلون هؤلاء البشر. ويدخل في خانات من سفترض قتلهم كل اليهود وكل المسيحيين والإيزيديين والصابئة المندائيين وجمهرة كبيرة جداً من المسلمين المختلفين معهم والاشتراكيين والشيوعيين والديمقراطيين وجمهرة من القوميين أيضاً, فهم, كما قالوا لهم, يدافعون عن حاكمية الله والإسلام وعن الشريعة وفق رؤيتهم العقيمة التي وضعوها,. فهم بذلك ينفذون إرادة الله على الأرض وينقذون البشرية من الأشرار ويرفعون شأن الأمة الإسلامية ويرفعون راية الإسلام ...! هكذا كانت التربية الدينية في السعودية وفي عدد كبير من الدول العربية والدول الأخرى التي تسمى إسلامية, وهذه التربية ما تزال تمارس بهذه الصورة, ومن يشك في ذلك عليه الرجوع إلى كتب التدريس في السعودية وفي المدارس الدينية والأكاديميات الدينية في أوروبا وبقية بلدان العالم, إضافة إلى التنظيمات الإسلامية المنتشرة في بقاع الأرض. إنها تربية قائمة على كراهية الغير, وهي التربية التي يمارسها أتباع أسامة بن لادن والظواهري وأبو مصعب الزرقاوي وأنصار الإسلام الكرد وأنصار الإسلام السنة العرب وغيرها من التنظيمات الإرهابية المتطرفة لأتباعهم, وهكذا بدأت جماعات البعث التي "استنارت" بالحملة الإيمانية لصدام حسين وعزت الدوري قبل سقوط نظامهما بسنوات قليلة تمارس ذات الأساليب البشعة.
وأخيراً أزاح الشيخ يوسف القرضاوي ورقة التوت, التي عجزت عن تستر ما لا يستر, وكشف عن أوراقه كاملة حين أعلن عن فتواه الأخيرة بهدر دم الأمريكيين في العراق. لست معنياً بتاريخ الشيخ القرضاوي الذي كما اعترف به أنه كان ومعه كثرة من زملائه أعضاء في جماعة الأخوان المسلمين, ولا أعتقد بأنه خرج منها, بل كما يبدو عزز مواقعه فيها على الصعيد الدولي.
تساءل أحد الكتاب العرب بحس سليم: لماذا أحل الشيخ القرضاوي هدر دم الأمريكيين في العراق وليس في القاهرة؟ وسؤالي التالي يقرب الموضوع من أهان القراء: ولكن لماذا في العراق وليس في قطر حيث يعيش الشيخ بنعيم وسعادة, لماذا ليس في قطر حيث مقر القيادة الأمريكية وحيث تصدر عنها القرارات وحيث يسود الاحتلال الفعلي في هذه الإمارة الصغيرة, حيث تعمل قناة الجزيرة التي أذاعت الفتوى غير الإنسانية وغير العقلانية, فتوى قتل الإنسان الأمريكي, وبدون تحديد, عسكرياً كان أم مدنياً, رجلاً كان أم امرأة. وكان الشيخ قد أفتى قبل ذاك بصواب العمليات الانتحارية في فلسطين المحتلة, في حين خطأها الكثير من علماء المسلمين العقلاء. وأتساءل: أليس من حقنا وعين الصواب أن نطلق على أي شيخ يمارس القتل عبر الفتاوى بشيخ قتل الأبرياء من الناس؟ إنها تذكرني بفتاوى حكم قرقوش, وهي شبيهة بفتوى السيد كاظم الحائري بهدر دم البعثيين.
تعبر العمليات الإرهابية التي تقوم بها هذه الجماعات العدوانية المتطرفة, سواء أكان التطرف دينياً أم قوميا عنصرياً, أم الاثنين معاًً, عن وعي وقناعة تامة لدى قادة هذه الحركات الإرهابية بأنهم غير قادرين على خوض الحوار وأنهم عاجزون عن البرهنة على صواب شعاراتهم وأساليب عملهم, وأنهم محبطون فكرياً وسياسياً ولم يجدوا أمامهم غير ممارسة القتل ثم القتل ثم القتل والتخريب, وهم يدركون أيضاً بأن هذه الأفعال الشريرة ضد الناس الأبرياء لا توصلهم إلى نتيجة تخدم مصالح المجتمع, بل تلحق أفدح الأضرار به وإلى مدى طويل, وهي بذلك تزيد في الطين بلة, وأن الناس, كل الناس العقلاء في العالم يدينون هذه العمليات البشعة والجبانة, ولكنهم مع ذلك يواصلون السير على هذا الدرب المعوج. إنها ليست سوى عمليات تعبر عن كراهية مليئة بالحقد الدفين لنفس مريضة وانفصام شديد في الشخصية وسادية موغلة بالوحشية وكراهية عجيبة للإنسان وعجز كامل عن فهم العالم القائم والتغيرات الحاصلة فيه.
يتذكر المتتبعون للأحداث السياسية تلك الكلمة المصورة التي سجلها أسامة بن لادن وأذاعتها قناة الجزيرة منذ فترة غير قصيرة, وهي تمارس دورها "القومي والإسلامي المنشودين", حين أعلن منها عن فتواه المجنونة بقتل جميع الأمريكيين أينما وجدوا دون أن يميز بين النساء والرجال والأطفال, فكلهم يساهمون في المعركة ضد الإسلام سواء أكانوا من حملة السلاح أم من دافعي الضرائب... وأسامة بن لادن من الملتزمين المتطرفين بالمذهب الوهابي الإخواني الأكثر تطرفاً وعدوانية. والشيخ القرضاوي لا يختلف عنه كثيراً إذا كانت تصريحاته بقتل الأمريكيين في العراق صحيحاً وكما نقلته الفضائيات وعن لسانه وأدانه الكثير من الكتاب في المنطقة, فهو منحدر من نفس جماعة الأخوان في مصر ومعه كثرة من رجال الدين الذين تقدمهم قناة الجزيرة بين فترة وأخرى ليقوموا بتربية الأجيال الجديدة من الشباب المسلم في جميع أنحاء العالم وفق الأسس التي أشرنا إليها في البداية والمعمول بها في المدارس الدينية في السعودية وباكستان وغيرهما.
إن الإرهاب الذي يخضع له العراق في هذه الأيام متعدد الوجوه والصيغ, وهو يعبر عن تنوع أصحابه, ولكن في الوقت نفسه عن تنسيق بين أطرافه, وعندما ينكر البعض ذلك يقود إلى تحميل الشعب خسائر إضافية. لقد ارتفع الخط البياني للجريمة في العراق, وما تزال قوى تسميه بالمقاومة البطلة!
لقد قرأت الخبر الذي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن "محاكم التفتيش الصدرية" التي قتلت العشرات من الناس ودفنتهم في مقابر جماعية بدأ الكشف عنها مباشر, أو تركت جثثهم لتتعفن ويصعب تمييزها والتعرف عليها. لقد مارست عصابات محاكم التفتيش الصدرية, التي ينبغي تقديم جميع العاملين فيها إلى المحكمة لنيل الجزاء العادل, أبشع أشكال التعذيب, تماماً كما مارستها عصابات الأمن والاستخبارات الصدامية وأجهزته القمعية الأخرى. لقد ذكرتني هذه العمليات التعذيبية بما كانت تقوم به أطراف من الشيعة المتطرفة حين كانت ترسم على قطعة قماش كبيرة جداً تصل مساحتها إلى حدود 20 متراً مربعاً وتعلق في صحن العباس في كربلاء, لوحات تبين المختار وهو يعذب معتقليه ممن اتهموا بمعاداة الحسين بن علي بن أبي طالب وأهل بيته. وكانت صور التعذيب همجية جداً يصعب تصورها من قبل إنسان سوي, وتعبر عن عقلية سادية إلى حد غير معقول ومفرطة بالإجرام والتلذذ بالتعذيب ذاته. كان البعض من هؤلاء يطبخ في قدر وآخرون يعلقون كالخراف وتقطع أوصالهم, وآخرون يذبحون ذبح الشاة من الوريد إلى الوريد, وآخرون يمثل بهم وتستخرج قلوبهم أو أكبادهم, وآخرون تقلع أسنانهم بطريقة وحشية وغيرهم تقلع عيونهم وتفج رؤوسهم, تماماً كما فعلت عصابات محاكم التفتيش الصدرية بأحد أفراد الشرطة حين قلعوا عينيه أو ....الخ. (راجع وكالة الأنباء الفرنسية لفترة بين 8-10/أيلول/سبتمبر 2004).
يبدو أن أتباع السيد مقتدى الصدر قد تعلموا جيداً ممن سبقوهم في تعذيب الإنسان وقهره وقتله أخيراً, وأن لهم العديد من الخطوط, بعضها تخلى عن السلاح والبعض الآخر ما يزال يحارب به والبعض الثالث ما زال ينسف أنابيب النفط والبعض الرابع ما زال يقتل. على السيد مقتدى الصدر الذي فجر إرهاب المتطرفين الشيعة أن يقدم الدليل لنقض ما نقول وما تنقله وكالات الأنباء من معلومات حول هذه الأمور.
إن الجرائم البشعة التي ترتكب في عراق اليوم من شأنها أن تحرك العالم وأن يتيقن بأنه ليس بمنجاة منها, وعليه أن يبدأ بممارسة عمل جماعي لمواجهة هذا الخطب.
يطرح أحد السادة المتحاورين معي قائلاً: لماذا نتحدث عن المتطرفين الإسلاميين ولا نتحدث عن المتطرفين الصهاينة, وكأن التطرف والإرهاب حكر على المسلمين؟ كما كان صائباً الأخ عبد الرحمن الراشد حين أشار إلى أن الإرهاب في الفترات الأخيرة ينطلق من المسلمين وموجه ضد المسلمين أيضاً, إضافة إلى توجهه ضد غير المسلمين أيضاً.
إن عقلية الرجل, دون ذكر الأسماء فهي أمانات, الذي يحاورني بهذه الطريقة مريضة حقاً, فمن يحاورني بهذه الطريقة لا يختلف بأي حال عن عقلية الغائصين في وحل الإرهاب حتى قمة رؤوسهم, وهم الذين يبررون لهؤلاء القتلة وغيرهم ما يجري اليوم في العراق وفي مواقع أخرى من العالم. إن أكثر العمليات الإرهابية الجارية في العالم هي من صنع القوى الإسلامية السياسية الإرهابية المتطرفة. ينبغي لنا أن نشخصها أولاًً وندينها باعتبارها جرائم بشعة ضد الإنسانية ثانياً, ولأنها موجهة ضد جمهرة غفيرة من البشر وتبث الرعب في نفوس الناس, ولأنها جريمة لا معنى لها ولا توصل إلى أي هدف نبيل سوى إشاعة العداء بين الناس والشعوب والأديان والمذاهب, كما أنها إساءة كبيرة للإسلام ذاته من حيث كونه ديناً سمحاً يرفض الإرهاب وقتل الأبرياء. وإذا اتفقنا على ذلك, فمن يا ترى قبل بقتل الفلسطينيين من قبل الصهاينة والدولة والحكومة الإسرائيلية ذات النهج العنصري والإرهابي ومن سكت على ذلك. ألم تنشر عشرات ومئات المقالات مني ومن غيري ضد هذه الأعمال الشريرة في كل بقعة من أرض فلسطين المحتلة وفي صبرا وشاتيلا في لبنان وفي الجولان السوري. لقد رفضنا هذه الأعمال الشريرة, ولكن رفضنا في الوقت نفسه العمليات الانتحارية ضد الإسرائيليين الأبرياء لأنها خطأ وجريمة ولا يجوز القيام بها والكف عنها, ولأنها تعرض القضية الفلسطينية إلى مزيد من الخسائر وعدم التأييد على الصعيد الدولي.
