أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم فيلالي - دفاعا عن الطفولة















المزيد.....

دفاعا عن الطفولة


ابراهيم فيلالي

الحوار المتمدن-العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1 - 20:09
المحور: حقوق الانسان
    


عن أطفال يقاومون : الاخوة الاربعة.
( اسماعيل – حليمة – ايوب – محمد)

ان ماكتبته في السنوات الأخيرة كان مجرد تعبير شعلة لاتنظفئ بداخلي عن نفسها. أما أنا فقد حملتها معي رغم ارتكابي لأخطاء في حياتي غير أنها صمدت لتزودني بطاقة أفكر بها وأكتب ما أرى و ما ألاحظ حين أنظر . فاذا كنا نكتب فلى نحتاج في يوم من الأيام الى محترفي السيكولوجيا كي يحدثوننا عن كيف يمكن أن نفهم أنفسنا ونعود الى الحالة السليمة.
حيت نكتب نطرد الأوهام المغذية لحالات نفسية مرضية ، ونواصل الارتباط بالأنا العميق وبالمجتمع، لأن للكتابة مواضيع هي بالأساس نابعة من المجتمع وعائدة اليه . هي دليل على الحياة .
فالكاتب يحيا بالكتابة.
على هدا الأساس أكتب هذه السطور دفاعا عن حقوق الطفل وهذه ليست مسالة انية، بل كان موضوع بحتي لنيل الاجازة في علم الاجتماع عام 1993 بفاس حول " العلاقة بين الاطفال والراشدين في الشغل- القطاع غير المنظم نموذجا-

ولم اهدي بحثي لامي وابي واصدقائي ... كي اعبر عن عاطفة مزورة بل أهديته لأطفال الشوارع ، للذين يجرون العربات في أزقة وشوارع المدينة، لماسحي الاحذية ، للذين يشتغلون كعبيد في الأوراش والمنشات السرية ،اهديته لكل الاطفال .
وها اناالان اجد ما يشبه ممارسات المعلمين مع المتعلمين في القطاع غير المنظم ، اجده في قطاع يقال عنه منظم- قطاع التعليم- وبالمناسبة فهو القطاع الاكثر ارتجالية في المغرب حيث تحول الاطفال / التلاميذ الى حملة الاثقال . اما النتيجة فتعتبر كارثية. اصبح النجاح بمعدلات ضعيفة جدا مسالة عادية، وحين يصل التلميذ الى الباكلوريا في احسن الاحوال فتلك نهاية رحلته.
اصبح هدا القطاع يفرخ الاميين والمعطلين بدون شواهد. من لم تخدره المخدرات تسلبه اغاني ساقطة ، لا معنى لها.
حين نمر في الشارع او قرب المدرسة والاعدادية لا نسمع نقاشا بين التلاميذ ، بل نسمع اغاني احوزار او اومكيل او رويشة... او احد المرتزقة بالفن. كل من حمل كمانا ورافق شيخات لا يفهمن الا في تحريك البطون، يملا العالم ضجيجا.
توجعني أذناي في مدن وقرى تنسلخ من ذاتها حربائية. الكل يغني لحب مهزوم او انهزامين. حين نتاجر بالفن ننخره من الداخل ، نجرده من معناه. الكل يغني للحب ولا احد يحب. مجتمع منافق وساذج.
لم نعد نسمع الا الضجيج. وجميع التلاميذ تقريبا يحملون معهم الهاتف النقال بالكارط ميموار . اش بغيتي ندير فيها؟
- أي حاجة . شلحة اولا عربية ؟ - شلحة دير اومكيل و احوزار... أما التلاميذ الذين سنتحدث عنهم ، فلا يملكون امكانية شراء الهاتف النقال ولا يسلبهم الفن المزور الذي يسمعه اقرانهم.

خمسون درهما لكارط ميموار ملوءة بالفن المنحط.
اما بالنسبة اليهم فهي كافية لشراء الخبز والزيت والسردين. احسن ان تاكل من ان تسمع الوقاحة.

اليكم قصتهم:

هم اطفال لاب من ايت هاني ( 60 كلم شمال شرق امسمرير) وام من ايت الفرسي على بعد ( 90 كلم شرق امسمرير) . جاؤوا الى امسمرير بحثا عن عيش كريم او على الاقل هذا ما كانوا يحلمون به.
فبدات القصة من ايت هاني الى ايت الفرسي ومنه الى تاعدادات فامسمرير الى اسبانيا .غير ان الرحلة الاخيرة هي التي غيرت من حياة هؤلاء الاطفال جذريا ، فهي لم تشمل سوى الام . فقد هاجرت الى اسبانيا في اطار ""الصفقة"" المغربية الاسبانية حول "تصدير" نساء متزوجات ولهن اطفال للعمل الموسمي في المجال الفلاحي باسبانيا. فذهبت ولم تعد. هاجرت وتركت اربعة اطفال يتسولون ولكنهم يقاومون.

