|
برنامج حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا - مشروع للمناقشة
حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا
الحوار المتمدن-العدد: 955 - 2004 / 9 / 13 - 11:42
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
1- مقدمة : بالرغم مما شهدته وتشهده منطقة الشرق الأوسط من تغييرات جوهرية ، وانكسارات عميقة في البنى المختلفة ، والتي جاءت كنتيجة طبيعة لسقوط المعسكر الاشتراكي وتراجع إيديولوجيته الشمولية ، وكذلك انهيار ركائز ومكامن الحرب الباردة من جهة، ولفشل العديد من الرؤى والإيديولوجيات والأنظمة الفردية الطابع والقوموية الفكر ، والتي أفرزت عن استحقاقات تتطلب بالضرورة التصدي لها والقيام بواجبات ترتيب وتهدئة المناخات التي من شأنها بلورة الرؤى للانخراط في تعميم مفرداتها، لا تزال عقلية التردد في تبني التغيير سائدة لدى مجمل الأطر الكردية في سوريا . بل أن هذه الأطر ما تزال تركن في تعاطيها مع هذه المتغيرات إلى آليات غير قابلة للانسجام معها وترجمة استحقاقاتها على أرض الواقع . فما حدث من تقدم تكنولوجي مترافق مع عولمة تجتاح العالم وتزرع ثقافتها المحددة لمصالحها، وما حصل في العراق من انتهاء إحدى أكثر الدكتاتوريات بشاعة ودموية، استكمالاً لما حدث في رقع جغرافية أخرى، وفي غضون فترات زمنية متسارعة، وما يحصل من تنازع على المصالح الاستراتيجية في العالم، واصطفافات وتكتلات اقتصادية وسياسية كبيرة، وما يدور من رحى حرب - على الإرهاب - وهي حرب على قيم تربوية ومنظومات فكرية تريد العودة إلى ظلامية سلفية ، كتعويض عن الانكسارات التي منيت بها مجتمعاتها، إضافةً إلى الصراع المتبلور بين ثقافة الخير الداعية إلى تحقيق إنسانية الإنسان ، والتي تتجسد في المنظمات الحقوقية الدولية والتيارات السلمية ، مع قوى الشر والظلام ، ترافقاً مع ممارسات السلطة السورية الشوفينية بحق الشارع السوري عموماً والشعب الكردي على وجه الخصوص، والتي اتخذت طابعا عدائياً مكشوفا في الآونة الأخيرة ، وتحديداً بعد أحداث آذار وانتفاضة شعبنا الكردي ، وما أوجدته من معطيات جيوسياسية ، محلية وإقليمية ودولية ، أسقطت فيه مراهنات الاحتواء والتعريب والصهر القومي المتبع منذ سيادة الفكر الشوفيني الرسمي ، تؤكد لنا بأننا مقبلون على دخول عصرٍ جديدٍ ومتجددٍ نودع فيه تقنيات ومقولات وفلسفات العصر الماضي – عصر توازن الرعب -وبتنا أمام مرحلة تحمل في أحشائها عناوين بارزة، قد توفر المزيد من الحرية ضمن إطار حقوق الإنسان والديموقراطية كاستحقاقات أولية كانت مهمشة وفق مصالح دولية محددة ، وهذا يستدعي منا بالضرورة الوقوف على آليات العمل المستقبلي في مراجعة نقدية بناءة وشاملة على الصعد السياسية والتنظيمية ، بغية رسم ملامح المستقبل وإمكانية مواكبته والدخول فيه .؟ ومما لا شك فيه، أن آليات العمل السياسي الكردي وأهداف قواه الحزبية جاءت على معطيات سابقة لتداعيات الفعل التغييري ، وما يجري في المنطقة من تسارع في وتيرة تعميم مفاهيم الحريات العامة وحقوق الإنسان والقضاء على جذور الإرهاب، وهدم المرتكزات البنيوية للأنظمة التي قادت مجتمعاتها إلى الهلاك، باعتمادها على قوة الحديد والنار، حيث بات يلوح في الأفق بوادر نظامٍ عالميٍ جديدٍ قيد التشكيل والتكوين ، وإن لم يستحوذ حتى الآن على اتفاق شاملٍ بين القوى البشرية الفاعلة ، لكنه كالقدر المحتوم أصبح قاب قوسين أو أدنى ليغدو أمرا واقعاً على الجميع وهو سيكون بمثابة العنوان البارز للمراحل اللاحقة . وبالتالي فإن موازين القوى والمعطيات السياسية المبنية على قوانين ومعادلات مرحلة ما قبل الحرب الباردة آيلة للسقوط بفعل تداعيات الفعل التغييري ، والدعوة المتصاعدة إلى عولمة نتاج الفكر البشري، وتأطيره وفق نظام عالمي جديد تتبلور أبرز سماته في النقاط التالية : * إعادة النظر في نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما تمخض عنهما وفق موازين القوى التي سادت آنذاك ، والتي أفرزت عن العديد من الكيانات والدول الحديثة على أسس جديدة، آخذةً في اعتبارها حقوق الشعوب والقوميات والأقليات التي ما زالت تعيش في ظل الحرمان والاضطهاد والقمع، وفرض مبدأ قبول التغيرات في نتائج ـحرب عالمية ثالثة ـ لم تحدث المباشرة بتهيئة الشروط والأسباب الموجبة لإقامة نظام عالمي جديد، بما فيها إزالة قيم سياسية وثقافية، والإتيان بغيرها، وإطلاق العنان لتغيرات جذرية على الصعيد السياسي والثقافي . * تبلور ظاهرة الإقليمية الجديدة على أساس توازن المصالح، وليس على أساس القرب الجغرافي أو الجيرة . أي اٍزدياد أهمية الجغرافية الاقتصادية على حساب الجغرافية الإستراتيجية التي أفرزت الأحلاف العسكرية والمحاور خلال مراحل الصراع بين الشرق والغرب، وتوقع فقدان العديد من المواقع والدول لأهميتها السابقة . * حق وواجب ـ التدخل الإنساني ـ لردع المعتدين ووقف أعمال التطهير العرقي، وعمليات التغيير الديموغرافي في مناطق السكان الأصليين، أو فصل المتحاربين وإصلاح ذات البين بين الأطراف المتقاتلة، وكذلك إغاثة المناطق والشعوب المنكوبة