بالروح..بالدم نفديك يا - نكروبونتي-...

زيد عبد الصمد نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 955 - 2004 / 9 / 13 - 11:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

نكروبونتي، لمن لم يسمع به، حاشاه من الذكر المغمور، هو رئيس جمهورية العراق الثانية.
جون نكروبونتي سليل احد مالكي الاساطيل اليونانية ألذي يملك الجنسية الامريكية، تزوج من كريمة احد اثرياء الحديد البريطانيين و له خمسة اطفال تبناهم اثناء عمله كسفير الى الهندوراس. عمل في السلك الديبلوماسي بين 1960 و 1997 تقلّد خلالها مناصب في السفارة الامريكية بفيتنام الجنوبية مكّنته من العمل كمستشار لهنري كيسنجر خلال المباحثات مع فيتنام الديمقراطية بباريس قبيل فرار الامريكان من فيتنام عام 1974 ثم عمل سفيرا" الى الفيليبين و الهندوراس و المكسيك قبل ان يصبح نائب مساعد الرئيس الامريكي لشؤون الامن القومي في عهد رونالد ريكان في السنوات 1987-1989 ، اي تلك الفترة التي اسبغ فيها ريكان على المقاتلين الافغان و متطوعيهم بلقب المجاهدين و ضيّق الامريكان فيها الخناق على نيكاراغوا الى حد تلغيم الموانئ و المياه النيكاراغوية. في عام 2001 اعتلى مجلس الامن الامم المتحدة حتى ارسل رئيسا" الى العراق عام 2004 . خلال اعتلائه مجلس الامن قاد النقاش و افهم المندوبين الـ 14 الآخرين بالتلويح بالفيتو الامريكي الغليظ ان من الخطأ مطالبة مجلس الامن لاسرائيل بوقف الهجوم على جنين لان الجيش الاسرائيلي لم يكمل مهمته بعد! قبل اعتلائه هذا المنصب كان حضرته تحت المساءلة عن دوره في الحرب الاهلية بالهندوراس و عن دوره في مساعدة الحكومة الهندوراسية بتمويل الفرقة 3-16 التي ارتكبت الفظائع بحق المدنيين عندما قررت لجنة للكونكرس بفارق 11 صوتا" ارساله الى مجلس الامن.

عند تقديم اوراقه الى جورج بوش وقسمه باداء عمله على احسن وجه في العراق قال لا فظ فوه ان واجباته تتحدد بضمان انتقال العراق الى الديمقراطية و تحقيق الاصلاح الاقتصادي(الخصخصة و نهب القطاع العام) و مكافحة الارهاب و عندما سألته لجنة الكونكرس للتعيين ماذا ابقى للعراقيين؟ أجاب طويل العمر "حق ممارسة السيادة" و ان هذه الممارسة ستتسع او تنكمش حسب الوضع الامني و مستلزماته. لا أدري ان كان المحروس قد أبلغ الرئيس الشيخ او الرفيق أمين سر الوزراء بواجباتهم و صلاحياتهم منعا" للالتباس.

أسميّه رئيسا" لجمهورية العراق الثانية فهو خير خلف للرئيس الاول صدام حسين الذي غيّر الاسم من الجمهورية العراقية كما اعلنت لاول مرة صبيحة اليوم الاغر 14 تموز 1958 الى جمهورية العراق بخط قميئ عام 1989 عندما روّج لكذبة انه بصدد الانتقال الى الديمقراطية و الدستور الدائم. هذه هي جمهورية العراق الثانية بالانقلاب البعثي الثالث. فالانقلاب الاول كان بقطار امريكي و الثاني كان ببطاقة العودة للقطار الامريكي و الثالث بالدبابات الامريكية و بالنقل الحي عبر الاقمار الصناعية و اللي ما يشتري يتفرّج. حتى علم صدام تبنته الحكومة غير الشرعية و غيّرت ما كتبه صدام بيده على العلم المشؤم الذي فرض على العراقيين بعدالانقلاب الفاشي في 8 شباط 1963 الى الخط الكوفي.

رئيس الوزراء الانتقالي كان، حسب ما ذكرته الفايننشال تايمس في 17/7/2004 أن أياد علاّوي و عادل عبد المهدي أشتركا بعملية اختطاف رئيس جامعة بغداد في الستينات و سجنا بسببها ليطلق سراحهما بعد انقلاب القطار الامريكي في 8 شباط 1963. هذا هو حظنا الاكشر: صدام ينجو من عقوبة الاشتراك بعمل ارهابي ليصبح رئيس مجلس الوزراء ثم الجمهورية و تتكرر المسرحية في2004. أرهابي يتبع آخر.

ما أن وطأت قدماه ارض العراق عرّف الآخرين من هو ، فبينما كان الرئيس الشيخ يضبط عقاله و رئيس الوزراء البعثي يعّدل رباطه تنحنح الرئيس الفعلي الذي بأمرته 3000 موظف امريكي و قال "أن قرارات العفو (التي أعلنها علاوي و الياور ) لا تشمل الافراد الذين هاجموا الجيش الامريكي" فالامريكان لا يمانعون تطبيق القوانين الدولية على الآخرين لكنهم يصروّن على استثناء جنودهم من تلك القوانين و قوانين البلدان التي يحتلونها او يرسلون جيشهم اليها. ففي اليابان أخلت مجكمة عسكرية امريكية سبيل جندي امريكي قتل طفلتين يابانيتين دهسا" كما فعلت محكمة أخرى فأخلت سبيل طيار امريكي متدرب قطع حبل التلفريك بايطاليا فتسبب بموت اكثر من 10 أشخاص. دعونا نبقى في العراق، ألم يرسلوا الجندية الامريكية أنكلاند الى أمريكا لتمثل امام محكمة امريكية بدلا" من محكمة عراقية للأن الجريمة وقعت في العراق و الضحايا عراقيون. لم يهتزّ أي شارب لأعضاء مجلس الخدم (كما لم تنفلّ أي ربطة رأس لعضوات المجلس كي لا اتهم بمحاباة النساء) عند الأعلان عن جرائم سجن أبو غريب.

رغم الاعلان عن الجرائم في هندوراس صرح نكروبونتي انه لا يساوره الآسف بسبب سياسة أمريكا في أمريكا الوسطى.

شدوا راسكم يا كرعان.. فنكروبونتي قادم لا محالة.

لندن 7 أيلول 2004

#زيد_عبد_الصمد_نعمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات