أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - نحو انقلاب، أم كيف . . ؟ ! 1 من 2















المزيد.....

نحو انقلاب، أم كيف . . ؟ ! 1 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1 - 21:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم تغيّر العالم . . يتداول العراقيون و يتذكرون و يقارنون . . الجمهورية الأولى بقيادة الزعيم قاسم التي لم تستمر سوى 4 سنوات، لكنها حققت الكثير لأوسع الأوساط الشعبية بكل الوان طيفها القومي و الديني و المذهبي على طريق التحرر و التقدم و تحت لافتة " الجمهورية العراقية الخالدة "، و يتذكرون بمرارة حكم انقلاب شباط الأسود عام 1963 الذي لم يدم سوى 8 شهور، اجهز خلالها حزب البعث العراقي على تلك المكتسبات، و ابرم اتفاقيات النفط الجديدة لصالح الإحتكارات الأميركية ـ الغربية التي عملت بكل جهدها لإسقاط الجمهورية الأولى، من اجل ذلك .
تعيش البلاد رغم انواع الوعود بالبشائر . . تعيش حالة تتصف بتعليق الدستور و وضعه على الرّف من الأطراف المتحكمة، جمود البرلمان، تمسك اصمّ بالمحاصصة الطائفية و بالنتائج المؤسفة العرجاء لأنتخابات آذار، وفق وصف الناطقين الرسميين لأكثرية الأطراف المهيمنة ذاتها في جدالاتهم، من جهة . . و بدلالة عدم اتفاق الفائزين فيها، رغم اتفاقهم المسبق على شروطها و على اهداف مسيرتها، من جهة ثانية .
و تشهد البلاد نشاطاً محموماً و اعادة تنظيم و اصطفاف للميليشيات الطائفية المسلحة التي تشحذ اسلحتها مجددا (و هي اكثر تنظيماً من الحرس القومي سئ الصيت عام 63، و جهاز حنين الصدامي عام 68)، اضافة الى تصاعد نشاطاتها الإرهابية المتنوعة مؤخراً. . التي تبدو للكثيرين بكونها سائرة في تناغم و اتّصال بالخط البياني المتعرّج المتسارع للعلاقات الأميركية ـ الإيرانية ـ (العربية / التركية)، وسط تزايد اخبار عن تحركات و عمليات انذار لوحدات قوات عسكرية بعينها في بغداد .
في وقت يرى فيه كثيرون تزايد الهمّ و النقمة الشعبية على ما آلت اليه الأوضاع و على حالات الضياع التي لا تتوقف، لأسباب متنوعة منها : عودة الإرهاب، الضائقة المعاشية و مضاربي السوق السوداء، التضييق المتواصل على البطاقة التموينية، تواصل التشرد و التشريد و التهديد على الهوية . . . و من جانب آخر ملاحقة الصحافة و الصحفيين و التضييق على الصحف التي تتبنى عرض المطالب اليومية، سواء بطرق قانونية او بغيرها، تصاعد اغتيالات الناشطين بالكواتم . . فيما قطعت المخصصات عن النقابات و جرى حل اللجان النقابية غير المطيعة، كما في اتحاد نقابات عمال النفط . .
ليتشكّل واقع كثير التناقض، اساسه ابتعاد الواقع الشعبي عن واقع و ادوات تشكيل الدولة و مكوّناتها التي انعزلت في مشاكلها فيما بينها و في الأطماع الفردية و الأنانية، بعيداً عن تلبية المطالب اليومية للأوساط الواسعة . واقعٌ . . صار فيه الصمت و الخوف و الهروب اسياد اللحظة، بعد ان صارت شروط الإستحواذ المناطقية و المحلية على ثروات البلاد، تحت غطاء المحاصصة الطائفية العرقية هي المتحكمة بيد الأطراف المتنفذة، و بالإحتكام للقوة و العنف وليس لصناديق الإقتراع . . الأمر الذي جعل اوساطاً ليست قليلة تترحم و للأسف على عهد الدكتاتورية المقيت !!
في وقت . . تشهد البلاد فيه، ان القوى الدولية والأقليمية المتصارعة فيما بينها حد اللعنة، نافذة في حكم البلاد و العباد و لاتحتاج الى تنظيمات تتحرك في الظلام و لا الى مفاجآت، لأن البلاد موضوعة في مزاد علني . . في مرحلة يصفها مراقبون و كأنها مرحلة استلام و تسليم عسكري (جزئي او بالتوافق ) بين القوات الأميركية النظامية(1) التي تريد الإنسحاب من جهة . . و بين القوات الإيرانية سواء المجسدة منها بالميليشيات العائدة الى فيلق القدس مباشرة، او بالميليشيات الدائرة في فلك قراراتها، سواء كانت (شيعية) ام (سنية) . . و بين قوات الجوار الأخرى المشابهة و ان بدرجة اقل، من جهة اخرى .
و تشهد . . تمرير عديد من القوانين والأحكام و الإتفاقات العسكرية و السياسية و النفطية . . بغياب سلطة شرعية تحكم، لأن الحكومة القائمة منتهية ولايتها، وفق الدستور المعتمد. . وكأن ما يجري يحمل رسالة تفيد ان حكم العراق سيستمر حكماً استثنائياً كما كان، تشهد عليه وثائق ويكيليكس (2) . . التي تعلن فيما تعلن، ان جهات كثيرة التنوع تتابع و تكشف ما دار و يدور في العراق منذ سقوط الدكتاتورية، وتسلم مجلس الحكم البريمري للسلطة و الحكومات الدورية المتعاقبة التي حكمت باسم المحاصصة الطائفية و عملت على تكريسها في البلاد . .
وفيما يرى قسم ان البلاد بأوضاعها آنفة الذكر، قد تشهد انقلاباً عسكرياً لتثبيت " متنفذين " في الحكم، خاصة و ان عدد الوحدات المسلحة النظامية العراقية صار كبيراً جداً من جهة، اضافة الى الأعداد الكبيرة للميليشيات المسلحة، كمّاً و نوعاً و تجهيزاً و مالاً . . انقلاباً قد ينجح بتقديرها ان تم له ضمان تأييد قسم من الميليشيات، و تحييد القسم الآخر . .
ترى جهات خبيرة صعوبة تحقيق ذلك لصعوبة و انعدام توفر خطاب و راية لـ "طرف متنفذ حالياً " ، تستطيعان لفّ العراقيين باطيافهم رجالاً و نساء حولهما . . لتحول البلاد عملياً الآن و بعد مسيرة اكثر من سبعة اعوام منذ سقوط الدكتاتورية . . تحوّلها الى شبه كانتونات طائفية ـ عرقية مسلحة، لها زعامات يمكن القول انها ثبتت نفسها في مناطقها طيلة المسيرة، منطلقة من تمثيلها للأكثرية العرقية المذهبية في المنطقة المعنية، وفق نظام المحاصصة و بالقوة و التهديد، رغم التنوع و التفاعل القومي الإثني، الديني المذهي فيها ، طيلة عقود طويلة.
و لكل من زعامات الكانتونات ظهير من دولة اقليمية مجاورة مقتدرة او اكثر ، من الدول التي تتعامل معها الإدارة الأميركية بدقة كبيرة و تسعى لضمان تأييدها لها او حيادها في ملف العراق على الأقل. لذا فإن اندلاع تمرد مسلح ما في منطقة ما ـ بضمنها العاصمة ـ ، لا يمكن ان يسرى بسهولة ليشمل كل البلاد، كما كان يحدث في عقود سابقة. و ان حدث فإنه لن يتسبب الاّ بمزيد مؤسف من نزيف الدم و يصيب من يقوم به بأشد الأضرار (3) . . (يتبع)


31 / 10 / 2010 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. لأن القوات الأميركية (المدنية) غير النظامية، والمؤتمرة بأمرها مستمرة في الوجود و التزايد .
2. رغم التعتيم على اجزاء هامة منها، ورغم مصالح متصادمة لأطراف متنوعة تحاول الإستفادة منها، كل على طريقته.
3. في خضم حالة من جمود واقع ما و استعصاء تنفيذ حلول ما، ان استمر السير على سكة المحاصصة الطائفية . . كما حدث في حالة الجمود على الدكتاتورية رغم قرار اسقاطها دولياً منذ غزوها للكويت عام 1990 ، الذي استمر الى ان تم اسقاطها بالغزو العسكري بعد دورات و محاولات و حصارات. . و في العالم، كما حدث في ازمة بورما " ميانمار " الغنية بالذهب و النفط و الماس عام 2007 التي حلت ازمتها حلاً مؤقتاً الى تأريخ مسمىّ، بتوافق القوى الدولية الآسيوية و الغربية. وكما يحدث في زيمبابوي الماس و المعادن الثمينة، و الكونغو الغنية بالنفط وبالتينتيوم و باثمن المعادن في التكنولوجيا المتقدمة، التي تقسمت و تحولت الى اجزاء و اجزاء لاتزال تتحارب منذ مقتل الزعيم الوطني لومومبا عام 1961 .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثائق - ويكيليكس - و تشكيل الحكومة الجديدة
- مخاطر العودة الى نظام - القائد الضرورة -
- مخاطر اللاإستقرار و قضيتنا الوطنية ! 2 من 2
- مخاطر اللاإستقرار و قضيتنا الوطنية ! 1 من 2
- مظاهرات الكهرباء و عجز المحاصصة الطائفية !
- صراع الكتل و مخاطر الإستبداد !
- العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 3
- العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 2
- العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 1
- مَنْ ينتصر على مَنْ ؟
- هل تحقق الإنتخابات ما عجز عنه العنف ؟ 2 من 2
- هل تحقق الإنتخابات ما عجز عنه العنف ؟ 1 من 2
- باقة ورد عطرة للبروفيسور كاظم حبيب
- نعم . . لايمكن تصور مستقبل مشرق للعراق دونه !
- مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني 2 من 2
- مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني ! 1 من 2
- الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 2 من 2
- الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 1 من 2
- - اتحاد الشعب - كتحالف ديمقراطي يساري !
- لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 2 من 2


المزيد.....




- السعودية.. فيديو مداهمة يمنيين ومواطنين استخدموا سيارات بتجه ...
- احتجاجات واسعة في الولايات المتحدة ضد سياسيات ترامب تحت شعار ...
- سكادي وكايا.. شقيقتان من الدببة القطبية تستقرّان في حديقة ح ...
- أطعمة يمكن أن تهيج بطانة المعدة
- روسيا.. منظومة لإطفاء حرائق المدن باستخدام الطائرات المسيرة ...
- خطر خفي في المنازل -يهدد- دماغ الجنين
- دراسة توضح تأثير الكحول على مناطق اتخاذ القرارات في الدماغ
- عواقب رسوم دونالد ترامب الجمركية: خطرٌ على الشركات والمستهلك ...
- نتنياهو وترامب يبحثان غدا ملفات بينها إيران وغزة
- في سابقة منذ الحرب العالمية الثانية، ألمانيا تنشر قوات في لي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - نحو انقلاب، أم كيف . . ؟ ! 1 من 2