نتيجة الحروب والكوارث الطبيعية، كل ذلك على قاعدة إعادة النظر في مفهوم سيادة الدول ومقولة التدخل في الشؤون الداخلية . علماً أن مسألة السيادة بمفهومها السابق قد جرى خرقها بالأساس عبر الشعارات الفوق قومية والتقنيات التي تحصل في مجال الاتصالات ووسائلها . * الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان في المجالات المختلفة من حقوق إنسانية ، ثقافية، ديموقراطية واٍقتصادية . * الاٍهتمام بالبيئة والحفاظ على الطبيعة بما تحملها ، وما في جوفها، وإزالة مصادر التلوث. * تبدل في أسس وطبيعة الصراع والتحول من صراع شرق / غرب إلى صراع شمال / جنوب . * تعاظم دور المعلوماتية والثورة التقنية والاٍتصالات والفضائيات والانترنيت حيث تتحول الكرة الأرضية إلى قريةٍ صغيرة . * ازدياد المطالبة بالتعددية السياسية والثقافية واٍنحسار المركزية الشديدة وشيوع الليبرالية . ووفق قراءتنا لمعطيات المستقبل وشروطه وملامحه، وعلى ضوء تفاعل المنطقة مع الحالة التغييرية – سواء بإرادتها أو رغماً عنها - نعتقد أن القضية الكردية ستكون في قلب الأحداث وضمن النقطة الاستراتيجية وفي إطار قوس الأزمات المثيرة للاهتمام، وضمن سياق مشاريع القرن الحالي المرشحة للانفجار، كون ظهور حقائق جديدة ما بعد مرحلة الحرب الباردة، والتوجه نحو تعريف المصالح وفق إفرازات المرحلة ، وما يجري من صراعات بين الكتل الاقتصادية الكبيرة بخصوص مشاريع سياسية واقتصادية ذات صلة بالشرق الأوسط ، ومعنية بها كمشروع الشرق الأوسط الكبير، تقضي بإعادة تعريف المنطقة وتنظيم العلاقات فيها وتجديد وترتيب الأولويات لها ، والتي تستدعي الانفتاح والتعايش والليبرالية وقبول الآخر المختلف . وبالاستناد إلى كل ما ذكر ، نعتقد أن مجمل الأحزاب الكردية القائمة، والتي هي وليدة المخزون الهامشي للوجود الكردي الماقبل التغيير ، ومجمل المشاريع السياسية المطروحة، والعقلية الكردية السائدة في التعاطي مع الأحداث، لا يمكنها أن تتكيف مع ما يحمله المستقبل من إرهاصات واستحقاقات، بل يفترض إعادة هيكلة ما هو ممكن ، توافقاً مع المعطى وتحسباً للمستقبل . وبناءً على ذلك نحن من جهتنا كحزب ، نسعى وبالتعاون مع مختلف قوى وشرائح وفعاليات شعبنا الكردي، الوصول إلى تقييم موضوعي لما حصل ويحصل ، وبالتالي إلى زرع ركائز استراتيجية لبناء سياسي جديد ، يجسد نضالات شعبنا وطموحات أبنائه، ويصون تضحياته وتطلعاته في غد مشرق وحر . أننا نسعى من وراء طرح هذا المشروع إلى إيجاد عقد تشاركي جديد ، سياسي الطابع ، قومي المبتغى ، وطني الدلالة ، ديمقراطي الآلية ، يلامس القضايا السياسية والقومية والوطنية والجماهيرية المطروحة في الساحة السياسية السورية ، على أرضية ارتباطها بمتطلبات المرحلة الحالية، وتأسيسها لفعل سياسي ، جماهيري ، مختلف في آلياته وطرائق تجسيده .
2- الشعب الكردي – لمحة تاريخية :
الأكراد من الشعوب القديمة التي تسكن المنطقة المعروفة حالياً باسم كردستان، وهم من الشعوب الهندو - أوربية ، والعرق الآري . ويعود تواجدهم إلى عصور ما قبل التاريخ من خلال الآثار التي تدل عليهم . وقد تشكل الكرد من القبائل والأقوام التي سكنت منطقة كردستان ، كاللور، إيلام ، سومر ، كوتي كاشي ، سوبارتو ، هوري ، ميتاني ، أورارتو ، ميدي . وقد أسسوا ممالك وامبرطوريات عديدة منذ ما قبل 2500 ق . م وحتى الميدية 612 ق . م . وكذلك في العصر الحديث كالدولة الدوستكية ، والشدادية ، والأورارية ، والأيوبية .. الخ . وتعرضت كردستان إلى الفتح الإسلامي ، وكذلك إلى غزوات السلجوقيين والمغول وغيرهم ، الذين زرعوا في ربوعها الخراب والدمار . وتبلغ مساحة كردستان حوالي نصف مليون كم2 ، وعدد سكانها حوالي 40 مليون نسمة . تعرضت كردستان إلى أول تقسيم لها في بداية عهد الإمبراطورية العثمانية التي بسطت سيطرتها على كردستان ( تركيا ، العراق ، سوريا ) فيما ألحقت كردستان إيران بالصفويين . وذلك إثر معركة جالديران 1514 م وتم تثبيت ذلك في اتفاقية 1639 م . واستمر الوضع هكذا حتى التقسيم الثاني والذي نتج عن معاهدات واتفاقيات الحرب العالمية الأولى وبه أصبحت كردستان تشكل خمس أجزاء ملحقة بالكيانات التركية والإيرانية والعراقية والسورية وجزء ألحق بدولة الاتحاد السوفيتي . وغدت قضية الشعب الكردي أكبر القضايا القومية ـ رغم كثرة الثورات والانتفاضات الكردية ، مغيبة ومنسية على الساحة الدولية ،إلا مؤخراً ، ورغم دور الوضع الكردي والمسألة الكردية في الكثير من المعاهدات والاتفاقات المواثيق الدولية ( بطرسبورغ، سايكس ـ بيكو ، سان ريمو ، سيفر، لوزان ، سعد آباد ، وحلف بغداد ( السنتو ) ، الناتو ، الجزائر ) بالإضافة إلى الاتفاقيات الأمنية المبرمة بين الدول التي تقتسم الشعب الكردي وكردستان والتي لا تزال مستمرة ، فإن القضية الكردية كانت وما تزال ما تعاني من عدم وجود توجه سياسي دولي إقليمي واضح باتجاه الاعتراف وتوفير حل سلمي ديمقراطي ، يعيد للشعب الكردي حقوقه القومية المشروعة ، ويزيل عن كاهله كل تراكمات الاضطهاد والغبن الذي لحق به وتأكيد حقه في تقرير المصير .
