العصا السحرية التى أضاعها أوباما

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 23:54
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

فى المقال السابق تطرقنا إلى بعض الوعود الانتخابية التى حرص أوباما على انجازها، وهى الوعود التى تتعلق بالتأمين الصحى والأمور الاقتصادية. نستكمل فى هذا المقال بقية الوعود التى أنجزها أوباما، وهى فى الغالب وعود ذات صبغة اجتماعية وسياسية.

الأمور الاجتماعية
1. أقر أوباما أثناء حملته الانتخابية بأنه سيعمل على توظيف المعاقين فى الحكومة الفيدرالية. وبالفعل لم ينتظر طويلا للوفاء بهذا الوعد حيث استغل الذكرى العشرين لقانون المعاقين فى 26 يوليو 2010م لإصدار أمر أدارى بتوظيف 100 ألف موظف فيدرالى من المعاقين خلال خمس سنوات.
2. وعد بزيادة الميزانية المخصصة للمحاربين القدامى وبتقديم دعم مالى كامل للإدارة التى تتولى شئونهم. لا يختلف اثنان أن الرئيس أوفى بالوعد الذى قطعه على نفسه حيث زادت المبالغ المخصصة لرعاية هذه الفئة فى 2010م ووعد بزيادة أخرى فى 2011م.
3. وعد بتعيين مستشار للرئيس لمكافحة العنف ضد المرأة. وبالفعل قام أوباما بتعيين لين روزينثال كمستشارة له فى هذا المجال.
4. تعهد أوباما بتمكين المواطنين من ذوى الأصول الكوبية من زيارة أقاربهم ومن إرسال الأموال إليهم. المثير للدهشة أن أوباما اتخذ خطوات ملموسة نحو تفعيل هذا الوعد قبل مضى ثلاثة شهور على ولايته.
5. أكد أوباما أنه سيعمل على تعديل قانون ماثيو شيبارد الخاص بجرائم الكراهية بحيث يمتد لتغطية الجرائم التى تقع على المثليين. وفى 28 أكتوبر 2009م قام الرئيس بتوسيع نطاق هذا القانون لإضفاء الحماية على المثليين.
6. وعد بتوفير السجلات والمكاتبات الرئاسية بحيث تصبح متاحة للاطلاع. أوفى بهذا الوعد منذ اليوم الأول على توليه الرئاسة حيث اصدر قرارا تنفيذيا مفاده أن الرؤساء السابقين ليس من حقهم سوى ثلاثين يوما لمراجعة السجلات والمكاتبات الرئاسية قبل إتاحتها للأخريين.

الأمور السياسية
1. لعل من أهم الوعود التى أطلقها أوباما هو الوعد الذى يتعلق بإنهاء الحرب فى العراق. لقد اجتمع أوباما مع قادة الجيش الأمريكى فى العراق ومع أعضاء الحكومة العراقية لإنهاء الحرب خلال 16 شهرا على ألا تحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية بأية قواعد عسكرية دائمة فى العراق.
2. خلال حملته الانتخابية وعد أوباما بإرسال تعزيزات عسكرية لأفغانستان. لم يمض شهر على توليه الرئاسة حتى قام أوباما بإرسال فرقتين إلى أفغانستان.
3. عبر عن استعداده لدعم وتوسيع برامج التعاون العسكرى مع الدول الأخرى. وبالفعل وقع أوباما على اتفاقيات تعاون عسكرى مع روسيا والصين.
4. أكد فى حملته الانتخابية أنه سيعمل على تقليل عدد الأسلحة النووية وفق اتفاقية موسكو. أوفى أوباما بهذا الوعد فى 26 مارس 2010م حيث وقع مع الجانب الروسى على اتفاقية تحجيم وتخفيض عدد الرؤوس النووية فى البلدين.
5. تعهد على تركيز الاستثمار الأكبر فى مجال تكنولوجيا الدفاع الجوى. وفى الواقع فقد نجح فى زيادة الميزانية المخصصة لهذا المجال إلى 317%.
6. قطع وعدا بربط المساعدات العسكرية لباكستان بجهودها فى مكافحة الإرهاب. وبالفعل استصدر قانونا فى 15 أكتوبر 2009م يسمح بتقديم مساعدات لباكستان قدرها 7 ونصف مليار دولار إذا التزمت بمكافحة الإرهاب.
7. لعل الجميع شاهد أوباما يلقى خطابا فى جامعة القاهرة فى 4 يونيو 2009م. كان هذا الخطاب بمثابة وفاء بوعد انتخابى تعهد فيه بإلقاء خطاب فى تجمع إسلامى خلال المائة يوم الأولى من رئاسته.
8. وعد بتحديد ميزانية الأمن القومى حسب المخاطر والتهديدات. ففى 2009م تلقت إدارة الأمن القومى 90 مليون دولار لتعزيز الإمكانات على حدود الولايات الجنوبية التى كانت فى حاجة ماسة إلى هذا التعزيز.
9. وعد بمحاربة قرصنة الانترنت. وبالفعل فقد وافق الكونجرس على طلب أوباما بتخصيص مبلغ 140 مليون دولار لتأمين الشبكة القومية للمعلومات.
10. أطلق وعدا بجعل التوظيف الحكومى بعيدا عن الولاءات السياسية أو وفاء للمواقف السياسية. ولتفعيل هذا الوعد فقد اصدر أوباما قرارا تنفيذيا فى 21 يناير 2009م يمنع التوظيف على أساس الولاء السياسى.
11. وعد بتعيين وزير من الحزب الجمهورى فى إدارته. وبالفعل أوفى بوعده عندما عين عضو الكونجرس الجمهورى راى لاهوود وزيرا للمواصلات.

من الواضح أن أوباما الذى تولى الرئاسة منذ سنتين لم يستطع تنفيذ سوى 25% فقط من الوعود الانتخابية ولم يتبق من مدته الأولى سوى عامين حيث من المتوقع أن يتحول الرئيس إلى ما يسمى بالبطة العرجاء ولاسيما بعد ظهور نتائج انتخابات التجديد النصفى للكونجرس وهى نتائج قد تعطى الأغلبية للحزب الجمهورى. لعل أوباما أضاع العصا السحرية التى لم يحسن استغلالها فى تنفيذ العدد الأكبر من الوعود الانتخابية. وهذه العصا تتمثل فى ميزتين كان يتمتع بهما أوباما فى بداية ولايته: 1. كان الحزب الديمقراطى الذى ينتمى إليه يمثل أغلبية فى مجلس الشيوخ ومجلس النواب 2. جرت العادة على ألا يعرقل الكونجرس مطالب الرئيس فى السنوات الأولى من ولايته.

#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات