أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - أوركيسترا عربية تغني الموت أو السجن














المزيد.....

أوركيسترا عربية تغني الموت أو السجن


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ــ بالسر أو العلن تموت جيوش المصلين أو جموع المؤمنين، بالسر أو العلن تلعلع رصاصات صيد البشر العزل لتضع حداً لانبعاث موسيقى الإيمان، تُخنق الأصوات برصاصة وتُكتم الأنفاس بسكين...لأن المصلي في دار يسمونها داراً للعبادة لاترى فيها عين قائد الأوركيسترا الموتي إلا داراً للشيطان..دم هؤلاء مباح ومسموح بإراقته حسب شريعة غاب القاعدة أو النافضة يدها من كل معقول ومنطق، لامنطق لها سوى الموت..وحفر المزيد من البرك الآسنة والمزيد من التفرقة والتشتت ...ولا حفاظ عندهم إلا للون واحد للدين كما هي حال السياسة وزعمائها في وطن العربان..لون واحد وحزب واحد ..فمذهب واحد..هو مايقرر المصير..هو مايقرر نوع السلطة ونوع الانتماء..
ــ جيوش من الجياع تُنصب مخيماتها على أبواب العواصم، وجيوش من الأنقياء تُدخل خلف القضبان لينتهي مصير الجميع إلى إعلان الطاعة ...أو الموت..لاجيء في وطنك أو محاصر في بيتك..يمكن لكل عين ثاقبة أن تقرأ معالمك الواضحة كمواطن سوري...أو عربي..عيون يأكل الذباب مآقيها وأكتاف مكسورة مهدودة الكرامة تنحني لتخفي أحلامها الممنوعة ..فلا متسع في الحياة بعد لمزيد من الأيام ،ومزيد من الرحيل نحو المجهول، لا متسع لوقت السلطة كي ترى ..أبواب الخيام المفتوحة على أعاصير الفقر والمرض...أبواب السجون موصدة على من خالف الممنوعات واقترف جرم التجاوز للخطوط السلطانية...كما هي أبواب الكنائس مفتوحة أمام الموت...فالكل مسجل في خانة الإعدام...رغم اختلاف المفارق والدروب.
ــ بالسر والعلن تموت فراشاتنا السورية بصمت العالم وصمت الأهل وصمت القبور الجماعي..خلف القضبان تنقضي الأيام على فراشات تحترق حول قناديل السجان في كهوف الأجهزة الأمنية ...تشرق العيون نحو الأبواب الموصدة على " طل، تهامة، وراغدة"، لا أحد يعترف، ولا أحد يصرح..لأن الخوف عقد الألسنة وفقأ العيون..لأن الخوف اصطاد الجسارة منذ أربعين عاماً...فمات الشعور العام ولم يبق سوى الخاص والخاص جداً يعمل ببطء ودون اكتراث للمحيط أو الكون..لايرى سوى نواته الصغيرة وجموع أفواهها المفتوحة على لقمة البقاء مغموسة بمرق الصمت كأصدق إنباء من القول والجهر والفعل...
ـــ بالعلن تكبر وتتسع مساحة الموت على أرض ينتمي مواطنها لتاريخ محمل بالحروب..حروب أهلية وحروب مصلحة..حروب سلطة ..حروب مذهب يمتد سعاره ليطال كل المنافذ ويستعر أوار ناره ليصطاد الألوان...فلونه موحد أسود محمل بغبار الصحراء في الفكر والفعل...من الصومال إلى اليمن ، ومن لبنان إلى حلب...من عمان إلى الرياض..من الكويت إلى العراق..تنتشر عدوى سرطان القاعدة تنتشر عدوى المرض الزمني..أو المزمن إن لم تجد السلطات ، التي فتحت له شواطئها طريقة لاجتثاث الآفة..مع أني أرى الأفق مسدوداً ..أمام محاولات السلاح كوسيلة وحيدة...الخطر يداهم كل البيوت كما يداهم السلطات نفسها، التي شجعت وحضنت ومولت.. ثم أفتت وقنونت مشرعة وجودها كحاضن لوجود السلطة وحامٍ لبقائها..لكنها راحت تستيقظ الآن بعد أن وصلت معاول الهدم لجدران قصورها الهشة من حيث الأصل والنشوء، من حيث الشرعية والبلوغ...فقد أُنضجت جميعها على نار سريعة العطب لاتتوقف قبل أن تحرق أصابع من أشعل فتيلتها الأولى وأورث كبريتها...لأولاده وأحفاده...حتى لو احترقت الأوطان ..لأن نيرون يقبع متقمصاً أرواح كل زعيم من زعماء قصور العروبة الخالدة.
ــ لن يبقى بيت آمن ، ولن تنام مدينة بهدوء وسكينة سوى سكينة الموت حين يخيم في سماء حياة تسودها الطغاة ويكشط وجه أرضها ويحرث زرعها خلفاء الله على الأرض ووكلاءه الشرعيين...بتشريع خاص أفتى به شيخ الطريقة اللادنية..أو الظواهرية أو السلطانية..طوفان تسونامي مذهبي يجتاح الأرض الممتدة بين الخليج والمحيط..ترتجف كل الفرائص والكائنات غرباً وشرقاً أمام هول العاصفة، فلا فرات ينجو ولا نيل ينحسر ولاأرزأو بردى يقف بوجه الطين ووجه الجفاف والخراب..تنعق الغربان في طهران فيأتي رجع صوتها في الضاحية محملاً بالتهديد والوعيد...الموت لكل المحاكم حين تضع نقاطاً على حروف الجريمة وحروفاً في أسطر تاريخ الاغتيالات..
ــ هذه حالنا...بوصف غير دقيق...مجرد ملامح من الواقع...تدمي القلوب وتنهمر أمامها سيول الدموع..لكنها لاتنقذ من يعيشون داخل هذه الحدود...الطوفان ليس ماء ولا سيولاً تغرق الأرض ثم تجف..إنه طوفان يشعل النيران ويفتح أبواب جهنم لتأخذنا إلى المجهول، فلا جنة تنتظر ولا ميعاد يستوفي أجله ويحين وقت وفائه...لأن الوقت توقف والزمن لاتتحرك إبرة ساعته إلا نحو عصور الظلام...نجتر الماضي كما نجتر النصوص ونعلقها أيقونات مقدسة وشعارات بأصوات لاتشبه إلا نعيق الغربان...بعض النواصي تخرج سالمة وتنهض على أربع..تحبو كي تنجو وعلها تقف يوماً على قدميها كما يقف الإنسان بعد أن تحول من شمبانزي وغوريلا...إلى بشر ينطقون بحوار اسمه اللغة...ولغات لايفهمها سوى البشر عندما ينتقلون من عصر العبيد إلى عصر الحرية.
ـــ باريس 03/11/2010