3- الجزء الكردستاني الملحق بسوريا والمسألة الكردية :
على أثر الاتفاقيات الاستعمارية المشؤومة ، جرى تقسيم كردستان بين الدول الآنفة الذكر ، ويشكل الجزء الملحق بسوريا وحدة جغرافية له ميزات الأجزاء الأخرى ، وتعيش فيه مجموعة عرقية تكوّن حالة قومية مميزة هي الشعب الكردي . ويتمتع هذا الشعب بكل سماته وخصائصه القومية ، ويسكن أرضه التاريخية ، ( مناطق تواجدهم الحالية ) منذ العصور القديمة ، قبل وبعد الدولة الكردية الميتانية والتي كانت عاصمتها وارشوكاني ( رأس العين ) . ويمتد الوجود الكردي على طول الحدود السورية التركية وحتى العـراقية بدءاً من منطقة جبل الأكراد ( عفرين ) وحتى الجزيرة ( الحسكة ) في الشرق ، وهو ما نسميه بالشريط الشمالي ، والشمالي الشرقي . كما يتواجد الكرد بأعداد كبيرة في دمشق وحمص وحماه وحلب والرقة واللاذقية . والأكراد ليسوا بأقلية قومية مهاجرة استوطنت مناطق سكناها الحالية ، وإنما هم أصلاء في وجودهم وشركاء في هذا البلد ، بحكم الوجود ، ونتيجة للاتفاقات التي قسمت أرضهم ، ويشكلون الآن حوالي الثلاثة ملايين بنسبة تقريبية 15 % من مجموع سكان سورية ، ويعدون القومية الثانية في البلاد كما هو الحال في تركيا وإيران والعراق . ولعب الأكراد السوريون دورهم المتميز في عهد الدولة الأيوبية ، وما بعدها ، وكان منهم رؤساء الجمهورية والحكومة والوزراء . وبعد اتفاقية سايكس ـ بيكو ودخول الفرنسيين إلى سوريا بقي أكراد سوريا تحت الانتداب الفرنسي كجزء من البلاد السورية ، ومنذ ذلك الوقت ساهم الأكراد في المقاومة ضد المستعمر إلى جانب الشعب العربي ، وشاركوا في الثورات الوطنية ، وتاريخ النضال الوطني يشهد للوطنيين الكرد بالتضحية والفداء ، ويذخر البلد بمفاخر أبطالهم البلد . كما شارك الكرد في بناء دولة سورية الحديثة بعد الاستقلال وانخرطوا في المؤسسات الرسمية والإدارات والجيش والبرلمان والوزارة ، وكافة مناحي النضال الوطني الديمقراطي . وطيلة ما يقارب النصف قرن ، شهدت البلاد مراحل المد والجزر ، وضعف الاستقرار السياسي والاجتماعي ، وعلى الرغم من بعض التحولات الإيجابية والمكاسب التي تحققت إلا أن الموقف الشوفيني تجاه الشعب الكردي بقي كما هو السائد ولم يتغير إلى يومنا هذا ، رغم تعاقب الحكومات ، وكانت الممارسات القمعية واضطهاد الشعب الكردي وملاحقة حركته الوطنية وزج قادتها ومناضليها في السجون من سمات الموقف السياسي العنصري تجاه الوضع الكردي . كما قامت حكومة الانفصال بالإحصاء الاستثنائي الجائر عام 1962 في منطقة الجزيرة (محافظة الحسكة) والذي جرد بموجبه في حينه حوالي مائة وخمسون ألف مواطن كردي من الجنسية السورية ، وما يترتب على ذلك من مآسي ومعاناة وحرمان من الحقوق المدنية ، ومنذ ذلك الحين برزت دعوات وجرت أبحاث ودراسات من جانب غلاة الشوفينيين ، طالبت وتطالب ، بتهجير الأكراد ، وتعريب مناطقهم ، وطمس معالم وجودهم القومي ، فقد تم في عام 1973 توطين عشرات الآلاف من السكان العرب من محافظة الرقة في المناطق الكردية بمحافظة الحسكة ، تنفيذاً للخطة الموضوعة والمرسومة : الحزام العربي وذلك في المنطقة الحدودية مع كل من تركيا والعراق بطول 375 كم وعرض يتراوح بين 15 ـ 20 كم، بالإضافة إلى اتخاذ التدابير والإجراءات الشوفينية الأخرى ، كفصل الطلاب الكرد من الثانويات والمعاهد المتوسطة بين الحين والآخر ، بالتهمة الجاهزة ( خطر على أمن الدولة ) وكذلك فصل وطرد العمال والموظفين الكرد بالذرائع والحجج الجاهزة دائماً . وبقيت سياسة عدم الاعتراف بوجود شعب كردي ، وتجاهل حقوقه القومية والديمقراطية ، وكذلك تمزيق حركته الوطنية والتدخل الدائم في شؤونه وشؤون الوضع الكردي قائمة إلى يومنا هذا .
