|
الادارة بالاحترام والف بائها احترام الكفاءة
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 3176 - 2010 / 11 / 5 - 10:10
المحور:
الادارة و الاقتصاد
تعددت أنماط الإدارة في القديم والحديث وتباينت وتراوحت مابين الشدة المفرطة والتسيب الظاهر, وكل تغنى بنمط من هذه الأنماط حقبة من الزمن ثم ناح عليه في آخر المطاف. لقد حدد خبراء الإدارة العديد من العناصر أو المقومات للإدارة بدأ تايلور بالإدارة العلمية ثم ظهرت النظرية الكنزية ومن ثم ظهرت النظرية السلوكية ونظرية التقسيمات الإدارية والإدارة بالأهداف والتجربة اليابانية ... الخ. وتتابعت النظريات الإدارية التي تؤدي إلى نجاح العمل الإداري وبالتالي الوصول إلى إدارة فعالة تعمل من أجل تحقيق أهدافها الخاصة بها، وكذلك العمل على تحقيق الأهداف العامة المتعلقة بالجهة أو المؤسسة الإدارية التي تتبعها. أحببت أن أطرح نمطا إبتكارياً قديماً في أصله وجديداً في رسمه ووصفه وتطبيقه يجمع محاسن النظريات ويعشق السهل الممتنع إنه الإدارة بالاحترام. نعم الاحترام الاحترام الاحترام ........... الخ سلوك معروف وكل منا يتمناه ويعشقه ويهواه ولكن سرعان ماينساه ويتجاهله ويجفاه ؟ لقد أمتاز الغرب باحترامهم لشعوبهم في مواقف شتى, المؤسسات والشركات تحترم الأفراد والمجتمعات، تحترم أرائهم وعقلياتهم وتسعى جاهدة لتذليل الصعاب التي تواجههم. تحترم المبدعين وتهيئ لهم البيئة التي تعينهم على الإبداع. بينما نحن ؟؟؟ !!!... هناك من يدير بالقوة، وهناك من يدير بالمال، ولكن هناك أيضا من يدير بالاحترام والتقدير، وأفضل أنواع المدراء هو من يخلص لإدارته الموظفون احتراماً وتقديراً له ولتعامله. إن القيام بالواجب في مجال العمل يقصد به عدد كبير من الأشياء المختلفة, بدءاً من تعلم كل شيء يمكن تعلمه فيما يتعلق بالخيارات أو البدائل الممكنة قبل أن نصنع قراراً, وانتهاءً بالاستعداد للاجتماعات, والعامل الوحيد والحاسم على وجه الخصوص والذي يتعين وضعه في الاعتبار هو ثقافة المؤسسة التي نعمل لأجلها (( فكل مؤسسة لديها مجموعة خاصة من القيم والمبادئ وهي هذه المثاليات التي يجب أن تنظر إليها الإدارة بالاحترام والتقدير وتضعها معايير لسلوك الموظف الجيد)). إن العنصر البشري داعماً لا بل أساسياً في العملية التنموية لأي إدارة، وهذا العنصر البشري صار مؤخراً محط أنظار المطورين في المجال الإداري وخبراء الاستراتيجيات لتطويره ورفع كفاءته، و كذلك إبداء الرأي في كيفية تحفيزه وإعطائه المكانة التي يستحقها، حتى يعطي كل ما بحوزته من جهد. وإذا أردنا عنصراً نشيطاً وحيوياً ويؤدي مهامه على أحسن وجه فلا يجب أن نتوانى في سؤاله ومعرفة ما يريده، وننهج خططاً مختلفة حسب كل موظف، يجب عدم النظر إلى النجاح على أنه أمرٌ متوقع وممكن حدوثه، بل يجب مكافأة هذا الجهد وهذا التصرف السليم، وما يحفز موظفاً قد لا يحفز آخراً، بحيث يجب نهج أساليب مختلفة، الثناء، الإعجاب، منح الثقة، الابتسام، الإنصات، مناداة الأشخاص بأسمائهم، العدل بين الموظفين، تحمل مسؤولية الأخطاء وعدم إلقاء اللوم على الموظفين عند فشل مشروع ما، اتخاذ أساليب الحوار كوسيلة فعالة لتجاوز كل العراقيل والمشاكل، إظهار الود والمحبة، العمل على تطوير الموظفين، مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم. أعترف باحترامي الشديد لمن يتحلى بالتواضع والخلق الحسن، بل إن الكلمات تتعثر أحياناً أمام من أكن لهم العرفان والتقدير، ولا أواجه أحدا من هؤلاء إلا سألت الله له أن يرزقه البطانة الصالحة، ويسدد عمله، ويعينه على حمل الأمانة، ويقيه شر المتملقين والمتسلقين.