لم اجد في امسمرير لحد الان طفلا ذكيا وجذابا في حديثه مثلهم . حين نتحدث مع ايوب يستمع وينصت بشكل قد لا نجده في نقاش مع الكبار ، الى ان نسكت فيبدأ حديثه. طفل ذكي وبشوش رغم المعاناة اليومية. لا يمر عليه ( هو واخوته) يوم دون ان يرسم له كيف يمر منذ الصباح . عيناه تلمع ذكاءا. يضحك دوما حتى ولو وصل فيه الالم حده الاقصى . نقرا ذلك في عينيه وابتسامته.يعرف كيف يتحدت . يتقن الحساب ويعرف اثمنة المواد كلها تقريبا. ببساطة ، لانه في السوق وفي المقاهي وفي الشارع وفي المدرسة طوال النهار.
اما محمد وهو الاصغر ، فكثيرا ما اجده اما نائما على قارعة الطريق او يجري في الشارع ويناقش مع نفسه. هذا الطفل لديه قدرة هائلة على الحديث باستمرار وعلى نسج الحكايات. يذهلك خياله الواسع وانت تستمع اليه . يتحدث بحماس كانه يعيش فعلا كبطل هذه الحكاية. وحين يوصل لك مايريد يضحك او يبتسم ويبدا حكاية اخرى.
لا اجد طفلا يشبه هؤلاء الاطفال في ذكائهم وصبرهم وقدرتهم على التحمل ، حتى حين يتعارك أي منهم مع احد اقرانه ، فهو لا يبكي و يعرف ان لا ام و لا اب سيحميه. دوما يعول على نفسه.
يجب ان توفر لهم الامكانيات للدراسة والعيش الكريم، في طروف عادية كجميع اطفال امسمرير. ان لا يفكروا كيف وماذا سياكلون ؟ وكيف يحصلون على القليل من الدراهم من المارة لشراء ما يحتاجون اليه؟ وكيف يقضون الليلة؟ وكيف؟ وكيف؟ وكيف؟