4- ولادة الحزب مع بروز الميول الاستقلالية لشعوب السلطنة العثمانية ، وبفعل تصاعد الموجات التحررية ، وتأثيرات الفكر البرجوازي المتنور ، وثورة أكتوبر الاشتراكية ، ظهرت الحركة القومية الكردية ، كحركة سياسية لدى شعب كردستان ، يقودها المتنورون القوميون والمثقفون والشباب المتعلم. ومنذ بداية الثلاثينات من هذا القرن ، ظهرت الحركة القومية الكردية في سوريا ، ونشأت على شكل جمعيات ونوادي وبرزت جمعية خويبون ، ونشطت حركتها الثقافية بشكل خاص وصدرت العديد من المجلات باللغة الكردية ، كـ : هاوار ـ روناهي ـ ستير ـ روزا نو … وفي فترة الاستقلال عاشت البلاد نهوضاً وطنياً ترافق مع التطور السياسي والاجتماعي للمكونات البنيوية للمجتمع السوري ، وحدث ازدياد في الوعي القومي لدى الشعب الكردي بفعل تأثيرات الحركات القومية الكردية في الأجزاء الأخرى من كردستان ، وقيام جمهورية مهاباد الديمقراطية الكردية ، بالإضافة إلى تعاظم حركات التحرر الوطني في الشرق ، وهزيمة الفاشية والنازية في الحرب العالمية الثانية ، ونيل العديد من البلدان استقلالها السياسي . كل هذه العوامل والأسباب أثرت في انبثـاق (( البارتي الديمقراطي الكردستاني )) لأول مرة في صيف عام 1957 كحزب قومي كردي ، ذي تنظيم هرمي ، وكحاجة موضوعية تطلبتها ظروف تلك المرحلة ، وذاتية أوجبتها واقع الشعب الكردي وحرمانه من حقوقه . وقد كان لنشوء الحزب والتفاف الجماهير الواسعة ، والطبقات والفئات الوطنية الكردية، والغيورة على مصالح الشعب الكردي ومستقبله حوله، التأثير النوعي في حياة الشعب الكردي، وتحولاً بارزاً في مسيرته السياسية . وبغض النظر عن الانحرافات والتطورات اللاحقة من فكرية، وسياسية وتنظيمية، والتي رافقت مسيرة الحزب ونضالاته ، فإن انبثاقه كان وسيبقى مكسباً هاماً ، وخدمة جليلة قدمت لشعبنا الكردي في سوريا . وعلى الرغم من تلك التطورات ونتيجةً لها، وانسجاماً مع إيماننا بعدالة قضيتنا القومية، سيبقى حزبنا استمراراً وفياً وأميناً للمبادئ القومية الأولى للبارتي الديمقراطي الكردستاني ، على طريق تحقيق أهداف الشعب الكردي ، ونيل حريته وحقوقه .
5- اسم الحزب :
غن اسم أي حزب سياسي يتعلق بطبيعة المرحلة التاريخية التي أوجدته ، من حيث منظومتة المعرفية ، والأهداف السياسية التي تنطح لتحقيقها، ناهيك عن المرحلة الصراعية مع الآخر التي أوجدته ، أو الانشقاقات المتنوعة التي كرسته ، وبالتالي فمن الضرورة أن يكون الاسم معبرا عن ما هو سائد ، من مهام ومعطيات وثقافة سياسية ، وراهنا ما هو موجود من ثقافة شعبية بالضرورة تختلف جوهريا عما سلف ، بمعنى هي مرحلة جديدة أطلقت معطياتها انتفاضة آذار ، في مقابل إسقاطها للكثير من معطيات سابقة استند إليها في تسمية الحزب ، وهو لم يعد يتوافق مع المستجدات الراهنة ، لا من حيث المبتغى السياسي ولا من حيث القدرة على الاستقطاب الجماهيري ، وفي هذا الجانب هناك عدة اقتراحات : 1 أما أن يبقى اسم الحزب كما كان . 2 أو أن يصبح الحزب الوطني الكردي 3 أو اسم آخر
6- تعريف الحزب :
الحزب ( ) هو شكل للوجود المجتمعي الكردي في سوريا ، معناه التاريخي ونضاله الوطني وموضوعية وجوده قومياً وديمقراطياً ، تحدد ماهيته كمشروع سياسي لقومية تتعرض لشتى صنوف الصهر والقمع والتذويب الشوفيني ، كما وتتحدد أهمية وجوده تاريخياً ، من قدرته على تحديد هويته الديمقراطية ، وطرح مواقفه تجاه مجمل القضايا القومية الكردية أو الوطنية السورية ، وبالتالي تجدده الدائم وامتلاكه للقدرة على تقييم مساره وتحديث آليات عمله النضالية للدفاع عن قضية شعبنا الوطنية . وهو حزب سلمي البناء والأسلوب ، ليبرالي التوجه ، يعتمد في بنائه حرية الرأي ، وديمقراطية الموقف والممارسة ، وفي فعله العملي ، السياسي والثقافي والاجتماعي ، على عمل مؤسساتي متنوع ومتعدد في إطار القاسم المشترك الاعظمي لجميع الأعضاء ، من حيث نوع من اللامركزية في اتخاذ القرار ، بالاستناد على الإرث النضالي القومي للشعب الكردي ومصلحته الوطنية ، كمكون فاعل في المجتمع السوري ، والنابع من كون سوريا بلد متعدد القوميات والحضارات، وهو ما يؤهل هذا التراث الحضاري ليكون منطلقاً وأرضية لتعايش أبناء هذا الوطن على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، في إطار الانتماء السوري والمصلحة المشتركة.
7- منطلقات الحزب : - الحزب ( ) ، هو فصيل ديمقراطي من الحركة القومية الكردية في سوريا ، وجزء من الحركة الوطنية السورية ، يناضل من اجل رفع الغبن عن كاهل الشعب الكردي ، وتحقيق طموحاته وأهدافه القومية الديمقراطية والوطنية ، ويستند في نضاله السياسي السلمي على القاعدة الجماهيرية بأوسع قطاعاتها وفئاتها وشرائحها الاجتماعية ويسعى لتحقيق التوازن بين الأهداف القومية والمصالح الوطنية في البلاد . - يتركز محور نضال الحزب على المسألة القومية الكردية، والتي تشكل جزءاً وموضوعاً من القضية الواحدة في عموم أجزاء كردستان، تؤثر فيها وتتأثر بها . - يتخذ الحزب أسلوب النضال السياسي والجماهيري والديمقراطي سبيلاً لتحقيق أهدافه ومهامه . - ينطلق الحزب في مهامه من كون القضية الكردية في سوريا جزءاً لا يتجزأ من القضية الديمقراطية والوطنية العامة في البلاد ، وحلها يشكل عامل قوة ووحدة وتقدم . وهو يناضل على قاعدة تغليب الأساسي على الثانوي ، وربط الخاص بالعام ، والتوازن بين انتماء الشعب الكردي الوطني والقومي بشكل دقيق وموضوعي . - يعتبر الحزب نفسه فصيلاً من الحركة التحررية الكردستانية المناهضة لمختلف سياسات أعداء الحرية والتقدم والسلام . - يقف الحزب ضد كافة أشكال الضعف والانقسام في الصف الكردي، ويسعى بجدية ومسؤولية إلى تحقيق وحدة الحركة الوطنية الكردية في سوريا من خلال طرح سياسي بناء ومتبلور، يأخذ بعين الاعتبار كل إرهاصات الوضع الكردي ، وآفاق المرحلة السياسية الراهنة والمستقبلية . - يدين الحزب كافة أشكال الاستغلال والاضطهاد والتمييز على أي أساس كان ، ويقف في وجه مختلف السياسات العدوانية والشوفينية ، والحركات الرجعية ، وأعداء الحرية والديمقراطية والتقدم والسلام . - أن الشعب الكردي في سوريا ، شعب أصيل يقيم على أرضه وفي وطنه بالتعايش والتجاور مع الشعب العربي وبقية القوميات ، ممن جمعهم التاريخ والجغرافيا ، ووحد بينهم الوطن الواحد والمصلحة المشتركة . - أن الشعب الكردي في سوريا جزء من شعب كردستاني ، قسم وطنه بموجب اتفاقيات استعمارية إلى أربعة أجزاء ضم جزء منها إلى سوريا الحديثة إبان الوجود الفرنسي ، وهذا ما يرسخ انتماءان وطني سوري ، وقومي كردستاني ، كل منهما له تبعاته وتداعياته ، وبالتالي استحقاقاته التي تتحدد وفق ظروف كل جزء ومصلحة شعبه . - أن الشعب الكردي في سوريا جزء من الكل السوري ، من حيث المواطنة والحق والواجب ، بما يجسد منعة الوطن المشترك وقدرته على التطور الحضاري، المدني، في إطار دولة حق وقانون ، وعلى أرضية سوريا لكل السوريين . وبالتالي، فإن المسألة الكردية في سوريا، هي جزء من المسألة الديمقراطية، وقضية من قضايا حقوق الإنسان، وهي قضية وطنية عامة، لها جانبها القومي الخاص، والمفترض أن يكون محتضناً في الجانب الوطني العام، وبالتالي فهي تهم الأغلبية بذات المقدار الذي تهم فيه أبناء الشعب الكردي في سوريا . - التموقع الموضوعي بين الهوية الوطنية السورية ومكوناتها ، وبين الهوية السياسية/الثقافية للشعب الكردي كجزء لا يتجزأ من تلك المكونات بعيدا عن كل ما يثير العصبية والرأي الواحد وإنكار الآخر المتمايز والمختلف قوميا أو فكريا . - أن السياسة الشوفينية والعنصرية، التي اتبعت في التعامل مع المسالة الكردية في سوريا، من جهة، وحالة التشظي المفرطة كردياً من جهة ثانية، بات بفضل تداعيات التغيير، حقيقة ملموسة لم يعد السكوت أو التغاضي عنها مجدياً، وهو ما يفترض حركة وطنية ، قوامها الديمقراطية وبنائها إصلاحي ذو أفق علماني ومرتكزات مدنية ، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، وما تتطلبه من إجراءات وإصلاحات لتجسيد الحضور الإنساني الجمعي الكردي في سوريا ، وقدرة هذا الحضور على التعاطي والتعاون بكل المكونات الثقافية والتمايزات القومية والأثنية السورية ، وتآلفها ضمن إطار سوريا كوطن مشترك لكل أبنائه . - الانطلاق من أن الثقافة هي نتاج الوعي الإنساني ، وهي مجموعة قيم وقواعد سلوكية ، تنظم السلوك السياسي ومقياس لتطوره ، فما من موقف سياسي، ألا ويعبر عن سلوك ثقافي يتحدد بدرجة قدرته على فهم الظاهرة وآلية العمل في سبيل إصلاحها، وهي المعيار المحدد لإعادة إنتاج أسس سليمة للخطاب الكردي في سوريا بكل جوانبه الإنسانية وركائزه التي لا نجد بديلا لهما سوى في العدالة والحرية، ولذلك فنحن نعتبر أن بداية تجسيد الهوية الوطنية (السياسية والثقافية ) للشعب الكردي في سوريا بكل زهائها وقدرتها على التعايش والتطور، يتطلب بناء عقلاني الهدف، وسلمي السلوك والأسلوب، وهو ما ينتج خطاباً متوافق مع التراث الثقافي