|
لا هوية موحدة دون احترام الهويات الفرعية
عبد الحسين شعبان
الحوار المتمدن-العدد: 3167 - 2010 / 10 / 27 - 19:48
المحور:
حقوق الانسان
عبد الحسين شعبان.. لا هوية موحدة دون احترام الهويات الفرعية
بيروت (رويترز) الباحث العراقي عبد الحسين شعبان يصل في كتابه"جدل الهوّيات في العراق والدولة والمواطنة" الى ما سبقه اليه باحثون كثر في الشأن القومي ووحدة الامم والى استنتاجات ابرزها قوله انه لاهوية موحدة دون احترام الهويات الفرعية . ورأى ان هذا الاحترام يفترض تأمين حقوق تلك الاقليات في انواعها واشكالها المختلفة. وقال الدكتور عبد الحسين شعبان الاكاديمي ورجل الفكر "لا يمكن الحديث عن هوية موحّدة اوجامعة ومواطنة كاملة دون احترام الهويات الفرعية المتعددة والمتنوعة المختلفة والمؤتلفة..." واضاف ان هذا "يقتضي تأمين حقوق الاقليات القومية والدينية ونبذ الطائفية السياسية قانونا ومجتمعيا ولعل ذلك يمكن ان يسهم في تعزيز وتعميق الشعور الوطني والانتماء للكيان القانوني كوطن وليس كطائفة او مذهب او دين او قومية او اثنية اوعشيرة او منطقة اي الانتماء للامة- الدولة ذات الكيان الموحد والمتعدد وليس سلطة متغيرة قد تستمر وقد تنحسر." كتاب شعبان جاء في 110 صفحات متوسطة القطع وصدر عن "الدار العربية للعلوم ناشرون " في بيروت . وشعبان كما جاء في التعريف به في الكتاب هو "اكاديمي ومفكر من الجيل الثاني للمجددين العراقيين يساري النشأة والتوجه لكنه لم يتقيد بتعاليم المدرسة الماركسية التقليدية ومنذ الثمانينات كانت له مساهمات متميزة في اطار التجديد والتغيير والنقد للتيار الاشتراكي واليساري وتعكس مؤلفاته وكتبه ومساهماته المتنوعة انشغالات خاصة بقضايا الديمقراطية والاصلاح والمجتمع المدني." ودرس شعبان في جامعة بغداد وواصل دراساته العليا في براج حيث نال درجات منها دكتوراه في القانون وله مؤلفات ومساهمات متعددة في مجالات القانون والسياسة الدولية وفي الصراع العربي الاسرائيلي وفي موضوع الاسلام وقضايا فكرية مختلفة. وهو عضو في اتحادالمحامين العرب في القاهرة وفي جمعية المحامين الدولية في لندن. ويقول المؤلف "يشغل موضوع الهوية حيزا غير قليل في الثقافة والفكر وفي دراسات علوم السياسة والقانون والاجتماع في ظل الجدل الذي ارتفعت وتيرته منذ ربع قرن تقريبا سواء على المستوى الداخلي او الدولي في اطار مجتمعات متعددة التكوينات و الهويات او في احتدامات لمصالح دولية او اقليمية." وكان لانهيارالانظمة الشمولية وبخاصة في اوروبا الشرقية اثره الكبير في "احتدام الصراع بين ""هويات كبرى وصغرى"" وهويات ""تابعة ومتبوعة"" وهويات ""دنيا وعليا "" وهويات ""قوية وضعيفة ""رغم ميلي الى تىسميتها ""هويات فرعية "" وهويّات ""كليّة" بمعنى عامة او شاملة." واضاف "وادّى هذا المتغيّر الى انقسام دول وانفصال كيانات ظلت "" متحدة ""لسنوات طويلة او هكذا بدت الصورة ولعبت العولمة دورا مهما في تشجيع ذلك وبخاصة اذا كانت الكيانات الكبرى عامل تحدّ للقوى المتنفذة والمتسيّدة في العلاقات الدولية وهو ما وفّر ظروفا موضوعية وان كانت لاغراض خاصة لبروز الهويا ت الفرعية وخصوصا في ظل ارتفاع رصيد فكرة حقوق الانسان ومبادىء المواطنة والمساواة وهوكان غائبا في في ظل الانظمة الشمولية والاستبدادية ."
