أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جهاد علاونه - أكلت نصيبي














المزيد.....

أكلت نصيبي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3170 - 2010 / 10 / 30 - 17:21
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كنت زمان وأنا صغير أسمع كبار السن يقولون (أكلنا نصيبنا) وكنت أقول شو معنى هذا الكلام, واليوم فقط تبين لي معنا هذا الكلام حين نظرت ورائي .

لو كان الإنسان حيوان (مُجتر-مشتر) يشتر الذكريات لقمتُ أنا باجترار ذكرياتي ولأصلحتُ كثيرا من الأمور التي فاتتني جدا في حياتي أن أصلحها وأهم شيء لأصلحتُ نفسي ,ولكن الإنسان هكذا هو لا يستطيع اجترار(اشترار) إلا الصور والذكريات للبكاء على الأطلال وللحزن الشديد عندما يتذكر صورة ما من الصور فيغرس رأسه في المخدة لينام على أحلام مؤلمه بالتغيير والآن سأعترف بعدم قدرتي على المطالبة بتغيير الماضي أو بحقوقي كإنسان لأنني كما فهمت من الناس قد أخذتُ من الدنيا نصيبي أو كما يقولون (أكلت اللي فيه النصيب) فأنا أكلت نصيبي وكلشي بالدنيا نصيب وكل شيء مكتوب في كتاب لا يظلُ ربي ولا ينسى, أنا خلص أنهيت أربعة عقود من حياتي كما ينبغي لي أن أنهيها عشتها كلها في شقاء وتعب ولم يكن نصيبي يسمح لي بأن أعيش طفلا أو بأن أعيش طفولتي بكاملها وها أنا قد بلغت على الأربعين وما زلت أشعرُ بنقص عامٍ في أطراف طفولتي, ومررتُ بمرحلة المراهقة ولكنني لم أعش مراهقا في حياتي فقد كانت ظروفي تجبرني بأن لا أكون مراهقا أو جاهلا, هكذا سمح لي نصيبي وهكذا أفهموني منذ طفولتي بأن أكبر وأكبر وأكبُر لأن أمي المسكينة كانت تريدني أن أصبح رجلاً بسرعة مثل طبخة سريعة جدا , أنا الآن أعاني من كل شيء وأهم ذلك أنني أعاني من نصيبي, عشت حياتي كورقة يانصيب خسرانه كنت في كل مره أشتري الورقة الخاسرة ولم يكتب لي أن اشتريت ورقة رابحة, كانت الورقة الرابحة بيد من عاشوا طفولتهم وشبابهم وهم مراهقون, أنا لم أكن أفهم في أي يوم من الأيام معنى مصطلح (ولد مراهق) وقد كنت وأنا في سن المراهقة أفتش عن الشاب أو الولد المراهق لأراه كيف يكون وكيف يراهق وحين كنتُ أرى مراهقاً يراهق كان أهلي يزدرونه بكلمة جاهل ويأمروني بالابتعاد عنه بتاتا وكنتُ فعلاً أبتعد عن المراهق وأترفع عنه وبنفس الوقت كان بنفسي أن أعيش مثله مراهقا وجاهلاً ولكن لم يحصل ذلك وكل شيء في الدنيا نصيب وأنا خلص أكلت نصيبي, ولم أر في حياتي المراهقة وهذا للأسف محزن جدا أن لا أكون مراهقا في الوقت الذي تعتبرُ فيه المراهقة مرحلة إلزامية للنمو فحتى ننموا بعقلية سليمة يجب علينا في البداية أن نعيش مع أنفسنا حياة المراهقة.

كانت الحياة بالنسبة لي مزيجا من التعب والتفكير وأينما ذهبت لا بد وأن اشعر بالتعب لذلك نبتت في رأسي شُعيرات بيضاء وأنا في سن ال 18 سنة أو 19-20 والمهم أنني في تلك الفترة يجب أن ألاحظ على شعر رأسي الجِل أو قصة الأسد أو قصة دَلَس ولكنني كنتُ أشاهد الشُعيرات البيضاء بدل الإكسسوارات وأشرطة الفيديو واللعب بالألعاب الإلكترونية والمهم يا ساده يا كرام أننا قد كبرنا قبل أواننا ومعادنا ,ونضجتُ بسرعةٍ مثل حبة تين قد نضجت قبل أن يأتي عليها فصل الصيف بحرارته الملتهبة وأصبح عمري سنة 1989م تقريبا 30 سنة أي أنني في ذلك السن كنتُ أعيش حياة شاب يبلغ من العمر 30 سنة, وحين أصبحت بسن الثلاثين سنة كنت أعيش حياة شاب بعمر الأربعين سنة, واليوم عمري أربعون عاما وها أنا أعيش حياة رجل في مقتبل الستين من عمره, رضيا بنصيبه وقبل ببخته وبحظه وبحياته ويعيش من أجل أن يكتمل نصيبه أو من أجل الاهتمام بأشياء ثانوية لا يهتم بها من هم في عمري.

بصراحة؟ خلص راحت علينا وأكلنا من الدنيا اللي فيه النصيب وفاتنا قيطار العمر وشفنا اللي شفناه وأكلنا اللي أكلناه وتمتعنا باللي تمتعنا به والآن ننتظر القافلة التي ستأت لتأخذنا إلى آخر المشوار.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقوا نظارتي
- أنا المستفيد من تخلف المرأة
- هزي يا نواعم
- وسام الحمير من الدرجة الأولى
- أمي توصيني على الحكومه
- متى سنصبح مثل العالم والناس؟
- الحلم الوردي
- المرأة هي المجتمع المدني
- أول إنجيلٍ قرأته
- علي بابا والأربعين حرامي
- مشغول جدا
- ارضاع الكبير
- أحلمُ بالتغيير
- أدعية شرانية
- أطالب بعودة الاستعمار
- الحاكم والجلاد
- احتفظ بنصائحك لنفسك
- باب النجار إمخلّع
- انسوني يا أصدقائي
- الغريب


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جهاد علاونه - أكلت نصيبي