أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال نصر الله - لنا ديننا ولهم دينارنا













المزيد.....

لنا ديننا ولهم دينارنا


منال نصر الله

الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 21:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الانترنت هذا الابتكار الفذ الذي لم يترك أية صغيرة ولا كبيرة إلا وأفصح عنها بأبلغ الكلمات والصور، ولم يعد ثمة سر ّ بعد اليوم إلا أن أفشاه محرك البحث غوغول إن طُلب منه ذلك.
فالنت هذا الفصيح الذي يجيب، على كل الأسئلة المحيرة، حين تقلب بين جنباته تجد ما يسر من أخبار العلوم وتطور التكنولوجي، والفن، والجمال، والبناء،والاقتصاد، والتواصل البشري، والأخبار السياسية ، وما لا يسر ّ ، هنا وهناك.
بعد هذه المقدمة المختصرة عن فوائد النت، يبرز سؤال ألا هو ، هل من فائدة أن نردد السؤال الغبي عن أسباب تخلفنا في العالم العربي؟ هذا السؤال الذي طالما أرق الكثيرين من بين أوساط المثقفين العرب
ومللنا من ترداده . والكل أدلى بدلوه ليجيب، فمنهم من حمّل و يحمل الدين أسباب تخلفنا ، ومنهم من يقول إن التقاليد هي السبب، والبعض يلقى الجواب في المناهج المدرسية والتربوية، والبعض نزل للقاع ليحمل الطبع البشري للعرب أسباب تخلفهم ، كما إن البعض يقول إن الكبت الجنسي هو احد السبب الرئيس في التخلف المخجل الذي نعاني منه.
ما تقدم من الأسباب وغيرها هي صحيحة، وليس لأحد أن ينكر إننا متخلفون عن العالم الغربي بملايين الأميال، ونبعد عن التطور الحاصل في بعض دول الشرق الأوسط بآلاف الأميال.
ما أريد قوله، عندما تبحث عن معلومة ما في برامج الجوجل أو اليوتيوب أو أي برنامج بحثي آخر، تدس الكلمة فيعطيك ما متوفر في الشبكة العنكبوتية من معلومات . هذا جيد لحد ألان، لكن ما يقلق ويشوش الأفكار في استخدام هذا الابتكار الذي لا يوصف بكلمات هو انه عندما تعطي الكلمة تحصل في بعض الأحيان على ما يخل بتوازن العقل. على اليوتيوب ابحث ْعن ما تشاء، ولابد أن يخرج لك شيخ وهابي برأسه، وبلحيته المقرفة، وأفكاره القذرة. وأما على الجوجل فتظهر لك منتديات محملة بالفيروسات بأنواعها المتناقضة، من منتديات الدردشة والتعارف بين الجنسين ، و البذاءة و أنواع من الأمور المقرفة ، والتعصب الديني المتطرف. إن المتطرفين بدل أن يوظفوا هذه النعمة التي وهبها للبشر العقل الإنساني والحكمة في سبيل البناء والتنمية العقلية والثقافية ، أخذوا يسيؤن استخدامها لترسيخ التخلف والهمجية و عقلية القتل و الجاهلية . وهذه الطريقة أصبحت ابتكارا عربيا تدر الأموال من جيوب الشيوخ العرب لبعض المرتزقة على ( منع المد الثقافي الغربي ).
والمؤسف أن الثورات الثقافية التقدمية في العالم لم تعد تهب بنسائمها علينا ، و لا تنور ظلماتنا بأنوارها ، لا من قريب ولا من بعيد، فالقادم من العالم العربي إلى الغرب بداية يبهره المنظر الخارجي لهذه البلاد من النظافة والخدمات البلدية والشوارع المزينة بالورود،والهواء الصافي وكذلك التكنولوجيا التي تستخدم في محطات النقل وغيرها، ثم الخلق البشري الرفيع الذي يعاملون به بعضهم وحتى الغريب ( بغض النظر عن النوايا )، ثم القوانين المدنية التي تسري على جميع مكونات مجتمعاتهم من الطبقات المختلفة، وحرية التعبير، وفرص العمل والدراسة وغيرها كثير.
أين نحن من هذه الثقافات؟ إن النخب الرسمية في العالم العربي يتشبثون بحرية الجنس فقط ليطعنوا بثقافة العالم المتطور ويتركوا الباقي؟
