|
وجهة نظر حول الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب
محمد احنكور
الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 13:07
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
منذ تأسيسها راكمت الجمعية الوطنية رصيدا نضاليا هاما على المستوى الفكري والسياسي والميداني ، وهي تجربة عرفت فيها الجمعية الوطنية فترات مد وجزر كباقي الحركات المناضلة ، وحتى نكون في صلب الموضوع لابد من النقد البناء والوقوف على كل سلبيات وايجابيات الجمعية في إطار تقييم الأداء النضالي للجمعية منذ التأسيس . من ايجابياتها أنها كرست حركة الاحتجاج بالمغرب وتساهم إلى جانب الحركات الاجتماعية في تأجيج الصراع الطبقي وهو ما جعلها تنال حصتها من القمع والاعتقال في صفوف مناضليها بل قدمت شهيدين مصطفى الحمزاوي وناجيا ادايا دفاعا عن الكرامة والشغل كما أنها انتزعت العديد من المكتسبات على طول خريطة الوطن وقربت المسافات بين معانات الشباب رغم الاختلافات السياسية فكما أعطت الجمعية مناضلين شرفاء أفرزت لنا انتهازيين ، ومن سلبياتها الطابع الفئوي للجمعية بالرغم من الشعارات التي ترفعها والمطالب التي تتبناها ، فكما يعرف الجميع أن الجمعية تأسست في ظروف مادية تعكس مدى عمق أزمة النظام القائم بالمغرب باعتباره أداة مسخرة في يد الامبريالية مما نتج عنه ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب بمختلف تلاوينه وهو ما حذى بالشباب حاملي الشواهد بالانتظام في الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب من أجل النضال دفاعا عن الحق في الشغل والتنظيم والمساهمة إلى جانب الطبقة العاملة والجماهير الشعبية الكادحة في نضالاتها ضد البطالة باعتبارها قضية طبقية نظرا لارتباطها العضوي بالنظام الرأسمالي بمعنى أن البطالة نتاج تناقضات بين الرأسمال المالي وقوة العمل . بعد انعقاد تسع مؤتمرات، تستعد الجمعية الوطنية من أجل إنجاح مؤتمرها العاشر وتطوير مواقفها وهو ما يستدعي التركيز والتدقيق في تصور وبرنامج الجمعية ارتباطا بالمناخ الدولي الذي يتميز بالأزمة العالمية المتسم بالهجوم على مكتسبات الأمم والطبقة العاملة.
إذن ما موقع الجمعية في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية ؟ .
يعيش العالم اليوم أزمة اقتصادية لم تسلم منها أية دولة نتيجة اشتداد حدة تناقضات نظام السوق الرأسمالي أدت إلى اضطرابات اجتماعية بالعديد من الدول الكبرى صاحبها إغلاق العديد من المؤسسات المالية وهو ما يعني النقص في السيولة المالية وبالتالي انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين مع ارتفاع لمعدل البطالة بعد ارتفاع نسبة التسريحات العمالية وإغلاق المعامل ونقلها إلى دول أخرى وبالتالي يتوجب البحث عن ضخ أموال جديدة لتعويض هذا النقص . أزمة مالية دفعت بحكومات العديد من الدول إلى التراجع عن المكتسبات التاريخية للعمال والشعوب وذلك بنهج سياسة التقشف وسن قوانين جديدة ضد الشغيلة العمالية ، وبلادنا ليست أحسن حالا إذ أنه باعتبار النظام القائم نظاما تبعيا وعميلا للامبريالية ، فإن الشباب المغربي أكثر عرضة للضياع والتشرد ولم يسلم من تداعيات هذه الأزمة الاقتصادية ، بحيث أن العديد من الإصلاحات (التعليم ، قوانين الشغل ...) جعلته يكتوي بنار البطالة ، فإما أن ينصاع لقوانين سوق الشغل أو المقاومة ، فكان لزاما على الشباب المغربي حاملي الشهادات أن يتكتل في إطار الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب على طول خارطة الوطن حيث قامت بتنفيذ العديد من الأشكال النضالية والخروج بالعديد من الخلاصات والتوصيات الكثير منها لم تجد طريقها إلى التنفيذ كما أن الجمعية لا تؤطر جميع المعطلين بالإضافة إلى احتواء الدولة المغربية للعديد من المعطلين ، وهو ما يبين عجزها عن تحقيق مكتسبات مادية وديمقراطية رغم حجم تضحياتها النضالية مما يطرح السؤال حول ضرورة البحث عن آليات جديدة للعمل من داخل الجمعية انسجاما وتطور الصراع الطبقي والشروط الموضوعية للنضال من أجل الشغل القار الذي يبقى مطلبا جماهيريا بامتياز، لذا وجب الانتقال إلى الحديث عن حركة الشباب العاطل بدل الجمعية كنقلة نوعية في النضال وكتعبير عن تطور مستوى الصراع الاجتماعي بالمغرب . لنفتح النقاش
#محمد_احنكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مساعٍ حكومية للحدّ من -عمالة الأطفال-: 4600 غير بالغ أعيدوا
...
-
نبـــأ زيادة رواتب المتقاعدين في العراق شهر فبراير 2025 حقيق
...
-
الذكاء الاصطناعي في سوق العمل.. ما الجيل الأكثر تضررا؟
-
حماس: نتعامل بندية كاملة مع الاحتلال في تنفيذ تفاصيل الاتفاق
...
-
ما هي تعديلات جديدة على رواتب الموظفين في السعودية لشهر فبرا
...
-
عاجل.. بدء صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر فبراير 2025
-
ارتفاع معدل البطالة في أوروبا: تحديات جديدة تواجه سوق العمل
...
-
هافانا.. مسيرة بالمشاعل احتجاجا على إعادة ترامب كوبا إلى قائ
...
-
وزارة المالية المصرية توضح/ حقيقة تبكير رواتب الموظفين لشهر
...
-
سائقو التطبيقات الذكية يستهجنون إحالة مدير هيئة النقل على ال
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|