جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 02:20
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
كثير من الكلمات هي في الحقيقة بريئة لغويا حيادية او ايجابية المعنى و لكنها تغتصب عند سوء استعمالها لتكتسب معاني سلبية او تتغيير جذريا. كلمة (الجهاد) التي تنتمي الى نفس اصل كلمة (مجتهد) هي احدى هذه الكلمات لم تكن لها علاقة بالحرب في سبيل الله ولكنها اغتصبت من قبل المجاهدين في الاسلام.
و في الالمانية اغتصبت جميع الكلمات التي تدل على العنصر بسبب عنصرية النازية و سوء استعمالها لكلمة (آري) التي لم تعني في الفارسية القديمة غير النقاوة النظافة و اليوم لا نستطيع حتى النطق بها لكيلا نتهم بالعنصرية و امتد الحظرالى كلمة Rasse التي هي ربما مشتقة من كلمة (رأس) العربية و لا تعني غير الاصل. كلمة (بنت) العربية تم سوء استعمالها بين الجنود الاوربيين لتتحول الى مومسة في الانجيزية تماما كما تحولت كلمة (شفتي) العربية التي تعني (رأيتي) الى نفس المعنى.
والغريب اليوم نجد ان بعض الناس توجه الى العرب اكبر الاقوام السامية الباقية على الحياة في العصر الحديث تهمة معادات السامية بسبب نزاعها مع اليهود. لا افهم كيف يمكن نعت قوم سامي احتفظ لغته باكثر ميزات اللغات السامية بانها ضد السامية؟ هذه الجرائم بحق مفردات اللغة تدل على جهل مختطيفيها او استغلالهم للمفردات لاغراض سياسية.
اتمنى ان تنهض هذه المفردات التي تم قتلها بالغدر في يوم من الايام من الموت لتثور على مغتصبيها و تلقنهم درسا في الاخلاق و لكنها سواء كانت لا تزال على قيد الحياة او ماتت في الجهاد رغما عنها فهي تبقى صامتة تستسلم لمصيرها لانها تعتبر نفسها ملك لجميع الناس بضمنها القاتل الذي لايزال يبعث في الارض و اللغة فسادا.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