التحول في النماذج الإدارية وأهمية الادارة بالاحترام
ولقد أشارت دراسات كثيرة بأن اندماج العاملين والتمكين والقيادة الإدارية والالتزام والتعهد بالجودة ، تعتبر عناصر جوهرية لنجاح برامج إدارة الجودة الشاملة . ويرى بعض علماء الإدارة أن التمكين يمكن أن يكون من خلال عملية الاختيار والتدريب المطلوبة لتزويد العاملين بالمهارات اللازمة ، والثقافة لتعزيز حق المصير والتعاون والتنسيق بدلاً من التنافس في منظمات الجودة. ويمكن استيعابها إجرائياً عملياً بتشجيع العاملين على الاستجابة للمشكلات المتعلقة بالجودة ، وتزويدهم بالمصادر وتفويض السلطات لهم وهذا يتضمن منحهم الحرية بتجنيبهم الرقابة المفرطة بالتعليمات والسياسات والأوامر القاسية في عملهم ، ومنحهم الحرية لتحمل المسؤولية لإبداء أرائهم واتخاذ قراراتهم والقيام بأعمالهم ، ولقد ثبت أن فعالية التمكين والاندماج تؤثر على تحسين أداء المنظمة ، ويعتمد في الدرجة الأولى على الإستراتيجية التنافسية للمنظمة والتكنولوجيا وعلاقة المنظمة مع المستهلكين ، ولقد لوحظ أن إدراك العاملين لمعنى التمكين يؤثر على إخلاصهم له وتكريس أنفسهم واهتمامهم بالمستهلكين والآخرين ، وتعزيز الرضا لديهم. ويعزز خبراء الإدارة هذا الاتجاه بقولهم أن العاملين المتمكنين أو الممكنين يكون لديهم السلطة والمسؤولية والمساءلة والمهارة والخبرة والفهم لمتطلبات العمل والدافعية ، والالتزام والثقة والرغبة الصادقة ، وفي محيط لا يعيق معنى التملك والإحساس بالانتماء ، وإنه يعبر عن نقل طوعي لمعنى تملك العمل أو الحالة إلى فرد أو مجموعة ما لديها الإرادة والقدرة المناسبة للتعامل مع الحالة المعنية وفي محيط ممكن ، ويشيرون إلى أن الاتصال والاندماج والتطوير منظومة متكاملة تتخلل كل النظريات الإدارية وذلك لاستحداث محيط مناسب للمشاركة والإبداع. وأيضاً إن معظم أدبيات إدارة الجودة الشاملة اعتبرت أن اندماج العاملين وتمكينهم والقيادة الإدارية والالتزام بالجودة عناصر جوهرية لنجاح أي برنامج لإدارة الجودة الشاملة ، وإن الهدف من عملية التمكين هو استحداث قوة عمل قوية وممكنة ولديها قدرة لإنتاج خدمات وسلع تفوق توقعات المستهلك الداخلي والخارجي، ولا بد للقيادة الإدارية من بناء ثقافة تنظيمية مناسبة ، من أجل تمكين الناس وذلك باستحداث ثقافة تركز على الجودة الشاملة ، وذلك من خلال الالتزام بتحقيق رضا المستهلك ، وفي الممارسة العملية نجد أنها تلقي الضوء على الاستراتيجيات أو الآليات التي تعزز الثقة والفعالية أو الثقة في تحقيق أهداف الأعمال. ويلاحظ أنه مهما اختلفت وجهات النظر والرؤى حول اندماج العاملين في العمليات فإنه يستخلص من المراجعات السابقة ، بأن عملية التمكين تركز على رقابة العشيرة أو الأسرة الواحدة أو الزملاء أو الرقابة اللامركزية ، والتي تتضمن استخدام القيم المشتركة والعادات والتقاليد والأعراف المتجسدة في ثقافة المنظمة وهنا لا بد من تغيير ثقافة المنظمة أيضاً من خلال اندماج القيادة أيضاً في العمليات لتمكين الناس للعمل في بيئة ثقافية تنظيمية مناسبة ، ولإحداث التحول نحو تبني إدارة الجودة وتحقيق الجودة الشاملة في المؤسسات وإن بناء الثقافة التنظيمية هو محور التمكين لتحفيز القوى العاملة على الاندماج في كل العمليات وتعزيز قدراتهم المعرفية ومهاراتهم السلوكية والفنية لتحقيق أهداف الجودة والتميز على الإطلاق دوماً وباستمرار. ويلاحظ أن القيمة الجوهرية هي