الكردي، ومجسد للوجود الإنساني الساعي إلى تحقيق ذاته الفاعلة، وتثبيتها في مسار التاريخ الفعلي وليس الافتراضي! - تحقيق خصوصية الهوية الوطنية لشعبنا الكردي بكل مكوناتها المعبرة عن تاريخية الوجود من جهة، وعن قدرتها على العيش وصنع التاريخ من جهة أخرى . - يؤمن ويمارس الحزب ( ) الديمقراطية الداخلية، سواء في علاقات أعضائه مع بعضهم البعض، أو في علاقتهم بجماهير الشعب الكردي، أو في العلاقة مع القوى الأخرى، وهذه الديمقراطية في حياة الحزب الداخلية ليس فقط لتنفيذ السياسات الحزبية، وإنما لإنتاج هذه السياسات وتصحيح مسارها وتغيير غير الفاعل منها . - يضمن الحزب ( ) الاختلافات السياسية داخل الحزب نفسه ، بحكم أنها أحد أهم ضرورات التقدم الاجتماعي ، على أن تمتلك تلك الاختلافات ، تعبيرات ديمقراطية داخل الحزب ووفقا لقوانينه الداخلية ، من حيث الأيمان بان التباين والاختلاف الديمقراطي قوة محركة للحزب ، ودافعا فاعلا لتطور أعضائه المعرفي والسياسي ، وبالتالي امتلاك ديناميكية التطور والتغير الداخلية . - يرفض الحزب ( ) وحدانية التمثيل ، ويعتبرها قضية تجاوزها الزمن ، فهناك الكثير من محددات الوجود المجتمعي متجاورة ، وكل منها له رؤيته الخاصة ، بمعنى انه هناك رؤى سياسية متشابكة في المجتمع ، وتتحدد مصداقيتها من قدرتها على التآلف وقبول الآخر كما هو ، وبالتالي فالحزب يعتبر عقلية النفي والإقصاء ، عقلية مؤسسة للثقافة الفردية والدكتاتورية . - يعتمد الحزب ( ) مبدأ الشفافية في علاقاته السياسية ، وفي مجمل نشاطاته وفعله السياسي ، ويسعى لأن تكون هذه العلاقات والرؤى في متناول أي حلقة نقاشية داخلية أو شعبية . - يؤمن الحزب ( ) بالعمل المؤسساتي والتخصصي سواء في المجال السياسي أو الثقافي أو الإعلامي أو الاجتماعي أو في مجال الدفاع عن حق المرأة الكردية ، أو في مجال الشباب واهتماماتهم . - أن الحزب ( ) يدعم ويساند نضال الشعب الكردي في كل أجزاء كردستان الأخرى ، من اجل نيل حقوقه القومية المشروعة ، وفق الشكل الديمقراطي المستند إلى مبدأ حق تقرير المصير والشرعة الدولية ، والعهود الدولية التي تصون حق الإنسان في العيش بحرية وسلام ، عبر ما يختاره الشعب الكردي من أشكال للتعايش مع الشعوب العربية والفارسية والتركية وبما يتوافق مع مطالبه ووجوده التاريخي وشروط نضاله الديمقراطي . - انطلاقا من إيمان الحزب ( ) بالليبرالية، فإنه يؤمن باقتصاد السوق والانفتاح الاقتصادي ، وضرورة الفصل ما بين الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ، وإيجاد آليات خاصة لمعالجة المشكلات الاجتماعية بعيدا عن الهيكل الإنتاجي
8- أهداف الحزب :
أن الحزب ( ) هو أداة نضالية أوجدتها الحاجة الموضوعية، وهو في تاريخه الطويل ومنذ تأسيسه في عام 1957، كان على الدوام يناضل قدر استطاعته في الدفاع عن حق الكرد في تقرير مصيرهم ، وقدم من اجل ذلك تضحيات جسام، وكان له في كل منعطف سياسي، رؤى وطنية تنطلق من مواكبته للمتغيرات العامة والخاصة ، وكانت على الدوام محاوره النضالية تتجسد في ثلاثة محاور : 1. المحور القومي الكردي الخاص. 2. المحور الديمقراطي السوري . 3. المحور الكردستاني . وكان عبر محاوره الثلاث يرتكز إلى خطاب سياسي، وطني ، ديمقراطي، يعتبر الديمقراطية الرافعة والحلقة المركزية في جميع ميادين الحياة . وبما أن المرحلة التي نمر بها، تحمل في أحشاءها الكثير من مخاضات التغيير، التغيير الذي يحمله منطق الحياة نفسه، بغض النظر عن قرارات تغييرنا المتخذة من قبل الآخرين، ورغم الدعوات المتكررة منذ سنين بشأن برنامج إصلاحي سياسي وتحسين ظروف الحياة، فإن ما تحقق لا يتجاوز بضعة رتوش هنا وهناك، وبقيت المفاصل والركائز في حياة البلاد تعيد إنتاج ذاتها، سواء دورتها القمعية المتوافقة مع عقليتها الأمنية العنفية ، أو عقلية التأزيم ولعبة زرع التناقضات بين أبناء المجتمع الواحد . من هنا نعتقد بأن مجمل المشاريع الإصلاحية الرسمية ( الاقتصادية منها والإدارية ) قد وصلت إلى مرحلة العقم، كون المناخ السائد في البلد، وشكل إدارة السلطة للأزمات الداخلية، وتعاملها مع طاقات المجتمع تفتقد إلى أدنى مستلزماتها، والتي تتجسد أولاً وأخيراً في الديمقراطية والتعددية السياسية والاقتصادية والانفتاح على الشارع، وبالتالي يتوجب على المؤمنين بالإصلاح في السلطة، امتلاك القدرة على الاعتراف بأن الإصلاح السياسي هو ركيزة ومنطلق أي إصلاح، وهذا يحتاج إلى مبادرات واستراتيجيات تنهي بداية احتكار حزب البعث للسلطة والمجتمع، وذلك من خلال إعادة النظر في دستور البلاد وتغيره، بحيث يكون ملبياً