فراس الغضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 11:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ثمانية أشهر مريرة بصراعاتها وتقاطع الإرادات فيها في محاولة لإيجاد حل لإلزام بتشكيل الحكومة العراقية كادت كل الأطراف في الأيام الأخيرة إن تجد حلا مشروطا في ولاية ثانية لحكومة المالكي بمشاركة كل الأطراف ويأت الإعلان عن ذلك على مرأى النظر في لقاء اربيل .
عند الاقتراب في إيجاد الحل أثار الرعب في جهات عراقية داخلية وإقليمية ودولية وكأنها جميعا تتمنى إن تستثمر الفوضى إلى ابعد وقت ممكن ولعل التسريبات الأمريكية الأخيرة لموقع كويكليس والإشارة الانتقائية لوجود انتهاكات مارستها حكومة المالكي أنها تفسر عن محاولة للتنصل الأمريكي من وعودها بدعم حكومة متوازنة لقيادة المالكي ولعل السبب الرئيسي لهذا التحول هو ممارسة الضغط عبر هذه الوسائل المدعومة هو تحالف المالكي مع التيار الصدري الذي تخشاه كثيرا الإدارة الأمريكية وترى فيه امتدادا خطيرا للنفوذ الإيراني في العراق وهي كانت تتمنى من حكومة تتكون من المالكي وعلاوي ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي الولايات المتحدة الأمريكية ، هذا هو الدور الأمريكي إزاء تشكيل الحكومة العراقية أو الخوف من تشكيلها بهذه الصيغة الحالية .
إما الانهيار الداخلي الكبير الذي حاول إن يمنح الوثائق الأمريكية بعدا عراقيا هو ما قامت به القائمة العراقية من خلال تصريحات هستيرية لصالح المطلك الذي أعلن في بيانه بوجود حالات اغتصاب للرجال وجاء هذا الإعلان متزامنا مع التسريبات الأمريكية وغرد بنفس الاتجاه وبطريقة راقصة حيدر الملا والذي حاول إن يرهن منجزه يمينا وشمالا معبرا عن رعبه وش إفلاسه من المنصب الذي كان يحلم به في حالة تولي علاوي برئاسة الوزراء .
أما البعد العربي لإجهاض آخر التوافقات العراقية والاقتراب من تشكيل الحكومة هو دخول الملك السعودي على الخط والدعوة لعقد مصالحة بعد العيد للأطراف العراقية في الرياض وهي محاولة لإنقاذ ما تبقى من ماء وجه القائمة العراقية التي تشعر بخيبة الأمل والهزيمة لكن العاهل السعودي يريد إن يرمم الوضع في محاولة لإنقاذها أو منحها بعض الأدوار حتى لا تنفرد الكتلة الشيعية بإدارة العراق .
والدليل على ذلك تصريحات أياد علاوي التي أشاد بالجهد السعودي تامين المصالحة والأمن والاستقرار في العراق متناسيا آلاف المجندين والانتحاريين ومليارات الدولارات التي انطلقت من ارض خادم الحرمين الشريفين لتقتل العراقيين وتخريب مدنهم على رؤوسهم .
فهل سينجح البرزاني بجمع شمل الكتل العراقية ليكون موعد الإعلان عن تشكيل الحكومة العراقية قريبا ليقطع الطريق على خادم الحرمين تخريب التوافقات العراقية الأخيرة وغلق عويل المطلك ونهيق الملا وتوسلات علاوي .
[email protected]
#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