هل تحققت وعود أوباما الانتخابية؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 17:17
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

توجد فى الولايات المتحدة الأمريكية مؤسسات تتبع وترصد الوعود الانتخابية المحلية والبرلمانية والرئاسية للوقوف على مدى التزام المرشحين بتنفيذها بعد الفوز فى الانتخابات. فالرئيس الأمريكى أوباما تقدم بعدة وعود (أكثر من 500 وعد) أثناء حملته الانتخابية فى عام 2008م وأكد أنه سوف يعمل على تنفيذها فى حالة الفوز بمقعد الرئاسة. لقد تتبعت مؤسسة بوليتيفاكت الحائزة على جائزة بوليتزر الشهيرة فى عام 2009م أداء الرئيس الأمريكى أوباما منذ توليه الرئاسة فى 20 يناير 2009م حيث توصلت إلى أن الرئيس الأمريكى أوفى بوعوده فى 122 حالة ونقضها فى 22 حالة وأجلها لحين إشعار آخر فى 82 حالة ومازالت أمامه الفرصة للوفاء ب236 وعد انتخابى. من المؤكد أن الناخب الأمريكى لا ينسى وعود المرشحين وسوف يبدأ المحاسبة فى انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ التى تبدأ فى 2 نوفمبر القادم حيث ستدور المنافسة على 37 مقعدا من إجمالى 100 مقعد.

من المعروف أن أوباما أصدر أكثر من خمسمائة وعد انتخابى خلال حملته الانتخابية، من بينها وعدا بحل المشكلة الفلسطينية. وفى نظر الجماهير العربية فإن أوباما ذا الأصول الإسلامية قد فشل فى تقديم يد العون لشعب مسلم يعانى من القهر والاحتلال منذ أكثر من ستين عاما. لعل أوباما نجح فى الوفاء ببعض الوعود التى قطعها على نفسه واستطاع أن يضع حلولا للمشكلات المختلفة التى تؤرق الأمريكيين. وهذا ربما يفسر سر تمحور معظم هذه الوعود حول الأمور التى تهم الناخب الأمريكى. وحتى وعوده السياسية كانت فى مجملها ذات صلة بحياة المواطن الذى ينتابه قلق من أمن أبنائه الذين يعملون فى الجيش الأمريكى. أما الأمور التى تتعلق بمستقبل شعوب العالم الثالث فقد أرجأها الرئيس أوباما حتى الفوز بالولاية الثانية فى عام 2013م.

دعنا نلقى الضوء على بعض الوعود التى أنجزها أوباما بعد مرور سنتين على توليه رئاسة أكبر وأقوى دولة على وجه الأرض. من البديهى أن تصب هذه الوعود فى مصلحة المواطن الأمريكى كالتأمين الصحى والأمور الاقتصادية والأمور الاجتماعية والأمور العلمية. سوف نتناول فى هذا المقال الوعود الخاصة بالتأمين الصحى والأمور الاقتصادية على أمل أن نستكمل بقية الوعود فى مقال لاحق.

التأمين الصحى
1. وعد بإلغاء ثغرة فى التأمين الدوائى تحصر الاستحقاق على من يحصلون على أدوية تزيد قيمتها عن 2250 دولارا وتقل عن 5100 دولار. وبالفعل فإن شركات الأدوية تستعد لتخفيض أسعار الأدوية للمستحقين فى 2011م.
2. قطع وعدا بإجبار شركات التأمين الصحى بتغطية الحالات المرضية السابقة للتأمين. فى 23 مارس 2010م أصدر قانونا يلزم شركات التأمين بتغطية جميع الحالات.
3. أطلق وعدا بتوفير التأمين الصحى للأطفال من خلال الخطط التأمينية لوالديهم. وبالفعل أوفى بوعده حيث أصدر قانونا يشير إلى أن الغطاء التأمينى للأطفال يمتد حتى سن 26.
4. وعد بمطالبة المؤسسات التجارية والصناعية الكبرى للمساهمة فى خطة قومية للصحة. وبالفعل صدر قانون يفرض غرامة على الشركات غير الملتزمة.

الأمور الاقتصادية
1. أطلق وعدا على نفسه بتقديم التمويل اللازم للصناعات المتقدمة للاستثمار فى عمليات تصنيع منتجات حديثة مما يوفر وظائف عمل. وفى الخامس من أغسطس الماضى أعلن البيت الأبيض توفير 2 مليار و400 مليون دولار لدعم الصناعات التكنولوجية.
2. أكد على توفير رأس المال اللازم لدعم الأعمال الصغيرة التى يديرها مواطنون من الأقليات بحيث يتمكن أصحاب هذه الأعمال من الحصول على قروض. وبالفعل أعلنت إدارة دعم الصناعات الصغيرة تقديم دعم مالى قدره 14 مليارا و700 مليون دولار قروضا لتشجيع الصناعات الصغيرة وذلك بدءا من 13 نوفمبر 2009م.
3. وعد بتأسيس قانون لحماية حقوق حاملى بطاقات الائتمان بحيث لا تفرض فوائد على المصروفات وكذلك منع زيادة معدلات الائتمان إذا تعثر العميل عن الوفاء بالتزاماته تجاه دائن آخر. من المؤكد أن القانون الذى وقعه فى 22 مايو 2009م يفى بهذا الوعد.
4. تحدث عن تقديم الإعفاء الضريبى للأسر غير القادرة على دفع مقررات التأمين. لا شك أن القرار الذى صدر فى 23 مارس 2010م يحقق هذا الهدف.
5. أكد أنه سوف يشجع إقامة بنوك الماء ومعالجة المياه لمواجهة نقص المياه فى الغرب الأمريكى. ولتشجيع هذه المبادرة فقد تم تخصيص 175 مليون دولار. ويعتبر هذا المبلغ كافيا لمعالجة وتدوير مياه هذه المنطقة التى تعانى من النقص والندرة.
6. أطلق وعدا بزيادة الدعم المالى للمنتزهات العامة والغابات. وبالفعل استصدر قانونا فى 30 أكتوبر 2010م يتضمن هذا الدعم.

#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات