أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - سينودس اسلامي لمسيحيي الشرق















المزيد.....

سينودس اسلامي لمسيحيي الشرق


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 13:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ويتخوف الكثيرون على مصير المسيحيين في الشرق، فهم "مهمشين" سياسيا في لبنان، حيث غيب المسيحيين - عن التأثير السياسي في البلد، باتوا أقلية غير مسموعة، هجر قسم كبير منها بفعل التطورات السياسية والاقتصادية، مرة تحت شعار المساوات، والغاء الحالة الانعزالية ومرة تحت شعار المناصفة، والآن تحت شعار المثالثة. من بقي منهم، بقي بسبب عدم تيسر سبل رحيله، وقلة قليلة بقيت لتشبثها بأرضها، التي تتغير هوية مالكها بسرعة لا تخطر على البال. اصبح مسيحيي لبنان مضطهدين، وتحولوا الى أهل زمة يتوسلون الحماية، بسبب هجرتهم وتراجع أعدادهم بموجب اتفاقيات تفاهم لا تقدم ولا تأخر. سيدة النجاة اسم سيحفر بذاكرة مسيحيي لبنان والعراق، فهو رديف لجلجلة المسيح فيها ذبح مسيحيي لبنان والعراق. تحولوا الى "اهداف" للقتل، ليهربوا ويهاجروا وتتغير صورة المنطقة من صورة الربيع بتعدد ألوانه وزهوها، من صورة الانفتاح والتعدد والرقي، الى منطقة مقيتة يكسوها اللون الأصفر الخريفي الباهت، ذو عنصرية مقيتة سواء كانت صهيونية، أو اسلامية بشقيها الصفوي والتكفيري.
مستقبل مسيحيي فلسطين، ليس أفضل حالا فهم مرشحين أيضا للالتحاق بتلك الجلجلة بموجب مشروع يهودية الدولة، وهم ليسوا أفضل حالا من ناحية الحقوق، وانتهاك الأرض والمقدسات المسيحية عندما نذكرمسيحيي فلسطين فلسطينيي المهد يجب الكلام عن الأعداد فأعدادهم تتضائل يوما بعد يوم، من بين الـ 53 % من أهل بيت لحم والناصرة والقدس وكنائس المهدي والقيامة لم يبق منهم سوى 2% في القدس و10 % في فلسطين عامة.
عندما نتكلم عن أزمات المنطقة لا بد من الوقوف عند العراق حيث المأساة تركت بصماتها على كل ما هو حي وتاريخ ولم تترك قيمة إنسانية لكل حي وما أن نذكر نار العراق هذه حتى نتذكر ما نتج عن الاحتلال من مس بالأرض والتراث والمقدسات والتاريخ والإنسان وما جره على البلاد ومقدساتها من ويلات، وما أن نذكر البلاد والمقدسات حتى نتذكر ما يعانيه هذا الشعب من آلام ودماء مع فتنة أرادوها طائفية ومذهبية هي بلا شك. عندما نتكلم عن الطائفية والمذهبية وويلاتها لا بد من التوقف عند استهداف الكنائس وهجرة وتهجير المسيحيين الذين عاشوا في أمان لمدة قرون في العراق.
هناك هواجس وهناك أيضا مخاوف وهناك خطر على المسيحيين في مغادرتهم بلدان الشرق للذهاب إلى بلدان الغرب ومعلوم أنه قد ذهب الكثير منهم إلى بلدان الغرب حتى اليوم، ولذلك أصبح المسيحيون قلة قليلة بمعظم البلدان. هذا الواقع دفع الكنيسة لكي تعقد السينودوس من أجل لبنان ومن أجل المسيحيين في لبنان ليس من أجل لبنان فقط إنما من أجل المسيحية في بلدان الشرق الأوسط.
بقراءة احصائية لأعداد مسيحيي الشرق نجد ما يلي :
تركيا : لم يعد فيها سوى 80 ألف مسيحي (1%)من السكان بعد أن كان عددهم في حدود مليونين (15%) عام 1920.
إيران: تضاعف عدد سكانها تقريباً منذ الثورة الإسلامية عام 1979، هبطت أعداد المسيحيين فيها من حوالي 300 ألف نسمة إلى حوالي 100 ألف فقط.
المشرق العربي: في منتصف الخمسينات الماضية شكل المسيحيون نسبة تتراوح بين 15% و20% من جملة سكان دول عربية مشرقية عدة، وهم الآن لا يشكلون أكثر من 10% .
سورية : كانت نسبة المسيحيين تقارب ثلث عدد السكان في مطلع القرن العشرين، أما الآن فنسبتهم هي أقل من 10% .
لبنان: كان المسيحيون يشكلون في عام 1932 نسبة 55% من السكان، أما الآن فهم 30% .
القدس: لم يعد فيها سوى 2% من المسيحيين بعد أن كانت نسبتهم 53% عام 1922.
بيت لحم والناصرة: هما أكثر المدن ارتباطا بالمسيحية على الأرض، وتمتعتا بأغلبية سكانية مسيحية على مدى ألفي عام تقريبا، لم يعد الأمر كذلك فيها الآن. فبيت لحم لم يعد فيها سوى 12% من المسيحيين بعد أن كانت نسبتهم بها 85% عام 1948، وكان المسيحيون يشكلون إجمالا حوالي 20% من سكان فلسطين آنذاك، لكن نسبتهم الآن لا تتجاوز 10% أي نحو 65 ألف نسمة، يسكن أكثر من 51 ألفا منهم في الضفة، و10 آلاف في مدينة القدس المحتلة، بينما يعيش نحو 3500 مسيحي في قطاع غزة.
