أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - العراق: (سيدة النجاة) تطلب -النجاة-، وقلب بغداد تحرقه المفخخات..!














المزيد.....

العراق: (سيدة النجاة) تطلب -النجاة-، وقلب بغداد تحرقه المفخخات..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 17:25
المحور: حقوق الانسان
    


تتعثر الكلمات وهي تشق طريقها، في خضم هذا البحر من الدماء .. بين أشلاء الجثث المتناثرة، وبقايا صفحات الكتاب المقدس المشتعلة، لتلتقي مع نظرات الإيقونات الذهبية .. المطلة بنظرات جامدة ساهمة يملؤها الرعب والحزن، الى تلك التراجيديا الأرضية التي لم تألف مثلها في آفاق سماء ملكوتها المعطر بعبق رياحين جنائنها الخضراء...


أعمدة الدخان المنبعث من حرائق الستائر المطرزة بصور القديسين .. تختلط بدخان المباخر العبق بعطر المسك والبخور.. نشيج الأطفال وصراخ الأمهات .. وأنين الجرحى القادم من تحت ركام المناضد المحترقة .. يضيع جميعاً في لعلعة أزيز الرصاص ودوي المتفجرات، الممتزج بصراخ المسلحين من الحراس والإرهابيين...!!!؟؟؟


لا شيء يبعث على الحياة .. فالموت قد زرع جنوده في كل الزوايا .. حتى ضاق على القائمين للصلاة المكان، فلا متنفس لهواء ولا منفذ لهروب .. ولم تجد حتى (سيدة النجاة)، من سبيل الى النجاة ... إنها مأساة يعجز عن نحتها ميكائيل إنجلو، ولن تقوى جميع فرش وأصباغ بيكاسو أن ترسم معالم مثل هذا اليوم الرهيب..!؟


حتى أماكن العبادة باتت مستباحة وأهداف مفتوحة أمام طغاة الإرهاب المنفلت، ولم يعد أمام الناس العزل من شيء يدرؤن به مثل هذا الشر المستطير؛ فالموت بات يلاحقهم أنى ذهبوا وأنى كانوا، فلا دور السكن تشكل حماية وملاذ حصين، ولا بيوت العبادة عادت قادرة أن تصد عنهم كل هذا الموت والعذاب .. لترتفع ألسنة اللهب عالياً من قلب بغداد وضواحيها .. وليعم الفزع والرعب الناس في الطرقات وخلف الجدران .. فها هي الهاونات تتساقط على رؤوس الآمنين في مساكنهم، وتتفجر المفخخات امام المقاهي الشعبية وفي وسط الأسواق والمحتشدات السكانية...!!؟؟


أي يوم دموي عصيب يضيفه العراقيون الى ايامهم الدامية، وأية محنة لم يجدوا لها مخرجا، وأية ملهاة سياسية باتت تعصف بحياة الجميع؛ إنه الفزع والخوف الذي دب الى قلوب العراقيين، وأصبح يطاردهم في كل مكان بعد كل هذا الإنتظار الطويل...!!؟؟


من يتحمل مسؤولية حماية المواطنين، ومن له مصلحة في إبادة وتشريد العراقيين من الطيف المسيحي وأطياف الأقليات الأخرى، ومن يا ترى تسعده إدامة الفوضى الأمنية، وتأزيم الأوضاع، ومن المستفيد من عدم تشكيل الحكومة، ولماذا كل هذا التسويف والمماطلة، ولأي سبب تُزهق أرواحُ الأبرياء بدم بارد، ولِمَّ تحصد ماكنة الموت ما طاب لها كل يوم من أعداد الضحايا الأبرياء بدون حساب..؟؟؟!!!


أسئلة عجز الكل من ذوي الشأن والحول والقوة والنفوذ من الإجابة عليها، ولكن السؤال الوحيد الذي تلهج به ألسنة المواطنين ليل نهار، والذي يظل يدور بين حشد الأسئلة الأخرى، لا يخرج في معناه ومدلولاته عن مسؤولية الحكومة القائمة، الحكومة المنتهية ولايتها، والتي تطلق على نفسها؛ كونها "حكومة كاملة الصلاحية" على حد وصف نفسها؛ فإن كان الأمر حقاً كذلك، فبهذا تكون تلك الحكومة المنتهية ولايتها، هي من يتحمل مسؤولية (حماية المواطنين) طبقاً لنفس الدستور الذي تتشبث به ليل نهار، في ظل الصراع المحتدم بينها، وهي في أغلبيتها ممثلة لإحدى الكتل السياسية المتصارعة، وبين الكتل الأخرى؛ فالشأن الذي يهم المواطن بشكل أساس اليوم، لا من يشكل الحكومة ومن يترأسها، بل أن يحيا ويشعر بالإطمئنان والأمان، لا أن يوظف ليصبح ضحية في عملية صراع لا يبدو أن لها أول ولا آخر..!!!؟


فالجريمة النكراء التي إستهدفت العراقيين من الطيف المسيحي في كنيسة (سيدة النجاة) في بغداد، وما لحقها من مسلسل التفجيرات التي زرعها الإرهاب السياسي في جسد بغداد خلال يوم واحد، والتي لن تفرق بين طيف عراقي وآخر، قد عكست مقدرة وإمكانيات كبيرة للقائمين بها، على عكس ما يدعيه بعض ذوي الشأن، مما يلقي ضلالاً من الشك والإستفهام على حقيقة التعليلات للأحداث، وهي بمجملها لا تجد تفسسيرها، إلا بهشاشة الحالة الأمنية، والفراغ الدستوري والنفاق السياسي، الذي أصبح علامة مميزة على سلوك السياسيين من المتنفذين وممتهني العملية السياسية ولعبتها الجديدة .. المتشبثين بكراسي سلطتهم .. المبررين عجزهم وفشلهم في حماية أرواح الناس الأبرياء، بالتعلل بالمقولات المتكررة، وبشتى الحجج والأعذار..!!؟؟


وأخيراً وبعيداً عن التكرار، فإن مسلسل أيام العراق الدامية، وهذا ما تحدثنا عنه منذ ما يقرب من عام، وكما يبدو من أحداث الإثنين والثلاثاء 1و2/11/2010، لم تنته حلقاته بعد، طالما ظلت حلقات مسلسل الصراع العراقي بين الكتل السياسية وإمتداداتها الإقليمية تنبض بالحياة..!!؟؟(*)
3/11/2010
____________________________________________________________
(*) http://www.al-nnas.com/ARTICLE/BFadli/28sun.htm



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : الصحافة وحرية التعبير..!
- العراق: إشكالية الوثائق السرية..!
- العراق: الغناء محرم في بابل..!!؟
- العراق: المشهد السياسي في مراحله ما قبل الأخيرة..!
- منظمة التحرير: رمز وحدة الشعب الفلسطيني..!
- العراق: الصمود المتواصل في المواقف..!
- نتنياهو:السلام خيار صعب..!
- نتنياهو: مواقف متناقضة..!
- العراق: للباحثين عن حل في ضباب -التفضيل-..!!
- فلسطين : حمى التطرف في المواقف العصيبة..!
- العراق: المشهد السياسي والحالة الزئبقية..!
- فلسطين: ايران وشكل الدعم والمساندة..!
- فلسطين: من الذي يضمن النجاح..؟!
- فلسطين: المفاوضات المباشرة غاية أم وسيلة..؟!
- نتنياهو: هل سيحقق السلام..؟!
- فلسطين: المفاوضات المباشرة وضرورة الموقف الموحد..!
- العراق: تشكيل الحكومة الى أين..؟!
- العراق: مجلس النواب يوصد الأبواب..!
- العراق : تشكيل الحكومة والقرار/ 1936 ..!
- العراق: الحلول الصعبة..!


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - العراق: (سيدة النجاة) تطلب -النجاة-، وقلب بغداد تحرقه المفخخات..!