وفي الحديث عن الهوية العراقية قال شعبان"الهوية العراقية المتعددة الجامعة والموحدة ستكون اشمل واعمّ واكثر انسجاما وثقة كلم كانت حقوق الاقليات القومية والدينية واللغوية والسلالية مؤمنة ومحترمة واغنى بالحقوق والحريات والمساواة. " وتناول الباحث "جدل وصراع الهويات في العراق وتاريخه واطرافه ناهيكم عن اسبابه وتأثيراته وبخاصة دور الاحتلال الاميركي في تأجيجه وقبله الاستعمار البريطاني خدمة لاهدافهما السياسية ..." وقال الباحث "ولعل المشاريع الاخيرة التي جرى تسويقها تحت عناوين مختلفة انما هي امتدادات لمشاريع قديمة سواء اتخذت مبررات باسم""الواقعية السياسية"" او لانهاء العنف او مبررات سياسية واكاديمية لكنها كانت تهدف تقريب التقسيم ..." قسم الباحث كتابه الى خمسة اقسام فخصص القسم الاول "لمعنى الهوية ودلالاتها ودراستها من خلال الثابت والمتغيّر ..." اما القسم الثاني فناقش فيه المؤلف "فكرة الهوية والدولة وبخاصة الدولة العراقية من خلال مرجعيتها ما بين احتلالين متوقفا عند الهوية والطائفية السياسية والهوية وصورة ما سمّي بالعراق "" الجديد ""ومشارع التقسيم المطروحة." وخصص الباحث القسم الثالث من الكتاب "لفكرة الهوية والجنسية وتوقف عند حدود المواطنة والجنسية مسلطا الضوء على اوضاع الماضي والحاضر." القسم الرابع خصص لموضوع الهوية والتنوع الثقافي "متوقفاعند الهويات الفرعية وعلاقتها خصوصا بالشرعية الدولية لحقوق الانسان باحثا في راهن الهوية من خلال المرحلة الامريكية - الدولية التي ارادت اعطاء نكهة خاصة للهويات العراقية ولا سيما بتعويم الهوية الجامعة ..." اما في القسم الخامس فقد قام الباحث بفحص موضوع الهوية "من خلال المحاصصة الطائفية والاثنية ليناقش بعد ذلك جدل الهويات من خلال الفيدرالية وعلاقتها بالديمقراطية والدستور وقضية المهجرين والهوية الضائعة." وفي الكتاب مقدمة وخاتمة وملحق هو ""مشروع قانون تحريم الطائفية وتعزيز المواطنة في العراق"" فضلا عن تعريف بالباحث. اما في ""الملحق"" الذي حمل عنوانا هو"مشروع قانون تحريم الطائفية وتعزيز المواطنة في العراق " الذي تألف من سبع عشرة مادة فقد دعا شعبان الى اعتبار الطائفية جريمة في حق الشعب والوطن ودعا الى ان يمنع منعا باتا استغلال المناسبات الدينية للترويج للطائفية او المذهبية والى منع توزيع اواقتسام المناصب الحكومية وغير الحكومية على اساس الانتماء الطائفي والمذهبي.
وطالب بحظر استخدام وسائل الاعلام كلها في الترويج لاي غرض طائفي كما دعا الى منع التصنيفات والتقسيمات الطائفية والمذهبية في االجيش والقوات المسلحةوقوى الامن الداخلي والشرطة وجميع دوائر الدولة ومرافقها.وطالب بمنع الترشح في اي نوع من الانتخابات على الصعيدين الوطني والمحلي استنادا الى اي معيار طائفي او مذهبي والى تحريم الوظائف القضائية كلها وفقا لاي اعتبار ات طائفية او مذهبية. ودعا الى منع رجال الدين من اصدار الفتاوى التي تتعلق بالشأن العام خاصة السياسية منها والى ان تدار جميع المراقد والاماكن المقدسة من قبل الدولة والى منع استخدام الشعارات الدينية الطائفية والمذهبية في الجامعات والمعاهد العليا والمدارس كافة والى عدم الاعتراف بشهادات المدارس الدينية الا اذا اذا كانت برامجها مقبولة ومعتمدة لرقابة حكومية . من جورج جحا
#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاستفتاء السوداني والمقاربة الكردية
-
الجواهري - جدل الشعر والحياة
-
هجرة المسيحيين .. افتراضات الصراع واشتراطات الهوية!
-
المقال والمآل فيما كتبه جهاد الزين ومناقشتا صلاح بدر الدين و
...
-
المسيحيون والمواطنة وناقوس الخطر
-
حوار عربي صيني حول الماضي والحاضر والمستقبل
-
“إسرائيل” دولة نووية هل يصبح الأمر الواقع واقعاً؟
-
ازدواجية المعايير وانتقائية المقاييس وسياسة الهيمنة!
-
هل الصين دولة نامية؟
-
انسحاب أم إعادة انتشار؟
-
المثقف والهاجس المفقود
-
بعد التعويض العراقي لأمريكيين من يعوّض العراقيين؟
-
بلجيكا في مواجهة الانقسام
-
المفارقات الكبيرة بين الرأسمالية المتوحشة والرأسمالية ذات ال
...
-
الحريات الأكاديمية
-
الغزو الأمريكي نجح عسكرياً وفشل سياسياً والفراغ الحكومي يعيد
...
-
ما يريده بايدن من العراق
-
التنمية الموعودة والشراكة المنشودة!
-
اعتقال العقل
-
الحق في التنمية
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
-
أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
-
معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد
...
-
منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية
...
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|