اما حليمة فهي طفلة خجولة قليلا او هي لا تتسرع لتستحوذ على الكلمة. لا تتدخل حتى تعرف الموضوع الذي يدور حوله الحديث . تتحدث بالثقة في النفس. كلهم يناقشون ويتحدثون ضاحكين مبتسمين. الضحكة والابتسامة تلازمهم كلهم.
غريب ومفرح ان نرى اطفالا في اوضاع ماساوية يواجهون بالضحكة والابتسامة . هذه هي القوة الداخلية فقد تحولت لديهم الى قوة خارجية كذلك.
اذا ما اتيحت لهم فرصة التعلم بشكل طبيعي ، فان عطاءهم مستقبلا سيكون غزيرا، لان طفولتهم لا تشبه طفولة الاخرين. هم حينما يسمعون كلمات مثل : الالم والمعاناة والتشرد والجوع والتيه والحنان الذي يحتاج اليه أي طفل في سنهم، لا يتخيلونها كشيء مجهول . ان هذه الكلمات مادية ملموسة لديهم. يعيشونها ، يدركون معناها الحقيقي وليس مجرد كلمات يقرؤونها ويكتبونها . ام في اسبانيا واب موجود وغير موجود . يتركهم في الشارع يتسولون او ينامون على الرصيف... كان الامر لا يعنيه . هم يقومون بكل شيء. يلتقونه ام لا فالامر سيان بالنسبة اليهم . لا يعولون الا على انفسهم. حتى صاحب المنزل الذي اكثرى اصلا لامهم فتركتهم في المكان وهاجرت، رفع دعوة الافراغ ضدهم . ولكن اين سيرحلون؟ نحو المجهول؟ نحو هجرة اخرى او سلسلة هجرات اخرى قد تاتي؟
مجتمع غريب هذا. فالبرغم انهم في الواقع مشردون. لا يقضون داخل الجدران الا اوقات النوم ليلا. رغم ذلك فانهم مسجلون بالمدرسة الابتدائية بامسمرير ، ويتابعون دراستهم.
هذا المجتمع لا يهمه مستقبل الطفولة، بقدرما تهمه مردودية هذه البناية (الدار) قيمة الكراء. واذا لم تدفع فلا يهم من تكون ولا اشياء اخرى.
يقولون" ماتعاودش لي قصة حياتك" . كان هناك مجتمع لا تهمه حياة افراده. فقصة حياة فرد قد تكثف قصة حياة مجتمع، وقد تحضر في التجربة الفردية جميع تفاصيل الحياة.
ان قصة حياة افراد مثل هؤلاء الاطفال تعنينا وليست شانا خاصا بهم فقط . انها ترمز الىمعنى قيمة الانسان في هذا المجتمع . ارخص شيء فيه هو الانسان.
وهؤلاء المشردون اين حقوقهم؟
الحق في السكن وفي الكرامة وفي التربية السليمة وفي التغدية المتوازنة وفي التعليم والمعرفة واللعب. الحق في حياة مستقرة وهادءة؟
اتهمهم صاحب المنزل بكسر نافذة بيت اخر يرجع اليه وبسرقة الدراجة الهوائية واشياء اخرى.
فقال لي ايوب واسماعيل :" وهل يمكن ان نخرج الدراجة والبرويطا من النافذة . فالباب غير مكسر والنافذة صغيرة؟" وهكذا قال اسماعيل امام المحكمة حين تم الاستماع اليه، ثم اضاف ان عملية الكراء تمت بين امه وصاحب المنزل . وهي التي تركتهم هنا .لذا يصرون على حقهم في السكن وعلى عدم الرحيل.
طفل قاصرو متمدرس يذهب من امسمرير الى ورزازات (70كلم) في موضوع مفبرك.
طفل قاصر يقحم في المعارك القضائية وهو في الصف الرابع هذه السنة، ويدرك انه واخوته مهددون بالتشرد التام. كيف يتعلم هذا الطفل؟ أن يهيئ ركاما من الالتزامات المدرسية ؟ ام يبحت عن خبز وسردين او أي شيء؟ - هم كذلك لا ينضبطون لاوقات الوجبات/ على حساب الديباناج-.
ام يفكر كيف يرد على اسئلة القاضي والمحامي والمعلم وكل من ساله؟
ان هذه الحالة تقدم اروع مثال للتحدي الطفولي وتكشف وحشية النظام الراسمالي الذي يجرد الانسان من مشاعره خدمة للسوق.
فما معنى ان تترك امراة اربعة اطفال ؟ كيف ترحل وتتركهم عرضة للتسول والجوع والمرض والمعاناة؟ هل فقدت امومتها؟ بالطبع لا . فهي مسالة غريزية. حتى العصافير والحيوانات تسهر على صغارها حتى تكبر ، وتحميها حتى تستطيع ان تطير وان تمشي . قد لا تطول المدة عند العصافير والحيوانات ، ولكن الانسان تمتد لديه الطفولة طويلا. هي اذن مسالة خبز. وحينما تلتقي الحاجة / الفقر مع بناء غير متين فسينهار كل شيء بفعل تسونامي بشري زاحف بامواج من المشاكل . هي ارادت ان تخرج من الفقر لتوفر لاطفالها ما يريدون. فجاءت الفرصة بالنسبة اليها فمشت ونسيت او تجهل انها تخرب الاسرة التي من اجلها قطعت البحر.فيا بحر لا تنسى انك ذاكرة حقيقية لماساة شعوب "تختار" الموت كي تخرج من الفقر.
ياللوهم العظيم. سواء قطعوا البحر ووصلوا ام غرقوا او اغرقوا فانه موت ، مع فرق بسيط هو ان الاول انتقال الى اوروبا بينما الثاني الى العدم . الموت الرمزي والموت الجسدي هو موت على كل حال.
ان هذه الحالة قضية في حد ذاتها وهي تهم بالاساس الدولة المغربية والدولة الاسبانية والجمعيات الحقوقية . لان تهجير النساء المتزوجات ولهن اطفال كان شرطا من شروط قبول الملف . فعلا . فهذه الحالة هي جريمة في حق اطفال محرومين من امهم وشردوا تماما.
احيانا لا يوجد داخل اسوار السوق وخارجها سوى احدهم. هذا محمد نائم على جانب الطريق او قرب المسجد او قبالة الصيدلية ومركز الدرك. وذاك ايوب يركض في اتجاه الصيدلية لان سيارة توقفت هناك. بمجرد ما يفتح الباب يفاجيء ايوب من سينزل بكلمة " شي عشرة" = ( اعطيني نصف درهم).
قلت احيانا لا يوجد احد خاصة أثناء الزوال ، حين يذهب الناس للغذاء والاسترخاء قليلا. أما هم فلا يضمنون الغداء ولا مكان يحتضنهم للاسترخاء. سوى هذا الشارع الطويل شارع الحياة الغير امنة. معرضون لكل المخاطر. الكل يتفرج في هؤلاء الاطفال ، اما التعاطف بدرهم او بنصفه فلا يحل المشكلة. بل بالعكس يعقدها فيحولهم الى محترفي التسول.