لمفاهيم المرحلة، ومنسجماً مع واقع الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في البلد، ويقر بكل مكونات المجتمع السوري السياسية والقومية، على اختلافها، بل ويفتح لها المجال، من خلال سن قوانين جديدة تواكب روح العصر ومفاهيم الحرية والتعددية، كي تساهم في بناء مجتمعها وإخراجه من المأزق الذي أوصلته إليه عقلية الحزب الواحد . إن ما يحدد ماهية ومصداقية أي حزب سياسي، هو ممارسته السياسية، وبالتالي أن تكون الممارسة العملية، منعكساً لمهامه وأهدافه، التي تعبر عن أولويات وجوده، وهذه الممارسة السياسية التي غابت بشكل أو بآخر، ونتيجة للعديد من العوامل والظروف، سواء منها المتعلق بقمع السلطة وتغييب الديمقراطية، أو المتعلق بالعامل الذاتي الكردي المنهك، والذي أبدع انشطارات متنوعة، ساهمت في زرع النشاط الحزبي بديلاً عن النشاط السياسي . ويتجلى الإرباك الحزبي في مجمل العمل السياسي الكردي، سواءً من حيث عدم القدرة على تفهم طبيعة المرحلة السياسية، أو عدم الاستجابة لإرادة شعبنا الواعية في أن يعيش في وطن لا ظالم فيه ولا مظلوم . وقد ترسخ هذا الإرباك وبدا جلياً أكثر فأكثر ، بصدد المعطيات النضالية التي أوجدتها انتفاضة شعبنا، وعدم القدرة على استيعاب معطياتها كحالة نضالية جديدة ، بدلت عملياً وسياسياً ، قومياً وديمقراطياً ، من الموقع النضالي الكردي في فضاء العمل السياسي السوري، وكموقع نضالي مختلف جوهرياً عن ما سبق . وبناء عليه، نحن كحزب ( ) سياسي يمتلك ديناميكية التغيير، نعترف بهذا الإرباك والقصور الواضح، ونسعى بالتعاون مع كافة الشرائح والفعاليات الوطنية الكردية، إلى تجسيد متطلبات المرحلة النضالية، الوطنية والديمقراطية، التي نمر بها، عبر تغيير حزبي وسياسي، يستجيب لمعطيات المرحلة من جهة، ويجسد حقيقة التنوع والوحدة في الحزب الواحد من جهة أخرى . بمعنى أن تداعيات المرحلة واستحقاقاتها، إضافةً إلى ما تمخض عن انتفاضة شعبنا من نتائج وتضحيات، وترافقاً مع حالة الإرباك الحزبي، تعلن وبكل وضوح عن ضرورة إجراء تغيير شامل في بنية وفكر وأهداف مجمل الفصائل الكردية ، فقد وجبت هذه العوامل ردم الهوة الاجتماعية، هوة الاغتراب الاجتماعي بين الحركة وجماهيرها، وهي التي تكونت بنتيجة التشرذم وضعف الفعالية النضالية، فمثلما نطالب بالإصلاح السياسي في سوريا، يجب أن نسعى إلى إصلاح أنفسنا وقبول ما نطالب به وتطبيقه على ذواتنا، والإصلاح الذي نريده ونعنيه، يحتاج إلى إرادة وجرأة ونقد ذاتي جارح، يؤسس لفكر سياسي جديد، تكون الممارسة الميدانية ضابطه الوحيد . واستناداً إلى ما سبق ذكره ، فان الحزب يسعى إلى تحقيق الأهداف التالية : - إعادة النظر في الدستور، وتعديله بحيث يكون ملبياً للمكون المجتمعي السوري، يضمن حرية وحق المواطن في التعبير والتظاهر، والمشاركة بالشأن العام، واحترام كرامته الإنسانية، وذلك من خلال الاعتراف بالتعددية القومية والسياسية والاقتصادية والثقافية، من خلال سن قوانين تنظم الحياة السياسية والحزبية والاقتصادية، واعتبار الشعب الكردي القومية الثانية في البلاد، والإقرار بحقه في التمتع بحقوقه وواجباته الوطنية في سوريا. بما فيها إقرار التعلم والتعليم باللغة الكردية كلغة وطنية ثانية، وفتح مدارس نظامية في المناطق الكردية، وإحياء تراثه وثقافته، بما يتلاءم مع شخصيته القومية المميزة، وحرية تشكيله لتعبيراته السياسة والثقافية، لتكون رافداً من روافد العمل الوطني والديمقراطي . وما يستوجب ذلك من إلغاء الأحكام العرفية، وكل الأحكام الاستثنائية الجائرة والقوانين الفوق دستورية، ورفع حالة الطوارئ. - النضال من أجل الديمقراطية في البلاد، وتعزيز الوضع الداخلي، من خلال إشاعة الحريات العامة، وإطلاق سراح سجناء الرأي والضمير وإعادة الحقوق المدنية للمجردين منها والعفو العام عن المنفيين وضمان عودتهم . - ترسيخ حق المواطنة المنصوص عنه في كل المواثيق والعهود الدولية . - إعادة الهوية السورية للأكراد المجردين منها، وإلغاء كل قوانين الصهر والتمييز القومي وتصحيح نتائجها، وتعويض المتضررين منها . - تكريس الانتماء السوري في الوعي والسلوك الكردي، ونشر ثقافة سياسية سورية جديدة يتم فيها تصحيح ما زرع خلال العهود الطويلة من الاستبداد السياسي النافي للوجود الإنساني الكردي، وإعادة تمتين الروابط الأخوية بين كل فئات وآثنيات المجتمع السوري، والتي تبعثرت بحكم الممارسة والسلوك العنفي والعقلية الأمنية الحلول والمنافية للإنسانية في التعامل مع الوجود القومي الكردي في سوريا . - المساهمة في إحياء المجتمع السوري ومن ضمنه المناطق الكردية، وإعادة تأهيلها وتفعيل نشاطها، عبر المشاركة في تشكيل منظمات أطر أهلية، ذات الطابع السياسي والثقافي والتعاوني المشترك . - أن الحزب ( ) يعتبر أن من حق الشعب الكردي في سوريا، وكجزء من حقه في تقرير مصيره بنفسه، التمتع في إدارة المناطق الكردية عبر انتخابات ديمقراطية تداولية ، يكون فيها صندوق الاقتراع هو الناظم للتداول في الإدارة . - أن الحزب ( ) يسعى إلى تأسيس استراتيجية جديدة لسياسة التحالفات، على أرضية أن أي تحالف، هو تحالف سياسي، لا قدسية له، بل يجب أن تبنى التحالفات على قواعد عملية، قواسمها المشتركة، هي الفعل السياسي والمجتمعي المشترك . وفي هذا الصدد يؤمن الحزب ( ) بضرورة تجاوز الأطر الراهنة المبنية وفق معطيات وركائز أسقطتها تداعيات التغيير، ومن الواجب الوطني السعي لبناء تحالفات سياسية بعيدة عن عقلية الاصطفاف، وإنما وفق ما استجد من تبعات نضالية، من حيث أن أي إطار تتحدد أهميته من انسجامه مع الهم القومي، وقدرته على تبني الفعل السياسي العملي دفاعاً عن ذاك الهم، فلا قيمة لإطار يكون بناءه من أجل الإطار فقط . - يناضل الحزب من أجل تحرير المرآة الكردية ودفعها إلى ممارسة دورها المجتمعي ، عبر فسح المجال لها في العمل والعلم والسياسة . - يعمل الحزب من اجل إرساء أسس ونواظم، حضارية توافقية، تشاركية، تستند إلى ثنائية الحق والواجب، وسوريا لكل السوريين، عبر روابط جدلية فيما بين الخاص والعام، في إطار دولة قانونية، تعددية، تستجيب لمتطلبات العصر وتفخر بتمازج وتفاعل حضاراتها . - أن الحزب ( ) يقف بكل وضوح وعلنية إلى جانب المنظمات الأهلية، والقوى الديمقراطية السورية الأخرى، ومنظمات حقوق الإنسان بكل تنوعاتها، تكاتفاً وتضامناً، في نضالها من أجل بناء المجتمع السوري والنهوض به، والحزب يسعى بالتكافل والتلاحم مع كل القوى الديمقراطية والوطنية السورية، إلى بناء مجتمع تعددي يفخر بعمق ثقافته الإنسانية، والتي هي مزيج متجانس ومتفاعل من مجمل أطيافه وتلاوينه ، بعيداً عن التمفرد ، ورفض الآخر بسبب الرأي أو العقيدة أو القومية . - أن الحزب ( ) يعمل من أجل تفعيل بنى المجتمع السوري وتقوية لحمته الوطنية وخلق مرتكزات المقاومة المدنية، لكل أنواع الاختراقات الخارجية من جهة، وإيجاد آليات نضالية جديدة من جهة أخرى، تستعاد عبرها الأرض السورية المحتلة، عبر مفاعيل مجتمعية تؤسس لإطلاق طاقات شعبية، وطنية، تكون مصدراً لقوة وحيوية المجتمع ومرتكزاً لمقاومة محاولات الهيمنة وطمس إرادة الشعوب . - أن الحزب ( ) يؤمن بضرورة إجراء إصلاح اقتصادي جذري يستهدف تحرير الاقتصاد وتفعيل السوق كآلية أساسية لاتخاذ القرار الاقتصادي وتسيير الشأن الاقتصادي، والعمل من أجل الانضمام إلى المنظمات الاقتصادية العالمية كمنظمة التجارة العالمية بغرض الاستفادة من مزاياها , مع ضرورة نشر ثقافة احترام راس المال(وليس المال) والاستثمار والسوق باعتبارها آليات اقتصادية ضرورية للاقتصاد الوطني في تنميته, والنظر إلى رأس المال كمورد وطني نادر وثمين يجب المحافظة عليه وتنميته، ونشر ثقافة احترام العمل. ذلك على المستوى الشعبي والنخبوي. - تعزيز البناء التنظيمي ، وترسيخه حسب برنامج واضح يلبي احتياجات وشروط مرحلة النضال الوطني الديمقراطي والتحرر القومي . - تعزيز المفاهيم الوطنية والقومية والديمقراطية لدى أعضاء الحزب، وتوسيع دوره الجماهيري وتقوية الصلات معها والإصغاء إلى مطاليبها . - إصلاح النظام التعليمي والتربوي ، وتطوير المناهج التعليمية والتربوية بحيث يجري استيعاب الثقافة الكردية والتاريخ الكردي الخاص والمشترك مع التاريخ العربي الإسلامي . - تطوير العلاقات النضالية مع القوى والفصائل الوطنية والديمقراطية العربية والتركية والإيرانية ، وتعزيز الروابط والصلات معها في إطار من التآخي القومي والاتحاد الاختياري - التوجه بإطار موحد وبإرادة موحدة، ومطالب واضحة للشعب الكردي إلى قوى التحرر والديمقراطية والسلام، وكافة المنظمات الإنسانية، وإيصال القضية الكردية إلى المستوى الدولي بعيداً عن التجزيء والاتكال . - بناء العلاقات النضالية مع قوى الحرية والديمقراطية والسلم في العالم ، ودعم الجهود المبذولة من أجل صيانة السلم العالمي ، وبناء نظام عالمي جديد أساسه العدل والحرية والسلام.
#حزب_الاتحاد_الشعبي_الكردي_في_سوريا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو مراجعة نقدية .. أفكار مطروحة للنقاش
-
وماذا بعد » التهدئة « .. ؟. *
-
رسالة إلى الشارع السوري ..فليكف المزاودون عن المتاجرة
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|