مصـر: وللمرة الأولى منذ خمسينات القرن العشرين، يغادر المسيحيون الأقبـاط بـلدهم بأعـداد كبيـرة، وهم لا يتجاوزون الآن وفقاً لتقديرات موثوقة نسبة 6% من السكان البالغ عددهم نحو 72 مليون نسمة بحسب تعداد 2006. وهذه النسبة تتدنى باستمرار.
الأردن: فيبلغ عدد المسيحيين نحو 160 ألفاً بنسبة 4% فقط من السكان البالغ عددهم حوالى 5.5 مليون نسمة.
العراق: طبقا لتعداد السكان الذي أجري عام 1977 كان عدد المسيحيين حوالي مليون و68 ألف نسمة هبط في إحصاء عام 1987 إلى مليون وربع المليون نسمة، بنسبة 5% من الشعب العراقي، وعشية الغزو الأميركي عام 2003 بلغ عدد المسيحيين العراقيين حوالي 700 ألف شخص، أي حوالي 3% من اجمالي عدد السكان البالغ عددهم حوالي 25 مليون نسمة. وبعد مرور نحو 5 سنوات على الاحتلال يقدر عدد المسيحيين العراقيين الذين غادروا البلاد بحوالي 350 ألف نسمة.
في حال استمرار التناقص بهذه المعدلات، فليس هناك شك في أنه خلال عقد أو عقدين من الزمن، سيفقد المسيحيون الشرق أوسطيون كل أهمية حيوية أو تأثير سياسي.
هذا التناقص الشديد يعزى في جانب أول إلى انخفاض معدل المواليد بين الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط، وفي الجانب الآخر الهجرة التي تفرض عليهم بسبب الضغوط الدينية والعنصرية والطائفية.
يشكل الشرق الأوسط، بيئة طاردة بسبب الصراعات والحروب التي شهدها على مدى نصف قرن تقريبا، خصوصا بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 التي كانت دافعا قويا في صعود تيار القومية العربية في الخمسينات والستينات الماضية الذي انخرط فيه المثقفين المسيحيين الا ان الجزىء الأكبر من المسيحيين العرب اعتبر أن خطابه السياسي أقرب إلى الإسلام، ثم صعود التيار الإسلامي نفسه عقب هزيمة 1967 وقيام الثورة الإيرانية عام 1979، واشتعال الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات، ثم الحصار الاقتصادي للعراق عقب غزوه للكويت عام 1990، وانتهاء بالدخول الأميركي الى أفغانستان أواخر عام 2001 والعراق عام 2003 في إطار ما تسميه واشنطن الحرب العالمية على الإرهاب عقب أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، تلك الحرب التي أججت العداء التاريخي بين الإسلام والغرب، وأطلقت موجة من التطرف والإرهاب ترك تداعياته على الأقليات المسيحية.
في ظل هذا الوضع الاسلام الليبرالي المعتدل مدعو للعب دوره بالدعوة الى سينودس اسلامي، لحفظ التنوع في المنطقة ورفض النماذج العنصرية من يهودية، وتكفيرية، وصفوية. الطوائف المسيحية موجودة في الشرق منذ ألفي عام. كانوا هنا قبل الإسلام. هذه الأرض ليست «أرض الإسلام» كما يقول بعض المتعصبين دينيا، إنها أرض التعددية الدينية. الطوائف المسيحية الأقلوية استمرت برغم كل الاجتياحات وتبدل الأنظمة في إحدى أكثر المناطق اضطرابا في العالم. لوقت طويل عاش المسيحيون بتفاهم جيد مع المسلمين. نظام صدام حسين، برغم فظاعته، كان يحترم وجودهم، بل أكثر من ذلك كان يحميهم. ولكن حيثما حل الغلو الإيماني الإسلامي مكان الوطنية كعنصر موحد للشعب كان الوجود المسيحي يجابه والمسيحيون يصبحون عرضة للاضطهاد، علينا أن نعمل على حفظ حق مسيحيي الشرق بالعيش فيه فهم أحق من اسرائيل بذلك، وعلينا أن لا نستحي بالدفاع عنهم فهم من صميم منطقتنا العربية، لا بديل عن حوار الأديان للوصول الى القواسم فهو السبيل للتعايش.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه عمر حرقوص الجميل
- لماذا سكت يا سيد حسن
- الى سعد رفيق الحريري ... لا تساوم لا تستسلم
- سجل نجاد اعدامات واغتيالات بالجملة
- لماذا الذعر علام الهستيريا؟
- خيارات حزب الله
- كردستان على خطى صدام
- استيعاب حزب الله كمقدمة للتفاوض
- المقاومة .. فشل اليسار أسباب ومسببات
- الحقيقة بين حماده وجنبلاط
- أصليون لا أصوليون
- خطاب الحريري ... أم وئام وهاب
- التعاون .... وحفظ وحدة لبنان
- عادل مراد
- أتكون أربيل عاصمة للعراق؟
- اتهام فانقلاب
- العمالة نشأتها بالتاريخ وتبريراتها
- الدفاع عن الاستقلال الوطني
- بين الدولة واللا دولة منطقين
- منطق الدولة ومنطق الميليشيا


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مسعود محمد - سينودس اسلامي لمسيحيي الشرق