أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد عائل فقيهي - العرب وقراءة التنوير الأوروبي














المزيد.....

العرب وقراءة التنوير الأوروبي


احمد عائل فقيهي

الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 16:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من الأسئلة الحارقة والمؤرقة التي أجدني أمامها دائما، ولا أجد لها في الغالب جوابا: كيف يمكن للعرب والمسلمين أن يخرجوا من هذا المأزق والانسداد الحضاري والتاريخي الذي هم فيه؟
ولأن السؤال ينبغي فهمه في سياق معرفي شامل، سياسي وثقافي واقتصادي وعلمي وفكري، كان لزاما أيضا أن يضيء الجواب على هذا السؤال، بوصفه مفتاح الدخول إلى فهم مأساة الواقع العربي، بحل العراقيل والعقبات التي تحول دون دخول العرب والمسلمين في فضاء التقدم العلمي والإبداعي، وهذه الثورة المعرفية التي لا وجود للعرب والمسلمين في صناعة اليسير والبسيط منها، وليس لهم موقع في تغيير مسار هذا العالم الذي لا يعترف إلا بالأقوياء فقط، حيث القوة السياسية والعسكرية والثقافية والعلمية.
لكن، ما الذي جعل العرب والمسلمين في هذه الحالة المؤلمة والمؤسفة والواقع الأليم، استنادا إلى السؤال الذي طرحته في رأس ومقدمة هذا المقال.
ثمة من يرى أن وجود الكيان الإسرائيلي كمشروع صهيوني مزروع في المنطقة بمباركة أممية، بريطانية وأمريكية تحديدا، هو الذي أعاق تطور العرب والمسلمين، وجعل مشروع التنمية العربية يتناقص ويتراجع أمام المشروع الاستعماري الإسرائيلي المتصاعد، فيما يرى آخرون أن مفهوم الدولة بالمعنى الحقيقي لهذا المفهوم لم يتحقق وجوده أصلا في التربة العربية، بل إن مفاهيم ومصطلحات مثل الحرية والحداثة والليبرالية والعلمانية والمجتمع المدني والمواطنة وغيرها من المفاهيم والمصطلحات لم تتحقق وتتجسد على أرض الواقع، في ظل سطوة الثقافة القبائلية والعشائرية والعائلية، التي هي في الأصل ثقافة مضادة لقيم الدولة الحديثة والمجتمع الحديث.
من هنا يبرز في الحياة العربية والإسلامية هذا الصدام القائم بين القيم الحديثة والقيم التقليدية، بين ذهنية منفتحة على العالم بكل ثقافاته وتجلياته المختلفة وبين ذهنية معادية للانفتاح في المجتمع، الذي يستخدم في كل ثانية ودقيقة وساعة كل تقنيات وأجهزة الغرب، فيما هو يشتم ويلعن هذا الغرب الذي لا يقوى على مجاراته، ولا يستطيع مواجهته ومقاومته سياسيا وعسكريا وثقافيا وإعلاميا واقتصاديا، ولا الوصول إليه على المستوى العلمي والمعرفي إطلاقا.
إذن، كيف يمكن للعرب والمسلمين أن يحققوا ذلك المنجز الحضاري الذي يجعلهم في مقدمة الأمم والمجتمعات والخروج من هذا الانسداد الحضاري، كما هو تعبير الباحث والمثقف السوري هاشم صالح الذي يرى في كتابه المهم، والذي أدعو كل معني بفكرة التقدم والثقافة أن يقرأه ويتمعن فيه، وهو كتاب «مدخل إلى التنوير الأوروبي»، ليصل إلى حقيقة تقول إن مسألة التحرير العقلي والذاتي لا يمكن أن تتحقق للإنسان نفسه كتجربة وممارسة، كما حصل مع هاشم صالح، إلا إذا قرأ بعقل متحرر من فكر الخرافة حضارة المجتمعات الأوروبية، وكيف وصلت إلى هذه المرحلة التي هي عليها الآن، بعد أن خرجت من العصور المظلمة والظلامية بفضل الفكر اليوناني والحضارة العربية والإسلامية وبفعل فكر ابن رشد وغيره من العقول العربية العظيمة، إلى المرحلة التي صنع فيها العقل الأوروبي في الفلسلفة والفن والأدب والاجتماع والسياسة بناء أوروبا الحديثة.
