أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .














المزيد.....

أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 956 - 2004 / 9 / 14 - 10:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنامت في الفترة الأخيرة ظاهرة تستدعي الانتباه ، ألا وهي ظهور دعوات تطالب بإلغاء الأحاديث المنقولة عن النبي ، وإعادة تفسير القرآن بعد الاستغناء عن إجتهادات السابقين وكتبهم ،وذلك وحسب وجهة نظرهم بسبب موضوعية الرؤية الدينية القديمة و التي تتأثر بشكل مباشر بما يحيط بها من ظروف سياسية و اجتماعية وثقافية ، وذاك الزمان يختلف ولا يتناسب مع ظروف و بداهات الوضع الحالي ، مما يستدعي استحضار وعي يلائم الوقت الحاضر ليقوم بتحديث النص القرآني وتطبيقه مع العقل الإنساني المتمدن الذي يعيش ثورة معلوماتية في كل شيء .

إذا الفكرة هنا تختلف ، بل هي مثيرة ، وسبب إثارتها أن النص الديني لا يُستدعَي كما هو ، مثلما يفعل التقليديون من رجال الدين ، بل أن العقل هو من يستدعي النص ليتم تطبيقه في الوقت الراهن وليس العكس وذلك حسب آليات ومفاهيم معاصرة ، كما أن الأكثر لفتا للنظر ، هو تكاثر دعاة هذه الفكرة واستنادهم إلى النص القرآني دون غيره ودون الرجوع إلى التفاسير السابقة المتأثرة بمحيطها ، حيث أن هذا الانتشار لم يعد مقتصر على مفكرين محدودين ، بل أصبح سمة وظاهرة اجتماعية موجود بين فئات كثيرة في المجتمع وعبر الصحف والندوات ومنتديات الحوار الفكرية في الإنترنت .

هذه الفكرة ليست جديدة ، بل هي وجدت في فجر الإسلام حيث تم منع كتابة الأحاديث ، وقول عمر ابن الخطاب الشهير ( حسبنا كتاب الله ) بل قد يكون عمر هو أول ( القرانين ) الذي استطاع وبكل ثقة أن يتجاوز مفهوم التفسير إلى التعرض إلى النص مباشرة وتحويره بشكل أو بأخر بما يتناسب مع اللحظة ، فهو قد قام بإلغاء زواج المتعة كون ضرورتها أنتفت ، وهو من قام بمنع إيتاء المؤلفة قلوبهم بما نص عليه القرآن ، كما أنه في فترة من الفترات ألغى حد السرقة ، ناهيك عن رفعه العصا في وجه ابوهريرة لما رأى منه كثرة التقول على لسان النبي .
إذا الثورة التصحيحة للدين كانت منذ بدايتها حيث لم يعتريها الكثير من التراكمات و التعقيدات والمذاهب و الأفتراقات السياسية وتطويع الدين عنوة لرغبة سلطان أو دولة أو صاحب رؤية مختلفة ، لكن للزمن سطوته ، وللتقادم شهوة كبرى لا يمكن مقاومتها .


قد يقول قائل من هو ذاك الفقيه ألذي أصبح تفسيره لنص قرآني يتساوى مع النص ذاته من حيث القداسة ، وما الذي يجعل كلامه غير قابل للأخذ والعطاء ، بينما يُرفض حتى الآن عدم قبول خروج شخصية تتساوى مع أبي حنيفة أو مع الشافعي مثلا، وما الذي يجعل أرائهم وأقوالهم في تلك القرون السالفة لا يعترها الخطأ نهائيا ، وما الذي يجعلنا أيضا نؤمن بأنهم فلتات عصورهم وكل العصور التالية ؟ تلك أسئلة مشروعة ... حتما لا للمنافسة الشخصية بقدر ما هي رغبة في تجديد أو تصفية أو إعادة الفهم الصحيح للدين ... لنسمها ما نشاء .

وفي المقابل هناك من يرى بأن تلك الأقوال والآراء و الأجتهادات والتفرعات المذهبية ، هي حالة تراكمية طبيعية لنمو أي أمة مزدهرة استطاعت أن تخلق من بذرة بسيطة دينية وتحولها إلى حاله كبرى من الثورة الزمنية المستمرة من الكتب والتاريخ والحضارة ، وعملية إلغاء واستئصال هذا الماضي _ الحضارة _ هو قد يكون سلب الأمة ماضيها وقطع صلتها به ، مما قد ينتج حالة من ضياع الهوية وفك الارتباط بالوجدان الروحي للوعي الديني ، و استحداث مجتمع جديد حائر و مرتبك .

هل يستطيع دعاة الفكر القرآني أن يمضوا في نهجهم ليصلوا إلى ما يريدون ، فهم وأن نجحوا في هذه الغاية ، فحتما سنصل إلى المجتمع المدني العلماني الديمقراطي ولتعددي ، كما أننا سنتجاوز كثير من المراحل الزمنية ، حيث أن هذا الفكر يركز على الوعي في المجتمع وبين فئات الشعب ليرتقي به من حاله زمنية تمتد إلى قرون ماضية ويضعه بكل ثقة على عتبة هذا الزمن ويعتمد في ذلك على نص ديني قوي ومحكم ، بل أنه يستطيع وبكل ثقة أن يزايد به على غلاة النمطين الدينين ، حيث أنه في الأصل لا كلمة تعلو فوق كلمة الله .

لكن نعود مرة أخرى إلى الثقافة الكبرى التي بقيت ، حيث أن ثقافة الأمة ما هي إلا ثقافة دينية محضة استطاعت أن تستمر وتصفى كل الثقافات الرديفة الأخرى ، سواء كانت فلسفة أو أدب أو سياسة ، لتقتل التنوع في مهده ، لذا عملية الإلغاء والجرف الثقافي الديني المتمثل في السنة والفقه والتفسير ، هي عملية تحيط بها الكثير من الشكوك والمخاوف على أمة لا تملك إلا وعاء ديني متراكم ومتناسل .

لماذا لا ينظر إلى الأحاديث النبوية والإجتهادات الفقهية والتفاسير والمذاهب بنظرة تراثية تستحق الاحترام والتبجيل ، في وقت نصنفها في خانتها المستحقة و يتم فصلها عن السياسة وإعادتها إلى سياقها الطبيعي والروحي لا غير ، مع نزع القداسة عن كهنة الماضي وفتح الباب لنقد أفكارهم وتصحيحهم دون تسويق مبدأ الإلغاء والنفي .
سبب هذا الشيء هو الخوف على تاريخ أمة لا تملك إلا هذا الوعي و الذي هو يدفعها حتى الآن لنبذ الظلم ومقارعة قوى الشر الكبرى وعدم الاستسلام لكل الجرائم التي ترتكب في حقها ، بل نكاد أن نكون نحن الأمة الوحيدة التي وبرغم تكالب كل العالم ضدنا نصر على المقاومة ونبكي حالنا ونتمنى النصر ، وهذا بسبب التراث المترادف مع الدين ، فأن تم إلغائه .. فيا ترى من سينتصر لنا حينها ؟



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أفندم ... ماذا يعني لك الدستور ؟
- ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية
- الوطن الضريح
- المرأة والمجتمع والإصلاح في اليمن - ثلاثية الصراع الأزلي
- ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون


المزيد.....




- الاحتلال يقيد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى
- مفهوم الحرية الإسلامية تحت المجهر.. جدل متزايد وتحديات معاصر ...
- نزلها “من هنا” تردد قناة طيور الجنة بعد التحديث على القمر ال ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .