أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أشرف عبد القادر - رفعت السعيد يرتفع و العوا يعوي مع الذئاب















المزيد.....

رفعت السعيد يرتفع و العوا يعوي مع الذئاب


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 09:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


رفعت السعيد يرتفع
و
العوا يعوى مع الذئاب
أشرف عبد القادر
هرم آخر يجب أن تضيفه مصر،مصر الفكر ومصر السياسة ومصر صحيح الدين، إلى أهراماتها الشامخة هو الدكتور المؤرخ والسياسي المحنك،حبيب مصر ومحامي العمال والمستضعفين في الأرض رفعت السعيد،قرأت حديثه في "وطني"فوجدته شخّص كطبيب بارع جروح مصر الحقيقية في كلمات معدودة عندما قال:"إن ما يحدث حالياً نتيجة تراكمات لسنوات مضت ساهمت فيها الحكومة بسياسات خاطئة وبإعلام غير مستنير وبمناهج تربوية فاشلة".
نعم هذه مفاتيح جروح مصر المفتوحة:سياسات خاطئة تصنعها العواطف والانفعالات وليس العلم.وإعلام ظلامي يطمس العقل ويقدس الخرافات والغيبيات ويثير الفتنة بين عنصري الأمة المصرية،وهما المسلمون والأقباط،ومناهج تعليمية فاشلة ،لا تعلم أبنائنا الفكر النقدي الذي يميز بين الغث والسمين،وبين الخرافة والعلم وبين التعايش السلمي والودي بين المسلمين والأقباط،وتزرع الفتنة الطائفية بينهم التي يشعل نارها المتأسلمون بالشائعات الكاذبة،والتهجم على عقائد الأقباط وحرمانهم من حقوقهم الأساسية كمواطنين مساوين لإخوانهم المسلمين في حقوق المواطنة وواجباتها، وهذه المناهج التعليمية والاجرامية تزرع في رؤوس صغار مصر ثقافة الكراهية بين عنصري الأمة بدلاً من تعليم عقلاني"ينشر ثقافة المواطنة بشكل صحيح".
يقول د. رفعت السعيد"وتغيير الجذور عبر تطوير التعليم،خاصة والتعليم الحالى يحقر الأخر [غير المسلم]وينشر التعصب والتشدد". وماذا عن المدرسة الأخرى وهي الإعلام:"لابد من تعديل الخطاب الإعلامي ليصبح أكثر استنارة". ويمضي د. رفعت السعيد في تشخيص جرح الإعلام المصري الذي انضافت إليه "الجزيرة" التي لا هم لها إلا نشر الفتنة بين المسلمين والأقباط في مصر فيقول:" مثل هذه الأجواء لا يمكن النظر إليها في لحظتها الحالية،وإنما هناك مناخ متراكم منذ سنوات أثمر في النهاية بظهور حالة من القلق المتبادل،ومع انتشار أفكار التطرف تصاعدت حدة الهجوم على الأقباط سواء كان ذلك عبر فضائيات"بير السلم"أو نتيجة سياسات خاطئة من الحكومة،وبعد ذلك ظهرت قنوات فضائية مسيحية مست العقيدة الإسلامية،وهو ما وصل إليه المجتمع الآن من التطاول على العقائد الإسلامية والمسيحية. وهناك تأثير سلبي لإحدى القنوات الفضائية العربية التي خلقت مناخاً من الحوار السيئ بين المثقفين والسياسيين في مصر،وهو ما أدى إلى تراجع ثقافة الحوار في المجتمع المصري(...)وبنفس الطريقة ظهرت قنوات فضائية دينية تحث على التطرف والتشدد،ولم يعد أحد يلجأ إلى التسامح الذي دعت إليه الأديان(...)وبالتالي بدأت حالات النهش في العقائد،وأصبح كل فرد يقول ما يريد على مثل هذه القنوات".
ثم ينتقل الطبيب البارع، طبيب الفكر والروح،د.رفعت السعيد إلى تشخيص جرح السياسة الخاطئة:" هناك ممارسات إدارية خاطئة لابد من تعديلها حيث السياسات الحالية تعوق وصول الأقباط إلى مناصب معينة، حيث يتعرضون للتهميش في مناصب مثل رؤساء الجامعات وعمداء الكليات،ويواجهون مزيداً من التعقيدات لبناء الكنائس أو ترميمها". لابد من حل المشكلات من الجذور حتى يكون الحل صحيحاً ودقيقاً". هكذا تكلم رفعت السعيد.فهل ستسمعه مصر الدولة؟ اللهم آمين.
تحدث رفعت السعيد عن أخطاء الحكومة المصرية وطالب بتصحيحها قبل فوات الأوان أي قبل يقظة الفتنة الطائفية لا قدر الله. لكنه عملاً بمبدأ "صديقك من صدقك لا من صدّقك" تناول أيضاً أخطاء إخواننا في الله والوطن الأقباط،وفي قضية حساسة في مجتمع تقليدي كمجتمعنا المصري مع الأسف وهي خطف الفتيات فسأل:البعض يرى أن اختفاء الفتيات القبطيات يشكل أبرز أسباب خروج الأقباط للتظاهر؟ فأجاب"ما يحدث لا يمكن أن نطلق عليه اختفاء،وإنما إغواء،فهناك فتاة تتعرض لمضايقات من قبل أسرتها أو لمشكلات شخصية ثم تتعرض للإغواء وتجد الحل في الخروج من أسرتها وتغيير دينها إذا تطلب الأمر،أو قيام البعض بمحاولة اصطياد فتاة وإلقاء الشباك حولها، ونظراً لصعوبة اعتراف الأسرة بترك الفتاة لهم فيخرج الأب أو الأم معلنين خطف فتاتهم،ويتعاطف البعض معهم ثم يقومون بالتظاهر من أجل عودتها،وهو ما يشعل الموقف في كثير من الأحيان،وسرعان ما تظهر الحقيقة بأن الفتاة تركت المنزل بإرادتها ومن ثم لا يمكن اعتبار الموضوع اختطاف خاصة أن الشاب أو الفتاة إذا كانوا أكثر 21سنة فلا يمكن إطلاق اختطاف على ما يتعرضون له،فهم ليسوا قاصرين ويملكون حرية الإرادة.أما في حالة وجود حالات اختفاء قسري بالفعل هنا الجريمة الحقيقية والقانون يعاقب على ذلك،ومن ثم لا تعميم مثل هذه الكلمات،وللعلم هناك مسلمون يتحولون للمسيحية ولكن في أغلب الأحيان لا يتم الإعلان عنهم".
نعم أصبت كبد الحقيقة يا ابن مصر البار،لأنك تتكلم مثل سعد زغلول"الدين لله والوطن للجميع "لنترك الأقباط يدخلون الإسلام،والمسلمون يدخلون المسيحية بكل حرية حتى تصبح مصر مجتمعاً حرا مفتوحاً ولا تبقى مجتمعاً مغلقاً،كما هي اليوم كما يشخصها د. رفعت السعيد:"الحديث عن الأسلمة والتنصير بشكل متكرر هو من سمات المجتمع المنغلق،والمجتمع المنفتح لا يفكر في هذا الأمر إطلاقاً ولا يشتغل بهذا الجزء مثلما يحدث في مصر حالياً".ألوف المسيحيين في الغرب يدخلون الإسلام،ومثلهم ألوف المسلمين يدخلون المسيحية،ولا أحد من أهل الغرب يستنكر ذلك باستثناء المتأسلمين الذين يسمون من دخل من المسلمين الي المسيحية بـ"المرتد"،وحتى في بعض البلدان الإسلامية مثل المغرب فإن المسلمين يدخلون فيها بكثرة إلى اليهودية والمسيحية ولا أحد ينبح عليهم إلا المتأسلمون.
بهذه الكلمات المضيئة والأفكار المستنيرة ارتفع د. رفعت السعيد إلى قمة هرم خوفو،وبالمقابل نزل المتأسلم سليم العوا إلى الحضيض عندما عوى مع الذئاب المتأسلمة محرضاً على الفتنة الطائفية بكذبة بحجم الهرم. كنت من الذين اعتقدوا أن المحامي محمد سليم العوا قائد إسلامي معتدل. لكن الحقيقة المرة أنه ليس "في القنافد المتأسلمة أملس"كلهم أجسامهم مغطاة بالأشواك ليس للدفاع كما تفعل القنافد الحقيقية، بل للبغي والعدوان.
لجأ العوا إلى سلاح الكذب فزعم أن "الكنيسة تخبئ الأسلحة في الكنائس والأديرة"لمحاربة المسلمين في مصر. وهو نداء إجرامي يحرض ميليشيات "الإخوان" الذين استعرضوا عضلاتهم المفتولة في جامعة الأزهر إلى إخراج أسلحتهم من مخابئها لتحويل مصر إلى"كشح"كبرى يذبحون الأقباط في كل قرية أو مدينة فيها.
إذا كان العوا يعوى مع ذئاب الإرهاب المتأسلم،مثل المجرم الشريك في قتل الرئيس المؤمن محمد أنور السادات ،طارق الزمر،الذي يكتب من سجنه كاذباً"الكنيسة في مصر دولة فوق الدولة"!!! فإن الإسلامي المعتدل حقاً وصدقاً،محمد عبد القدوس،كثر الله من أمثاله،يحرق مخه لإبتكار وسائل ودية طريفة لوصل حبل الود بين عنصري الأمة المصرية المسلمين والأقباط.مثلاً يطلب من الأقباط رفع السماعة في الأعياد الإسلامية لتهنئة إخوانهم المسلمين بأعيادهم ،كما يطالب المسلمين بمكالمة إخوانهم الأقباط في أعيادهم الدينية لتهنئتهم بها. وهو بهذه المبادرة الجميلة يحيي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم،الذي كان يقول لموزعي الصدقة:"ابدأوا بجارنا اليهودي"،وهو في الوقت نفسه يسدد لكمة مدوية لفقه النكد وفقه الفتنة ،فقه الولاء والبراء، الذي يأمر المسلمين على لسان محمد بن ابراهيم، حفيد محمد بن عبد الوهاب،الذي ترأس كبار"علماء"السعودية طوال 50 سنة في "فتاويه" الشيطانية : "يجوز لعن النصارى واليهود" و"لا يجوز ابتداء أهل الكتاب بالسلام ولا ينبغي مصافحتهم تحت أي ظرف"و" يجب منع النصارى والنصرانيات من العمل داخل المجتمعات الإسلامية". هذه الدعوة الإجرامية لثقافة الكراهية والعنصرية الدينية والفتنة بين عنصري الأمة المصرية،مازالت للأسف الشديد تدرس في مدارس مصر وثانويات الأزهر... نامت نواطير مصر عن ثعالبها...
وأخيراً تحية إسلامية حارة لشيخ الإسلام في القرن الحادي والعشرين الشيخ سيد إمام الشريف الشهير بـ"الدكتور فضل" القابع في زنزانة رطبة في سجن ليمان طره،فك الله أسره، الذي فضح الإرهاب المتأسلم كما لم يفضحه أحد قبله،جازاه الله عن الإسلام خيرا،والذي اعتبر الأقباط وجميع المصريين المسيحيين مواطنين لا ذميين لهم من حقوق المواطنة ما لإخوانهم المسلمين،وعليهم من واجباتها ما على المصريين المسلمين .
فهل ستقتضي الجماعات المتأسلمة التي مازالت سجينة فقهاء القرون الوسطى وكأن الزمن تجمد في حقبتهم،وأقسموا بأغلظ الأيمان ألا يتجاوزها إلى عصرنا الحديث،قلت هل ستقتضي هذه الجماعات بهذه المنارة الإسلامية الرائعة الشيخ سيد إمام الشريف الشهير بـ" للدكتور فضل.

[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة للشيخ راشد الغنوشي:لماذا تكره الإسلام الليبرالي ...
- الاستقرار والأمن قبل الديمقراطية
- النقد الذاتي علامة نضج
- رسالة لرئيس وزراء مصر: حرر الدكتور فضل من سجن ليمان -طره-
- نصر الله أمام محكمة التاريخ
- أسوة بتونس: جفف ينابيع التطرف والإرهاب
- مبارك...المبارك
- عن -صفقة-د.سعد الدين ابراهيم وجمال مبارك؟!
- نسخ الآيات والاجتهاد
- لماذا كل هذا الحقد على مصر؟!
- -قافلة الحرية- بهدوء
- الخوف من الإسلام
- ماذا تحتاج مصر؟
- نصيحة للبرادعي: لا تترشح لرئاسة مصر
- الغنوشي يريد الحرب الذرية
- عندما تفكر الأمة بحذائها
- أين حرية الاعتقاد يا مصر؟
- الشارع المصري يريد جمال
- والله مصر بخير
- لماذا لا نرى إلا نصف نصف الكوب الفارغ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أشرف عبد القادر - رفعت السعيد يرتفع و العوا يعوي مع الذئاب