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( المسلمون يقتلون أبناءهم، الذين من صلبهم)!
- ماذا يقول الجيل الثاني في المنفى؟!
- من حديقة - مارون الراس- إلى - حديقة إيران - دُر.
- حرية الفرد( المواطن السوري)!.
- قناديل طل الملوحي ومعاول البعض
- الحكاية ، حكاية صراع وجود وبقاء
- سيدا- آيدز- أو - نقص المناعة- الوطنية السورية
- الحب = العهر = الموت !
- الوجوه المتعددة لانتصارات الإسلام الاجتماعي والسياسي الجديد!
- هل يمكن الغفران؟
- اعتراف واعتراض موجه للمعارضةالسورية
- حساسية
- حجاب، نقاب، جلباب، تشادور، برقع، بوركة، قناع، ملاية...!
- مَن سيدفع ثمن الحرب القادمة، وأين ستقع؟
- ذئاب تشن حرباً على الكلام
- جنتهم ونارنا!
- حكاية المارستان والأسوياء الأحرار
- الثالوث المقدس عند العرب، الذي يدفعهم لاستخدام العنف والقتل ...
- لعبة الكشاتبين الثلاث في الشرق الأوسط ، كشتبان فارسي، كشتبان ...
- لا ... ثم لا ياكويت لاتكوني سوريا ثانية


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - أوركيسترا عربية تغني الموت أو السجن