إن الغرب لم يصل إلى ما وصل إليه هكذا اعتباطا، ولكن وصل إلى هذه المرحلة من التقدم العلمي والثقافي والاقتصادي وفي كل مجالات وتجليات الحياة بفعل إرادة الشعوب وإدارة الدولة، ومن خلال الإعلاء من قيمة الإنسان، وجعل هذا الإنسان يشعر بأهميته وإنسانيته وبأنه كائن قادر على صناعة المتغيرات ومواطن من حقه أن يقول لا في مواجهة من يقول نعم، ومن هنا يمكن القول إن قراءة التنوير الأوروبي واجبة على كل مثقف عربي ومثقفة عربية، وكل من يعي ضرورة التغيير إلى ما هو أفضل وإلى بناء مجتمع حديث يخرج من حسابات القبيلة وحسابات المذهب والعائلة في بناء المجتمع، ذلك المجتمع القائم على فكر مؤسساتي، لا المجتمع الذي يتقدم فيه انتماء القبيلة على انتماء الوطن، بحيث تتحول القبيلة تدريجيا إلى مشروع ضد مشروع الدولة الوطنية.
لا بد من قراءة فكر النهضة في أوروبا؛ لنرى كيف يمكن لنا الخروج من دوائر الانسداد الحضاري، لنقرأ مفكري وفلاسفة وفناني وسياسيي الغرب.. كيف صنعوا وصاغوا مفهوم الدولة والمجتمع والسياسة والفن والثقافة. كتاب «مدخل إلى التنوير الأوروبي» عمل ثقافي وفكري وفلسلفي جدير بالقرءاة والتأمل والاقتناء، ليس بوصفه كتابا فقط، ولكن الاقتناء والاعتناء بما حمل من بحث وقراءة للفكر الأوروبي، بوصفه كتابا اعتبره وأعده واحدا من أهم الكتب العربية على الإطلاق.
وهنا أقول: لا بد أن تتحقق لدينا مسألة الحرية العميقة وليس الحرية المبتذلة، والتي من أجلها يمكن الدخول إلى عصر التنوير العربي على غرار التنوير الأوروبي، وذلك بإعلاء قيمة العقل وفصل ما هو ديني وتقليدي عن ما هو سياسي.
والسؤال: هل يتحرر الإنسان العربي من قيود الفكر السائد وسلطة الماضي ليساهم في صناعة العالم الجديد، هل يخرج العرب ــ كما يقول هاشم صالح ــ من الانسداد التاريخي مستفيدين من قراءه وفهم التنوير الأوروبي.



#احمد_عائل_فقيهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة الهرم المقلوب في المجتمع
- محمد أركون .. وتفكيك اللا مفكر فيه
- هكذا تكلم نصر حامد أبوزيد
- ((القيمة)) .. في مواجهة «الجهل المؤسس»
- سواد مدجّج بالتآويل
- الانتصار على ذهنية المنع.. وثقافة الممانعة
- المجتمع .. وإرادة التغيير
- الجابري: مفكر النخبة.. ومثقف الجماهير
- المثقف العربي والمنفى
- القصيمي .. هل هو مفكر أم رجل غاضب ؟
- «التخلف» .. هل هو ظاهرة عربية ؟
- فؤاد زكريا..( العقلانية ) طريق لبناء المجتمع
- ليكن حوار المجتمع لا حوار النخبة
- الواحدة
- ثنائية الفساد والاستبداد
- تسطيح المعرفة ..وتسليع الإنسان
- بالمعرفة وحدها .. نواجه المستقبل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد عائل فقيهي - العرب وقراءة التنوير الأوروبي