تحقيق رغبات المستهلك الداخلي والخارجي والتعرف عليها والتفوق أيضاً والتركيز على صانع الخدمة أو السلعة ، واستحداث الوعي لديه نحو تحقيق هدف المنظمة أو المؤسسة ، وذلك بإطلاق طاقات الإبداع والابتكار لديه ، وعدم ربطه بالسياسات والإجراءات المقيدة غير المرنة ، وتوفير القيادة الماهرة لتوجيهه تحفيزه والاتصال معه حيث تعتبر القوى العاملة قوى مهنية محترفة ولديها قدرات جمة للإبداع والابتكار ، وهي قادرة على معايرة ممارساتها بما يتفق مع المعايير المتعارف عليها بل تحسينها ، وهم بحاجة إلى محيط ثقافي محفز ويوفر الثقة والآمان والشعور بالرضا الوظيفي والانتماء والولاء الحقيقي للمنظمة لخدمة المستهلك وإسعاده وهذا لن يتحقق إلا بسعادة ورضا المستهلك الداخلي ، وإن عملية التمكين تتفاعل مع عنصر وهو الثقافة التنظيمية للمنظمة وما تحتويه من قيم عليا وتقاليد مؤسساتية ، وهي التي تؤثر على عملية التمكين ، وإن هذه العملية تبدأ من مرحلة الاستقطاب والاختيار للعامل المناسب لتمكينه والاستمرار بتعزيز قدراته من خلال التوجيه والإرشاد والتدريب وإعادة التدريب ، وتقويم الأداء لإعادة التمكين وتنتهي بالتطوير الوظيفي ، وتسير العملية طيلة الحياة الوظيفية للعامل في المنظمة.
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التصنيف الدولي للمصطلحات التجارية الدولية
-
من اجل تطوير اداري في المحافظات
-
هل الاقتصاد الابيض والقوي غير قادر على توفير مستوى معيشة لا
...
-
متى تبدأ الادارة الالكترونية بالعمل في وطننا العربي ؟؟؟؟
-
من اجل نيابة عامةادارية ومحاكم ادارية فعالة
-
الحكومة الالكترونية والاهداف الكبرى وجدوى المبادرة
-
مواصفات المدير الجديد وخصائص الادارة الجديدة
-
هل تتناسب سياسة رفع الدعم مع نموذج اقتصاد السوق الاجتماعي ال
...
-
لا بديل عن الرعاية الرئاسية لبرنامج الاصلاح الاداري الشامل ف
...
-
فن الادارة الحديثة الذكية والرقمية والعمل عن بعد الذي يوفر ا
...
-
استحداث وظيفة المواطن الرقيب والاكثار من النوافذ الواحدة sto
...
-
مخالفات البناء يمكن رصدها ومخالفات تبديد الكفاءات من يرصدها
...
-
حاضنات الاعمال - حاضنة الاتصالات والمعلومات - تجربة رائدة يج
...
-
السوق وحده لا يصنع تنمية والاسعار الكاوية افقرت 70% من السور
...
-
المعهد الوطني للادارة تجربة كبيرة يجب الحاقها برئاسة الجمهور
...
-
لا يوجد تواصل بين التخطيط الاقتصادي والتخطيط الاداري؟؟؟!!!
-
لقد انتصر الفساد على المعهد الوطني للادارة
-
لماذا نتعلم ونتدرب وماذا نغير ؟؟؟؟
-
المعهد الوطني للادارة وشهادته سياسة بلد لا يجوز ان يخربها مو
...
-
افكار ونصائح اباطرة الادارة في العالم
المزيد.....
-
السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت
...
-
وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا
...
-
-خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس
...
-
أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
-
أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
-
قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
-
السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب
...
-
نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات
...
-
اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ
...
-
تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|