مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 21:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بادرت المملكة العربية السعودية يوم امس السبت 30 تشرين الثاني / نوفمبر دعوة الاطراف السياسية العراقية للاجتماع في السعودية من أجل الاتفاق على تشكيل الحكومة ، وفي الوقت الذي نرى فيه ان هذه الدعوة جديرة بالتقدير انطلاقا من حرص المملكة العربية السعودية على انهاء الوضع المستعصي في العراق الذي تعطل فيه تشكيل الحكومة لاشهر باتت تثقل كاهل المنطقة وتسبب قلقا لجميع القوى الخيرة داخل العراق وخارجه ، الا ان هذه الدعوة جاءت كالخطبة البتراء ، اذ ان السعودية لم تبادر خلال عهد حكومة السيد نوري المالكي الذي دام اكثر من اربع سنوات الى دعوة السيد رئيس الوزراء لزيارة السعودية والجلوس معه لمناقشة الوضع العراقي الشائك الذي لايمكن معرفته من خلال اطراف ذات لون واحد ، اطراف كانت تقوم بزيارات مكوكية الى السعودية قبل الانتخابات التي جرت في مارس 2010 وما زالت تسير جيئة وذهابا دون ان نعرف طرق تناولها للقضايا الوطنية حين تناقشها مع الدول الاقليمية في غياب ممثل حقيقي من قبل رئاسة الوزراء او شخص رئيس الوزراء بالذات او صحافة مستقلة تنقل جانبا من المفاوضات او المحادثات او المناقشات او سمها ما شئت ونتمنى ان لاتكون تلقت تعليمات واوامر دون نقاش !!!
ان المفاجأة في هذه الدعوة تكمن في كونها جاءت مبتورة عن سياق الاحداث التي مر بها العراق ، فالجميع يعلم ان الارهاب الذي عاث فسادا في العراق كان يقوده رجال دين واصحاب فتاوى ينتشرون في قلب الجزيرة العربية واطرافها ، ولا ننسى النوايا الحسنة التي بذلها العراق حكومة واحزابا سياسية ومنظمات شعبية في معالجة موضوع الارهاب القادم من المملكة السعودية وجيرانها حتى ان السيد موفق الربيعي مستشار الامن الوطني سلم بيده قبل ثلاث سنوات مجموعة من الارهابيين الذين اعتقلوا في العراق وادينوا واعترفوا بجرائمهم الى السعودية واصطحبهم معه في طائرة خاصة وسلمهم الى اصحاب الشأن في المملكة تسليم يـد دون فائدة .
ان الارادة العراقية المنقسمة على ذاتها لا بد وان تشجع الدول الاقليمية على التدخل في الشأن العراقي ، لذلك نتمنى على القوى السياسية الاسراع في تشكيل الحكومة وتقديم التنازلات المتقابلة والاستفادة من المبادرة التي طرحها السيد رئيس اقليم كوردستان وانهاء سياسة جر الحبل غير المجدية التي اصبحت بلا لون ولا طعم .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