محمد أبو هزاع هواش
الحوار المتمدن-العدد: 3175 - 2010 / 11 / 4 - 14:45
المحور:
المجتمع المدني
حصلت مجزرة بشعة في كنيسة في العراق الأسبوع الماضي. كان من قبلها قد فجرت كنائس وقتل من أمن بالمسيح وسؤل الكثير منهم عن دفع جزية دفعها البعض نقداً والكثير كمداً، قهراً وبالحديد والنار والبنادق. يتعرض مسيحيوا الشرق الأوسط حالياً ويومياً إلى مضايقات وإعتداءات. مسألة اهل المسيح في الشرق الأوسط واضحة كالشمس ومشكلة وجودها واضحة كالشمس أيضاً.
هوية المعتدي معروفة للجميع والمعتدي يتبجح ويقول بأن إلهه سيأخذه إلى الجنة بعد كل هذا الأذى. أين هو العقل ياأصحاب الحل والعقد؟
أين هم مشايخ الفضائيات وفرسان العقيدة من هذه المجزرة التي أدانها ويدنها معظم سكان الكرة الأرضية؟ أين هم ليدينوا ويعلموا الأجيال أن لاتعبر الحدود وتقتل البشر الآمنة في بيوتها وكنائسها؟ هل هناك إعتداء أكبر من هذا؟
في مثال الكنيسة تداولت أجهزة الأخبار أن مصريين، سعوديين، يمنيين، ومن أهل الصومال هم من قاموا بتلك الجريمة. ماأغفلت ذكره تلك الصحف والجرائد الألكترونية أن المعتدي الحقيقي هو العقيدة التي آمن بها هؤلاء المجرمون الحمقى. إنها الفتوى والشيخ والكتاب ماسبب تلك المجزرة ولم يكن المنفذ سوى جسم بلا عقل بل آله يحلم بجنة فيها أنهار من خمر وغلمان كأنهم لؤلؤ مكنون. إنها تلك العقيدة المجرمة التي جعلت هؤلاء المعتدين يعبرون الحدود ليقتلوا البشر في بيوتها وفي كنائسها. هل هناك مجرم آخر في هذه القصة؟ آلا تتكر هذه القصة كل يوم فيذهب جسم بلا عقل ليفجر نفسه في أسواق المعدمين والفقراء؟ أين هو القائم على هذه الديانة المجرمة؟ هل سيقول لنا بأن ذلك البهيمة هو شهيد وسيذهب للقاء حور العين والغلمان بعدما أن يقتل مسيحياً يصلي في كنيسته أو فقيراً من أقلية ما؟
لم يأتي مسيحيوا الشرق الأوسط من القمر، ولم يجلبهم حكام المنطقة على مر الألف سنة الآخيرة كعبيد وعسكر يقتلوا البشر ويستعمروا الأرض. وكذلك، لايعد مسيحيوا الشرق الأوسط من المتحولين دينياً لأن المسيحية قد ولدت في الشرق الأوسط والمسيح ولد وعاش ومات في الشرق الأوسط. الشرق الأوسط هو أرض تقلا وبولص وسمعان ومرقص، ومارون وحنا ومريم ويوسف.
ماحصل في العراق ومايحصل هو جريمة وإعتداء بحق.
#محمد_أبو_هزاع_هواش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