المشكلة / القضية هي : يجب على الدولة المغربية والدولة الاسبانية ان تتحملا مسؤوليتهما تجاه هذه الحالة والحالات المتشابهة.
على المغرب ان يوفر للمغاربة الشغل داخل وطنهم كي لا يتحولوا الى عبيد هناك ومشردين هنا.
على المغرب ان يضمن العيش الكريم للاطفال وللنساء وللرجال وللشيوخ، لا ن الشوارع مليئة بمتسولين في خريف العمر. عليه في حالتنا هذه (هؤلاء الاطفال بالضبط) ان يضمن لهم سكنا امنا وتغذية متوازنة واستفاذة دائمة من المطعم في مؤسسة (دار الطالب) . ان يوفر لهم جميع شروط الدراسة من دفاتر وكتب و ملابس وذلك مجانا. كجميع الاطفال الذين يتمتعون برعاية اسرهم، لانهم ضحايا تهجير امهم للعمل باسبانيا.
فهذه الهجرة المنظمة خلقت اوضاعا كارثية، كحالتنا هذه. فاذا كانت الدولة تعتبر الهجرة السرية غير قانونية ويعاقب عليها هنا وهناك. فالهجرة المنظمة التي ترعاها وتوقع بصددها على اتفاقيات تخلق اوضاعا ماساوية. فيجب اذن على الدولة ان تتحمل مسؤولياتها تجاه هؤلاء الاطفال وامثالهم ، لان تشردهم حدث بعد تهجير امهم وعلىالدولة الاسبانية ان تتحمل مسؤوليتها لان هؤلاء العاملات ليست عبيدا. وللتذكير مادامت اسبانيا تنتمي الى اوروبا فليس من حقها ان تحرم اطفالا من امهم ويتسولون في الشارع مقابل بعض الاوريات التي تعتبرها الدولة المغربية عملة صعبة. فالمراة ليست عبدا وليست عملة صعبة .
في الاسبوع المنصرم التقيت اسماعيل قرب المدرسة فقال لي "هل تعرف ما جرى لي ؟" فقلت له "لا ماذت ؟" فقال" دخل معلم الى القسم فاشبعني ضربا وقلت له ان ليس من حقه ان يضربني وذهبت الى مركز الدرك وحكيت لرئيس المركز ما وقع فاستدعاه ووبخه" فقلت له" و الان هل لا زال يستفزك ويزعجك" فقال" لا. انه لا يستطيع بعدما حذره الدركي ووبخه ايضا بعض المعلمين الذين قالوا له بانني طفل يتيم ." فقلت له" ولكن انت لست يتيما " فقال" لا ولكن غياب امي يشبه ذلك . "
لاحظوا هذا النوع من الاجوبة لدى هذا الطفل. اجوبة عميقة وذكية تتجاوز بكثير بل نوعيا عقلية وسلوك هذا المعلم ولا حظوا قدرته على مواجهة المعلم والدركي والقاضي والاصرار على الدفاع عن نفسه. هذه الجراة هي التي تنعدم لدى شخص اتى عندي السنة الفارطة فقال لي بحضور شخصين " ان الدرك يقبضون 20 درهما مقابل ملأ شهادة السكنى في ملف المنحة لتلاميذة البكالوريا". فقلت له" 20 درهم للتمبر ؟" فقال " لا. يطلوبون تمبر 20 درهم علاوة على 20 درهما نقدا". فقلت له" وهل اعطيت انت 20 درهما؟" فقال" لا. اعطيت التمبر فقط" فقلت له" هل توقع على هذا الكلام؟" فقال" لا." وخرج .حيث كنا جالسين حول الطاولة في مقهى فكان هو يتحدث واقفا. وقلت لمن كانا جالسين معي" على أي انتما سمعتما ما قال ." فقالا" طبعا" . بعد ذلك استفسرت دركيا في الامر فقال انه دخل على التو ولا علم له بما وقع . ما ان مضت بعض دقائق حتى جاء رئيس المركز رفقة دركي والشخص الذي حكى لنا عن 20 درهما فقال لي لادجودان " ماذا قال لك هذا الشخص ؟ " فقلت له " قال بانكم تقبضون 20 درهما رشوة مقابل ملأ شهادة السكنى في الملف " فقال هذا الشخص" لا لم اقل شيئا، لا مونا جودان لم اقل شيئا. هو الذي صنع هذا الكلام ". فقلت له" ولكن صرحت بهذا بحضور شخصين". وحين التقيت مع الشاهدين قلت لهما " ماذا قال فلان حين دخل علينا في المقهى؟" ورد واحد منهما قائلا" انا لم اسمع شيئا وبالتالي فهي مسالة لا تهمني ". اما الاخر فسكت . فقلت له" هذه شهادة زور لانه كان يتحدث الينا جميعا واقفا ما يناهز 20 دقيقة وتقول انك لم تسمع شيئا . انت لا تملك جراة قول الحقيقة ويجب ان تعرف كذلك ان هناك امكانيات علمية تستطيع ان تكشف انك تسمع ام لا ."

جراة وشجاعة اسماعيل هي التي تنعدم عند من صرح ونكر وعند من سمع ونكر. الخوف هو الذي حدد سلوكهم. اما اسماعيل فقد تعلم من تجربة حياته المواجهة والدفاع وهي صفات تنقص هؤلاء الجبناء الذين يرقصون خوفا امام كل ما يرمز للسلطة
شخصية اسماعيل تتفوق على شخصية المعلم الذي ضربه في القسم . وهذا النوع من المعلمين يعكس المستوى المنحط الدي وصل اليه التعليم ببلادنا فكيف تعطى مسؤولية تعليم الاطفال لمراهقين واميين ؟ كيف يستطيع تلميذ حصل على البكالوريا وتم انتقاؤه بطريقة ما لولوج مدرسة المعلمين وتخرج وهو لا يزال غير ناضج.كيف سيعلم الاطفال؟ كيف سيربي وهو يحتاج الى تثقيف وتربية ؟ انني حين اتحدث فانا لا اقصد جميع المعلمين فهناك منهم من يحترم نفسه وتلاميذته ويبذل مجهودات ويقرا ويواكب ويكتب. لست ضد المعلمين بل ضد من تطفلوا على هذه المهنة وغيور على التعليم لان به سندمر العقلية المتخلفة .
هذا النص هو بمثابة حملة تضامنية مع هؤلاء الاطفال اذ من خلاله نناشد الجمعيات الحقوقية وجمعيات الطفولة والجمعيات النسائية وكل الضمائر الحية ان تتضامن فعليا معهم لانقادهم خاصة وأنهم اطفال متمدرسون ، فلا يعقل ان يتسولوا في "اوقات الفراغ" ونطالبهم اثناء الدرس بما نطالب به زملاءهم الذين لا يعرفون معنى الجوع ومعنى النوم في الازقة وفي العراء ومعنى تحمل اهانة مقصودة من بليد ...
الروعة في هؤلاء الاطفال انهم ينظمون بداخلهم ازدحام المشاكل والاحداث .
هذه الطاقة والقوة التي يملكونها وهذا الذكاء ان لم يتحمل الجميع مسؤوليته القانونية او النضالية ، يمكن ان ينحرف . لان ليس هناك مجرم غبي وبليد وساذج . الجريمة تفكير وتخطيط وذكاء في كيفية التفكير والاشتغال. المجرم انسان ذكي دفعته شروط - مثل التي يمر منها هؤلاء الاطفال - الى الجريمة. ولكي لا ينحرف ذكاؤهم لان الانسان دم ولحم ولا يستطيع طفل ان يقاوم الاعاصير دوما مهما كانت قوته . فالواجب النضالي الحقوقي يقتضي التضامن مع هؤلاء الاطفال بالكيفبة التي بختارها كل واحد او كل اطار . و هاكم عنوانهم :


جعكو اسماعيل
امسمرير المركز
قرب المركز الصحي 45452
تنغير المغرب



#ابراهيم_فيلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في امسمرير –إقليم تنغير صيدلية فريدة من نوعها
- الجرح القديم
- الجماعة القروية لامسمرير – ورزازات-
- الكتابة كما اراها
- - المنطق نتاشنوين -
- زمن القفز و التقليد زمن ماذا إذن ؟
- المغرب بصيغة الجمع
- هذا الكلام...او معنى سياسي لمفهوم غير صحيح
- الفنان و الاشهار
- يقال ان...ا
- 2001 /سبتمبر11/
- العشق زين وسط الهموم
- هذا الطريق ...
- ثقافة الحوار والاختلاف
- الإنسان و القضية، الإنسان قضية
- احنجيف -


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابراهيم فيلالي - دفاعا عن الطفولة