لماذا الخوفعلى أساس العقلية " الفذة " للنخب الحاكمة والموالين لهم الذين يُجيرون كل شيء لصالحهم، لماذا لا ينفتحون على ثقافات العالم المتطور لنختار نحن ما نتبع وما ننبذ؟ أليس لديهم الحكماء والهيئات التي تضع لمستها القذرة على كل شيء قادم من وراء الحدود لتفصل على قياس الرعية؟ لماذا الخوف الأعمى من التقدم والتطور العلمي والثقافي؟
والغريب ، إن من المعروف عن الحكام العرب والأغنياء وأولادهم وأقاربهم أن كل أساليب الرفاهية متوفرة في بيوتهم والأماكن الخاصة بهم، يمارسون فيها حرياتهم الشخصية، إلا الحرية الجنسية ( على الأقل بشكل علني ) فيهاجرون من اجلها ليظهروا للعالم أنهم (مثقفون أيضا)، ولولا نعمة النت لما عرفنا (بفضائحهم) في بلاد الغرب ، وأتحفظ هنا على هذه الكلمة ، لأنها بالحقيقة هي حرية شخصية يمنعون رعاياهم من ممارستها ، إلا إذا كانت مثل فضيحة الأمير الذي أكل من خد غلامه أثناء ممارسة الجنس العنيف معه ، تحت تأثير الغضب على الأخير بسبب خطا أو خطيئة ارتكبه بحق الأمير، فالأمير قبل بحكم المحكمة البريطانية عليه لا لأنها كانت عادلة ، بل لأنه يخشى العودة إلى دياره ويحكم عليه هناك بالإعدام بجرم المثلية.
لا باس، يمكن للشعب أن يقبل بالتطور الثقافي والاجتماعي والتكنولوجي دون حرية الجنس التي ترعبهم، و تهز أركان حكمهم فيما إذا توفرت للفرد كحرية شخصية.
إن الشعوب في العالم العربي ترى ولا تتكلم، وغيرنا يتكلم قبل أن يرى، عندما يصدر قانون ما ليس لصالح طبقة ما في الدول الغربية، ترى الشارع يتظاهر لان من انتخبوا لم يستطيعوا أن يمنعوا ذلك القانون عن المصادقة عليه في البرلمان.
السكوت علامة الرضي كما يقولون، الكل يسكت عندما تدفع أموال الشعب لصفقات أسلحة بالمليارات بينما الفرد العربي يطمر تحت المياه مع الفيضانات ولا داعي لتحديد بعض الدول أو الحكومات، كي لا نفرغ ساحة احدهم من ألمسؤولياته تجاه شعبه، وتنتهي تلك الأسلحة بيد أنفار توهم رعاياها أنها تخوض حروب للدفاع عن " حياض الأمة" ، و" شرفها" .
سألت ذات مرة إحدى الموظفات في المنظمات الإنسانية السويدية وكنا نتناقش حول جرائم بوش في العراق، (ويبدو أن سؤالي كان ساذجا) لماذا تساعد الدول الكبرى رؤساء العرب على استعباد شعوبهم؟ كان جوابها مؤلما حقا، حيث قالت إنكم من تساعدونهم على ذلك وما تعانونه منهم هو بفضل دينكم وتقاليدكم. وهذا أيضا كان جواب ساركوزي للصحفية التي سألته عن مدى أخلاقية إبرام صفقات أسلحة مع ألقذافي؟ فأجاب أن شعبه راضي به وبحكمه ، أن لهم دينهم وتقاليدهم و لا دخل لنا بها، ولا نغيرها لهم عنوة بل أن شعوبهم هي المسؤولة عن تغييرها.
ومؤخرا وإثناء الانتخابات الأخيرة التي جرت في السويد وضمن الحملات الانتخابية ظهرت على السطح فضيحة بيع جزء من شركة ساب السويدية والمتخصصة بإنتاج بعض أنواع الأسلحة الثقيلة للسعودية العربية التي هي خامس دولة على لائحة انتهاك حقوق الإنسان، وهكذا كل يوم نسمع عن دولة أوربية ناهيك عن أمريكا وروسيا والصين وغيرهم، تتواطأ مع حكامنا لاستعبادنا، إننا لا نهمهم قط كبشر بل كمستهلكين لبعض نتاجات عقولهم،و إنهم فعلا جديرون بأموالنا لما يحوزون عليه من مكر و خبث ودناءة ، ونحن ندفع ثمن جهلنا وخنوعنا للواقع المفروض علينا.

2-11-2010



#منال_نصر_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعود اليمين و تصعيد الكراهية ضد المهاجرين
- أحزاب المقاولين ونعمة النسيان
- تلميع وجه الرأسمالية بعرق العمال
- بصمة مهاجرين عراقيين على الانتخابات السويدية


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال نصر الله - لنا ديننا ولهم دينارنا