أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد عائل فقيهي - العراق.. بعيداً عن تجاذبات المذهب وحسابات الطائفة














المزيد.....

العراق.. بعيداً عن تجاذبات المذهب وحسابات الطائفة


احمد عائل فقيهي

الحوار المتمدن-العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1 - 14:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما يذكر اسم العراق يتم في الحال استدعاء التاريخ بكل ما يحمله هذا التاريخ من رمزية مضيئة وعظيمة تبرز في تجليات حضور هذا التاريخ معنى وقيمة العراق في الفكر والشعر والإبداع والكتابة. إنه ليس حالة عابرة في التاريخ ولكنه حالة استثنائية، وبين رمزية العراق واستثنائيته يتعزز فهم وقراءة تركيبة الواقع العراقي بكل تعدديته على المستوى السياسي والثقافي والفكري والمذهبي وتتداخل فيه حدود الاتفاق والاختلاف في نسيجه الخاص والعام.
لقد تحول العراق منذ «الإغارة الأمريكية» والأجنبية ومن ثم سقوط نظام صدام حسين وما جاء بعده من تداعيات أليمة ومبكية واختلاط الأوراق إلى مسرح للقتل والذبح والتصفيات الجسدية وتكريس الطائفية والمذهبية، وأصبح العراق وطن التجاذبات السياسية والإقليمية والتدخلات الواضحة والفاضحة كما هو التدخل الإيراني في الشأن العراقي الداخلي وتحول العراق إلى لبنان آخر ضحية تلك التجاذبات والتدخلات الإقليمية والدولية.
ومنذ عدة أشهر والعراق يعيش فراغا سياسيا يتجلى ذلك في غياب الدولة وغياب الإرادة العراقية الواحدة بدءا من تعطيل تشكيل الحكومة العراقية الذي شل الحياة السياسية وغياب البوصلة التي التي توصله إلى شاطئ الأمان بعيدا عن حسابات الداخل وحسابات الخارج وتجاذبات المذهب والطائفة.
ومن هنا تأتي أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيادات العراقية عبر خطاب بلغة أخلاقية وإنسانية وعروبية وإسلامية النزعة والهدف للتحاور في الرياض بحثا عن أفق آخر يتسامى فيه العراقيون ويتعالون على جراحاتهم وخلافاتهم وذلك من أجل إطفاء نار الطائفية البغيضة.
هذه الدعوة الكريمة من رجل كريم ونبيل واستثنائي تؤكد عمق العلاقة بين المملكة والعراق التي تتجاوز ما هو سياسي وتتخطى ما هو داخل في أجندة المصالح والحسابات. إنها الدعوة التي تعبر عن أن أرض المملكة وأرض العراق واحدة وفق نسيج اجتماعي وتركيبة عشائرية وعائلية واحدة أيضا.
يقول الدكتور حمد المرزوقي في كتابه «لكيلا تختلط الأوراق» «المملكة تعرف حجم الأعباء الأمنية والاستراتيجية التي ترتبها محددات المكان والزمان محليا وخليجيا وعربيا» ويضيف: «العلاقة بين نجد والعراق «أرض السواد» علاقة مركبة وعضوية ولا يمكن فهمها إلا في سياق تاريخي.»
ويضيف المرزوقي: إن نجدا كانت تمثل عمقا استراتيجيا وديمغرافيا للعراق وكان نجد دائما يقف مع العراق بإمكانها المتاح منذ حروب كسرى والقادسية وكانت قبائل نجد تفزع إلى أرض السواد (العراق) لتدافع مع العراق وأهله ضد غزوات الفرس والأجانب. إن التكوين العشائري العراقي تكوين نجدي فقبائل مثل الفضول وبني لام وشمر وعنزة والظفير والمنتفق ودليم هي قبائل نجدية في الأساس، وكان أهل نجد يقيمون في العراق ويفزعون إليه في سنوات الجفاف والفقر والمثل العربي القديم يقول «نجد ولود والعراق حلوب.»
إن عراق دجلة والفرات يمتلك مخزونا حضاريا هائلا وإرثا ثقافيا ومعرفيا عميقا إضافة إلى المخزون النفطي وثرواته العديدة والمتعددة والكفاءات العالية التي يتميز بها العراقيون من سياسيين ومثقفين وأكايميين ومفكرين ومبدعين وطبقات وشرائح مختلفة هي من أفضل العقول العربية التي هي قادرة على صنع المستحيل وصناعة المعجزة من أجل أن يتجاوز العراق كل ما يجعله أسير الطائفية البغيضة وسجين تحالفات الداخل وحسابات الخارج، ولذلك تبرز أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمصارحة والمصالحة معا في لحظة تاريخية ينبغي أن يتقدم فيها صوت العقل على صوت الطائفة ونداء المواطنة الواحدة والانتماء الواحد على نداء المذهب الواحد والإقليم الواحد بحثا عن عراق واحد يجتمع فيه المسلم مع المسيحي والسني مع الشيعي والكردي مع العربي وفق ذهنية يبدو الوطن العراقي فيها متصالحا مع ذاته ونفسه ويبدو العراق ذلك العراق الذي يضيء بالإبداع الخلاق بالإنسان الذي كتب وخط قانون حمورابي وصنع ملحمة نبوخذ نصر، العراق الذي أضاء في العصر العباسي بعقول الحكماء والفلاسفة والشعراء، عراق ثورة العشرين.
إذن ليكن حوار الرياض حوار العراق الجديد بحثا عن وطن جديد يرتفع فيه صوت العقل على صوت الطائفة والمذهب.



#احمد_عائل_فقيهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وقراءة التنوير الأوروبي
- ظاهرة الهرم المقلوب في المجتمع
- محمد أركون .. وتفكيك اللا مفكر فيه
- هكذا تكلم نصر حامد أبوزيد
- ((القيمة)) .. في مواجهة «الجهل المؤسس»
- سواد مدجّج بالتآويل
- الانتصار على ذهنية المنع.. وثقافة الممانعة
- المجتمع .. وإرادة التغيير
- الجابري: مفكر النخبة.. ومثقف الجماهير
- المثقف العربي والمنفى
- القصيمي .. هل هو مفكر أم رجل غاضب ؟
- «التخلف» .. هل هو ظاهرة عربية ؟
- فؤاد زكريا..( العقلانية ) طريق لبناء المجتمع
- ليكن حوار المجتمع لا حوار النخبة
- الواحدة
- ثنائية الفساد والاستبداد
- تسطيح المعرفة ..وتسليع الإنسان
- بالمعرفة وحدها .. نواجه المستقبل


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد عائل فقيهي - العراق.. بعيداً عن تجاذبات المذهب وحسابات الطائفة