إن العراق مبتلى بكم كبير من الإرهابيين والمجرمين القتلة الذين يعيثون فساداً في العراق. ويخطئ من يعتقد بأن البعثيين لم يعيدوا تنظيم أنفسهم ولم ينسقوا مع القوى الأخرى لتوجيه الضربات ضد الحكومة العراقية والجيش والشرطة وضد الناس الأبرياء. ورمي هذه التهمة على عاتق الصهاينة لا يدلل إلا على وجود جواسيس مسلمين يعملون لصالح إسرائيل والصهيونية العالمية, فما ينفذ في العراق من جرائم تقوم بها عصابات من المسلمين المتطرفين والبعثيين من فلول النظام وقوى مماثلة, وربما معهم مجموعة من جواسيس إسرائيل الذين اخترقوا تلك التنظيمات أو جاءوا مع القوات الأمريكية. ومجنون من لا يعتقد بأن إسرائيل لا تريد ولا تعمل من أجل إيجاد مواقع لها في العراق وتوطيد تلك المواقع, وعلى الأقل بث جواسيسها في كل مكان. ولكن, السؤال المهم هو التالي: من يسمح لهم ذلك ومن يساعدهم على ذلك؟ من الممكن أن تكون الولايات المتحدة بصورة مباشرة أو غير مباشرة تسمح لهم بذلك, ولكن كيف يفترض مواجهته. ولكن ألا يمكن أن نكون جريئين في تشخيص هذه المسألة ونقول بصراحة واضحة أن قوى الإسلام السياسي المتطرفة, شيعية كانت أم سنية, وسواء أكانت تنظيمات القاعدة أم غيرها, وسواء أكانت تنظيمات البعث العفلقي أم القوى القومية العربية اليمينية المتطرفة, هي التي توفر الأجواء المناسبة لاحتمال نجاح نشاط إسرائيل والصهيونية العالمية في العراق. علينا أن نضع المبضع في المكان الذي يراد إجراء العملية فيه, إذ بدون هذه الصراحة لا نستطيع معالجة مشكلاتنا.
إننا في العراق وفي العالم أمام عمليات إرهابية منظمة ومبرمجة وهادفة تقف على رأسها جماعات إسلامية تمتلك موارد مالية كبيرة ونفوذ واسع على الصعيد العالمي ولها مواقع في البلدان العربية والإسلامية, كما أن لها اللوبي الذي يعمل في داخل الحكومات بصورة سرية أو شبه علنية وخارجها. وأن مواجهة هذه الجماعات الإرهابية لا يمكن أن تتم بصورة فردية ومن قبل حكومة واحدة أو عدة حكومات, بل لا بد من إيجاد تعاون دولي وعلى نطاق واسع وعلى مستويات مختلفة. ومثل هذا التحالف لم يتحقق حتى الآن وبالطريقة المنشودة بسبب السياسات غير الحكيمة والخاطئة الناشئة عن ذهنية المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية واللبرالية الجديدة التي تعمل بموجبها إدارة بوش الابن. إن سياسة العنجهية والقناعة بأن الولايات المتحدة وحدها تستطيع عمل المعجزات في هذا الصدد سيقود إلى كوارث في كل مكان من هذا العالم, ولهذا لا بد من مشاركة دولية واسعة جداً تقودها الأمم المتحدة من أجل بلورة وصياغة المهمات المناسبة لمواجهة الإرهاب غير الحكومي من جهة, والإرهاب الحكومي من جهة أخرى, وعلى صعيد مختلف دول العالم. إن العالم المعولم حالياً يتطلب مثل هذا الجهد من جانب الأمم المتحدة, وإلا فسيستحيل معالجة الإرهاب بقوة السلاح والحروب الإستباقية, بل لا بد من معالجة العوامل الكامنة وراء نشوء الإرهاب وتجفيف الينابيع التي ينهل منها, والتي لا تريد أن تقتنع الولايات المتحدة بذلك حتى الآن, لأن أحد العوامل التي تتسبب بالإرهاب, وهذا لا يعني تبريرها, هي السياسات التي تمارسها الولايات المتحدة في مواقع كثيرة من العالم, إضافة إلى موقفها إزاء الفقر في العالم وإزاء الدول المتخلفة وإزاء البيئة ...الخ.
نأمل أن يستطيع الشعب العراقي أن يجد القدرة الفعلية على مواجهة الإرهاب وإسقاطه وإسقاط القوى التي تقف خلفه وتسانده, ونأمل أن يحصل على الدعم الضروري من جميع بلدان العالم.
برلين في 14/09/2004
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